abomokhtar
09-03-2012, 05:57 PM
إذا أردت أن تحاور العمة فهيمة (75 عاما ) أمام منزلها الطيني وهو عبارة عن عشة في قرية السمطا بدشنا فعليك ألا تسألها عن العيد العالمي للمرأة لأنها باختصار لاتعرفه ولا تشاهد التليفزيون.. هي فقط تعرف أحلامها.
فهيمة التي رفضت الرحيل مع أولادها الذكور لمحافظة أسوان لأنها تصر علي الوفاء لذكري الحبيب الزوج الذي عاش هنا ثم مات، فأصرت أن تجعل قبره قريبا من مسكنها لتشعر بالسعادة وهي تقول لك بلهجتها "الإنسان مش بيحتاج غير متر أرض بس" لتخبرك بعد ذلك أن مهنتها كداية جعلتها تعرف الحياة جيدا وتعرف الموت أكثر.
وتضيف فهيمة: "مهنتان لايمتهنهما الإنسان إلا إذا كان يجيد الاحتفاظ بالأسرار وهما مهنة الداية التي تستقبل المواليد الجدد ومهنة تغسيل الموتى".
مابين الحياة والموت تلقي لك فهيمة باختراعها الجديد في تدوين المواليد الذين قامت بسماع صراخهم وهم يواجهون الحياة ...اختراعها غريبا فهي تصمم علي إعطائه لقب "ولد فلان" "وبنت فلان" متجهة بالاسم إلي تسلسل عائلي طويل لايكتفي بالاسم الرباعي.
وحين تسألها: لماذا هذا التدوين؟ تجيب "أنا بنقل الحياة ياكبدي" وتسترسل أنها عشقت شهادة الميلاد برغم أنها لم تكن موجودة في عصرها الذي ولدت فيه وأنها تعلمت من خلال محو الأمية حين وصلت لعمر متأخر.
تكشف لك فهيمة وهي تضع يدها علي معزتها التي تؤنس وحدتها في منزلها الطيني والتي تطلق عليها اسم "زعمانة" أنها لا تعرف من حكام مصر غير اثنين جمال عبد الناصر لأنها شاهدت أهالي القري يحملون نعشه، ويسيرون به في الشوارع هاتفين ياجمال ياحبيب الملايين، أما الرئيس الثاني فهو محمد أنور السادات الذي تعرفه لأنه أرسل قوات من الشرطة والجيش لإرهاب قريتها وهم يقومون بالثأر فيما بينهم، أما مبارك فلم تعرفه غير بعد قيام الثورة.
حين تسأل فهيمة عن مبارك المخلوع تجيب ضاحكة: "عرفت إنه رئيس ياكبدي لما شفت الناس بتضرب النار وتسير بالبنادق بدون خوف، ولما سألت قالوا "أصل البلد حصلت فيها ثورة ضد مبارك".. تصمت فهيمة لتؤكد أنها منذ هذه اللحظة وهي تحلم برئيس تعرفه دون أن تشاهد التليفزيون لأنها لاتطيق متابعته وأنها تحلم به أن يكون غلبانا مثلها وطيبا ويؤمن بأن الإنسان يعيش مابين دائرة الموت والحياة وأنه ليس له غير متر أرض يُقبر فيها حين يموت.
