NazeeH
06-04-2012, 05:55 AM
طبيب عربي علّم كسرى
http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcT45Od5-XJzgjMCm9M06rYincgm5NoLmBaLN599YUf7P75XpT_wtA&t=1
درهم وقاية
الحارث بن كلده الثقفي طبيب عربي من الطائف, تعلم الطب في مدرسة جند يسابور من أعمال فارس, تمرن وعلم فيها, وعرف الداء والدواء.. وبعد أن اشتاقت نفسه إلى بلاده رجع إليها, واشتهر طبه بين العرب, حيث كان الرسول صلى الله عليه وسلم يوصي بالتطبيب عنده.
كانت للحارث بن كلده معالجات كثيرة, وكلام مستحسن.. من ذلك أنه لما وفد على كسرى أنو شروان أذن له بالدخول عليه, فلما وقف منتصباً, قال له: من أنت? قال: أنا الحارث بن كلده الثقفي, قال: فما صناعتك? قال: الطب. قال: فما تصنع العرب بطبيب مع جهلها, وسوء أغذيتها? قال: أيها الملك إذا كانت هذه صفتها كانت أحوج إلى ما يصلح جهلها, ويقوم عوجها, ويرعى أبدانها, ويعدل أمشاجها, العاقل يعرف ذلك من نفسه, ويميز موضع دائه, ويحترز من الأدواء كلها بحسن سياسته لنفسه.
ثم سأله كسرى, ما أصل الطب? قال: الأزم, قال: فما الأزم? قال: ضبط الشفتين والرفق باليدين, قال: فما الداء الدوي? قال: ادخال الطعام على الطعام, قال: فما الجمرة التي تنجم عنها الأدواء? قال: هي التخمة إن بقيت في الجوف ثقلت, وإن تحللت أسقمت, قال: فما تقول في الحمام? قال: لا تدخله شبعاناً. قال: فما تقول في الدواء? قال: ما لزمتك الصحة فاجتنبه, فإن هاج داء فاحسمه بما يردعه قبل استحكامه, قال: فأي اللحمان أفضل? قال الضأن الفتي, قال: فما تقول في الفواكه? قال: كلها في اقبالها, وحين أوانها, واتركها إذا أدبرت وولت وانقضى زمانها, وأفضل الفواكه الرمان والأترج, وأفضل الرياحين الورد والبنفسج, وأفضل البقول الهندباء والخس, قال: فما تقول في شرب الماء? قال: هو حياة البدن, وبه قوامه, ينفع ما شرب منه بقدر, قال: فما الحمية? قال: الاقتصاد في كل شيء, فإن الأكل فوق المقدار يضيق على الروح ساحتها ويسد مسامها.
قال كسرى: لله درك من أعرابي, لقد أعطيت علماً, وخصصت فطنة وفهماً.. وأحسن صلته, وأمر بتدوين ما نطق به.
هكذا كان أطباؤنا العرب نجوماً تسطع في سماء المعرفة, وإن ما قالوه يعد مساهمة عربية بارزة في سماء الحضارة الإنسانية.
http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcT45Od5-XJzgjMCm9M06rYincgm5NoLmBaLN599YUf7P75XpT_wtA&t=1
درهم وقاية
الحارث بن كلده الثقفي طبيب عربي من الطائف, تعلم الطب في مدرسة جند يسابور من أعمال فارس, تمرن وعلم فيها, وعرف الداء والدواء.. وبعد أن اشتاقت نفسه إلى بلاده رجع إليها, واشتهر طبه بين العرب, حيث كان الرسول صلى الله عليه وسلم يوصي بالتطبيب عنده.
كانت للحارث بن كلده معالجات كثيرة, وكلام مستحسن.. من ذلك أنه لما وفد على كسرى أنو شروان أذن له بالدخول عليه, فلما وقف منتصباً, قال له: من أنت? قال: أنا الحارث بن كلده الثقفي, قال: فما صناعتك? قال: الطب. قال: فما تصنع العرب بطبيب مع جهلها, وسوء أغذيتها? قال: أيها الملك إذا كانت هذه صفتها كانت أحوج إلى ما يصلح جهلها, ويقوم عوجها, ويرعى أبدانها, ويعدل أمشاجها, العاقل يعرف ذلك من نفسه, ويميز موضع دائه, ويحترز من الأدواء كلها بحسن سياسته لنفسه.
ثم سأله كسرى, ما أصل الطب? قال: الأزم, قال: فما الأزم? قال: ضبط الشفتين والرفق باليدين, قال: فما الداء الدوي? قال: ادخال الطعام على الطعام, قال: فما الجمرة التي تنجم عنها الأدواء? قال: هي التخمة إن بقيت في الجوف ثقلت, وإن تحللت أسقمت, قال: فما تقول في الحمام? قال: لا تدخله شبعاناً. قال: فما تقول في الدواء? قال: ما لزمتك الصحة فاجتنبه, فإن هاج داء فاحسمه بما يردعه قبل استحكامه, قال: فأي اللحمان أفضل? قال الضأن الفتي, قال: فما تقول في الفواكه? قال: كلها في اقبالها, وحين أوانها, واتركها إذا أدبرت وولت وانقضى زمانها, وأفضل الفواكه الرمان والأترج, وأفضل الرياحين الورد والبنفسج, وأفضل البقول الهندباء والخس, قال: فما تقول في شرب الماء? قال: هو حياة البدن, وبه قوامه, ينفع ما شرب منه بقدر, قال: فما الحمية? قال: الاقتصاد في كل شيء, فإن الأكل فوق المقدار يضيق على الروح ساحتها ويسد مسامها.
قال كسرى: لله درك من أعرابي, لقد أعطيت علماً, وخصصت فطنة وفهماً.. وأحسن صلته, وأمر بتدوين ما نطق به.
هكذا كان أطباؤنا العرب نجوماً تسطع في سماء المعرفة, وإن ما قالوه يعد مساهمة عربية بارزة في سماء الحضارة الإنسانية.