abomokhtar
24-03-2012, 11:54 PM
د/ عبد المنعم أبو الفتوح أحد أبرز القيادات في جماعة الإخوان المسلمين.. وله شعبية جارفة في وسط شباب الإخوان.. وله تقديره ومكانته وسط قادتهم بما يملكه من تاريخ نضالي مشرف.
أعلنت جماعة الإخوان أنها لن تدعمه في الانتخابات الرئاسية وهذا الإعلان كان في وقت مبكر جدا ً.. وسيكون موقف الإخوان من الانتخابات الرئاسية وفق أحد السيناريوهات الآتية:
السيناريو الأول.. أن تكون مسألة فصل أبو الفتوح من الجماعة.. والإعلان الدوري عن عدم تأييده هو نوع من تهدئة وطمأنة الرأي العام أنها لا تريد مرشحا ًرئاسيا ً.. ولا تطمع ولا تسعى إلى المنصب الرئاسي.
ثم تعلن تحت ضغط القواعد والقيادات عن عدولها عن مواقفها الرافضة لأبو الفتوح.. ومن ثم تدعمه كرجلها المخلص في الوقت الذي تراه مناسباً.
وإن كان قد بدأ في الأفق في الآونة الأخيرة ضغط القواعد والقيادات على مكتب الإرشاد للعدول عن رأيه.. إلا أنني أعتقد أن هذا العدول يصعب على الجماعة فعله.. باعتبار أن حجم التأكيدات على عدم دعم أبو الفتوح قد بلغ القاصي والداني.. وبلغ حد التواتر مما يصعب التراجع عنه بصورة فجة أو صريحة إذ سيخالف ذلك أدبيات الجماعة.. وحتى لو كسبت بذلك تأييد أبنائها فإنها ستخسر.. وبلا شك تأييد الشارع من المنظور الأخلاقي.
السيناريو الثاني.. وهو سيناريو المعايير إذ ستضع الجماعة جملة من المعايير التي يجب توافر في المرشح الرئاسي.. ثم تعلن عن عدم دعمها لمرشح بعينه وتترك لقواعدها حرية الاختيار وفق المعايير الموضوعة.. وتروج لذلك بأنها تسعى لترك مساحة للمرشحين الغير منتمين إليها لتقاسم الحكم معها وتكسب بذلك أرضية في الشارع السياسي .
وفي الحقيقة أن هذا السيناريو –سيناريو المعايير- هو الباب الخلفي لتدعيم أبو الفتوح.. لأن قناعات قيادات الإخوان تدور في فلك أبو الفتوح.. ويفسر ذلك ما تم تسربه على لسان القيادي الإخواني الكبير وعضو مكتب الإرشاد الدكتور محمد بشر.. وهو شخصية مرموقة حال نقاشه مع غيره من قيادات الإخوان قائلا ً:
"ماذا سنقول لله إذا دعمنا غير أبو الفتوح.. ونحن نعلم أنه الأفضل.. وكذا ستصنع القواعد وغالبها لم يفارق أبو الفتوح لحظة من نهار.. فسيناريو عدم دعم مرشح بعينه.. وإن كان هو الأقرب للجماعة.. فإنه يعني مباشرة دعم أبو الفتوح بكل ما تملك الجماعة من إمكانات تنظيمية.. وبكل ما حصلته من خبرات سابقة في انتخابات الشعب والشورى".
السيناريو الثالث.. أن تدرك الجماعة خطورة دعمها لأبو الفتوح على الدولة المصرية الوليدة.. فالجماعة قد حازت وهيمنت على السلطة التشريعية.. وأصبح لها وصاية على الإعلام بصلاحيات مجلس الشورى.. وربما تحوز كذلك على السلطة التنفيذية حال تغير نظام البلاد إلى النظام البرلماني الرئاسي.. وهو الأقرب فيصبح بذلك رئيس السلطة التنفيذية والتشريعية من تحت عباءة الإخوان.
وهنا تحدث الإشكالية الضخمة.. بل وربما يتسبب ذلك في انهيار المشروع الإسلامي كله.. إذ ستشعر جميع القوى السياسية في مصر أنه تم تهميش دورهم بالكامل.. وهو الشعور الذي يخالطهم الآن ويخالط شباب الثورة بكل أطيافه.. ولكنهم في انتظار الرئيس لعله يخفف من حدة هيمنة الإخوان على مقاليد الحكم في البلاد وإذا حدث العكس.
