دعا اتحاد المعلمين المصريين للتظاهر يوم 31 مارس القادم، وذلك لمطالبة الدكتور كمال الجنزورى، رئيس مجلس الوزراء، برفع ميزانية تعليم الفقراء، نظراً لظروفهم المعيشية القاسية.

وأصدر الاتحاد بيانا اليوم الأحد، طالب فيه بالدخول فى نضال جديد ضد الحكومة تحت شعار "رفع ميزانية تعليم الفقراء"، وهو المطلب الذى يدفع بحركة المعلمين إلى أفاق جديدة ويعمقها مجتمعياً، فهذا المطلب يحقق العدالة للجميع طلابا ومعلمين وبسطاء ينتمون بحكم أوضاعهم المعيشية إلى هذه النوعية من التعليم التى تخلت عنه الدولة.

وأضاف البيان أنه من حق الأسرة المصرية البسيطة - التى ننتمى لها كمعلمين أيضاً، أن تشعر بالطمأنينة تجاه مستقبل أبنائهم، وأنه من خلال التعليم يمكنهم الحصول على فرصة فى المستقبل، لأن يكونوا أفضل مما هم عليه كآباء وأمهات، ومن حق الطالب أن يطمئن إلى معلمه وإلى معلمته، وأنه سيلقى فى المدرسة التعامل الإنسانى، وسيتعامل مع معلمه بوصفه طالبا وليس مشروعا يدر ربحاً لمعلمه، وأنه لا يرغب أن يكون مشروعا رديئا لمعلمه أو مشروعا جيدا فهو ليس زبونا، ومعلمه ليس تاجراً، يريد أن يشعر بحقه فى الحصول على تعليم يحرر روحه وعقله.

ومن حق المعلم أن يشعر بقيمته الأدبية ومكانته الاجتماعية التى تضعه فى المقدمة، من حقه أن يشعر أنه ينتمى إلى مدرسة قادرة على مساعدته فى إيصال ما يريد إلى طلابه من خلال توفير بيئة عمل صالحة (معامل متطورة، تقليل الكثافات، توفير وسائل للنشاط. الخ)، فعدم تحقق هذا فى المدرسة يحد من قدرة المعلم العلمية، ويكبل أى طموح لديه فى أهمية ما يفعله.

وأكد البيان أنه من حق الاتحاد والجميع الاطمئنان إلى المستقبل، وإذا كانت السياسات الاقتصادية والاجتماعية التى اتبعها النظام الفاسد السابق فرضت على من ينتمون إلى تعليم الفقراء الصراع فيما بينهم، وقيام كل طرف بحل مشكلته من خلال استغلال الآخر، فإن ثورة يناير التى ضحى فيها شبابنا بحياتهم من أجل العدالة والحرية لا يمكن أن تقبل استمرار نفس السياسات القاتلة، سياسات بقاء الوضع على ما هو عليه، ومن يتحججون بعدم القدرة على توفير ميزانية جيدة للتعليم عليهم فقط إذا رغبوا أن يقوموا بتغيير السياسات الاقتصادية التى تدعم الأغنياء وتفقر الفقراء.

وقال البيان: "إن شعارنا ومطلبنا الذى يحقق آمال الجميع المعلم والطالب والأسرة المصرية البسيطة هو رفع ميزانية تعليم الفقراء، والعدالة تقتضى من الدولة أن تعيد اهتمامها بتعليم الفقراء فى مصر، وأن تتيح لخريجيه فرصة العيش الكريم، وتتيح لمن ينتمى إليه الكرامة والإنسانية، وهذا لن يأتى إلا برفع ميزانية التعليم إلى 6.5% من الناتج القومى الإجمالى كحد إدنى، ووضع سياسات مستقلة ووطنية للتعليم فى مصر".

ونقول لمعلمى مصر الشرفاء لن يستقيم التعليم لو حصلنا على آلاف الجنيهات، وظل التعليم - مدرسة ومنهجا وطالبا ومعلما- على ما هو عليه، فلتكن رسالتنا للجميع واضحة وضوح الشمس أننا نريد الخير لهذا الوطن، نريد التغيير، نريد التقدم لمصرنا، نريد أن نطمئن لمستقبلنا جميعاً، ولن يكون هذا إلا من خلال التعليم، ولن يكون هذا بدون تحقيق مطلبنا العادل وتفعيل شعارنا "رفع ميزانية تعليم الفقراء".

ونقول لكل أب وكل أم مدوا أيديكم للمعلمين الذين يدافعون عن حقنا جميعاً فى الانتماء لتعليم جيد، دافعوا عن حقكم أيضاً فى تعليم أفضل، فأمامنا جميعاً فرصة للحياة من جديد بسبب من ضحوا فى ثورتنا من أجل أن نعيش بكرامة وحرية.
http://www1.youm7.com/News.asp?NewsID=636642&SecID=97