مشاهدة النسخة كاملة : ان بعض الظن اثم


مسلمة11
26-03-2012, 09:08 PM
حسن الظن وأثره في العلاقات الإجتماعية
الشيخ حسن الصفار (http://www.saffar.org/?act=writers&id=1) - 14 / 6 / 2006م - 1:56 م


قال الله العظيم في كتابه الحكيم ﴿بسم الله الرحمن الرحيم ﴾
﴿يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن أن بعض الظن إثم﴾

يحكم الإنسان على الأشخاص والأحداث التي تمر عليه بحكم معين، إما بالإيجاب، أو بالسلب، وهو في ذلك ينطلق من إحدى حالتين: إما بالعلم، أي أن عنده من الأدلة والشواهد ما يثبت به رأيه. وإما بالظن، أي أنه يبني حكمه على التخيلات، والاحتمالات والتي قد تكون صحيحة أوغير صحيحة.

الأصل في الإنسان العاقل أن يبني أحكامه ومواقفه على العلم كما يقول تعالى: ﴿ولاتقف ماليس لك به علم﴾ حينما تريد أن تحكم على شخص معين، أو أمر ما، فعليك التأكد والتثبت من صحة الأدلة والبراهين، القاضي مثلاً لا يصدر حكماً إلا إذا توفرت له الأدلة والبراهين التي يدّعم بها حكمه. والعالم الفقيه لا يعطي فتواه إلا بعد مراجعة الأدلة التي يحتاجها لاستنباط الحكم الفقهي للمسألة. وهذا يعطينا منهجية واضحة بيّنة لما ينبغي أن يمارسه الإنسان المسلم في كل تفاصيل وجزئيات حياته عندما يريد أن يحكم على شيء معين. الأحكام ينبغي أن تبنى على أسس علمية.

أما أن يحكم الإنسان على شيء بغير علم، معتمداً على الأوهام والاحتمالات فهو منهج خاطئ، غالباً ما يؤدي بالإنسان إلى الانحراف عن جادة الصواب، فيضر نفسه وغيره.


الظن:


فالظن هو ما يختلج في النفس من تصور تجاه شخص أو حدث معين، وليست هناك أدلة وبراهين تثبته، وهو مثل الوهم والشك، ومتى ما وجدت الدلائل والبراهين تحول الظن إلى علم ويقين.

ولأن الظن يبقى متأرجحاً بين النفي والإثبات، بين الصحة وعدمها، لذا ينهى القرآن الكريم عن إتباع الظن والتعويل عليه في الحكم على الآخرين ﴿يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم﴾. ولكن ما معنى قوله تعالى بعض الظن إثم؟ هل يعني أن بعضه الآخر ليس إثماً؟

المفسرون هنا يقولون إن كثيراً من الظن هنا ليست في مقابل قليل من الظن، فالآية هنا لا تقول خذوا فقط بعشرين بالمائة من الظن واجتنبوا الثمانين مثلاً، فهذا لا يتناسب مع توجيه الآية.

كثير من الظن هنا تعني الظنون السيئة، فكلها ينبغي اجتنابها، وكأن مضمون الآية الكريمة يفصح عن أن الظنون التي تساور الإنسان تجاه الآخرين إما أن تكون حسنة وإما سيئة، ولكن أكثرها سيئة لذا ينبغي اجتنابها، أي اجتناب الظنون السيئة وكلها داخلة في دائرة الإثم، أما الظنون الحسنة فلا إشكال فيها بل لا ينبغي اجتنابها لأنها توطد العلاقة بالآخرين.


الإثم:


أكثر الظنون سيئة، وكل ظن سيء إثم، فماذا يعني الإثم؟

بعض العلماء يرى أن الإثم هو العقوبة، ولكن الإشكال هنا؛ كيف يعاقب الإنسان على ما حصل له بغير اختيار، فالظن ليس حالة اختيارية؟

ثم قالوا بأن العقوبة تقع مع ترتيب الأثر، فالظن بحد ذاته وإن كان سيئاً ما لم يصاحبه أثر يدل عليه فلا عقاب فيه، أما إذا أساء شخص ما ظناً بآخر فسبّه أو ضربه أو أساء إليه فهنا يكون مأثوماً.

وبعض العلماء المحققين أشاروا إلى أن الإثم هنا يعني المفسدة والسوء، وليس العقوبة، وهكذا يندفع الإشكال الذي أثير حول هذه الآية الكريمة.



الظنون السيئة:


يمكننا تقسيم الظنون السيئة إلى ثلاثة أقسام:

القسم الأول:

الظن بوقوع ما هو سيء بدون دليل وبرهان، بل بناء على احتمالات وأوهام، فيطلق حكماً على هذا أو ذاك بدون دليل قاطع. يضيع مني شيئ مثلاً فأتهم شخصاً لهاجس خطر ببالي دون أن أثبت ذلك بدليل قاطع، وهذا أمر لا يجوز فأصل التصور فيه ظلم لمن اتهمته، وترتيب الأثر عليه هو ظلم آخر.

