abomokhtar
11-05-2012, 03:30 AM
وحدة وطنية حقيقية ليست بعيدة عن مناطق شهدت أحداثًا طائفية، ليست بعيدة عن الكشح أو نجع حمادى أو حتى إمبابة، بل هى قابعة فى قلب هذه المناطق التى شهدت أحداث فتن طائفية مؤسفة لا يرضى عنها شرع ولا دين، لكنها صورة مختلفة لهذه الأماكن المشتعلة بالصراعات، صورة تدل على المعدن الأصيل للشعب المصرى، وفى ذات الوقت ليست نادرة أو غريبة على المجتمع المصري، لكنها صورة بعيدة عن عيون الكاميرات.
هذه الصورة لشاعر مسلم ومؤلف مسرحى قبطى يعيشان حياة مختلفة عن الآخرين، حياة لا تعرف التعصب ولا العنصرية، حياة محصنة ضد الفتن الطائفية، كل منهم يعتز ويفتخر بدينه دون تعصب أو تشدد، رأى كل منهم صورًا جميلة فى حياة الآخر لم يتمكن الآخرون من رؤيتها، فقررا أن يُظهرا هذه الصور الجميلة للنور من خلال إبداعاتهم الأدبية المميزة ويرسمان من خلالها صورة جديدة لحياة التسامح التى كانت وما زالت تسود بين أهالى الصعيد مسلمين وأقباط.
فالشاعر والمؤلف المسرحى صفوت سيفين لبيب والشهير بصفوت البططى قرر أن يهب مؤلفاته المسرحية وأفلامه التسجيلية لأولياء الله الصالحين، وأن يرصد مظاهر المحبة والتسامح فى الدين الاسلامى من خلال أشعاره ومسرحياته المتألقة دائمًا والتى حصد خلالها العديد من الجوائز على مدار حياته الفنية.
يقول البططى التراث والفن الشعبى المصرى لم يفرق بين مسلم وقبطى، فقد قمت بعمل 3 حلقات عن شهر رمضان المعظم بمسجد سيدى عبد الرحيم القنائى، كما أن الحياة الصعيدية ليس فيها فرق بين مسلم ومسيحى فعلى سبيل المثال لا الحصر أيام العزاء عند المسلمين 3 أيام هى نفسها عند المسيحيين، كذلك ارتباط المسلمين بالأضرحة وذبح الذبائح عندها يحدث مثله بالضبط فى الأديرة القبطية، ويتذكر البططى الأيام التى عاشها بالقاهرة بعيدًا عن أهله، وإصرار جيرانه المسلمين على حضوره إلى قنا ومساهمتهم فى زواجه، ويضيف البططى أنا نشأت نشأة إسلامية بين مسلمين متسامحين، أما العقيدة فمسيحية.
صفوت البططى الذى لا يجد غضاضة فى أن يبادرك فى لفتة جميلة "صلى على النبى" لكى يعطى للحديث جاذبية وتشويق قال مادحًا فى القطب الصوفى السيد عبد الرحيم القنائى.
ومددين يا أبو قبة وراية خضرا
وكراماتك باينة وظاهرة
هيمان أنا بمدح فى الحضرة
قطب الصعيد يا أسد
زايد الحسب والنسب
فى سيرتك ياسيد بيحلا الكلام
ياسبط الرسول عليه السلام
سيرتك ياسيد بيحلا الكلام
بدمع اللي صلى وزارك
على الدوام أنا جاى
أزورك يانسل الكرام
وفى سيرتك ياسيد بيحلا الكلام
كما دافع البططى باستماتة عن القطب الصوفي "ابن عروس" ضد الاتهامات التى وجهها له البعض من خلال مسرحية "ملاعيب ابن عروس" التى حصدت 9 جوائز.
