مشاهدة النسخة كاملة : الفتوحات الاسلاميه ....تعريف ....احكام ....شبهات


صوت الامة
17-04-2012, 12:08 PM
http://www.ahl-alsonah.com/up/upfiles/K2k32641.gif

اخواني اخواتي الافاضل والفضليات .. بعث الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين..
ليخرج العباد من عبادة العباد الى عبادة رب العباد ومن جور الانسان الى عدل الاسلام ، وقد شرف الله العرب ان اختار محمدا منهم غير ان الاسلام جاء للعالمين لكل البشر للانس والجن !!

ومن هنا وجب على حملة الرساله تبليغها الى كل من على هذه الارض!!
ولاننا ابناء الدعوة وحملة الرساله يتطلب منا معرفه سبل ووسائل الفتوحات الإسلامية لمواجة القائلين انه لا فرق بين الفتوحات الاسلامية والحروب العالمية التي تحدث في الزمن المعاصر..

هذا الموضوع الذي هو بعنوان ( الفتوحات الإسلامية .. تعريف .. احكام .. شبهات)
سوف يتضمن النقاط التاليه :
* تعريف بالفتوحات الاسلامية
* قانون الفتوحات الاسلامية
* اهداف الفتوحات الاسلامية
* وصايا الرسول عليه الصلاة والسلام للجيوش الاسلامية
* مبدأ الجزية والغرض منه
* توضيح هل كانت الفتوحات الاسلامية حملات دعوية ام حملات استعمارية
* شبهات مدحوضة حول الفتوحات الإسلامية واراء بعض المستشرقين التي تفند الشبهات

صوت الامة
17-04-2012, 12:08 PM
* تعريف بالفتوحات الاسلامية

في البداية دعونا نتعرف الى بعض المصطلحات التي تشتبه على البعض
الاستعمار , الاحتلال , الغزو والاجتياح , الفتوحات ,
الاستعمار

"ظاهرة سياسية اقتصادية وعسكرية تتجسد في قدوم موجات متتالية من سكان البلدان الإمبريالية إلى المستعمرات... بقصد استيطانها والإقامة فيها بشكل دائم أو الهيمنة على الحياة الاقتصادية والثقافية واستغلال ثروات البلاد. وترافق هذه الظاهرة حملات عسكرية عنيفة من أجل حماية هؤلاء المستوطنين، وإرغام سكان البلاد الأصليين على القبول بهم. أما دور هؤلاء المستعمرين الأجانب فيكمن في تأمين استمرارية النهب الاستعماري لهذه البلاد. ويؤدي هذا النوع من الاستعمار إما إلى طرد السكان الأصليين... وإما إلى الاستئثار بالحكم والامتيازات. وهناك الاستعمار التقليدي الذي يكتفي باستغلال البلاد وحكمها بواسطة جيوشه وعملائه".
وفي المحصلة ينهب المستعمر بشكل منظم خيرات وثروات البلاد المستعمرة، ويستغل الشعب الأصلي؛ ليسخره كعمال محطماً كرامته وشوكته، ويسعى لتدمير ثقافته وحضارته ولغته وهويته وحتى دينه إن استطاع؛ ذلك لأن المستعمر يسعى للتسلط على كل ما في البلاد وتطويعها لمصلحته، محاولاً إطالة مدة الاستعمار لأطول ما يمكن.

الاحتلال
هو قيام دولة بإسقاط حكومة دولة أخرى لتحكم بدلاً منها، وقد يبقي الاحتلال على الحكومة المحلية كواجهة أو أداة لتنفيذ أوامر المحتمل وتوجيهاته، وهذا لا يخرجها عن وصف الاحتلال وإنما هذه صورة من صور الاحتلال، ولكي يحدث الاحتلال فلا بد أن يسبقه غزو، لأنه وسيلة له، وهذا الغزو تبلغ ذروته في صورته العسكرية المباشرة، وذلك لان للغزو عدة صور كالغز والثقافي والاقتصادي والإعلامي".

