مشاهدة النسخة كاملة : خبير بلاغة: أبو الفتوح"عقلاني" وصباحي لديه "كاريزما" وموسى "زئبقي" وشفيق "متلعثم"


abomokhtar
14-05-2012, 10:59 PM
* شفيق خطابه "استبدادي" وموسى "مبهم" وأبو الفتوح "إحصائي ومرسي "ديني"

حللّ الدكتور عماد عبداللطيف مدرس البلاغة وتحليل الخطاب بكلية الآداب جامعة القاهرة، في تصريحات خاصة لـ"محيط" مفردات خطاب أبرز مرشحي الرئاسة، والمضمون الذي يرتكز عليه كل منهم في توجيه خطابه للجمهور، ففي حين أن دكتور عبدالمنعم أبوالفتوح يتميز بالوضوح والعقلانية في عرض خطابه، نجد أن حمدين صباحي يعتمد على "الكاريزما" واستمالة الجمهور.

أبرز ما يميز خالد علي هو "العفوية" وكأنه واحد من الشعب، في حين أن عمرو موسى هو الأبرع في رأي عبداللطيف في استخدام المؤثرات الحركية وكأنه "ممثل" يقف على خشبة المسرح، ويصف أحمد شفيق بأنه "متلعثم" يحاول بحديثه اجتذاب الطبقات غير المتعلمة، ويحاول المزج بين السياسة والأخلاق، أما دكتور محمد مرسي فهو الأكثر استخداماً بين المرشحين للاستمالات الدينية.

د.عبدالمنعم أبو الفتوح

يحرص كما يشير عبداللطيف على أن يتحدث بلغة فصيحة، إيقاعه عادة في الحديث ما يكون هادئاً، قادر بدرجة كبيرة على التحاور الهادئ، عادة ما يحافظ على علاقة جيدة بجمهوره أو محاوره، يميل إلى الاستشهاد بنصوص مقدسة ويحرص أن تمس هذه النصوص جوانب إيجابية من الحياة.

معدل نطق الكلمات لديه ليس سريعاً، ما يؤكد أستاذ البلاغة وهذا يتيح مساحة في ذهن الجمهور لمعالجة كلماته، فهو لا يتحدث بشكل سريع حتى لا يكون هناك صعوبة في متابعته، معدل نطقه للكلمات به درجة من التوسط، ويتميز بدقة استخدام المفردات، كما أنه من المرشحين القلائل الذين يحاولون تقديم مصطلحات جديدة في الخطاب السياسي مثل "الاصطفاف الوطني" وشيوع استخدام هذا المصطلح بعد ذلك.

ويأخذ خبير البلاغة على المرشح عدم إطالته النظر في وجه محاوره كثيرا، فلديه مشكلة في التواصل ولا يستفيد الاستفادة المثلى من التواصل البصري، ورغم طول قامته الأمر الذي يعطي مهابة إلا أنه في كثير من الأحيان يميل لمخاطبة الجمهور وهو جالس، رغم أن الحضور الجسدي قد يكون عاملاً يشكل الكاريزما مثل جمال عبدالناصر.

يأخذ عليه أيضاً عدم استخدامه للتنويع الصوتي الذي يتمتع به حمدين صباحي، فأبو الفتوح لا يوظف بشكل جيد الصوت، ورغم أن التنويع الصوتي يساعد في جذب الاهتمام، إلا أن البعض يرى أن النبرة الصوتية الواحدة هو دليل الرزانة.

أما من حيث مضمون خطابه فهو يميل إلى استخدام حجج وبراهين مدعومة بأدلة مادية وإحصائية، ومن ثم يصبح هناك محدودية شديدة في استخدام أساليب التأثير النفسي بالقياس إلى استخدام الأدلة العقلية.

