مشاهدة النسخة كاملة : دولة جنوب السودان.. ورقة إسرائيل الجديدة ضد العرب


Soaad-532
24-03-2012, 09:29 PM
دولة جنوب السودان.. ورقة إسرائيل الجديدة ضد العرب

(في التاسع من يناير 2011م أُجري استفتاء شعبي أسفر عن انفصال جنوب السودان عن شماله، وأُعلنت دولة جنوب السودان المستقلة المسيحية برئاسة المتمرد الجنوبي سيلفا كير، حامل لواء سلفه جون جارنج لإقامة دولة مسيحية في جنوب السودان. الدولة الوليدة طالبت دعم المجتمع الدولي لها في مواجهة تهديدات النظام الإسلامي السوداني برئاسة عمر البشير، الذي هدد بإلغاء نتائج الاستفتاء. وفي يوم 10 يناير 2011م أعلن المهاجرون السودانيون في "إسرائيل" والبالغ عددهم نحو خمسة آلاف شخص، عن افتتاح أول سفارة لجنوب السودان في تل أبيب، بدعم ومساندة وزير الخارجية الصهيوني أفيجدور ليبرمان. بذلك يصبح الكيان الصهيوني أول دولة في العالم تعترف رسميًّا بالدولة الجديدة المنشقة. بعد شهر تعلن "إسرائيل" افتتاح سفارة لها بجنوب السودان لدعم العلاقات التطبيعية بين البلدين).



هذا السيناريو قد يعتبره البعض من القراءة الأولى درب من الخيال، اختلقه كاتب هذه السطور من ثنايا عقله الباطن، كمحاولة منه لتسلية القراء بقصة مثيرة جذابة. لكن بعد تأمل عميق وقراءة متأنية ستدرك من الوهلة الأولى بشاعة الخطورة التي يحملها هذا السيناريو المرتقب، والذي ستتجاوز تداعياته ودلالاته حدود السودان، التي لا تزال -حتى كتابة هذه السطور- أكبر دولة عربية من ناحية المساحة.



لا شك في أن السيناريو سالف الذكر بكل أبعاده يحمل العديد من المؤشرات والدلالات لما قد يواجه الوطن العربي من مخططات الفتنة والتقسيم، وتفتيته لدويلات صغيرة يمكن التحكم فيها وفرض السيطرة عليها؛ فالنموذج العراقي واللبناني واليمني ليس عنا ببعيد، وها هي السودان تتهاوى لتكون أحدث حلقات مسلسل "السقوط العربي" المخزي.
http://www.islamstory.com/دولة-جنوب-السودان-ورقة-اسرائيلية

Soaad-532
24-03-2012, 09:33 PM
علاقات مشبوهة

ومما يؤكد على التغلغل الصهيوني في جنوب السودان هو ما قاله خبير الشئون الإفريقية الصهيوني متساريا موننا، بأن العلاقات بين "إسرائيل" وجنوب السودان ليست جديدة، وتاريخها الحقيقي يعود إلى عام 1967م، عندما عرض الجنرال جوزيف لاجو لونجا -مؤسس حركة جنوب السودان- على "إسرائيل" في ذاك الوقت استعداده لتقديم المساعدة لتل أبيب للحيلولة دون اشتراك الجيش السوداني مع الجيش المصري في محاربتها. وعلى الفور وجهت رئيسة الوزراء الصهيونية جولدا مائير الدعوة له لزيارة تل أبيب، وقامت بتكليف جيش الاحتلال بتدريب أتباعه، وزودتهم بالأسلحة التي يحتاجونها، وتم تنسيق عملية المساعدات "الإسرائيلية" لجنوب السودان مع كل من كينيا وإثيوبيا.