فالفرصة مواتية لإغراق الإخوان في مستنقع الإعتصامات والاضطرابات.. وستعود هذه الجموع إلى ميدان التحرير مدعومة بالقوى الخارجية.. ويتم الترويج للثورة الثانية باعتبارها ثورة ضد أفغنة مصر.. ومن تعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه.
السيناريو الرابع..
دعم أحد المرشحين أصحاب الخلفية الإسلامية.. وهنا يظهر الدكتور سليم العوا كأبرز مرشح محتمل للإخوان يمكن للإخوان أن تدعمه وتسانده.. فهو غير محسوب على الإخوان المسلمين.. وهو شخصية ذات حضور وقبول في كافة الأوساط الليبرالية والغربية.. فضلاً عن امتلاكه لخلفية إسلامية قوية.. وهو صاحب مشروع فكري وتنموي ونهضوي يناسب المرحلة الحالية ويقويها ويدعمها.
فضلا عن دوره اللامتناهي في الدفاع عن الإخوان ودعمهم طوال فترة اضطهادهم حال حكم مبارك.. هذا بخلاف أنه المرشح الوحيد الذي تواجد في الميدان طوال الثورة يدعم ويثبت ويؤازر ويوجه ويقوم.. وهذا يعطيه زخما سياسيا في الشارع السياسي.
وبالرغم من ذلك.. فإن إشكالية الإخوان في دعم العوا وتأخرها لا ترجع إلى تاريخه النضالي وكفاءته للمنصب الرئاسي.. فسجل الرجل حافل لا تحصيه الكلمات.. وإنما في اعتقادي أن تأخر الإخوان في دعم العوا إنما يرجع إلى طبيعة الرجل ذاته.. فهو ذو شخصية قيادية مستقلة لا تميل إلى التبعية.
وهنا يأتي خيار الإخوان الأهم.. هل يريدون رئيسا يتوافق مع برامجهم للإصلاح بمفهوم التبعية.. أم يريدون شخصا قويا يتوافق مع ما يراه مناسبا لمصر ولا يتوافق مع ما لا يناسب المرحل؟!!
والإجابة على السؤال هي الأهم في اختيار العوا ودعمه.. أم البحث عن بديل أخر تكون الجماعة هي مصدر إلهامه ومنبع تصرفاته.
http://www.egyig.com/Public/articles/recent_issues/9/32583034.shtml
أعلنت جماعة الإخوان أنها لن تدعمه في الانتخابات الرئاسية وهذا الإعلان كان في وقت مبكر جدا ً.. وسيكون موقف الإخوان من الانتخابات الرئاسية وفق أحد السيناريوهات الآتية:
السيناريو الأول.. أن تكون مسألة فصل أبو الفتوح من الجماعة.. والإعلان الدوري عن عدم تأييده هو نوع من تهدئة وطمأنة الرأي العام أنها لا تريد مرشحا ًرئاسيا ً.. ولا تطمع ولا تسعى إلى المنصب الرئاسي.
ثم تعلن تحت ضغط القواعد والقيادات عن عدولها عن مواقفها الرافضة لأبو الفتوح.. ومن ثم تدعمه كرجلها المخلص في الوقت الذي تراه مناسباً.
وإن كان قد بدأ في الأفق في الآونة الأخيرة ضغط القواعد والقيادات على مكتب الإرشاد للعدول عن رأيه.. إلا أنني أعتقد أن هذا العدول يصعب على الجماعة فعله.. باعتبار أن حجم التأكيدات على عدم دعم أبو الفتوح قد بلغ القاصي والداني.. وبلغ حد التواتر مما يصعب التراجع عنه بصورة فجة أو صريحة إذ سيخالف ذلك أدبيات الجماعة.. وحتى لو كسبت بذلك تأييد أبنائها فإنها ستخسر.. وبلا شك تأييد الشارع من المنظور الأخلاقي.
السيناريو الثاني.. وهو سيناريو المعايير إذ ستضع الجماعة جملة من المعايير التي يجب توافر في المرشح الرئاسي.. ثم تعلن عن عدم دعمها لمرشح بعينه وتترك لقواعدها حرية الاختيار وفق المعايير الموضوعة.. وتروج لذلك بأنها تسعى لترك مساحة للمرشحين الغير منتمين إليها لتقاسم الحكم معها وتكسب بذلك أرضية في الشارع السياسي .