حمدين صباحي

يصفه عبداللطيف بأنه أبرز المرشحين امتلاكاً للتأثير على الجمهور، فهو شخص بارع في نقل أفكاره إلى الآخرين، ينوع بين الفصحى والعامية، ويستخدم في كثير من الأحيان عبارات من قلب الحياة اليومية، ويستشهد بأمثال وأشعار شعبية، ويستخدم عبارات شائعة وهذا أبرز ما يميز لغته، كذلك يتمتع بالقدرة على إقامة علاقات حميمية مع الجمهور الذي يتحدث معه، ويحاول دائماً تطبيق شعار حملته "واحد مننا" لأنه يميل إلى إقامة علاقة من الاتحاد بينه وبين الجمهور، فمثلاً حين يتحدث في أسيوط يروي أنه عاش هناك ويحكي عن مشاهداته، ويعاهد الجمهور على فعل أشياء، ليشعر مستمعه أن حمدين يخاطبه هو بعينه وليس بشكل مطلق وعام.

كذلك يتقن صباحي الإشارات الجسدية فضلاً عن أناقته، التي قد تكون إيجابية لدى البعض، لكنها سلبية في نظر الآخرين الذين يعتبرون أن الخطاب الناجح هو الذي يجعل الجمهور هو محط النظر، وليس المرشح.

يحقق فكرة "الكاريزما" فهو يتحدث بتدفق ونادراً ما يتلعثم أو يتوقف في منتصف الجملة، ويتحدث ببطء نسبي بشكل أسرع من أبو الفتوح ولكنه أقل من خالد علي.

يمزج مضمون خطابه بين الحجج العقلية المدعمة بأدلة مادية وبين أساليب التأثير النفسي، مثل مدح وتملق الجمهور، وإقامة علاقات حميمية مع الجمهور باستخدام عبارات بعينها مثل "أنا منكم ولكم"، كذلك تنويع الصوت وتقطيع الكلام يعد استمالة نفسية.

خالد علي

خطابه دائماً كما يشير عبداللطيف باللهجة العامية وهو نتاج سمة مميزة في خطابه وهي العفوية، من بين المرشحين جميعاً لا يفكر كثيراً في الموائمة السياسية أو خسارة تيار بعينه، معدله سريع في نطق الكلمات وأيضاً في الإجابة على الأسئلة الموجهة إليه.

الملامح الذاتية تظهر بوضوح لديه لأنه لا يعبر عن جماعة أو تيار أو توجه فكري بعينه، فهو لا يتعامل مع نفسه بوصفه مؤسسة لكنه يتحدث عن ذاته بوصفه فرداً، لذلك هو يتحدث عن أمور قد يراها البعض شخصية، ويتحدث كذلك عن تفاصيل الحياة اليومية كأن يقول "ركبت الميكروباص وفعلت كذا" فهو يقدم نفسه باعتباره فرد بسيط، وبشكل حميمي على عكس المرشحين الآخرين الذين يقدمون أنفسهم استناداً إلى مشروع فكري أو منجز سياسي ما.

ويرى أستاذ البلاغة أنه على الرغم من حميمية خالد علي وملامسة خطابه لقلوب كثير من الناس إلا أن هذا الخطاب لا يلبي الصورة الذهنية لدى الشعب عن رئيس الدولة، الذي ينظر إليه المصريون باعتباره شخصية استثنائية ويتجاوز الشخص العادي.

وحول نبرات صوته يراها خبير البلاغة بها درجة من القبول، صوته قوياً لكنه لا يماثل قوة صوت حمدين صباحي.

يهيمن على خطابه أسلوب السرد والحكاية، يستخدم في كثير من الأحيان حجج عقلية ويعتمد على دلائل إحصائية، لكنه كذلك يعتمد على الاستمالات النفسية والعاطفية، فهو دائم الإشارة إلى كونه شاباً ومن الثوار، وهي استمالة تخاطب العواطف أكثر من العقل، كذلك حين يتحدث عن ظروفه المادية الصعبة وضعف تمويل مصادر الحملة، يعد هذا شكلاً من أشكال الاستمالات النفسية.

