مشاهدة النسخة كاملة : ثقافة المربي الناجح


abomokhtar
23-03-2012, 12:24 AM
إن المكون الرئيسي في شخصية الإنسان هي ثقافته، وكلما تعمقت الثقافة وتعددت كلما اتسعت مدارك الإنسان، وتعددت مواهبه وخبراته وقدراته على التواصل والتعامل مع الآخرين والنجاح في علاقاته معهم، ومصادر الثقافة متعددة، منها ما يكتسبه الإنسان من واقع بيئته التي نشأ فيها، ومنها ما يجتهد في البحث عنها بنفسه من خلال القراءات والدراسة والسفر والاندماج بالحياة العامة والتعلم من خبرات الآخرين.



والمربي وهو الإنسان الذي تصدى لأشرف مهنة في الأرض، وهي مهنة الأنبياء هو أولى الناس بالبحث عن تلك الثقافات المتنوعة.



واليوم تطورت العلوم بشكل كبير وسريع كذلك الاتصالات فترى طفل اليوم يسبق في تفكيره ومعارفه ولغته شباب الأمس، فيجب عليه إذن أن يفوق في علمه وخبرته هؤلاء المربين حتى لا يفقد مصداقيته أمام جيل نأمل فيه الكثير ونعول عليه إعادة روح الريادة للإسلام والمسلمين، ولن يتأتى له ذلك إلا بالتربية العميقة الشاملة، تربية تهتم بعلوم القرآن كما تهتم بعلوم الحاسب الآلي، وتهتم بالخلق كما تهتم بالصناعة والتجارة، تربية ترى أنه من العيب أن تأكل مما ينتج غيرك، وتلبس مما يصنع غيرك، تربية ترى أنه من العيب على أمة "اقرأ" أن يكون فيها أمي، وترى من الكبائر أن تصلي على سجادة مستوردة، وترى من الموبقات أن يدنس المسجد الأقصى بأقدام الصهاينة المجرمين.



والمربي الذي يريد أن يشكل ثقافة إنسان آخر وفكره، واتجاهه لزامًا عليه أن يتحلى هو أولاً بتلك الصفات أو أكثر، وقد أوجز العلامة يوسف القرضاوي الحديث في ثقافة المربي العصري في ستة نقاط اشتملت على كل فروع العلوم حتى إذا تحلى بها إنسان- بالطبع يجب أن تتوفر فيه صفات إنسانية أخرى سوف نذكرها في حينها وتلك الصفات الإنسانية هي التي تتيح القرب القلبي من المربي لمن يستهدفهم- كان مربيًا ناجحًا بإذن الله وتلك الثقافات هي- والكلام للعلامة القرضاوي:



* ثقافة إسلامية

* ثقافة تاريخية

* ثقافة أدبية ولغوية

* ثقافة إنسانية

* ثقافة علمية

* ثقافة واقعية



والمقصود بالثقافة الإسلامية: كل ما يتعلق بالعلوم الشرعية من علوم قرآن وعلم الحديث وعلوم الفقه والسيرة النبوية وهكذا.



الثقافة التاريخية: هي كل ما يتعلق بالتاريخ الإنساني وليس الإسلامي فقط، تاريخ الأمم والحضارات، تاريخ الأديان والأنبياء، تاريخ الصحابة والفتوحات الإسلامية وما يتعلق بفترات النصر والتمكين وكذلك فترات التدهور في التاريخ الإسلامي كذلك ما يتعلق بتلك الموضوعات من دراسة فقه النصر والتمكين وأسباب التقدم والانحدار.



الثقافة الأدبية واللغوية: هي كل ما يتعلق بعلوم اللغة العربية وهناك حد أدنى من المعرفة يجب أن يتحلى بها المربي في هذا المجال، فقلا يصح مثلاً أن يتصدر للتربية من لا يحسن فهم مفردات اللغة العربية البسيطة فيقف عاجزًا عن التعبير عما يجول بخاطره أمام أحدهم.



