صوت الامة
14-05-2012, 02:20 AM
http://el-wasat.com/portal/upload/images/1333904358.jpg
بقلم: د. علي بركات
بعد جهاد الإخوان في حرب فلسطين عام 1948 قرر المحتل البريطاني بمشاركة القائمين على الحكم في مصر القضاء على هذه الجماعة، فكان قرار حل الجماعة في ديسمبر 1948، وأودع أفرادها في السجون ثم اغتيل مرشدها المؤسس الشهيد حسن البنا، هذه الضربات الثلاثة كانت كافية لسحق أي جماعة تمحورت حول رئيسها أو مرشدها، لكن الإمام حسن البنا رحمه الله أنشأ الجماعة ككيان مؤسسي له مجلس شورى ومكتب إرشاد، فما أن اغتيل الإمام حسن البنا، حتى سارعت شورى الجماعة (وهي في السجون) باختيار مرشد ثانٍ لها هو المستشار حسن الهضيبي.
هذا البناء المؤسسي للجماعة والتربية السلوكية لأفرادها هو ما حفظ للإخوان- بعد فضل الله- تماسكهم وقوتهم ومنهجية قرارتهم، وجعل الجماعة تتحمل تسونامي 1954 وزلزال 1965. وحينما بدأت عاصفة التكفير في السجون من هول التعذيب، التزم الإخوان بقواعد فهمهم للإسلام وأولها "لا نكفر مسلمًا نطق بالشهادتين"، فكان الالتزام بهذه القاعدة هو المقياس الذي يحدد من يستمر في الجماعة ومن يخرج منها.
هذه المؤسسية والتجرد والالتزام بالمنهجية والقواعد واللوائح، كان لها الفضل الأكبر بعد توفيق الله في استمرار الجماعة قوية متماسكة عبر أكثر من ثمانين عامًا، توالى عليها فيها ثمانية من المرشدين، وتلقت خلالها من الضربات ما يكفي لسحق أي كيان آخر.
هذه المؤسسية وضحت بجلاء حينما أراد النائب الأول للمرشد العام أ.د. محمد حبيب (وكلنا يعرف فضله وقدره) مخالفة المؤسسية معتقدًا أن الصواب في رأيه، كان خيار الجماعة أنه لا أحد فوق المؤسسية. وخرج النائب الأول للمرشد العام (والمرشح الأبرز وقتها لخلافته) من الجماعة، لتعلي الجماعة قيمة المؤسسية والشورى، وأنها خط أحمر لا يحق لمسئول كائنًا من كان تجاوزه، نفس الشيء تكرر مع الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح (وكلنا يعلم فضله وجهاده) حين خرج عن رأي شورى الجماعة، هذا النهج في احترام المؤسسية واستبعاد من يخرج عنها كان له الفضل الأكبر بعد الله في تماسك الجماعة والتفاف أفرادها حول مؤسساتها.
على العكس من ذلك تمامًا كان النظام المصري، ففي الحقبة الناصرية كان النظام يتمحور حول الزعيم الملهم، لذلك سقط مشروعه الاشتراكي بوفاته، فلم يكن هناك مؤسسية أو قناعة شعبية تضمن له الاستمرار وتدافع عنه، ولنفس الأسباب سقط مشروع مصر السادات وأيضًا مشروع مصر مبارك.
السؤال الآن ونحن نرنو إلى المستقبل، هل نريد تكرار نفس الأخطاء؟. هل نريد إقامة مصر عمرو موسى؟ أو مصر حمدين صباحي؟ أو مصر أبو الفتوح؟ لا أظن، نحن نريد مصرنا قوية تستطيع أن تواجه الزلازل والعواصف، وهذا لن يتأتى إلا ببناء مصر على قواعد مؤسسية، وأن تتبنى الأمة مشروع نهضة إستراتيجي لا يتغير بتغير الرؤساء.
فكما في جميع الدول المتقدمة لا تتغير أهداف الدولة الإستراتيجية بتغير قياداتها، فإن مشروع النهضة المقدم من جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة ليس مشروع الشاطر ولا مشروع محمد مرسي، لكنه مشروع نهضة برؤية إسلامية تعبر عن عقيدة الشعب وخياره، وتحمله جماعة ترفض الفردية ويشهد تاريخها أنها لا تعرف سوى المؤسسية سبيلاً.
