مشاهدة النسخة كاملة : شيخ الأزهر: آن الأوان أن يستعيد المواطن العربى عزته وكرامته


الاستاذ عوض على
29-04-2012, 06:03 PM
استقبل الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، ونخبة من علماء الأزهر أعضاء مجمع البحوث وعمداء الكليات العربية والشرعية الأمير الحسن بن طلال، رئيس منتدى الفكر العربى، كما رحب الإمام الأكبر بسمو الأمير الحسن بن طلال والوفد المرافق له بالأزهر.

وأكد الإمام الأكبر على ضرورة استعادة المواطن العربى لعزته وكرامته، التى صانها الشرع وجعلها شعارا للمسلم القوى، وأهاب شيخ الأزهر بأهمية عودة الروح لوجدان أبناء الأمة حتى يعودوا إلى ريادتهم وإلى خيريتهم التى اصطفاهم المولى عز وجل بها بين الأمم، قائلا: لو كانت هذه الخصيصة موجودة بيننا الآن ما استمر شلال الدم على أرض سوريا الشقيقة، ولو كان هذا الدم لحيوانات لانتفض الضمير العالمى فما بالنا بأسمى مخلوقات الله، هذا الإنسان الذى كرمه ربه، ونفخ فيه من روحه، وأسجد له ملائكته وجعل هذه الحياة معبرا إلى الآخرة، أليس من العار على أبناء الأمة أن ينظروا إلى تلك المشاهد التى تقشعر لها الأبدان دون أن يتحرك الضمير العالمى بصورة فعالة لإيقافه.

وأكد الأمير الحسن بن طلال أن الأزهر الشريف المرجعية الدينية الكبرى للمسلمين، وذلك نظرا لعطائه المستمر فى جميع المجالات الإنسانية، وانتشار خريجيه فى جميع بلدان العالم ولدوره المحورى فى بلورة الفكر الإسلامى الوسطى المعتدل, وترسيخ مفاهيم وقيم المحبة والتسامح بين الناس ووضع أسس لمنظومة الحريات وبناء المؤسسات الدستورية ولقد تجلى هذا الدور فى مبادرته التى قام بها بعد الثورة المصرية، حيث دعا إلى إقامة الدولة الدستورية الديمقراطية الحديثة.

وأضاف أن الأزهر وفق فى مساعيه لتفعيل دور المؤسسة الدينية فى الواقع الإسلامى الراهن خصوصا فى ظل التغيرات الجذرية التى تمر بها منطقتنا العربية والإسلامية، قائلا: الأزهر قدم عبر التاريخ صيغا حضارية للعلاقة بين المواطنين المصريين بجميع أطيافهم مسلمين ومسيحيين، وأكد بذلك أهمية وجوده كمرجعية إسلامية وحضارية جامعة تتجاوز الطروحات الطائفية والرؤى الفئوية وهو موقف يسجل للأزهر الذى يعبر عن موقف الإسلام الوسطى المعتدل.

وأوضح أن الأزهر يقدم نموذجا للدور المرجو من المؤسسات الدينية والعلماء الذين يفهمون الدين حق الفهم ويتحملون توجيه الأمة وترشيد طاقتها، وتهذيب سلوكياتها وتقويم حركاتها التغيرية ومحاربة الفساد السياسى والاقتصادى والإدارى الذى يتعارض مع القيم الإسلامية والمشاركة الفاعلة فى بناء الأمة وإعلان هوية الوطن لاسيما فى هذه الأيام، التى تشهد حراكا سياسيا وتطرفا كبيرا، فى الخطاب الدينى وقيام جماعات عديدة باستخدام الدين استخداما خاطئا.

ودعا الأمير الحسن إلى تفعيل دور الفقه الإسلامى، بحيث تؤدى مؤسسة الاجتهاد دورها فى معالجة قضايا المجتمع المعاصر ومشكلاته على مختلف الأصعدة وتنظيم شئون الفتوى من خلال مؤسسات مؤهلة قادرة على الحد من فوضى الفتاوى لمواجهة ما نشهده هذه الأيام من تطرف فى الخطاب الدينى وقيام جماعات عديدة باستخدام الدين استخداما خاطئا.

