مشاهدة النسخة كاملة : ما وقع بين قتيبة و ملك الصين (انظروا عزة الاسلام)


abomokhtar
22-04-2012, 12:55 AM
قال ابن الأثير: وكان قتيبة بعد أن فتح كاشغر قد كتب له ملك الصين أن يبعث له رجلا شريفا يخبره عنهم وعن دينهم . فانتخب قتيبة عشرة لهم جمال و ألسن و بأس و عقل و صلاح فأمر لهم بعدة حسنة و متاع حسن من الخز و الوشي و غير ذلك و خيول حسنة و كان منهم هبيرة بن مشمرج الكلابي فقال لهم إذا دخلتم عليه فأعلموه أني قد حلفت أني لا أنصرف حتى أطأ بلادهم و أختم ملوكهم و أجبي خراجهم.
فساروا و عليهم هبيرة فلما قدموا عليهم دعاهم ملك الصين فلبسوا ثيابا بياضا تحتها الغلائل و تطيبوا و لبسوا النعال و الأردية و دخلوا عليه و عنده عظماء قومه فجلسوا ولم يكلمهم الملك و لا أحد ممن عنده فنهضوا فقال الملك لمن حضره: كيف رأيتم هؤلاء؟ فقالوا: رأينا قوما ما هم إلا نساء مابقي منا أحد إلا انتشر ما عنده.
فلما كان الغد دعاهم فلبسوا الوشي و العمائم الخز و المطارف و غدوا عليه فلما دخلوا قيل لهم ارجعوا و قال لأصحابه كيف رأينم هذه الهيئة؟ قالوا أشبه بهيئة الرجال من تلك فلما كان اليوم الثالث دعاهم فشدوا سلاحهم و لبسوا البيض و المغافر و أخذوا السيوف و الرماح و القسي و ركبوا . فنظر إليهم ملك الصين فرأى مثل الجبل فلما دنوا ركزوا رماحهم ودفعوا خيلهم كأنهم يتطاردون. فقال الملك لأصحابه : كيف ترونهم؟ قالوا مارأينا مثل هؤلاء
فلما أمسى بعث إليهم أن ابعثوا إلي زعيمكم فبعثوا إليه هبيرة فقال له ملك الصين قد رأيتم عظم ملكي و أنه ليس أحد منعكم مني و أنتم في يدي بمنزلة البيضة في كفي و إني سائلكم عن أمر فأن لم تصدقوني ***تكم قال سل قال لم صنعتم بزيكم الأول اليوم الأول و الثاني والثالث ما صنعتم؟ قال هبيرة أما زينا الأول فلباسنا في أهلنا و الثاني فزينا إذا أمنا أمراءنا و الثالث فزينوا لعدونا قال ماحسن ما دبرتم دهركم فقولوا لصاحبكم ينصرف فإني قد عرفت قلة أصحابه و إلا بعثت إليكم من يهلككم قال كيف يكون قليل الأصحاب من أول خيله في بلادك و آخرها في منابت الزيتون؟ و أما تخويفك إيانا بال*** فإن لنا آجالا إذا حضرت فاكرمها ال*** و لسنا نكرهه و لا نخافه و قد حلف أن لا ينصرف حتى يطأ أرضكم و يختم ملوككم و يعطى الجزية.
فقال ملك الصين فإنا نخرجه من يمينه و نبعث تراب أرضنا فيطأه و نبعث إليه ببعض أبنائنا فيختمهم و نبعث إليه بجزية يرضاها فبعث إليه بهدية و أربعة غلمان من أبناء ملوكهم ثم أجازهم فأحسن فقدموا على قتيبة فقبل قتيبة الجزية و ختم الغلمان و ردهم ووطئ التراب.
فقال سوادة بن عبد الملك السلولي:
لا عيب في الوفد الذين بعثهم ** للصين إن سلكو طريق المنهج
كسروا الجفون على القذى خوف الردى ** حاشا الكرم هبيرة بن مشمرج
أدى رسالتك التي استرعيته ** فأتاك من حنث اليمين بمخرج

منقول

أستاذ محمد سنجر
22-04-2012, 10:02 AM
جزاكم الله خيرا

صوت الامة
28-04-2012, 01:57 AM
بارك الللهم فيكم
وجزاكم عنا خير الجزاء