الثقافة الإنسانية: وقد تشعبت العلوم الإنسانية على مدى الحقب بشكل كبير فمنها الفلسفة وعلماء النفس وعلماء الاجتماع، وليس مطلوبًا من المربي أن يتوغل في تلك العلوم بشكل أكاديمي تخصصي وإنما ما يلزمه في هذا أن يعرف مداخل النفس الإنسانية بمعرفة أنواعها وما يصلح لها، وما تصلح به ومعرفة الطريقة التي تصلح مع كل نوع منها، فمنها العصبي المزاج أو المعتدل المزاج ومنها السهل اليسير ومنها الصلب الصعب، ومنها المرح المتفائل ومنها المتشائم الكئيب، ومنها من تردعه النار ومنها ما تحببه الجنة، ويكفيه تلك المعرفة حتى يسهل له القيام بمهمته التربوية وإلا فإنه يفسد من حيث يريد أن يصلح.



أما الثقافة العلمية: والمقصود من هذه الثقافة أن يتبع فيها كلمة الإمام البنا أن يعرف شيئًا عن كل شيء، فالإنسان بطبيعة الحال لن يستطيع أن يلم بكل شيء لكنه من غير المقبول ألا يعلم المربي استخدامات الطاقة وتطورها وآخر ما وصل إليه العلم فيها، وليس مقبولاً كذلك ألا يكون عنده علم بفنون الاتصال الحديثة والمتطورة يومًا بعد يوم أو آخر ما وصل إليه العلم فيما يحيط بالإنسان ويستخدمه يوميًّا في حياته.



وأخيرًا الثقافة الواقعية: وتلك من الأهمية بمكان بحيث تسمح للمربي بأن يكون على دراية بكل ما يحدث حوله من أحداث داخليًّا وخارجيًّا، أحوال العالم الإسلامي والعالم الخارجي، من معك ومن عليك، ما هي السياسة الخارجية وما هي السبل المثلى للتواصل مع الآخر، وإن لم يتسم المربي بتلك المعارف الواقعية فإنه سيعيش في بوتقة بعيدة عن عقول الناس وقلوبهم، وحتمًا سيأتي عليه الوقت الذي ستتحجر فيه دعوته ولم يجد من يستمع إليه ولن يجبره في هذا كم ما يحفظه من علوم تاريخية ولغوية وإنسانية. ولمن أراد الاستزادة في هذا الأمر فليرجع إلى كتاب الدكتور القرضاوي ثقافة الداعية ففيه التفاصيل كاملة.



ولقد قال الإمام البنا رحمه الله تأكيدًا لتلك المعاني جميعا "تعلم كل شيء عن شيء وتعلم شيئًا عن كل شيء"، والمقصود بهذه الكلمة الرائعة أن يتخصص الإنسان- خاصة المربي- في علم من العلوم ويتقنه ويتميز فيه ويبدع، ثم هو يعلم بعض الأشياء عن العلوم الأخرى فلا يكون جاهلاً بها بل ملمًا بما يجعله يظهر في ثوب المثقف الواعي بما يدور حوله خاصة العلوم التي تشغل الشباب في ذلك الزمان. وسوف نوالي حديثنا في كيفية تطوير العملية التربوية والنهوض بها بما يتناسب وروح العصر والحوار ما زال مفتوحًا للجميع.
http://www.ikhwanonline.com/new/Article.aspx?ArtID=104241&SecID=391

abdorajb
23-03-2012, 02:49 AM
قال الإمام البنا رحمه الله تأكيدًا لتلك المعاني جميعا "تعلم كل شيء عن شيء وتعلم شيئًا عن كل شيء"، والمقصود بهذه الكلمة الرائعة أن يتخصص الإنسان- خاصة المربي- في علم من العلوم ويتقنه ويتميز فيه ويبدع، ثم هو يعلم بعض الأشياء عن العلوم الأخرى فلا يكون جاهلاً بها بل ملمًا بما يجعله يظهر في ثوب المثقف الواعي بما يدور حوله خاصة العلوم التي تشغل الشباب في ذلك الزمان. وسوف نوالي حديثنا في كيفية تطوير العملية التربوية والنهوض بها بما يتناسب وروح العصر