الغزو والاجتياح
تشير كلمة الغزو كما في المعجم الوسيط "السير إلى قتال العدو ومحاربته في عقر داره"، وهو يعني في علم السياسة "عملية دخول منظم إلى أرض تخص جماعة أخرى دون إرادة أهلها، بهدف الاستيلاء عليها واحتلالها ظلما وعدوانا. وهناك أمثلة عديدة في التاريخ الحديث على الغزو العسكري في الحروب. أما أشهر أمثلة الغزو الاستيطاني فهو الغزو الصهيوني لفلسطين بواسطة الهجرة المنظمة والحماية الإمبريالية وال*** والتهجير والاحتلال المسلح".

الفتوحات
شير كلمة فتح البلد في المعجم الوسيط إلى "التغلب عليه وتملكه"، أما المفهوم السياسي للفتوحات فهي "ضم البلاد المفتوحة إلى الدولة الفاتحة، واعتبارها ولاية من ولاياتها، وتطبيق النظام الحاكم في البلد الأم على الولاية الجديدة"، "ولقد عرفت الفتوحات العربية مع ظهور الإسلام وبعده مبادئ أكثر وضوحا وعدالة، مستمدة جذورها من القرآن والسنة وتعليمات الخلفاء. ويعود حسن معاملة العرب لأهالي البلاد المفتوحة، إلى أن الفتوحات العربية لم تكن تستهدف استعمار الأراضي والسكان، وإنما كانت تستهدف نشر الدعوة والجهاد في سبيل الله"

الفرق بين هذه المفاهيم
الغزو –كما قلنا- يأتي في لغة العرب بمعنى القصد والطلب والسير إلى قتال الأعداء، لذلك فاللفظة محايدة، ولا تحمل معنى الخير أو الشر، ولا تقوّم بالصواب أو بالخطأ، ومن المعلوم في كتب السير والتاريخ بأن حروب الرسول كانت تسمى غزوات، وقد كان النبي r يقول لقادة الصحابة المجاهدين: "اغز باسم الله وفي سبيل الله..."، "والفتح والاحتلال والاستعمار هو ما يعقب الغزو، فإذا غزا قوم بلداً من البلاد فقد يتوج غزوهم بالنجاح فتكون النتيجة فتحه أو احتلاله واستعماره، وقد لا يتوج بالنجاح فيرجعوا خائبين".
أما كلمات "فتح" من جهة و "احتلال" و "استعمار" من جهة أخرى، جميعهم كلمات متحيزة، تحمل رأي مستخدمها، فحينما ينظر القائل أو الباحث للغزو على أنه حدث خير يسميه فتحاً، وحينما يراه حدثا سيئاً يسميه احتلالاً. وعليه فإن الخلاف يكون بين كلمتي الفتح من جهة والاحتلال والاستعمار من جهة أخرى وليس الغزو بالمفهوم السابق.

صوت الامة
17-04-2012, 12:09 PM
* قانون الفتوحات الاسلامية


نشر الاسلام
او لهم الذمية مع دفع الجزية
او الحرب في حال الامتناع

قد يسأل سائل لماذا الجزية وما حق الاسلام بالجزية ولماذا تفرض اجبارا
نقول
اولاً : الجزية في اللغة
الجزية في اللغة مشتقة من مادة (ج ز ي)، تقول العرب: "جزى ، يجزي، إذا كافأ عما أسدي إليه"، والجزية مشتق على وزن فِعلة من المجازاة، بمعنى "أعطوها جزاء ما منحوا من الأمن"، وقال ابن المطرز: بل هي من الإجزاء "لأنها تجزئ عن الذمي".
ثانيا
ان الجزية موجودة من قبل الاسلام وفيها من الظلم والاكراه ما فيها فلم يكن الإسلام بدعاً بين الأديان، كما لم يكن المسلمون كذلك بين الأمم حين أخذوا الجزية من الأمم التي دخلت تحت ولايتهم، فإن أخذ الأمم الغالبة للجزية من الأمم المغلوبة أشهر من علم ، فالتاريخ البشري أكبر شاهد على ذلك.

