abomokhtar
08-05-2012, 01:38 AM
بقلم/ عماد الدين حسينhttp://egyig.com/Public/articles/essay/9/images/363860050.jpg
لا أعرف من هو السياسي العبقري الذي أشار على مجموعة متظاهرى العباسية بمحاولة اقتحام حواجز الأسلاك الشائكة المؤدية إلى وزارة الدفاع عصر الجمعة الماضية.. أو حتى الاقتراب من الحواجز والاحتكاك بجنود الشرطة العسكرية المدافعين عن المكان؟.
لو أن هناك شخصا ً أو جهة أشارت على المتظاهرين باقتحام الوزارة.. فعلينا أن نمنحه أو نمنحها جائزة الغباء السياسي منقطع النظير.. إلا إذا اكتشفنا أنه ينفذ مخططا ً لإشعال الحريق الكبير بكل السبل.
للمرة المليون من حق كل شخص أو حزب أن يتظاهر أو يعتصم أو يضرب مادام تم ذلك في حدود القانون.. ومن حق أجهزة الحكومة أن تحميه لا أن تقتله حتى لو كان يتظاهر ضدها.
حتى بعد ظهر الجمعة الماضي كان كثيرون يتعاطفون مع معتصمي العباسية باعتبارهم تعرضوا لمذبحة صباح الخميس أودت بحياة 11 منهم.. لكن في اللحظة التي بدأ فيها المتظاهرون يلقون بالحجارة على الشرطة العسكرية ويحاولون اقتحام الحواجز ــ أو تم جرهم ليفعلوا ذلك ــ كانوا قد خسروا كل شيء.
سنفترض نظريا ً أن المتظاهرين دخلوا وزارة الدفاع.. فماذا سيفعلون؟.
هل يعلنون بيانهم رقم واحد وينصبون حازم أبو إسماعيل خليفة على مصر.. أم يشكلون مجلسا ً رئاسيا ً.. وإذا فعلوا ذلك .. فلمن يسلمون السلطة؟.
يقيني أن غالبية معتصمي العباسية نبلاء وأنقياء وأبرياء.. لكنهم لا يدرون أنه تم استدراجهم لمعركة خاسرة.. بل جعلوا المزيد من المواطنين «يكفر» بما تبقى له من إيمان بالثورة.
الآن فإن كل الذين تضرروا من حظر التجول في المنطقة سوف يصبون جام غضبهم على الثورة والثوار والمتظاهرين.. وسيترجم بعضهم هذا الغضب بالتصويت لأحمد شفيق أو أي شخص يرون أنه ضد الثورة.
سوء استغلال حق الاحتجاج وتنفيذه بالطريقة العشوائية التي نراها الآن تجعل البسطاء يكفرون ليس فقط بهذه الحقوق ــ التي دفع آلاف الشباب حياتهم ثمنا ً للحصول عليها.. بل بفكرة الديمقراطية نفسها وجدواها.
عندما تتعطل مصالح الناس ــ خصوصا ً من أجل قضايا غير واضحة ــ فإننا ندفعهم دفعا للترحم على أيام مبارك.
القناعة الوحيدة التي ستصل لعقولهم هي أن كل ممارسات الثورة لم تؤد إلا للفوضى وتعطيل الاقتصاد وغياب الأمن.
بالطبع الثورة لم تفعل ذلك.. وهناك خطة ممنهجة لشيطنة الثورة وإلصاق كل مصائبنا طوال 30 عاما ً بها.
والسؤال هو:
لماذا يتطوع ويتبرع بعض ممن يدعون الثورية بإعطاء سلاح باتر لخصومهم؟.
وحتى لو افترضنا إن العباسية منطقة خالية من السكان ولن يشكو أحد من سكانها أو المارين من شوارعها من فرض حظر التجول أو زحام المرور.. فما هو الهدف السياسي من محاولة اقتحام وزارة الدفاع مثلما حاول آخرون قبل ذلك في محاصرة وزارة الداخلية ومحاولة اقتحامها أيضا؟.
عندما يعلن الإخوان وقطاع كبير من الحركة السلفية وكل الأحزاب الليبرالية ومعظم القوى الثورية أنها لم تشارك في محاولة اقتحام وزارة الدفاع.. فالخطوة المنطقية التالية هي سحب الغطاء السياسي من أولئك الذين يفعلون ذلك وإلا تسمح هذه القوى لمجموعات صغيرة من هنا وهناك بأن يحددوا مسار حياتنا السياسية.
ما حدث عصر الجمعة الماضي محاولة جديدة من قوى متنوعة ومتنافرة لإشعال حريق كبير ودفع الجيش والشعب معا للاصطدام.
هؤلاء يراهنون على استغلال أي حدث أو مظاهرة من أجل إحداث أكبر قدر من الخسائر البشرية حتى نصل إلى مذبحة لا يتخيلها أحد وبعدها سيخرج الناس في مظاهرات عارمة للتنديد بالديمقراطية وترجى الجيش أن يبقى.
إذا كان ذلك صحيحا ً.. فلماذا لا يتحلى الجميع بالشجاعة ويعلن استنكاره الواضح للمحاولات الصبيانية باقتحام وزارة الدفاع بالتوازي مع استنكار وإدانة المجزرة التي شهدها ميدان العباسية صباح الخميس الماضي؟!!.