ويبدو أن العبث الصهيوني في الساحة السودانية لم يتوقف منذ هذا التاريخ، حيث اعترف عاموس يادلين الرئيس السابق للمخابرات العسكرية الصهيونية المعروفة اختصارًا بـ"أمان" قبل نحو الشهر خلال تسليمه لمهام منصبه لخليفته، بدور "إسرائيل" الكبير في مساعدة الحركات الانفصالية بالجنوب السوداني، قائلاً :"لقد أنجزنا خلال السنوات الأربع والنصف الماضية كل المهام التي أوكلت إلينا، واستكملنا العديد منها، والتي بدأ فيها الذين سبقونا". وأضاف: "أنجزنا عملاً عظيمًا للغاية في السودان، نظمنا خط إيصال السلاح للقوى الانفصالية في جنوبه، ودربنا العديد منها، وقمنا أكثر من مرة بأعمال لوجستية لمساعدتهم، ونشرنا في الجنوب ودارفور شبكات رائعة قادرة على الاستمرار بالعمل إلى ما لا نهاية، ونشرف حاليًا على تنظيم "الحركة الشعبية" هناك، وشكلنا لهم جهازًا أمنيًّا استخباريًّا".

Soaad-532
24-03-2012, 09:36 PM
طائرات صهيونية في جوبا

كما استعرض برئيل في تقريره الأنباء التي ترددت بشأن اجتماع مسئولين "إسرائيليين" مع مندوبين عن حكومة جنوب السودان، والاتفاق على أن يستقبل مطار جوبا رحلات شركة الطيران الصهيونية (العال) بداية من العام المقبل، إضافةً إلى اعتزام رجال أعمال "إسرائيليين" بناء فندق سياحي ضخم في جنوب السودان، وأن شركة "إسرائيلية" أخرى قامت بالفعل بتدشين مكتب سمسرة مالية وتجارية هناك.



هذه الأنباء التي يتم تسريبها في الأساس من خلال وسائل الإعلام العبرية تهدف في المقام الأول إلى جس نبض العالم العربي حيال الدولة الجديدة في جنوب السودان وعلاقاته المرتقبة مع "إسرائيل" من جهة، وتكشف لنا استعدادات الكيان الصهيوني لاحتواء تلك الدولة المزعومة والسيطرة عليها لتكون ورقة جديدة في يده؛ يستعين بها في حربه ضد العرب من جهة أخرى.



وكعادة الإعلام الصهيوني الموجه، حاول برئيل الإيحاء عبر تقريره المشبوه، بأن "إسرائيل" تتمتع بتعاطف وتأييد شعبي من جانب السودانيين الجنوبيين، زاعمًا بأن معظم سكان الجنوب السوداني يحملون مشاعر إيجابية تجاه "إسرائيل"، ويرحبون يإقامة علاقات معها، مبرزًا مثالاً على ذلك من خلال تعليقات القراء في إحدى المواقع الإلكترونية السودانية على خبر يتحدث عن تعميق العلاقات بين "إسرائيل" وجنوب السودان، حيث علق أحدهم على ذلك قائلاً: "عقب الانفصال عن السودان، ستكون (إسرائيل) من أولى الدول التي سيدعوها الجنوب إلى إقامة سفارة لها هنا. فـ(إسرائيل) لم تقتل 2.5 مليون شخص من شعبنا مثلما فعل النظام السوداني، ونحن السودانيين الجنوبيين لا تهمنا حرب 1967م ولا حرب 1973م؛ لأنه ماذا تنتظرون من (إسرائيل) فعله عندما تُهاجم من عدة جبهات".



ها هي السودان في ظل الخريطة الجيو سياسية الجديدة تتهاوى أمام أعيننا وسط عجز عربي مخجل ينذر بسقوط مزيد من الدول العربية في براثن التقسيم والتفتت؛ لتتحول إلى دويلات لا حول لها ولا قوة، وتفسح المجال أكثر أمام القوى المتربصة بها؛ لتزيد من سطوتها وشهوتها الاستعمارية.

أ/رضا عطيه
26-03-2012, 12:32 AM
جزاكم الله خيرا