ثالثاً : الجزية في الإسلام
لكن الإسلام كعادته لا يتوقف عند ممارسات البشر السابقة عليه، بل يترفع عن زلـلهم، ويضفي خصائصه الحضارية، فقد ارتفع الإسلام بالجزية ليجعلها، لا أتاوة يدفعها المغلوبون لغالبهم، بل لتكون عقداً مبرماً بين الأمة المسلمة والشعوب التي دخلت في رعويتها. عقد بين طرفين، ترعاه أوامر الله بالوفاء بالعهود واحترام العقود، ويوثقه وعيد النبي صلى الله عليه وسلم لمن أخل به ، وتجلى ذلك بظهور مصطلح أهل الذمة، الذمة التي يحرم نقضها ويجب الوفاء بها ورعايتها بأمر النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد أمر الله بأخذ الجزية من المقاتلين دون غيرهم كما نصت الآية على ذلك { قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون } قال القرطبي: "قال علماؤنا: الذي دل عليه القرآن أن الجزية تؤخذ من المقاتلين... وهذا إجماع من العلماء على أن الجزية إنما توضع على جماجم الرجال الأحرار البالغين، وهم الذين يقاتلون دون النساء والذرية والعبيد والمجانين المغلوبين على عقولهم والشيخ الفاني".
وقد كتب عمر إلى أمراء الأجناد: (لا تضربوا الجزية على النساء والصبيان، ولا تضربوها إلا على من جرت عليه المواسي) أي ناهز الاحتلام.
ولم يكن المبلغ المدفوع للجزية كبيراً تعجز عن دفعه الرجال، بل كان ميسوراً ، لم يتجاوز على عهد النبي صلى الله عليه وسلم الدينار الواحد في كل سنة، فيما لم يتجاوز الأربعة دنانير سنوياً زمن الدولة الأموية.
فحين أرسل النبي معاذاً إلى اليمن أخذ من كل حالم منهم دينارا، يقول معاذ: (بعثني النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، فأمرني أن آخذ من كل ثلاثين بقرة تبيعا، أو تبيعة، ومن كل أربعين مسنة (هذه زكاة على المسلمين منهم)، ومن كل حالم ديناراً، أو عدله مَعافر(للجزية)، والمعافري: الثياب.
وفي عهد عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- ضرب الجزية على أهل الذهب: أربعة دنانير، وعلى أهل الورِق: أربعين درهما؛ مع ذلك أرزاق المسلمين، وضيافة ثلاثة أيام.

صوت الامة
17-04-2012, 12:10 PM
* اهداف الفتوحات الاسلامية


لقد بعث الله سبحانه وتعالى رسوله محمد-صلى الله عليه وسلم – الى الناس كافة بدين الاسلام كما قال الله تعالى: (وما ارسلناك الا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن اكثر الناس لا يعلمون)(سبأ آية:28) وكانت القاعدة التي سار عليها الرسول –صلوات الله عليه- في نشر الدعوة هي التي رسمها القرآن الكريم في الاية الخامسة والعشرين بعد المائة من سورة النحل قال الله تعالى: (ادع الى سبيل ركبك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن ان ربك هو اعلم بمن ضل عن سبيله وهو اعلم بالمهتدين).
الاسلام نعمة من الله على عباده والنعم لا تفرق على الناس هكذا وانما ينالها من يستحقها منهم ومن هنا فان الدعوة الى الاسلام لا تكون الا بالحكمة أي بافضل الطرق واحكمها لايصالها الى القلوب ثم الموعظة الحسنة والجدل الرقيق فاذا اقتنع الاسنان بهذا الطريق كان بها وشملته نعمة الاسلام لان الله سبحانه وتعالى اعلم بمن كتبت عليه الضلالة فهو لا يهتدي الا اذا شاء الله ويعلم المهتدين الذين تفتحت قلوبهم فهم يدخلون فيه طواعية.
لقد وعد الله بنصر هذا الدين واظهاره في قوله تعالى: (هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون)( التوبة آية: 33) ومن هذا المنطلق فان الرسول –صلى الله عليه وسلم قد بذل جهده وسعى لتبليغ هذا الدين الى كافة الناس مصداقا لقوله تعالى: (ما على الرسول الا البلاغ)(المائدة آية:99)هذه الدعوة للدين الاسلامي العظيم دون اجبار لهم على الدخول فيه كما قال الله تعالى:(لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي)(البقرة آية: 256) وذلك منتهى التكريم للانسان الا يكره على الاعتقاد ولو كان هو الاعتقاد الصحيح حتى يصدر عن ضميره بعد التدبر والاقتناع. ان حركة الفتح الاسلامي كانت حركة