وطالب بضرورة إعداد جيل فاعل من الدعاة والأئمة وعلماء الدين والارتقاء بفكرهم وكفاءتهم ليسهموا فى بناء مجتمعاتهم وتوجيه العقول والطاقات لتحقيق مضامين التعارف والاستخلاف ومحاربة الفتن والنزاعات التى راح ضحيتها أكثر من92 مليون شخص منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، قائلا: ما يزيد الألم أن الدول الإسلامية كانت طرفا رئيسيا ولا زالت فى النزعات والفتن.

وأشار، فى كلمته إلى عدد من المشكلات التى تواجه الدول العربية والإسلامية، ومنها مشكلات الفقر البطالة والأمية ونزيف العقول"هجرة العقول"والتى كانت سببا رئيسيا فى الحراك العربى الأخير.

كما طالب ضرورة إيجاد خطط عربية محكمة لمواجهة كل هذه التحديات وبناء نموذجا حضاريا بعيد عن الاستعلائية والاستغلالية ,فقد آن الأوان لأن يكون للمؤسسات العربية والإسلامية دورا رائدا فى إقامة المشاريع الاستثمارية والبرامج التنموية التى تنهض بالأمة.

واقترح إنشاء "المؤسسة العالمية للزكاة والتكافل- إقامة صندوق الحج –مؤسسة تنمية أموال الأيتام – تفعيل دور الأوقاف الخيرية -" داعيا الأزهر إلى المشاركة فى إخراج مشروع صندوق الزكاة العربى والإسلامى إلى النور لكى يساهم فى تنمية المجتمعات العربية والإسلامية.

وحذر من الأطماع والمشاريع التى تستهدف منطقتنا لتقويض المحاولات الجادة للإصلاح السياسى والاقتصادى ومن هنا تظهر أهمية التفاعل الفكرى وتكامل الخبرات بين أبناء الأمة العربية والسلامية التى يجمعها الهم والأمل والمصير المشترك.

ودعا الأمير الحسن إلى إطلاق مبادرة مشروع الميثاق الاجتماعى العربى الذى يتفق مع وثيقة الحريات التى أطلقها الأزهر، والتى كانت مرجعا أساسيا لمشروع الميثاق، داعيا الأزهر للمشاركة فى الاجتماع الموسع القادم الذى سيقر وثيقة الميثاق بشكلها النهائى.

كما اقترح إنشاء محكمة عربية لحقوق الإنسان كمؤسسة تضمن النزاهة والمراقبة لجميع المؤسسات فى الدول العربية والإسلامية.

واختتم الأمير الحسن كلمته، قائلا: إن العالم العربى اليوم أصبح أكثر استعداد وتحفزا للاجتهاد والتقدم والإسهام الفعال فى الحضارة الإنسانية، ومصر الكنانة وأزهرها الشريف يقفون فى صدارة المشروع العربى الحضارى الذى طال انتظاره من أمد بعيد.

ومن جانبهم أشاد علماء الأزهر الشريف الذين حضروا اللقاء وفى مقدمتهم الدكتور نصر فريد واصل والدكتور محمد المختار المهدى والدكتور إسماعيل الدفتار والدكتور محمد رأفت عثمان والدكتور الأحمدى أبو النور أعضاء مجمع البحوث الإسلامية والدكتور حسن الشافعى رئيس مجمع اللغة العربية والدكتور أسامه العبد، رئيس جامعة الأزهر، وعمداء الكليات الشرعية بالقضايا التى طرحها الأمير الحسن فى كلمته والتى شخصت الداء بين أبناء الأمة وبينت كيفية الخروج منها ومن أزمتها الراهنة إلى غد مشرق مزود بالعلم والمعرفة والعزة والكرامة.
http://www1.youm7.com/News.asp?NewsID=665464&SecID=12

Observer
01-05-2012, 10:13 PM
http://rewayat2.com/vb/picture.php?albumid=695&pictureid=5614