لا أعرف من هو السياسي العبقري الذي أشار على مجموعة متظاهرى العباسية بمحاولة اقتحام حواجز الأسلاك الشائكة المؤدية إلى وزارة الدفاع عصر الجمعة الماضية.. أو حتى الاقتراب من الحواجز والاحتكاك بجنود الشرطة العسكرية المدافعين عن المكان؟.
لو أن هناك شخصا ً أو جهة أشارت على المتظاهرين باقتحام الوزارة.. فعلينا أن نمنحه أو نمنحها جائزة الغباء السياسي منقطع النظير.. إلا إذا اكتشفنا أنه ينفذ مخططا ً لإشعال الحريق الكبير بكل السبل.
للمرة المليون من حق كل شخص أو حزب أن يتظاهر أو يعتصم أو يضرب مادام تم ذلك في حدود القانون.. ومن حق أجهزة الحكومة أن تحميه لا أن تقتله حتى لو كان يتظاهر ضدها.
حتى بعد ظهر الجمعة الماضي كان كثيرون يتعاطفون مع معتصمي العباسية باعتبارهم تعرضوا لمذبحة صباح الخميس أودت بحياة 11 منهم.. لكن في اللحظة التي بدأ فيها المتظاهرون يلقون بالحجارة على الشرطة العسكرية ويحاولون اقتحام الحواجز ــ أو تم جرهم ليفعلوا ذلك ــ كانوا قد خسروا كل شيء.
سنفترض نظريا ً أن المتظاهرين دخلوا وزارة الدفاع.. فماذا سيفعلون؟.
هل يعلنون بيانهم رقم واحد وينصبون حازم أبو إسماعيل خليفة على مصر.. أم يشكلون مجلسا ً رئاسيا ً.. وإذا فعلوا ذلك .. فلمن يسلمون السلطة؟.
يقيني أن غالبية معتصمي العباسية نبلاء وأنقياء وأبرياء.. لكنهم لا يدرون أنه تم استدراجهم لمعركة خاسرة.. بل جعلوا المزيد من المواطنين «يكفر» بما تبقى له من إيمان بالثورة.
الآن فإن كل الذين تضرروا من حظر التجول في المنطقة سوف يصبون جام غضبهم على الثورة والثوار والمتظاهرين.. وسيترجم بعضهم هذا الغضب بالتصويت لأحمد شفيق أو أي شخص يرون أنه ضد الثورة.
سوء استغلال حق الاحتجاج وتنفيذه بالطريقة العشوائية التي نراها الآن تجعل البسطاء يكفرون ليس فقط بهذه الحقوق ــ التي دفع آلاف الشباب حياتهم ثمنا ً للحصول عليها.. بل بفكرة الديمقراطية نفسها وجدواها.
عندما تتعطل مصالح الناس ــ خصوصا ً من أجل قضايا غير واضحة ــ فإننا ندفعهم دفعا للترحم على أيام مبارك.
القناعة الوحيدة التي ستصل لعقولهم هي أن كل ممارسات الثورة لم تؤد إلا للفوضى وتعطيل الاقتصاد وغياب الأمن.
بالطبع الثورة لم تفعل ذلك.. وهناك خطة ممنهجة لشيطنة الثورة وإلصاق كل مصائبنا طوال 30 عاما ً بها.
والسؤال هو:
لماذا يتطوع ويتبرع بعض ممن يدعون الثورية بإعطاء سلاح باتر لخصومهم؟.
وحتى لو افترضنا إن العباسية منطقة خالية من السكان ولن يشكو أحد من سكانها أو المارين من شوارعها من فرض حظر التجول أو زحام المرور.. فما هو الهدف السياسي من محاولة اقتحام وزارة الدفاع مثلما حاول آخرون قبل ذلك في محاصرة وزارة الداخلية ومحاولة اقتحامها أيضا؟.
عندما يعلن الإخوان وقطاع كبير من الحركة السلفية وكل الأحزاب الليبرالية ومعظم القوى الثورية أنها لم تشارك في محاولة اقتحام وزارة الدفاع.. فالخطوة المنطقية التالية هي سحب الغطاء السياسي من أولئك الذين يفعلون ذلك وإلا تسمح هذه القوى لمجموعات صغيرة من هنا وهناك بأن يحددوا مسار حياتنا السياسية.
ما حدث عصر الجمعة الماضي محاولة جديدة من قوى متنوعة ومتنافرة لإشعال حريق كبير ودفع الجيش والشعب معا للاصطدام.
هؤلاء يراهنون على استغلال أي حدث أو مظاهرة من أجل إحداث أكبر قدر من الخسائر البشرية حتى نصل إلى مذبحة لا يتخيلها أحد وبعدها سيخرج الناس في مظاهرات عارمة للتنديد بالديمقراطية وترجى الجيش أن يبقى.
إذا كان ذلك صحيحا ً.. فلماذا لا يتحلى الجميع بالشجاعة ويعلن استنكاره الواضح للمحاولات الصبيانية باقتحام وزارة الدفاع بالتوازي مع استنكار وإدانة المجزرة التي شهدها ميدان العباسية صباح الخميس الماضي؟!!.