مشاهدة النسخة كاملة : عنصرية موسى وشفيق


abomokhtar
17-05-2012, 12:56 AM
بقلم/ هشام النجارhttp://egyig.com/Public/articles/recent_issues/9/images/371651100.jpg
بالفعل أنا مُشفق على عمرو موسى.. فالرجل يبذل جهودا ً خارقة ليصنع المعجزة .. أنه ينفق بسخاء ويجوب المدن والقرى ويقيم المؤتمرات ويخوض المناظرات ويقف على قدميه الساعات الطوال ويعرض نفسه لضغط عصبي غير مسبوق .. ويبذل جهودا ً مضنية قد تضر بمن هو في عمره.. يفعل ذلك كله وأكثر ليبدو أن له ثقل في المشهد الانتخابي الرئاسي .
أنه وهم جديد آخر يجد في نسجه موسى .. وهو الشخصية التي اعتادت صناعة الأوهام واحتراف الخداع وتجميل القبح .
وجود عمرو موسى أو أحمد شفيق ليس معضلة في حد ذاته ولا يمثلان في نظري أي تهديد إذا نظرنا لارتباطهما بنظام حسنى مبارك وضلوعهما في منظومة الإفساد السياسي .. ليس داخل مصر فحسب.. بل على مستوى الوطن العربي .
المعضلة الحقيقية في كم الإرادات التي تسعى لفرضهما في المرحلة المقبلة.. وهى إرادات تفتقد للدعم الشعبي الواسع.. ولن تنجح في مسعاها بشكل كامل إلا بالعبث في الإرادة الشعبية .
الرغبة في موسى أو أحمد شفيق رئيسا ً لها مبرراتها بدون شك.. فمن يدعمهما من الليبراليين يفضلون أي حكم – حتى لو كان عسكريا ً – على الحكم الإسلامي والفلول والشرطة والمخابرات ومن تضرروا اقتصاديا ً من الفترة الانتقالية وقطاع واسع من الأقباط يجدون ملاذهم الأخير فيهما .
والجيش يسعى للتأثير والحضور مستقبلاً من خلف ستار.. وموسى هو ثاني اثنين مع رفيقه شفيق المرشحان بقوة للعب هذا الدور .
وأمريكا ترى الواحد منهما الخليفة الأمثل لمبارك تفاديا ً لصعود رئيس جمهورية يتعامل بمنطق الندية ويهدد المصالح الأمريكية .
إسرائيل على سبيل المثال ترى موسى جيدا ً جدا ً لها في هذه المرحلة الحرجة .. فسمعة الرجل كمعاد لإسرائيل صنعها "شعبولا" ليعيش كثير من البسطاء في وهم عريض لا علاقة له بالواقع يربط بين كراهية إسرائيل وحب عمرو موسى .
وإسرائيل ذاتها هي من تعطينا المؤشر دون عناء ودون أن نبذل جهدا ً كبيرا ً في التقصي والبحث.. فقد هللت لموت عبد الناصر وفرحت لمقتل حسن البنا وحزنت لسقوط مبارك .. وهى أيضاً التي انتشت عندما سحب عمرو موسى أوراق ترشحه .
ورحب سيلفان شالوم بالخطوة ومدحته.. وأثنت عليه تسيبي ليفنى وغيرهما من رموز إسرائيل .
تدارك مبارك وتداركت إسرائيل الأمر مؤخرا ً عندما تبين أن مؤشر القبول الشعبي يتفاعل عكسيا ً مع مواقفهما.. فصوره مبارك في مذكراته المفاجئة كرجل دولة معارض وعنيد وكشخص مكروه منه ومن زوجته يسعى لتهديد ملكه .
وكذلك فعلت إسرائيل في كتابات محلليها وإعلامييها مؤخراً.. كأنهم يقولون: " موسى يكرهنا ويهددنا ولا نريده رئيسا ً فانتخبوه ".
عمرو موسى ما هو إلا وهم كبير .. فليس بهذه الشعبية المفتعلة ولا التأثير الكبير الذي يروج له الإعلام الفلول واستطلاعات الرأي المضروبة .
وقد فضح نفسه بنفسه عندما خرج عن دبلوماسيته وتخلى عن خطابه الباشواتى الرومانتيكى الهامس ليتدنى في وصلة سخرية هابطة من د/ عبد المنعم أبو الفتوح .. عندما كرر باستخفاف مناداته بـ" الشيخ أبو الفتوح ".. وكان الموقف إضاءة كاشفة على مدى ارتباك موسى وشعوره بالضعف والذعر من شعبية أحد منافسيه.. ومحاولة بائسة ليظهر موسى بكبريائه المعتاد قويا ً منتفخا ً أمام مجرد شيخ ليس له مكان في الساحة السياسية.. إنما مكانه المسجد وسط الدراويش !