عمرو موسى

هو نتاج مدرسة "الأداء السياسي" كما يوضح عبداللطيف، وهي مدرسة تجعل مهنة رجل السياسية أقرب ما تكون لمهنة الممثل، فرجل السياسة المحترف وفقاً لهذه المدرسة يخرج على خشبة المسرح ليؤدي خطابه أمام الجمهور، ومن ثم يصبح عمرو موسى من أبرز المنتمين من بين المرشحين إلى هذه الفئة، فالسياسي المحترف طبقاً لتلك المدرسة هو القادر على توظيف كل إمكانات الأداء السياسي للسيطرة على الجمهور.

يواصل: عبر التدريب يكتسب مهارات في تسويق شخصه، وينعكس خطابه هذا على استخدامه البارع للإشارات الحركية وكأننا أمام ممثل، كذلك استخدامه البارع للتقنيات الصوتية من النبرات والتركيز على كلمات بعينها، كذلك يتميز بإتقانه لعناصر التواصل البصري، ورغم كل هذه البراعة إلا أن هذا الأداء يراه البعض شديد التكلف والصنعة، لأنه يخفي هوية الشخص الحقيقي ويظهر فقط هوية الشخص الذي يؤدي.

وبصفة عامة يرى عبداللطيف أن خطاب موسى ينوع بين العامية والفصحى، وفيما يتعلق بلغة عمرو موسى فهو يستخدم بإفراط ضمير "أنا" وخطابه يتمحور في كثير من الأحيان حول ذاته، وقد يؤدي هذا الشكل من الخطاب إلى نفور الجمهور الذي يربط بين هذه الطريقة في الكلام وبين النرجسية والغرور.

في حين يرى البعض أن هذه الطريقة ملائمة لمرشح الرئاسة الذي يرون ضرورة ظهوره بهذا الشكل من النرجسية.

سمة أخرى من سمات لغة عمرو موسى وهي أنها لا تكشف عمّا يضمره بالفعل، ولا تعكس بشكل واضح قناعاته لأنها لغة دبلوماسية "زئبقية" تشبه "الجيللي" لا يمكن الإمساك بها أو معرفة ما تدل عليه بوضوح، فلا تقطع بشئ أو تعبر عن الأشياء بشكل مباشر.

يعتمد على الحجج المستندة إلى لغة براقة، وعبارات عامة، لذلك يخرج خطابه به كثير من الإبهام، لكنه في أحيان قليلة يستخدم الأدلة المادية، لكن بصفة عامة خطابه لا يدخل في تفاصيل لكنه يعتمد على الجمل المعروفة، ويكرر ما يعرفه الناس، وهو شكل من أشكال الاستمالات العاطفية، كذلك استخدامه للأرقام محدود، والتأثير النفسي واضح في طريقة تقديمه لنفسه.

يصفه عبداللطيف بأنه الأبرع بين مرشحي الرئاسة في تقمص شخصية الرئيس، ويبدو هذا جلياً في خطابه حين قال "منافسي لم يظهر بعد"، كذلك هو يلجأ للابتزاز العاطفي في استخدامه لاستراتيجيات التهديد والتخويف، وتلك الأخيرة استخدمها براعة في مناظرته مع الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح وبالتحديد في نهاية المناظرة حين قال له حرفياً "أنا خايف" حين اقتبس من كتاب منافسه ما يدل على تبريره لعنف الجماعة الإسلامية على حد تفسيره.

أحمد شفيق

نحن أمام شخص كما يشير أستاذ البلاغة يستخدم لغة أميل إلى العامية، ونادراً ما يتحدث لغة عربية فصيحة، كان في بدء حملته يتحدث بعفوية لكنه أصبح أكثر حذراً فيما بعد، حيث أن هذه العفوية كانت مدمرة لخطابه السياسي، ويبدو أن نصيحة مستشار حملته الانتخابية كانت أن يتخلى عن عفويته وهو ما أصبح يتبعه فيما بعد، الأمر الذي أدى إلى تلعثمه في كثير من الأحيان، وكثرة فجوات الصمت في حديثه، وهو ما يدل على أنه يود الحديث بشأن أمر ما ثم ما يلبث أن يتذكر نصائح مستشاره فيتراجع عن الحديث.