من أجل ذلك سأعطي صوتي للميزان ولمشروع النهضة .
http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcSOVl5jT-oXY0FwTcuyDah1OA69DenxlVQGKTcieUoUCa6sSbD-QvNVetDYuw
بقلم: د. علي بركات
بعد جهاد الإخوان في حرب فلسطين عام 1948 قرر المحتل البريطاني بمشاركة القائمين على الحكم في مصر القضاء على هذه الجماعة، فكان قرار حل الجماعة في ديسمبر 1948، وأودع أفرادها في السجون ثم اغتيل مرشدها المؤسس الشهيد حسن البنا، هذه الضربات الثلاثة كانت كافية لسحق أي جماعة تمحورت حول رئيسها أو مرشدها، لكن الإمام حسن البنا رحمه الله أنشأ الجماعة ككيان مؤسسي له مجلس شورى ومكتب إرشاد، فما أن اغتيل الإمام حسن البنا، حتى سارعت شورى الجماعة (وهي في السجون) باختيار مرشد ثانٍ لها هو المستشار حسن الهضيبي.
هذا البناء المؤسسي للجماعة والتربية السلوكية لأفرادها هو ما حفظ للإخوان- بعد فضل الله- تماسكهم وقوتهم ومنهجية قرارتهم، وجعل الجماعة تتحمل تسونامي 1954 وزلزال 1965. وحينما بدأت عاصفة التكفير في السجون من هول التعذيب، التزم الإخوان بقواعد فهمهم للإسلام وأولها "لا نكفر مسلمًا نطق بالشهادتين"، فكان الالتزام بهذه القاعدة هو المقياس الذي يحدد من يستمر في الجماعة ومن يخرج منها.
هذه المؤسسية والتجرد والالتزام بالمنهجية والقواعد واللوائح، كان لها الفضل الأكبر بعد توفيق الله في استمرار الجماعة قوية متماسكة عبر أكثر من ثمانين عامًا، توالى عليها فيها ثمانية من المرشدين، وتلقت خلالها من الضربات ما يكفي لسحق أي كيان آخر.
هذه المؤسسية وضحت بجلاء حينما أراد النائب الأول للمرشد العام أ.د. محمد حبيب (وكلنا يعرف فضله وقدره) مخالفة المؤسسية معتقدًا أن الصواب في رأيه، كان خيار الجماعة أنه لا أحد فوق المؤسسية. وخرج النائب الأول للمرشد العام (والمرشح الأبرز وقتها لخلافته) من الجماعة، لتعلي الجماعة قيمة المؤسسية والشورى، وأنها خط أحمر لا يحق لمسئول كائنًا من كان تجاوزه، نفس الشيء تكرر مع الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح (وكلنا يعلم فضله وجهاده) حين خرج عن رأي شورى الجماعة، هذا النهج في احترام المؤسسية واستبعاد من يخرج عنها كان له الفضل الأكبر بعد الله في تماسك الجماعة والتفاف أفرادها حول مؤسساتها.
على العكس من ذلك تمامًا كان النظام المصري، ففي الحقبة الناصرية كان النظام يتمحور حول الزعيم الملهم، لذلك سقط مشروعه الاشتراكي بوفاته، فلم يكن هناك مؤسسية أو قناعة شعبية تضمن له الاستمرار وتدافع عنه، ولنفس الأسباب سقط مشروع مصر السادات وأيضًا مشروع مصر مبارك.
السؤال الآن ونحن نرنو إلى المستقبل، هل نريد تكرار نفس الأخطاء؟. هل نريد إقامة مصر عمرو موسى؟ أو مصر حمدين صباحي؟ أو مصر أبو الفتوح؟ لا أظن، نحن نريد مصرنا قوية تستطيع أن تواجه الزلازل والعواصف، وهذا لن يتأتى إلا ببناء مصر على قواعد مؤسسية، وأن تتبنى الأمة مشروع نهضة إستراتيجي لا يتغير بتغير الرؤساء.
فكما في جميع الدول المتقدمة لا تتغير أهداف الدولة الإستراتيجية بتغير قياداتها، فإن مشروع النهضة المقدم من جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة ليس مشروع الشاطر ولا مشروع محمد مرسي، لكنه مشروع نهضة برؤية إسلامية تعبر عن عقيدة الشعب وخياره، وتحمله جماعة ترفض الفردية ويشهد تاريخها أنها لا تعرف سوى المؤسسية سبيلاً.
من أجل ذلك سأعطي صوتي للميزان ولمشروع النهضة .
http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcSOVl5jT-oXY0FwTcuyDah1OA69DenxlVQGKTcieUoUCa6sSbD-QvNVetDYuw