abomokhtar
11-05-2012, 02:56 AM
في 29 من مايو عام 1949م، عقد مجلس الوزراء الإسرائيلي اجتماع بمقر الحكومة المؤقت في "تل أبيب" ،وهي قرية فلسطينية اسمها تل الربيع ،اتخذت منها "إسرائيل"عاصمة لدولتها الوليدة علي أنقاض فلسطين ،وخلال هذا الاجتماع تساءل بن جور يون مؤسس ورئيس أول حكومة لدولة "إسرائيل"الوليدة ... :"ماذا نفعل من أجل احتواء الخطر المصري الدائم ضد كياننا العبري الوليد ؟...وقبيل أن يتطوع أحداً من الوزراء بحكومته أن يجيب علي سؤاله ،قال بن جور يون بالنص :"مصر بلد كبير ،ونحن لسنا لدينا مطالب فيها ،وبيننا وبينها حاجز حقيقي من صحراء واسعة ،وقد كانت هي الطرف الذي سعينا إلي اتفاق معه ولو كُنا فعلنا ذلك لكان هذا الاتفاق "غزوة عظيمة ".
ويستكمل بن جور يون حديثه :" كُنا مهتمين بعقد اتفاق صلح مع مصر،ولكن عناد فاروق أظهر لنا أن علينا أن ننتظر". ثم اقترح بن جور يون علي رفاقه إستراتيجية إسرائيلية مستقبلية للتعامل مع مصر تتضمن النقاط التالية :-
1 – يلزم أن تظل مصر وراء حدودها والإنجليز والأمريكيين وبقية دول أوروبا لابد أن يعرفوا أن ذلك في صالحهم لتأمين تدفق النفط.
2- من الناحية الإستراتيجية ،يتوجب علينا منع مصر من إقامة أية تحالفات مع العالم العربي قفزاً فوق – إسرائيل – خصوصا مع سوريا بالذات ثم السعودية والعراق.
3- من الضروري توسيع العازل الصحراوي بين مصر وإسرائيل وهذا العازل لابد أن يشمل سيناء المصرية ،بحيث لايتم إعمارها بأي شكل من الأشكال ،وأيضاً منطقة النقب.
4- عندما تنكفي مصر علي نفسها وراء حدودها وتترك "إسرائيل" وشأنها ،فإن "إسرائيل" يتحتم عليها أن تعطي نفسها كل المزايا المتوفرة إستراتيجياً لمصر، ومن بينها توسطها للقارات الثلاثة إفريقيا وآسيا وأوروبا ثم خليج العقبة والذي يمكن مد قناة منه إلي البحر المتوسط عبر إسرائيل "فلسطين المحتلة "تنافس قناة السويس .
وفي 26مارس من عام 1979م ،حقق رئيس وزراء "إسرائيل "مناحيم بيجين تلك الإستراتيجية – التي رفض الملك فاروق ملك مصر والسودان من قبل أن يستجيب لبن جور يون من أجل تحقيقها - ،حيث وجد مناحيم بيجين في الرئيس الراحل أنور السادات ثالث قادة ثورة 23يوليو من عام 1952م ضآلته ،وأبرم معه معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية ،تلك المعاهدة وهذا الصلح المنفرد الذي أبرمته الدولة العبرية مع أنور السادات ،وهو الصلح الذي وصفه بن جور يون مؤسس دولة إسرائيل إن تم فإنه يمثل غزوة عظيمة .
وتضمنت تلك الاتفاقية التي ضمنتها الولايات المتحدة ورفضها العالم العربي الإسلامي ورفضتها دول عدم الانحياز ورفضها المجتمع الدولي كله في حينها ،تضمنت تطبيع شامل للعلاقات في شتي المجالات بين مصر و"إسرائيل" ،حيث ركز الإسرائيليون علي التطبيع في قطاع الزراعة لأنه الأكثر إختراقا للمجتمع المصري من وجهة نظرهم ،والذي يناسب الإستراتيجية التي وضعوها في هذا الشأن ليلحقوا أبلغ الأضرار بالمجتمع المصري .
وطوال الأعوام التي تلت إبرام تلك المعاهدة قام طرفيها في واشنطن وتل أبيب باللعب علي المعاناة الاقتصادية للمصريين، وفي ظل هذا التطبيع الذي رفضه الشعب المصري ،تم إخضاع صانع القرار في وطننا لحالة من التبعية انعكست بالسلب علي وطننا وأخضعته للهيمنة السياسية والاقتصادية ،في إطار مخطط أمريكي إسرائيلي شارك في تنفيذه الآلاف من خبراء الاقتصاد والزراعة تحت ستار التعاون بين مصر وكل من واشنطن وتل أبيب .
ومن المهم أن نتوقف أمام عبارة قالها الأستاذ الدكتور محمد عباس وكيل أول وزارة الزراعة الأسبق ،ومفوض مصر الزراعي في واشنطن في النصف الثاني من التسعينات من القرن الماضي ،تلك العبارة ضمنها الرجل دراسة علمية لها تتعلق بتصوراته لإنقاذ الزراعة المصرية ،قال خلالها أن الزراعتين المصرية والإسرائيلية مختلفتان يسيران في خطان متوازيان ولا يلتقيان أبدا وبالتالي فإن التعاون بين مصر و"إسرائيل" في هذا المجال محكوم عليه بالفشل .
ثم فجر الرجل قنبلة ضمتها دراسته والتي رفعها للرئيس حسني مبارك والذي أطاحت به ثورة 25يناير المجيدة من عام 2011م ،حيث قال دكتور محمد عباس :"أن التنمية الزراعية في مصر أوقفت عن عمد لصالح إسرائيل" .
ولم يقل د.محمد عباس من الذي أوقف التنمية الزراعية في مصر لكن الأمور كانت واضحة ،ولا تحتاج لشروح من دكتور محمد عباس ، لكون أن وزير الزراعة ونائب رئيس الوزراء والأمين العام للحزب الوطني الدكتور يوسف والي هو من أبرز أنصار" إسرائيل" ، وقام بزيارتها عبر باريس سراً أكثر من 17مرة خلال توليه لمنصبه. وأن الإدارة الأمريكية ضخت عبر الوكالة الدولية للتنمية أموالا هائلة بقطاع الزراعة المصري تحت ستار تحديثه، وهي تخطط لتسهيل الاختراق الإسرائيلي للمجتمع المصري عبر الزراعة التي تعتمد عليها مصر في حياتها.
http://www.moheet.com/2012/05/10/%D8%BA%D8%B2%D9%88%D8%A9-%D8%B9%D8%B8%D9%8A%D9%85%D8%A9/
ويستكمل بن جور يون حديثه :" كُنا مهتمين بعقد اتفاق صلح مع مصر،ولكن عناد فاروق أظهر لنا أن علينا أن ننتظر". ثم اقترح بن جور يون علي رفاقه إستراتيجية إسرائيلية مستقبلية للتعامل مع مصر تتضمن النقاط التالية :-
1 – يلزم أن تظل مصر وراء حدودها والإنجليز والأمريكيين وبقية دول أوروبا لابد أن يعرفوا أن ذلك في صالحهم لتأمين تدفق النفط.
2- من الناحية الإستراتيجية ،يتوجب علينا منع مصر من إقامة أية تحالفات مع العالم العربي قفزاً فوق – إسرائيل – خصوصا مع سوريا بالذات ثم السعودية والعراق.
3- من الضروري توسيع العازل الصحراوي بين مصر وإسرائيل وهذا العازل لابد أن يشمل سيناء المصرية ،بحيث لايتم إعمارها بأي شكل من الأشكال ،وأيضاً منطقة النقب.
4- عندما تنكفي مصر علي نفسها وراء حدودها وتترك "إسرائيل" وشأنها ،فإن "إسرائيل" يتحتم عليها أن تعطي نفسها كل المزايا المتوفرة إستراتيجياً لمصر، ومن بينها توسطها للقارات الثلاثة إفريقيا وآسيا وأوروبا ثم خليج العقبة والذي يمكن مد قناة منه إلي البحر المتوسط عبر إسرائيل "فلسطين المحتلة "تنافس قناة السويس .
وفي 26مارس من عام 1979م ،حقق رئيس وزراء "إسرائيل "مناحيم بيجين تلك الإستراتيجية – التي رفض الملك فاروق ملك مصر والسودان من قبل أن يستجيب لبن جور يون من أجل تحقيقها - ،حيث وجد مناحيم بيجين في الرئيس الراحل أنور السادات ثالث قادة ثورة 23يوليو من عام 1952م ضآلته ،وأبرم معه معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية ،تلك المعاهدة وهذا الصلح المنفرد الذي أبرمته الدولة العبرية مع أنور السادات ،وهو الصلح الذي وصفه بن جور يون مؤسس دولة إسرائيل إن تم فإنه يمثل غزوة عظيمة .
وتضمنت تلك الاتفاقية التي ضمنتها الولايات المتحدة ورفضها العالم العربي الإسلامي ورفضتها دول عدم الانحياز ورفضها المجتمع الدولي كله في حينها ،تضمنت تطبيع شامل للعلاقات في شتي المجالات بين مصر و"إسرائيل" ،حيث ركز الإسرائيليون علي التطبيع في قطاع الزراعة لأنه الأكثر إختراقا للمجتمع المصري من وجهة نظرهم ،والذي يناسب الإستراتيجية التي وضعوها في هذا الشأن ليلحقوا أبلغ الأضرار بالمجتمع المصري .
وطوال الأعوام التي تلت إبرام تلك المعاهدة قام طرفيها في واشنطن وتل أبيب باللعب علي المعاناة الاقتصادية للمصريين، وفي ظل هذا التطبيع الذي رفضه الشعب المصري ،تم إخضاع صانع القرار في وطننا لحالة من التبعية انعكست بالسلب علي وطننا وأخضعته للهيمنة السياسية والاقتصادية ،في إطار مخطط أمريكي إسرائيلي شارك في تنفيذه الآلاف من خبراء الاقتصاد والزراعة تحت ستار التعاون بين مصر وكل من واشنطن وتل أبيب .
ومن المهم أن نتوقف أمام عبارة قالها الأستاذ الدكتور محمد عباس وكيل أول وزارة الزراعة الأسبق ،ومفوض مصر الزراعي في واشنطن في النصف الثاني من التسعينات من القرن الماضي ،تلك العبارة ضمنها الرجل دراسة علمية لها تتعلق بتصوراته لإنقاذ الزراعة المصرية ،قال خلالها أن الزراعتين المصرية والإسرائيلية مختلفتان يسيران في خطان متوازيان ولا يلتقيان أبدا وبالتالي فإن التعاون بين مصر و"إسرائيل" في هذا المجال محكوم عليه بالفشل .
ثم فجر الرجل قنبلة ضمتها دراسته والتي رفعها للرئيس حسني مبارك والذي أطاحت به ثورة 25يناير المجيدة من عام 2011م ،حيث قال دكتور محمد عباس :"أن التنمية الزراعية في مصر أوقفت عن عمد لصالح إسرائيل" .
ولم يقل د.محمد عباس من الذي أوقف التنمية الزراعية في مصر لكن الأمور كانت واضحة ،ولا تحتاج لشروح من دكتور محمد عباس ، لكون أن وزير الزراعة ونائب رئيس الوزراء والأمين العام للحزب الوطني الدكتور يوسف والي هو من أبرز أنصار" إسرائيل" ، وقام بزيارتها عبر باريس سراً أكثر من 17مرة خلال توليه لمنصبه. وأن الإدارة الأمريكية ضخت عبر الوكالة الدولية للتنمية أموالا هائلة بقطاع الزراعة المصري تحت ستار تحديثه، وهي تخطط لتسهيل الاختراق الإسرائيلي للمجتمع المصري عبر الزراعة التي تعتمد عليها مصر في حياتها.
http://www.moheet.com/2012/05/10/%D8%BA%D8%B2%D9%88%D8%A9-%D8%B9%D8%B8%D9%8A%D9%85%D8%A9/