مشاهدة النسخة كاملة : لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلبَكَيْتُمْ كَثِيرًا


خالد مصطفـى
14-05-2012, 09:05 AM
الحديثَ :-

عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ وَأَسْمَعُ مَا لَا تَسْمَعُونَ ، أَطَّتْ السَّمَاءُ وَحُقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ ، مَا فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ إِلَّا وَمَلَكٌ وَاضِعٌ جَبْهَتَهُ سَاجِدًا لِلَّهِ ، وَاللَّهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا ، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا ، وَمَا تَلَذَّذْتُمْ بِالنِّسَاءِ عَلَى الْفُرُشِ ، وَلَخَرَجْتُمْ إِلَى الصُّعُدَاتِ تَجْأَرُونَ إِلَى اللَّهِ) وحسنه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (1722) .

هذا الحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه عن عائشة وأبي هريرة وأنس بن مالك رضي الله عنهم ، وكذا رواه الإمام مسلم وغيره ، وذلك في أحاديث عدة ، ترد بمناسبات مختلفة، وسياقات متعددة ، كلها تتضمن هذه الجملة العظيمة : (لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلبَكَيْتُمْ كَثِيرًا) .



الشرح :-


قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :

"والمراد بالعلم هنا ما يتعلق بعظمة الله ، وانتقامه ممَّن يعصيه ، والأهوال التي تقع عند النزع ، والموت ، وفي القبر ، ويوم القيامة ، ومناسبة كثرة البكاء وقلة الضحك في هذا المقام واضحة ، والمراد به التخويف" انتهى .

"فتح الباري" (11/319) .

وقال النووي رحمه الله :

"لو رأيتم ما رأيتُ ، وعلمتم ما علمت مما رأيته اليوم وقبل اليوم لأشفقتم إشفاقا بليغا ، ولقلَّ ضحككم وكثر بكاؤكم" انتهى .

"شرح مسلم" (15/112) .

وقال القرطبي رحمه الله :

"وقوله صلى الله عليه وسلم : ( لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ) : يعني ما يعلم هو من أمور الآخرة وشدة أهوالها ، ومما أعد في النار من عذابها وأنكالها ، ومما أعد في الجنة من نعيمها وثوابها ، فإنه صلى الله عليه وسلم قد كان رأى كل ذلك مشاهدة وتحقيقا ، ولذلك كان صلى الله عليه وسلم متواصل الأحزان ، قليل الضحك ، جُلُّه التبسم" انتهى .

"المفهم" (2/557) .



قال المباركفوري رحمه الله :

"قوله : (إني أرى ما لا ترون) أي : أبصر ما لا تبصرون .

(أطَّت السماء) : أي : صوَّتت ، أي : أصدرت صوتاً . وأطيط الإبل : أصواتها وحنينها .

(وحُقَّ) أي : ويستحق وينبغي (لها أن تئط) أي : تصوت .

(ما فيها موضع أربع أصابع إلا ومَلَك) أي : فيه مَلَك .

(واضع جبهته لله ساجداً) قال القاري : أي منقاداً ، ليشمل ما قيل إن بعضهم قيام ، وبعضهم ركوع ، وبعضهم سجود ، كما قال تعالى حكاية عنهم : (وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ) أو خص السجود باعتبار الغالب منهم ، أو هذا مختص بإحدى السماوات .

(إلى الصُّعُدات) أي : الطرق . وقيل : المراد بالصعدات هنا البراري والصحاري .

(تجأرون إلى الله) أي : تتضرعون إليه بالدعاء ليدفع عنكم البلاء" انتهى باختصار .

"تحفة الأحوذي" (6/601-602) .

درة الفردوس
14-05-2012, 12:05 PM
مشكور جدا يا خالد على الروعه دى بجد تسلم وجزاك الله كل خير
سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله واالله اكبر
لا اله انت سبحانك انى كنت من الظالمين
اللهم اهدنا ووفقنا جميعا الى ما تحبه ونرضاه
امين يا رب العالمين

Dr..Soha
14-05-2012, 08:30 PM
جزيت خيرا على هذا الموضوع الراااائع.بالتوفيق.