فانقلب السحر على الساحر بعد المناظرة المشهودة.. ليتأكد للجميع أن موسى الذي حاول ارتداء ثياب المناضل الوطني قد وصل ارتباكه وعصبيته وذعره من شعبية أحد المرشحين المنافسين إلى ذروته .
ألم أقل لكم أنى مشفق على موسى وشفيق ؟
في مناظرة أبو الفتوح وموسى بدا واضحا ً خطاب موسى الاستفزازي ضد الحركة الإسلامية واستخدامه نفس فزاعة مبارك التي كان يستخدمها لتوطيد حكمه وتثبيت عرشه.. كأنه يقول إذا ذهبت أنا فليس أمامكم إلا الإسلاميين بخطابهم الرجعى ضد المرأة والحريات وبمواقفهم المهزوزة بشأن القضايا الخارجية .
هذا باختصار شديد مجمل ما قاله موسى خلال المناظرة .
موسى في هذا السن وهذه المرحلة المتقدمة من حياته.. بدلاً من أن ينهى هذه المحطة السياسية الأخيرة نهاية جيدة ويعتزل المشهد مبكراً قبل أن يحرقه المد الثوري وقبل أن تدهسه مقتضيات المرحلة.. يدفعه أحدهم للقيام بهذا الدور .
لذلك فأنا أعتبر موسى – وكذلك شفيق – ضحية .. وإن لم تظهر نتائج مواقفهما الأخيرة الآن.. فستظهر لا محالة لاحقاً.. وسيكونان أول المتضررين منها .
يمارسان نفس عنصرية مبارك ضد مواطنين مصريين بسبب الانتماء الفكري .. وهى ممارسات قمعية قديمة لا تناسب مصر بعد الثورة .
هما ضحايا الكراهية والتحيز وضيق الأفق والنظام البوليسي الذي لا تزال مفرداته ومفاهيمه ومصطلحاته معششة في عقليهما .
في مصر بعد الثورة لا تنمو هذه العنصرية البغيضة التي لا تلحظها فقط في تصريحات وبيانات ومناظرات موسى وشفيق.. إنما تلحظها في نظرات عينيهما وكبريائهما المصطنع .
وهنا تكمن الإشكالية التي ينبغي على كل مصري الانتباه لها وهو ذاهب ليدلى بصوته في صناديق الاقتراع لاختيار رئيس مصر القادم .
فموسى وشفيق مشروعان لعودة العنصرية ضد المصريين بسبب الانتماء الفكري أو السياسي .
أحمد شفيق يعزف على وتر أمن الدولة .. فهو يعلم جميع الأسرار بالأسماء والوثائق والتواريخ.. ويلعب بورقة الملف الأمني.. فهو الوحيد القادر على كف أذى البلطجية عن الشعب في خلال 24 ساعة.. كأنه يملك إصدار الأمر المباشر أن عودوا إلى جحوركم فيعودوا .
وبمفهوم المخالفة.. فسيكون له موقف آخر إذا انتخب الشعب رئيسا ً غيره من الإسلاميين أو من المستقلين.. فعودة البلطجية إلى الجحور في هذه الحالة ستتأخر حتما ً ربما لأربع سنوات قادمة .
هذه كانت أهم سمات خطاب عمرو موسى وشفيق في حملاتهما الانتخابية من أجل الوصول لكرسي الرئاسة .
وعلى الجانب الآخر هناك خطاب أكثر احتراما ً لعقول الشعب وأكثر تقديرا ً لتضحياته الكبيرة في ثورته المباركة .
وهناك تأكيد وضمانات من مرشحين ذوى خلفية ثورية ونضالية حقيقية – وليست مصطنعة مكذوبة – على المساواة بين المصريين وعلى تحقيق العدالة واحترام الحريات .
وهو المشروع والخطاب الذي تستحقه مصر ويستحقه المصريون بعد الثورة.
وهو بإذن الله ما سيختاره الشعب المصري البطل الذي ثار لكرامته وانتزع حقوقه وصنع ميلاده الحقيقي بدماء شهدائه.. فلا يتصور أحد أن يأتي اليوم ويعطى صوته في اتجاه خيانة تلك الدماء والتنكر لتلك التضحيات.

أ/رضا عطيه
17-05-2012, 01:40 AM
فلا يتصور أحد أن يأتي اليوم ويعطى صوته في اتجاه خيانة تلك الدماء والتنكر لتلك التضحيات.


عجبا

لايعجزوا عن استخدام كل الأسلحة

فمن يتاجر بالدين هل يستعصى عليه الإتجار بالشهداء

لم نسمع هذه اللغة منهم إلا مرتين

قبل الانتخابت البرلمانية والأن

شكرا جزيلا

راغب السيد رويه
17-05-2012, 02:01 AM
جزاك الله خيرا