نحن كذلك أمام شخص خطابه يتمحور حول "أنا" وهو يشترك بذلك مع عمرو موسى، ويميل كذلك بشكل مبالغ فيه إلى استدعاء منجزاته الشخصية أو بالأحرى "سجله الوظيفي"، كما أنه يميل إلى المقاطعة ولا يحتمل النقد، وهي سمة من سمات الخطاب الاستبدادي الذي لا يسمح بمساحة اختلاف.

أما فيما يتعلق بنبرات صوته فهي غير متقنة، كما أن صوته غير جهوري، وحين يرتفع يصبح حاداً، المعجم الذي يستمد منه لغته منقسم على نفسه، فجزء من لغته تنقل من خطابات مبارك حرفياً، وجزء منها يحاكي خطاب الثوار، وهو ليس بارعاً في تقنيات التواصل البصري خاصة أثناء لقاءاته مع الجمهور العام.

لا يستخدم إشاراته الجسدية ببراعة عمرو موسى، وربما كان ذلك لتاريخه العسكري وعمله الإداري، ربما كان ذلك مؤثراً في ضعف قدراته التواصلية.

هو أكثر المرشحين توظيفاً للاستمالات في خطابه، مثل حرصه على ارتداء "بلوفر" حتى حين يكون الطقس حاراً، رغبة منه في إظهار أنه أحد أفراد الشعب، كذلك مثل باقي المرشحين يمتدح الشعب ويتملقه.

العنصر الأخطر في مضمون خطابه برأي عبداللطيف هو استخدامه للتراث الأبوي والريفي والأخلاقي، فيمزج بين الأخلاق والعرف والسياسة، وهو ما حاول فعله أثناء الثورة مع مبارك، حين وصفه بأنه أب للمصريين، والابن لا يمكنه فعل ذلك مع والده.

د.محمد مرسي

هو الوحيد ضمن المرشحين الذي لا يمثل شخصه محور الحملة الانتخابية، كما يشير عبداللطيف لذلك فدور لغته وأدائه محدود في حملته الانتخابية، لأن من يصوت له هم المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين أو محبيها، وهذه الكتلة التصويتية لا تتأثر كثيراً بطبيعة خطاب المرشح.

مرسي يستخدم في معظم الأحيان لغة عربية فصيحة، وفي بعض الأحيان تكون متقعرة، خطابه ملئ بالنصوص الدينية، في خطاباته الأولى ظهرت عليه علامات الارتباك نظراً لعدم تمرسه على مواجهة الجماهير، وبرز ذلك جلياً في فترات الصمت والتوقف للحظات وأحياناً عدم إنهاء الجمل.

لا يملك المرشح وفق عبداللطيف توظيفاً بارعاً للنبرات الصوتية، وحين يرتفع صوته يبدو للمستمع غير مريح، لكن بصفة عامة إيقاع حديثه هادئ، ويعتمد على الشكل الرسمي للرئيس في معظم الأحيان، لا يجيد التواصل البصري فهو يركز نظره على اتجاه واحد فقط، ولا يوزع نظراته بين الحاضرين، لأن ما يقوله من خطب معد سلفاً، فإن غياب الارتجال ساهم في غياب العفوية.

الاستمالة لديه دينية بالأساس، فهو يعرض برنامجه مسبوق بآيات قرآنية، رغم أن الحجة يجب أن تكون ذات طابع كوني، ليقبلها الجميع خاصة أنه مرشح لكل المصريين، ومن ثم يعد برأي عبداللطيف هو المرشح الأبرز في استخدام الاستمالات الدينية يليه محمد سليم العوا.

[/color]

أ/رضا عطيه
15-05-2012, 12:13 AM
جزاكم الله خيرا

راغب السيد رويه
15-05-2012, 01:17 AM
جزاك الله خيرا

aymaan noor
16-05-2012, 01:00 AM
تحليلات جيدة و فيها الكثير من الصحة
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك