abomokhtar
07-03-2012, 12:00 AM
لا شك أنّ تطبيق الشريعة كاملةغير منقوصة هو المطلوب،ولا شك أنّ كل خطوة تنقل بها واقعاً سيئاً إلي واقع أقل سوءاً هي خطوة إجابية يجب الترحيب بها وهو مايعرف بفقه الممكن،لكن الآفة الكبري التي أصابت بعض العاملين في حقل الدعوة الإسلامية أنّه يحاول أن يجعل الممكن هو عين المطلوب،وهذا يمثل تحريفاً للشريعة وتضيعاً لثوابتها،وإخضاعاً لها لسلطان الواقع المعاش.هذا ماذهب إليه علماء الأمة سلفا وخلفاً نظرية وتطبيقاً ...فقد ذهبوا إلي القول بأن مرحلية الحركة لا تعني مرحلية التصور ...فالشريعة التي نسعي إلي تطبيقها في واقع الحياة اليومية منهج متكامل الأركان،متماسك البنيان ،قائم علي تصور كلي للأحياء والأشياء وعلاقاتهما بالكون المحيط بهما... تصور يجمع بين الدنيا والآخرة في سلسلة محكمة الحلقات لا نفصام لها...غير أنّ أحكام هذه الشريعة عند التطبيق تحكمها شروط القدرة وتتحكم فيها موانع الإستطاعة وهو ما يعرف بالممكن ..لأنّ الشريعة جاءت لتحصيل المصالح وتحقيقها ..ودرء المفاسد وتقليلها ..فإن عجزنا عن درء المفاسد كلية مع القدرة علي درء بعضها وجب...وإن عجزنا عن تحقيق المصلحة كلها مع القدرة علي تحقيق بعضها وجب...وهذا لا يعني أن نعتبر أن تحقيقنا للممكن هو عين المطلوب ،لا ولكن هذا هو المتاح وهذا هو الميسور الذي ينبغي أن لا يسقط بالمعسور ..
ومثال ذلك عند أهل العلم كالأتي :هب أن جماعة من الغرقي في بحر متلاطم الأمواج،فالمسلك الصحيح لإنقاذهم هو وضع منارات واضحة علي شاطئ النجاة،ثم النزول إليهم بقوارب الإنقاذ وكل من استطعنا نقله إلي الشاطئ،فهو خطوة في الطريق الصحيح ومؤشر علي قرب السلامة والإقتراب من العافية والبعد عن مظآن الهلكة المحققة،ولذا فمن يمتنع عن ذلك بحجة أنّ هذه الخطوة لن ترفع عنه الخطر بالكلية فهو مخطئ،ومثل بمثل في الخطأ من إعتقد أنّ النجاة التامة قد حصلت له بمجرد هذه الخطوة.لكن ما لا يدرك كله لا يترك جلّه...كما يقول الفقهاء
مثلاً آخر يقرب الفهم :هب أنّ صبياً ارتفعت درجة حراراته حتي دقت نواقيس الخطر وتمّ إدخاله العناية المركزة وبدأ الأطباء يتعاملون مع الحالة بالمتاح من العقاقير حتي بدأ مؤشر الحرارة في التوقف عن مواصلة الإرتفاع هنا يبدأ الأطباء يستبشرون ويبشرون أهل المريض بأنّه تخطي المرحلة الحرجة وهو في طريقه للتماسل للشفاء والعافية وهو ما نسميه في اللحظة الآنية بالممكن ولكن لا يعني أنّ نجاح الإطباء في إجبار مؤشر الحرارة علي التوقف عند الأربعين مثلاً هو عين المطلوب إطلاقاً فالمطلوب هو أن يعود المؤشر إلي درجة الحرارة الطبيعية لجسم الكائن الحي..هذا المثل يفسر حرفياً حالة الغبطة والسعادة والسرور التي انتابت أبناء الحركات الإسلامية في مصر والعالم الإسلامية بتجربة حزب التنمية والعدالة التركي ذي الواجهة الإسلامية بقيادة السيد/رجب طيب أردغان ،فهذا الغبطة لا تعني أنّ الحزب قد نجح في تحقيق المطلوب كاملا بمقياس الشريعة لا وإنّما تعني أنّ الحزب استطاع أن يحقق الممكن في سبيل الوصول إلي تحقيق المطلوب شرعاً ..فكون أردكان قد نجح في تحويل دفة الأمور من علمانية محاربة للدين تراه البديل الحصري والوحيد لها ولذ فهي تستهدفه بالعداء وتعمل علي إقصاءه ومحاربته بكل السبل إلي علمانية لا تراه عدوها الأول والأصيل وإنما تري إمكانية التعايش مع الدين جنباً إلي جنب علي طريقة العلمانية والديانة النصرانية تحت شعار دع مالله لله وما لقيصر لقيصر!!وإنّ كنا نري أنّ ما يصلح مع الديانة النصرانية لا يصلح مع الإسلام بإعتبار أنّ الإسلام لا يعرف هذا الإنفصام النكد بين الشرائع والشعائر بين المسجد وبين وكل مناحي الحياة!! لكن نعود ونقرر إنّ إغتباطنا لما وصل إليه الأتراك اليوم هو إغتباط أهل المريض الذين بشرهم الأطباء بأنّ الحرارة قد توقفت عن الإرتفاع وبدأت أولي مراحل الهبوط والعودة إلي الوضع الإفتراضي...إذ لا يعني أنّ الحالة التركية هي النموذج الأمثل أو المثال الأكمل أو المطلوب الكامل لا بل هو الممكن الميسور المتاح في طريق الوصول إلي المطلوب التام.
وعلي هذا ينبغي التحذير من المساومات التي تحدث نتيجة للحملات الإعلامية الشرسة والرسائل الإبليسية التي يحاول أن يلقي بها في روع الناس مخوفاً إيّهم من الشريعة وتطبيقاتها ليدفع بعض فصائل العمل الإسلامي إلي القبول بمبدأ ''السكوت عن بعض الشريعة''ومحاولة التنازل عن بعض أحكامها حتي وصل عند بعضهم ما أسمته دوائر غربية:بأنّهم يريدون نظاماً علمانياً بنكهة إسلامية!!
وإزاء هؤلاء حصل نوع من تقاسم الأدوار بين العلمانين بين مرحب بهذا التنازل-الذي أسموه إعتدالاً!-وبين مستثمر لهذا الأمر أسوأ إستثمار ،واصفاً أصحاب هذا التنازل بالإنتهازية السياسية،والميكيافلية ...وغيرها من الأوصاف التي ما أنزل الله بها من سلطان!!وعلي هذا ينبغي علي الحركة الإسلامية أن تتسم بالوضوح والنقاء والشفافية والبعد عن محاولة إسترضاء من لا يرضون عنك حتي تتبع ملتهم من لبراليين أويساريين أو فوضويين أوغيرهم ،وأنّ إحترامنا لأنفسنا بإحترام أحكام شريعتنا سيجبر الجميع علي إحترامنا إن لم يكن حباً وتقديراً سيكوناً مهابة وإجلالاً وتقديراً.