وفي مسرحيته (الطيب والبشوشة) تناول البططى علاقة الإسلام بالآخر معتمدًا على رسائل لوسي دوف جاردون التي جاءت لمدينة الأقصر للعلاج ودونت مشاهداتها في رسائل سجلت أحداثًا كانت هى شاهدها الوحيد من أبرزها ثورة الفلاحين علي فاضل باشا، واعتمادًا على تلك الرسائل كتب البططي نصه ليقدم من خلال تلك السيدة والشيخ الأزهري يوسف أبو الحجاج الأقصري صورة ناصعة للإسلام وكذلك صراع البسطاء مع قسوة الحاكم ونضالهم المقدس ضد الظلم الصارخ والطغيان الغشوم.
وفي أوبريت (ألعاب قنا) يتناول البططى الألعاب الشعبية ويركز على لعبة (البلابيصة) التي يتعانق في كلماتها الفرعوني والقبطي والإسلامي عناقًا بسيطًا وتلقائيًا لا افتعال فيه ولا تعسف، وكان للبططى دور واضح فى المساهمة فى إنشاء أول فرقة للإنشاد الدينى فى محافظة قنا.
وفى المقابل نرى أمثلة لشعراء وأدباء مسلمين يتغنون برموز قبطية، منهم الشاعر المسلم فتحى عبد السميع الذى يستمتع ويمتعنا معه وهو يطرب علينا أشعاره حول الأديرة والكنائس الأثرية بصعيد مصر وهو يصفها ويتغزل فى جمال مبانيها وروعة أماكنها، مثل قوله مادحًا فى الشهيد مار جرجس فى قصيدته الطويلة "سرك يا مارى جرجس سرك" والتى نشرت بأخبار الأدب، يتحدث من خلالها عن تفاصيل مولد مارى جرجس الذى يقام برزيقات أرمنت الواقعة جنوب الأقصر قائلاً..
ما فى رأسى سوى مار جرجس وهو يطعن الوحش
كل الذين أحبهم طعنوا وحوشًا وصعدوا
ويقول فتحى عبدالسميع، تناولت المصرى ككتلة واحدة وهو يعانى نفس المعاناة، ولم يحدث فى لحظة أنني عبرت عن المسلم دون المسيحي، كما أن كل ما ارتبط بالوحدة الوطنية من عكارات هى أشياء مصنوعة وغير أصيلة، ولو نظرنا لعلاقة المسلم والمسيحي سنجد التجانس والتناغم والانصهار واضحين سواء فى المعاملات اليومية أو الموروث الشعبى الوجداني.
http://www.el-balad.com/159903/adbaa-kna-yrsmon-sorh-gd.aspx
هذه الصورة لشاعر مسلم ومؤلف مسرحى قبطى يعيشان حياة مختلفة عن الآخرين، حياة لا تعرف التعصب ولا العنصرية، حياة محصنة ضد الفتن الطائفية، كل منهم يعتز ويفتخر بدينه دون تعصب أو تشدد، رأى كل منهم صورًا جميلة فى حياة الآخر لم يتمكن الآخرون من رؤيتها، فقررا أن يُظهرا هذه الصور الجميلة للنور من خلال إبداعاتهم الأدبية المميزة ويرسمان من خلالها صورة جديدة لحياة التسامح التى كانت وما زالت تسود بين أهالى الصعيد مسلمين وأقباط.
فالشاعر والمؤلف المسرحى صفوت سيفين لبيب والشهير بصفوت البططى قرر أن يهب مؤلفاته المسرحية وأفلامه التسجيلية لأولياء الله الصالحين، وأن يرصد مظاهر المحبة والتسامح فى الدين الاسلامى من خلال أشعاره ومسرحياته المتألقة دائمًا والتى حصد خلالها العديد من الجوائز على مدار حياته الفنية.
يقول البططى التراث والفن الشعبى المصرى لم يفرق بين مسلم وقبطى، فقد قمت بعمل 3 حلقات عن شهر رمضان المعظم بمسجد سيدى عبد الرحيم القنائى، كما أن الحياة الصعيدية ليس فيها فرق بين مسلم ومسيحى فعلى سبيل المثال لا الحصر أيام العزاء عند المسلمين 3 أيام هى نفسها عند المسيحيين، كذلك ارتباط المسلمين بالأضرحة وذبح الذبائح عندها يحدث مثله بالضبط فى الأديرة القبطية، ويتذكر البططى الأيام التى عاشها بالقاهرة بعيدًا عن أهله، وإصرار جيرانه المسلمين على حضوره إلى قنا ومساهمتهم فى زواجه، ويضيف البططى أنا نشأت نشأة إسلامية بين مسلمين متسامحين، أما العقيدة فمسيحية.
صفوت البططى الذى لا يجد غضاضة فى أن يبادرك فى لفتة جميلة "صلى على النبى" لكى يعطى للحديث جاذبية وتشويق قال مادحًا فى القطب الصوفى السيد عبد الرحيم القنائى.
ومددين يا أبو قبة وراية خضرا
وكراماتك باينة وظاهرة
هيمان أنا بمدح فى الحضرة
قطب الصعيد يا أسد
زايد الحسب والنسب
فى سيرتك ياسيد بيحلا الكلام
ياسبط الرسول عليه السلام
سيرتك ياسيد بيحلا الكلام
بدمع اللي صلى وزارك
على الدوام أنا جاى
أزورك يانسل الكرام
وفى سيرتك ياسيد بيحلا الكلام
كما دافع البططى باستماتة عن القطب الصوفي "ابن عروس" ضد الاتهامات التى وجهها له البعض من خلال مسرحية "ملاعيب ابن عروس" التى حصدت 9 جوائز.
وفي مسرحيته (الطيب والبشوشة) تناول البططى علاقة الإسلام بالآخر معتمدًا على رسائل لوسي دوف جاردون التي جاءت لمدينة الأقصر للعلاج ودونت مشاهداتها في رسائل سجلت أحداثًا كانت هى شاهدها الوحيد من أبرزها ثورة الفلاحين علي فاضل باشا، واعتمادًا على تلك الرسائل كتب البططي نصه ليقدم من خلال تلك السيدة والشيخ الأزهري يوسف أبو الحجاج الأقصري صورة ناصعة للإسلام وكذلك صراع البسطاء مع قسوة الحاكم ونضالهم المقدس ضد الظلم الصارخ والطغيان الغشوم.
وفي أوبريت (ألعاب قنا) يتناول البططى الألعاب الشعبية ويركز على لعبة (البلابيصة) التي يتعانق في كلماتها الفرعوني والقبطي والإسلامي عناقًا بسيطًا وتلقائيًا لا افتعال فيه ولا تعسف، وكان للبططى دور واضح فى المساهمة فى إنشاء أول فرقة للإنشاد الدينى فى محافظة قنا.
وفى المقابل نرى أمثلة لشعراء وأدباء مسلمين يتغنون برموز قبطية، منهم الشاعر المسلم فتحى عبد السميع الذى يستمتع ويمتعنا معه وهو يطرب علينا أشعاره حول الأديرة والكنائس الأثرية بصعيد مصر وهو يصفها ويتغزل فى جمال مبانيها وروعة أماكنها، مثل قوله مادحًا فى الشهيد مار جرجس فى قصيدته الطويلة "سرك يا مارى جرجس سرك" والتى نشرت بأخبار الأدب، يتحدث من خلالها عن تفاصيل مولد مارى جرجس الذى يقام برزيقات أرمنت الواقعة جنوب الأقصر قائلاً..
ما فى رأسى سوى مار جرجس وهو يطعن الوحش
كل الذين أحبهم طعنوا وحوشًا وصعدوا
ويقول فتحى عبدالسميع، تناولت المصرى ككتلة واحدة وهو يعانى نفس المعاناة، ولم يحدث فى لحظة أنني عبرت عن المسلم دون المسيحي، كما أن كل ما ارتبط بالوحدة الوطنية من عكارات هى أشياء مصنوعة وغير أصيلة، ولو نظرنا لعلاقة المسلم والمسيحي سنجد التجانس والتناغم والانصهار واضحين سواء فى المعاملات اليومية أو الموروث الشعبى الوجداني.
http://www.el-balad.com/159903/adbaa-kna-yrsmon-sorh-gd.aspx