فريدة في التاريخ لا تقارن باي حركة توسعية في تاريخ الامم الاخرى لاختلافها عنها في الجوهر وفي الهدف وفي الاثار المترتبة عليها فالحركات الغازية في القديم والحديث كان هدفها التوسع في الارض وفي السلطان وكان من ثمرتها استعباد الاقوياء للضعفاء ونهب خيرات البلاد المفتوحة لحساب الدولة الغازية واذلال البشر المغلوبين على امرهم واهانة كرامتهم مع بقاء الغالب والمغلوب كليهما في ظلمات الجاهلية اما حركة الفتح الاسلامية فهي امر مشروع لهذه الامة وليست هوى ذاتيا ولا شهوة بشرية.
ان حركة الفتح الاسلامي ليست مجرد توسع في الارض ولا يجوز النظر اليها بهذا الاعتبار انما هي اكبر حركة هداية للناس في التاريخ واكبر حركة اخراج للناس من الظلمات الى النور . وبالفعل كانت الفتوحات الاسلامية سريعة وكانت نتائجها عظيمة باقية ، ستبقى الحيرة وسيبقى الاضطراب في تفسير هذه الحركة عند من لم يقتبس نورا من قبس الاسلام فلا يدرك عظمة هذا الدين الذي ارتضاه الله سبحانه وتعلى للبشرية جمعاء الا من ارتضاه دينا ونال النعمة باعتناق عقيدته قال الله تعالى: ( ان الدين عند الله الاسلام ) آل عمران آية:190.

صوت الامة
17-04-2012, 12:11 PM
* وصايا الرسول عليه الصلاة والإسلام للجيوش الاسلامية


قال صلى الله عليه وسلم
{ لا ت***وا شيخا فانيا , ولا طفلا , ولا امرأة } .رواه أبو داود , في سننه .

قال سيدنا ابو بكر موصيا جنوده
" لا ت***وا شيخاً. لا ت***وا طفلا. لا ت***وا امرأة. ستجدون رهبانا تفرغوا للعبادة في الصوامع، فلا تقربوهم.
لا تحرقوا زرعاً. لا تقطعوا نخلاً. لا تهدموا بيتاً. لا تهدموا معبداً. لا تغيروا عليهم ليلاً،
كي لا تروعوا النساء والأطفال ".

* الفرق بين الجزية في الاسلام وبين ويلات الاستعمار


نبدأ بما نقله المؤرخون عن معاهدات النبي صلى الله عليه وسلم لأهل الجزية، ونستفتح بما أورده ابن سعد في طبقاته من كتاب النبي لربيعة الحضرمي، إذ يقول: " وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لربيعة بن ذي مرحب الحضرمي وإخوته وأعمامه، أن لهم أموالهم ونخلهم ورقيقهم وآبارهم وشجرهم ومياههم وسواقيهم ونبتهم وشِراجهم (السواقي) بحضرموت ، وكل مال لآل ذي مرحب ، وإن كل رهن بأرضهم يُحسب ثمره وسدره وقبضه من رهنه الذي هو فيه ، وأن كل ما كان في ثمارهم من خير فإنه لا يسأل أحد عنه ، وأن الله ورسوله براء منه ، وأن نَصْرَ آل ذي مرحب على جماعة المسلمين ، وأن أرضهم بريئة من الجور ، وأن أموالهم وأنفسهم وزافر حائط الملك الذي كان يسيل إلى آل قيس ، وأن الله جار على ذلك ،