تشير فهيمة لمعزتها "زعمانة " للرحيل ثم تقول "بلّغه ياكبدي إنه يمنع السلاح من الناس وإنه يعيد الأمان ويحترم الفقراء والغلبان اللي يعيش في منزل طين علشان بيذكره بالأحباب"
http://gate.ahram.org.eg/NewsContent/5/35/181914/%D9%85%D8%AD%D8%A7%D9%81%D8%B8%D8%A7%D8%AA/%D8%A3%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1-%D9%88%D8%AA%D9%82%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%B1/%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A-%D9%84%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A3%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%85%D8%A9-%D9%81%D9%87%D9%8A%D9%85%D8%A9-%D8%AA%D8%AD%D9%84%D9%85-%D8%A8%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3-%D9%8A%D8%AD%D8%AA.aspx
فهيمة التي رفضت الرحيل مع أولادها الذكور لمحافظة أسوان لأنها تصر علي الوفاء لذكري الحبيب الزوج الذي عاش هنا ثم مات، فأصرت أن تجعل قبره قريبا من مسكنها لتشعر بالسعادة وهي تقول لك بلهجتها "الإنسان مش بيحتاج غير متر أرض بس" لتخبرك بعد ذلك أن مهنتها كداية جعلتها تعرف الحياة جيدا وتعرف الموت أكثر.
وتضيف فهيمة: "مهنتان لايمتهنهما الإنسان إلا إذا كان يجيد الاحتفاظ بالأسرار وهما مهنة الداية التي تستقبل المواليد الجدد ومهنة تغسيل الموتى".
مابين الحياة والموت تلقي لك فهيمة باختراعها الجديد في تدوين المواليد الذين قامت بسماع صراخهم وهم يواجهون الحياة ...اختراعها غريبا فهي تصمم علي إعطائه لقب "ولد فلان" "وبنت فلان" متجهة بالاسم إلي تسلسل عائلي طويل لايكتفي بالاسم الرباعي.
وحين تسألها: لماذا هذا التدوين؟ تجيب "أنا بنقل الحياة ياكبدي" وتسترسل أنها عشقت شهادة الميلاد برغم أنها لم تكن موجودة في عصرها الذي ولدت فيه وأنها تعلمت من خلال محو الأمية حين وصلت لعمر متأخر.
تكشف لك فهيمة وهي تضع يدها علي معزتها التي تؤنس وحدتها في منزلها الطيني والتي تطلق عليها اسم "زعمانة" أنها لا تعرف من حكام مصر غير اثنين جمال عبد الناصر لأنها شاهدت أهالي القري يحملون نعشه، ويسيرون به في الشوارع هاتفين ياجمال ياحبيب الملايين، أما الرئيس الثاني فهو محمد أنور السادات الذي تعرفه لأنه أرسل قوات من الشرطة والجيش لإرهاب قريتها وهم يقومون بالثأر فيما بينهم، أما مبارك فلم تعرفه غير بعد قيام الثورة.
حين تسأل فهيمة عن مبارك المخلوع تجيب ضاحكة: "عرفت إنه رئيس ياكبدي لما شفت الناس بتضرب النار وتسير بالبنادق بدون خوف، ولما سألت قالوا "أصل البلد حصلت فيها ثورة ضد مبارك".. تصمت فهيمة لتؤكد أنها منذ هذه اللحظة وهي تحلم برئيس تعرفه دون أن تشاهد التليفزيون لأنها لاتطيق متابعته وأنها تحلم به أن يكون غلبانا مثلها وطيبا ويؤمن بأن الإنسان يعيش مابين دائرة الموت والحياة وأنه ليس له غير متر أرض يُقبر فيها حين يموت.
تشير فهيمة لمعزتها "زعمانة " للرحيل ثم تقول "بلّغه ياكبدي إنه يمنع السلاح من الناس وإنه يعيد الأمان ويحترم الفقراء والغلبان اللي يعيش في منزل طين علشان بيذكره بالأحباب"
http://gate.ahram.org.eg/NewsContent/5/35/181914/%D9%85%D8%AD%D8%A7%D9%81%D8%B8%D8%A7%D8%AA/%D8%A3%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1-%D9%88%D8%AA%D9%82%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%B1/%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A-%D9%84%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A3%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%85%D8%A9-%D9%81%D9%87%D9%8A%D9%85%D8%A9-%D8%AA%D8%AD%D9%84%D9%85-%D8%A8%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3-%D9%8A%D8%AD%D8%AA.aspx