http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=107251
ومثال ذلك عند أهل العلم كالأتي :هب أن جماعة من الغرقي في بحر متلاطم الأمواج،فالمسلك الصحيح لإنقاذهم هو وضع منارات واضحة علي شاطئ النجاة،ثم النزول إليهم بقوارب الإنقاذ وكل من استطعنا نقله إلي الشاطئ،فهو خطوة في الطريق الصحيح ومؤشر علي قرب السلامة والإقتراب من العافية والبعد عن مظآن الهلكة المحققة،ولذا فمن يمتنع عن ذلك بحجة أنّ هذه الخطوة لن ترفع عنه الخطر بالكلية فهو مخطئ،ومثل بمثل في الخطأ من إعتقد أنّ النجاة التامة قد حصلت له بمجرد هذه الخطوة.لكن ما لا يدرك كله لا يترك جلّه...كما يقول الفقهاء
مثلاً آخر يقرب الفهم :هب أنّ صبياً ارتفعت درجة حراراته حتي دقت نواقيس الخطر وتمّ إدخاله العناية المركزة وبدأ الأطباء يتعاملون مع الحالة بالمتاح من العقاقير حتي بدأ مؤشر الحرارة في التوقف عن مواصلة الإرتفاع هنا يبدأ الأطباء يستبشرون ويبشرون أهل المريض بأنّه تخطي المرحلة الحرجة وهو في طريقه للتماسل للشفاء والعافية وهو ما نسميه في اللحظة الآنية بالممكن ولكن لا يعني أنّ نجاح الإطباء في إجبار مؤشر الحرارة علي التوقف عند الأربعين مثلاً هو عين المطلوب إطلاقاً فالمطلوب هو أن يعود المؤشر إلي درجة الحرارة الطبيعية لجسم الكائن الحي..هذا المثل يفسر حرفياً حالة الغبطة والسعادة والسرور التي انتابت أبناء الحركات الإسلامية في مصر والعالم الإسلامية بتجربة حزب التنمية والعدالة التركي ذي الواجهة الإسلامية بقيادة السيد/رجب طيب أردغان ،فهذا الغبطة لا تعني أنّ الحزب قد نجح في تحقيق المطلوب كاملا بمقياس الشريعة لا وإنّما تعني أنّ الحزب استطاع أن يحقق الممكن في سبيل الوصول إلي تحقيق المطلوب شرعاً ..فكون أردكان قد نجح في تحويل دفة الأمور من علمانية محاربة للدين تراه البديل الحصري والوحيد لها ولذ فهي تستهدفه بالعداء وتعمل علي إقصاءه ومحاربته بكل السبل إلي علمانية لا تراه عدوها الأول والأصيل وإنما تري إمكانية التعايش مع الدين جنباً إلي جنب علي طريقة العلمانية والديانة النصرانية تحت شعار دع مالله لله وما لقيصر لقيصر!!وإنّ كنا نري أنّ ما يصلح مع الديانة النصرانية لا يصلح مع الإسلام بإعتبار أنّ الإسلام لا يعرف هذا الإنفصام النكد بين الشرائع والشعائر بين المسجد وبين وكل مناحي الحياة!! لكن نعود ونقرر إنّ إغتباطنا لما وصل إليه الأتراك اليوم هو إغتباط أهل المريض الذين بشرهم الأطباء بأنّ الحرارة قد توقفت عن الإرتفاع وبدأت أولي مراحل الهبوط والعودة إلي الوضع الإفتراضي...إذ لا يعني أنّ الحالة التركية هي النموذج الأمثل أو المثال الأكمل أو المطلوب الكامل لا بل هو الممكن الميسور المتاح في طريق الوصول إلي المطلوب التام.
وعلي هذا ينبغي التحذير من المساومات التي تحدث نتيجة للحملات الإعلامية الشرسة والرسائل الإبليسية التي يحاول أن يلقي بها في روع الناس مخوفاً إيّهم من الشريعة وتطبيقاتها ليدفع بعض فصائل العمل الإسلامي إلي القبول بمبدأ ''السكوت عن بعض الشريعة''ومحاولة التنازل عن بعض أحكامها حتي وصل عند بعضهم ما أسمته دوائر غربية:بأنّهم يريدون نظاماً علمانياً بنكهة إسلامية!!
وإزاء هؤلاء حصل نوع من تقاسم الأدوار بين العلمانين بين مرحب بهذا التنازل-الذي أسموه إعتدالاً!-وبين مستثمر لهذا الأمر أسوأ إستثمار ،واصفاً أصحاب هذا التنازل بالإنتهازية السياسية،والميكيافلية ...وغيرها من الأوصاف التي ما أنزل الله بها من سلطان!!وعلي هذا ينبغي علي الحركة الإسلامية أن تتسم بالوضوح والنقاء والشفافية والبعد عن محاولة إسترضاء من لا يرضون عنك حتي تتبع ملتهم من لبراليين أويساريين أو فوضويين أوغيرهم ،وأنّ إحترامنا لأنفسنا بإحترام أحكام شريعتنا سيجبر الجميع علي إحترامنا إن لم يكن حباً وتقديراً سيكوناً مهابة وإجلالاً وتقديراً.
http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=107251