وقوله: (( وأن نصر آل ذي مرحب على جماعة المسلمين )) فيه لفتة هامة، وهي أن المسلمين يقدمون حياتهم وأرواحهم ودماءهم فدىً لمن دخل في حماهم ، وأصبح في ذمتهم ، إنها ذمة الله تعالى وذمة رسول الله صلى الله عليه وسلم . يقول القرافي: "فعقد يؤدي إلى إتلاف النفوس والأموال صوناً لمقتضاه عن الضياع إنه لعظيم".

كما كتب النبي صلى الله عليه وسلم كتاب ذمة وعهد إلى أهل نجران النصارى، ينقله إلينا ابن سعد في طبقاته، فيقول: " وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأسقف بني الحارث بن كعب وأساقفة نجران وكهنتهم ومن تبعهم ورهبانهم أن لهم ما تحت أيديهم من قليل وكثير، من بيعهم وصلواتهم ورهبانهم وجوار الله ورسوله، لا يغير أسقف عن أسقفيته ، ولا راهب عن رهبانيته ، ولا كاهن عن كهانته ، ولا يغير حق من حقوقهم ، ولا سلطانهم ولا شيء مما كانوا عليه، ما نصحوا وأصلحوا فيما عليهم غير مثقلين بظلم ولا ظالمين ،

وانساح أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يطبقون ما تعلموه من نبيهم العظيم، ويلتزمون لأهل الجزية بمثل الإسلام وخصائصه الحضارية، وقد أورد المؤرخون عدداً مما ضمنوه لأهل الذمة، ومن ذلك العهدة العمرية التي كتبها عمر لأهل القدس، وفيها: "بسم الله الرحمن الرحيم ؛ هذا ما أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين أهل إيلياء من الأمان ، أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم ، ولكنائسهم وصلبانهم وسقيمها وبريئها وسائر ملتها، أن لا تُسكن كنائسهم ولا تُهدم ولا يُنتقص منها ولا من حيزها ، ولا من صليبهم ولا من شيء من أموالهم .
ولا يكرهون على دينهم، ولا يُضار أحد منهم ، ولا يُسَكَّن بإيلياء معهم أحد من اليهود ، وعلى أهل إيلياء أن يعطوا الجزية كما يعطي أهل المدائن، وعليهم أن يُخرجوا منها الروم واللصوص ، فمن خرج منهم فإنه آمن على نفسه وماله حتى يبلغ مأمنه ، ومن أقام منهم فهو آمن، وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية ...ومن شاء سار مع الروم ، ومن شاء رجع إلى أهله فإنه لا يؤخذ منهم شيء حتى يحصد حصادهم.
وعلى ما في هذا الكتاب عهد الله وذمة رسوله وذمة الخلفاء وذمة المؤمنين إذا أعطوا الذي عليهم من الجزية ، شهد على ذلك خالد بن الوليد ، وعمرو بن العاص ، وعبد الرحمن بن عوف، ومعاوية بن أبي سفيان ، وكتب وحضر سنة خمس عشرة".

ويسجل عبادة بن الصامت هذه السمات الحضارية للجزية في الإسلام، وهو يعرض الموقف الإسلامي الواضح على المقوقس عظيم القبط ، فيقول: "إما أجبتم إلى الإسلام .. فإن قبلت ذلك أنت وأصحابك فقد سعدت في الدنيا والآخرة ، ورجعنا عن قتالكم، ولم نستحل أذاكم ولا التعرض لكم ، فإن أبيتم إلا الجزية، فأدوا إلينا الجزية عن يد وأنتم صاغرون، نعاملكم على شيء نرضى به نحن وأنتم في كل عام أبداً ما بقينا وبقيتم ، نقاتل عنكم من ناوأكم وعرض لكم في شيء من أرضكم ودمائكم وأموالكم، ونقوم بذلك عنكم إن كنتم في ذمتنا ، وكان لكم به عهد علينا .

ونلحظ ثانية كيف يتقدم المسلم بنفسه لحماية أهل الجزية وأموالهم، ونرى فداءه لهم بماله ودمه "نقاتل عنكم من ناوأكم وعرض لكم في شيء من أرضكم ودمائكم وأموالكم، ونقوم بذلك عنكم" .

بينما الاستعمار هو استحلال لكل ثروات البلاد دون تفريق

صوت الامة
17-04-2012, 12:14 PM
* شبهات مدحوضة حول الفتوحات الإسلامية واراء بعض المستشرقين التي تفند الشبهات


الفتح الاسلامي يختلف عن القتال والحروب التي شهدها التاريخ الانساني والتي استهدفت تحقيق اهداف سياسية او اقتصادية لافراد وجماعات يريدون العلو في الارض فالهدف وضوابط الحق والعدل والرحمة التي تميز بها الفتح الاسلامية ميزته عن الحروب الاخرى، قال الله تعالى: (الذين امنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت)(النساء آية: 86) . لقد تناول اعداء الاسلام هذا الموضوع فشوهوا حقيقته وفسروه تفسيرا منكرا وصوروه للناس على انه اسلوب وحشي للفتك وسفك الدماء وان من دخل في الاسلام من البشر انما كان خوفا من الفتك وال*** واستعملوا في هذا التزييف لصورة الجهاد او المجاهدين كل الوسائل والسبل واقوال المنصرين والمستشرقين في هذا المعنى واشباهه كثيرة جدا. وكان لهم في سبيل تحقيق هذا الهدف اساليب كثيرة يجمعها اتجاهان اثنان: الاول يستهدف *** روح العزة لدى ابناء المسلمين. الثاني يستهدف ايجاد القطيعة بين المسلمين ودينهم بما يحمله من مبادئ وذلك بالترويج لافكار ومعتقدات ونظريات
متناقضة لمبادئ الاسلام ومدعمة لدورهم المشبوه القاتل لروح العزة عند الشباب واخراج كثير من الشبهات والافتراءات حول الاسلام واعلامه بصورة فيها كثير من التنميق بشكليات يقصد بها الايهام والتشويه في عرض تلك المفتريات. ان حركة الفتح الاسلامي دوافعها وخصائصها واثارها الواقعية هي امر اساس في التاريخ الاسلامي لا بد ان يعالج باستفاضة لدحض مزاعم المستشرقين وم يتتلمذ عليهم من المؤرخين العرب والنظرة الغالبة لدى المستشرقين تتسم بالكثير من التشويه المتعمد المتحامل . وتكاد تتفق افتراءات واقوال اعداء الاسلام في غايات ذلك الفتح الكبير على فريتين هما: الاولى: ان دين الاسلام يقوم على القهر والغلبة فهو لم ينتشر الا بحد السيف وان انتشاره في الارض انما كان بالاكراه والاجبار لا بالحجة والاقناع. والثانية:ان السر في انتصارات المسلمين لم يكن ثمرة من ثمار الدين الحنيف ولا نتيجة تربيته وانما كان اثرا لتلك الروح الثائرة عند العرب وشغفهم بالحرب وحبهم للغزو والنهب والغنيمة والظروف الاقتصادية ونحو ذلك وهاتان شبهتان باطلتان كما سنرى.




* الاهداف المقصودة من اثارة تلك الشبهات:

1- *** روح العزة عند المسلمين لان هذه الروح تقف امام مطامعهم في غزو الشعوب من اجل استعبادها وامتصاص خيراتها وذلك بتحقير مبادئ الاسلام والتنفير منه وتصويره بانه مظهر من مظاهر التخلف والهمجية الذي لا يليق بخلق الشعوب المتمدنة.

2- تشويه غايات الفتوحات بانها رد فعل لما كانوا يعيشون فيه من شظف العيش وضيق الحال وجدب الارض وقلة الموارد. وكذلك ابراز ان السبب الرئيس في بعض الفتوحات هو المرأة كما زعموا بل اخفاء السر الكامن وراءا انتصارات المسلمين الا وهو العقيدة .

3- التأكيد على ان هدف الفتوحات اقتصادي وليس للدين دخل فيها ويبتغون من وراء ذلك امتصاص ما تثيره العقيدة الاسلامية في اهلها من عزم وتصميم وتضحية وعزة.

4- قطع الصلة بين حاضر الامة وماضيها بتشويه صورة سلفنا الصالح وغاياتهم واساليبهم النبيلة في الفتح الاسلامي. ولكن مهما صدر من اعداء الاسلام لتشويه الفتوحات الاسلامية بصفة خاصة والتاريخ الاسلامي بصفة عامة او اثارة الشكوك حولهما فان مؤامراتهم لا تلبث ان تنكشف وتنفضح لان هذه الافتراءات لا تحجب شمس الحقيقة وصدق الله القائل: (يريدون ليطفئوا نور الله بافواههم والله مم نوره ولو كره الكافرون) (الصف آية: 8)


نكتفى بهذا ولكن نستشهد ببعض من هم على غير الاسلام


المؤرخ الألماني الكبير آدم مِتز:أمرت الشريعة الإسلامية بعدم القسوة في تحصيل الجزية، ونهى الإسلام عن اتباع الأساليب القديمة القاسية من *****، أو تكليف أصحابها ما لا يطيقون، وكانت الجزية تؤخذ مقسطة، وكان يُعفَى من الجزية بمصر جميع الأوربيين والرهبان المتبتلين، من المسيحيين والبطريرك".

"ومن الأمور التي تعجب لها كثرة عدد العمال، والمتصرفين غير المسلمين في الدولة الإسلامية


المستشرقة الألمانية الشهيرة سيجريد هونكه قالت :"لا إكراه في الدين: تلك هي كلمة القرآن الملزمة، فلم يكن الهدف أو المغزى للفتوحات العربية نشر الدين الإسلامي، وإنما بسط سلطان الله في أرضه، فكان للنصراني أن يظل نصرانيًا، ولليهودي أن يظل يهوديًا كما كانوا من قبل، ولم يمنعهم أحدٌ أن يؤدوا شعائر دينهم، ولم يكن أحد لِيُنزِل أذى أو ضررًا بأحبارهم أو قساوستهم ومراجعهم، وبِيَعِهم وصوامعهم وكنائسهم

ويقول المستشرق روبنسون:
إن أتباع محمد وحدهم هم الذين جمعوا بين معاملة الأجانب بالحسنى، وبين محبتهم لنشر دينهم، وكان من أثر هذه المعاملة الحسنة أن انتشر الإسلام بسرعة، وعلا قدر رجاله الفاتحين بين الأمم المغلوبة، وأدت هذه المعاملة إلى انحسار ظل النصرانية عن شمالي إفريقيا



ويعترف المستشرق هو توماس آرنولد - في كتابه (الدعوة إلى الإسلام) – حسب ما أوردته الموسوعة العربية - بأن القبائل النصرانية اعتنقت الإسلام عن اختيار وإرادة حرة، ويذكر أن النصارى كتبوا إلى المسلمين العرب يقولون لهم: "يا معشر المسلمين أنتم أحب إلينا من الروم، وإن كانوا على ديننا، أنتم أرأف بنا وآنف عن ظلمنا وأحسن ولاية علينا".

ويقول دوابر: "إن العرب عاملوا اليهود في الأندلس أحسن معاملة. وعندما طرد النصارى العرب من الأندلس لم يطيقوا إبقاء اليهود، فدبروا لهم تهماً، وأحرقوا عشرة آلاف يهودي في مدى عشر سنوات. واعترف البطريرك النسطوري إبشوياف الثالث إلى سيمون أسقف آردشير، بأن العرب لم يهاجموا العقيدة النصرانية، وأنهم يعطفون على دينهم، ويكرمون قِدِّيسيهم، ويساعدون الكنائس والأديرة".