وفي الحقيقة أن هذا السيناريو –سيناريو المعايير- هو الباب الخلفي لتدعيم أبو الفتوح.. لأن قناعات قيادات الإخوان تدور في فلك أبو الفتوح.. ويفسر ذلك ما تم تسربه على لسان القيادي الإخواني الكبير وعضو مكتب الإرشاد الدكتور محمد بشر.. وهو شخصية مرموقة حال نقاشه مع غيره من قيادات الإخوان قائلا ً:
"ماذا سنقول لله إذا دعمنا غير أبو الفتوح.. ونحن نعلم أنه الأفضل.. وكذا ستصنع القواعد وغالبها لم يفارق أبو الفتوح لحظة من نهار.. فسيناريو عدم دعم مرشح بعينه.. وإن كان هو الأقرب للجماعة.. فإنه يعني مباشرة دعم أبو الفتوح بكل ما تملك الجماعة من إمكانات تنظيمية.. وبكل ما حصلته من خبرات سابقة في انتخابات الشعب والشورى".
السيناريو الثالث.. أن تدرك الجماعة خطورة دعمها لأبو الفتوح على الدولة المصرية الوليدة.. فالجماعة قد حازت وهيمنت على السلطة التشريعية.. وأصبح لها وصاية على الإعلام بصلاحيات مجلس الشورى.. وربما تحوز كذلك على السلطة التنفيذية حال تغير نظام البلاد إلى النظام البرلماني الرئاسي.. وهو الأقرب فيصبح بذلك رئيس السلطة التنفيذية والتشريعية من تحت عباءة الإخوان.
وهنا تحدث الإشكالية الضخمة.. بل وربما يتسبب ذلك في انهيار المشروع الإسلامي كله.. إذ ستشعر جميع القوى السياسية في مصر أنه تم تهميش دورهم بالكامل.. وهو الشعور الذي يخالطهم الآن ويخالط شباب الثورة بكل أطيافه.. ولكنهم في انتظار الرئيس لعله يخفف من حدة هيمنة الإخوان على مقاليد الحكم في البلاد وإذا حدث العكس.
فالفرصة مواتية لإغراق الإخوان في مستنقع الإعتصامات والاضطرابات.. وستعود هذه الجموع إلى ميدان التحرير مدعومة بالقوى الخارجية.. ويتم الترويج للثورة الثانية باعتبارها ثورة ضد أفغنة مصر.. ومن تعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه.
السيناريو الرابع..
دعم أحد المرشحين أصحاب الخلفية الإسلامية.. وهنا يظهر الدكتور سليم العوا كأبرز مرشح محتمل للإخوان يمكن للإخوان أن تدعمه وتسانده.. فهو غير محسوب على الإخوان المسلمين.. وهو شخصية ذات حضور وقبول في كافة الأوساط الليبرالية والغربية.. فضلاً عن امتلاكه لخلفية إسلامية قوية.. وهو صاحب مشروع فكري وتنموي ونهضوي يناسب المرحلة الحالية ويقويها ويدعمها.
فضلا عن دوره اللامتناهي في الدفاع عن الإخوان ودعمهم طوال فترة اضطهادهم حال حكم مبارك.. هذا بخلاف أنه المرشح الوحيد الذي تواجد في الميدان طوال الثورة يدعم ويثبت ويؤازر ويوجه ويقوم.. وهذا يعطيه زخما سياسيا في الشارع السياسي.
وبالرغم من ذلك.. فإن إشكالية الإخوان في دعم العوا وتأخرها لا ترجع إلى تاريخه النضالي وكفاءته للمنصب الرئاسي.. فسجل الرجل حافل لا تحصيه الكلمات.. وإنما في اعتقادي أن تأخر الإخوان في دعم العوا إنما يرجع إلى طبيعة الرجل ذاته.. فهو ذو شخصية قيادية مستقلة لا تميل إلى التبعية.
وهنا يأتي خيار الإخوان الأهم.. هل يريدون رئيسا يتوافق مع برامجهم للإصلاح بمفهوم التبعية.. أم يريدون شخصا قويا يتوافق مع ما يراه مناسبا لمصر ولا يتوافق مع ما لا يناسب المرحل؟!!
والإجابة على السؤال هي الأهم في اختيار العوا ودعمه.. أم البحث عن بديل أخر تكون الجماعة هي مصدر إلهامه ومنبع تصرفاته.
http://www.egyig.com/Public/articles/recent_issues/9/32583034.shtml