القسم الثاني:

إساءة الظن من مقصد فعل هو في حد ذاته ليس سيئاً: كأن أرى إنساناً يعمل عملاً ظاهره الحسن إلا أنه قابل للتفسير حسب مقصده ولكني وبدون دليل أسيء الظن في غايته. كأن أتهم إنساناً يصلي بأنه يرائي دون أن يكون عندي دليل وكأنني شققت عن قلبه، أو اطلعت على نيته.

التشكيك في غايات الناس أمر سيء ولا يجوز، وهو ظلم وادعاء بغير علم.

القسم الثالث:

إساءة الظن من مقصد فعل هو في حد ذاته سيئاً ولكنه يحتمل التبرير: كأن ترى شخصاً يعمل عملاً ظاهره السوء ولكن يحتمل أن يكون له مبرر شرعي وبدون أن تضع هذا الاحتمال تشكك في أمره وتسيء الظن فيه.

ترى شخصاً مسلماً يأكل في نهار شهر رمضان وهذا بلا شك عمل محرم، ولكن هناك احتمال أن يكون هذا الشخص مريضاً أو مسافراً، أو له عذر ما، فلا يجوز أن تتهمه جزافاً بدون دليل.

من أجل أن تكون علاقتنا مع بعضنا حسنة، فلا بد أن نحمل بعضنا على حسن الظن.

كما هو الحال في القضاء مثلاً، فإذا كانت هناك دعوة أمام القضاء فان وجود احتمال معين يلغي وجود الدليل وكما يقول العلماء (وجود الاحتمال يسقط الاستدلال).


من وصايا أهل البيت http://www.saffar.org/images/prefix/a2.gif:


هناك نصوص كثيرة تؤكد على حسن الظن بين الناس وتحذر من إساءة الظن بالآخرين وذلك بأصالة الصحة والإباحة وحمل عمل المسلم على الصحة , مثال ذلك أن تذهب إلى القصاب لتشتري منه لحماً فهناك احتمال بأن يكون ال*** غير شرعي ولكن لا يصح أن تحمله على هذا المحمل.

جاء عن رسول الله http://www.saffar.org/images/prefix/a1.gif أنه قال: «إن الله حرم على المسلم دمه وماله وعرضه وأن يظن به السوء»[1] (http://www.saffar.org/?act=artc&id=987#a1) إساءة الظن بالآخرين كالاعتداء عليهم وسرقة أموالهم وهتك أعراضهم، فكلها أمور منهي عنها شرعاً. إلا أن سوء الظن اعتداء معنوي، والاعتداء على دماء الناس وسرقة أموالهم وهتك أعراضهم اعتداء مادي.

والأسف كل الأسف أن الاعتداء على سمعة الناس وخدش شخصياتهم أصبح أمراً طبيعياً عندنا، وهو خطأ كبير!

يروى عن أمير المؤمنين الإمام علي http://www.saffar.org/images/prefix/a2.gif كلمة يحذر فيها من سوء الظن، وأن الشخص الذي يحمل هذه الصفة لا يستطيع أن يصنع علاقات سليمة مع الناس: «من لم يحسن ظنه استوحش من كل أحد»[2] (http://www.saffar.org/?act=artc&id=987#a2) .

وعن رسول الله http://www.saffar.org/images/prefix/a1.gif في حديث يقول: «إياكم والظن فان الظن أكذب الحديث»[3] (http://www.saffar.org/?act=artc&id=987#a3) .

وعن الإمام علي http://www.saffar.org/images/prefix/a2.gif أنه قال: «ضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك منه ما يغلبه» فأنت مطالب بتفسير أي عمل بأحسن تفسير إلا أن تكون هناك أدلة قاطعة أو ما يرجح الاحتمال السيئ بشكل واضح فلا ينبغي أن يكون الإنسان ساذجا أيضاً.

ثم يكمل http://www.saffar.org/images/prefix/a2.gif: «ولا تظنن بكلمة خرجت من أخيك سوءاً وأنت تجد لها في الخير محملا»[4] (http://www.saffar.org/?act=artc&id=987#a4) إذا سمعت كلمة من أحد وهي تحتمل السوء بنسبة أكبر من الخير، فأنت مطالب بحملها المحمل الحسن.

وقال http://www.saffar.org/images/prefix/a2.gif ذات مرة وهو يجيب سائلاً عن المسافة بين الحق والباطل وكما يروى أنه وضع أصابعه الأربعة بين عينه وأذنه ثم قال: «ما رأته عيناك فهو الحق وما سمعته أذناك فأكثره باطل»[5] (http://www.saffar.org/?act=artc&id=987#a5) فقد يكون هناك شهود عدول أو بينة لكن في غير هذه الحالة فأكثره باطل.

وعنه http://www.saffar.org/images/prefix/a2.gif: «اطلب

أبو إسراء A
26-03-2012, 09:21 PM
تنبيه هام
على كل تم مراجعة الموضوع ، و أرجو عدم النقل عن علماء الشيعة لأن المنتدى هو منتدى لأهل السنة والجماعة .