* توضيح هل كانت الفتوحات الاسلامية حملات دعوية ام حملات استعمارية

أردت أن اقتبس لموضوعي جملة من كلام الصحابي رضى الله عنة ربعي بن عامر عندما ذهب لقائد الفرس فسأله ما أتى بكم إلى أرضنا فقال: الله ابتعثنا والله جاء بنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام؛ فأرسلنا بدينه إلى خلقه لندعوهم إليه؛ فمن قبل منّا ذلك قبلنا ذلك منه ورجعنا عنه وتركناه وأرضه يليها دوننا، ومن أبى قاتلناه أبدا حتى نقضي إلى موعود الله. قال له رستم: وما موعود الله؟ قال: الجنة لمن مات على قتال من أبى، والظفر لمن بقي، فقال رستم: قد سمعت مقالتكم، فهل لكم أن تؤخّروا هذا الأمر حتى ننظر فيه وتنظروا؟ قال: نعم، كم أحبّ إليكم؛ أيوماً أو يومين؟ قال: لا بل حتى نكاتب أهل رأينا ورؤساء قومنا.


يا لروعه هذه الكلمات ويا لدلالاتها التي تبين حقيقه هذه الفتوحات الدعوية ...




نشير هنا الفرق بين الفتوحات وحروب الاستعمار والاحتلال:

هناك فرق كبير بين الفتح من جهة، وبين الاحتلال والاستعمار من جهة أخرى،
وهذا الفرق يمكن في ثلاث محاور: الدوافع، الأهداف ، والنتائج.
فال*** في الإسلام لا يشكل الأولوية وإنما يقع في مرتبة أدنى؛ لأن الأولوية في الفتوحات الإسلامية هي للعقيدة ونشرها، وتوحيد الشعوب والقبائل بالإسلام تحت حكم الإسلام، وهذا يشكل اختلافاً جوهرياً في الحالات الأخرى (الاستعمار والاحتلال) التي يشكل ال*** والاستبداد الأولوية والمرتبة المهمة والمكانة العلية.
إن العقيدة الإسلامية وهي سلاح الفاتحين الأمضى "تمنع إكراه الناس على اعتناقها{لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ}فسيف الإسلام لم يشهر في وجه المستضعفين، وإنما في وجه القياصرة والأكاسرة الذين يملكون الجيوش ويتسلطون على العباد. إن ال*** في حالات التوسع والعدوان يشكل شرط الوجود إلى الغاية التي ترمي إليها، وسرعان ما يصبح تطوير ال*** وتعزيزه غاية في حد ذاتها".
ومن خلال استقراء التاريخ الإسلامي يتجلى الهدف المرجو من الفتوحات إذ يختلف اختلافاً جوهرياً عن أهداف الاحتلال والاستعمار، فالفاتح الأول الرسول صلى الله عليه وسلم والفاتحون من بعده لم يهدفوا إلى بناء امبراطوريات تخضع الأقوام الخارجية (الشعوب الأخرى)، وتحقق عليها السيادة الطاغوتية(استعباد، نهب، قهر، استغلال طاقات، النفوذ..) "ولكنها انطلقت وهي تحمل عقيدتها ولا تحمل مشروع عداء تجاه الخارج؛ لتقنعه على حملها، فتتوحد معها ويصبح الجميع (الداخل والخارج) في ظل الإسلام أمة واحدة. فقد هدفت الفتوحات إلى "تحقيق الوحدة مع الخارج ومساواته بنفسه من خلال العقيدة الإسلامية التي تقضي بذلك والتي تغرس في عقل ذلك العربي وقلبه الآيات الكريمة{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} (سورة الحجرات 10)، {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} (سورة الحجرات 13)، وكان الرسول r قد غرس في نفوس القادة والمجاهدين أن لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى" .


الى هنا نصل الى ختام الموضوع
في انتظار مشاركاتكم وارائكم
للامانة الموضوع منقول

*تائبة فى رحاب الله*
21-04-2012, 06:49 PM
جزاكم الله كل خير
(:بارك الله فيكم

Mr. Hatem Ahmed
14-04-2015, 12:20 AM
جزاك الله خيراً

موضوع قيم