abomokhtar
17-05-2012, 12:58 AM
بقلم/ حمادة نصارhttp://egyig.com/Public/articles/answer/9/images/371655010.jpg
"لقد كانت منّي زلة وقى الله المسلمين شرها فلا تعودوا لمثلها".. هذه بعض كلمات من خطبة للمثني بن حارثة الشيباني ألقاها على إثر انتصار المسلمين المظفر بقيادته على الفرس في الموقعة التاريخيةالشهيرة المعروفة بموقعة "البويب" والزلة التي يشير إليها المثني رضي الله عنه هي ماقام به عندما قطع طريق الهروب والعودة على جيش الفرس المنهزم.. حيث قام بقطع الجسرالمقام على نهر الفرات وهو طريق العبور الوحيد والحصري للنهر وهذا التصرف هو الذيدفع الفرس المنهزمين إلى القتال لآخر رمق حين رأوا أنّهم قد أحيط بهم من كل جانبولا أمل لهم في النجاة.. وقد قطع المثني عليهم طريقه.
والنتيجة التي ترتبت علي فعل المثني هذا هي الزيادة الملحوظة في عدد شهداء المسلمين.. والتي كان يمكن أن يتحقق النصر الذي تحقق بدونها.. لولا قطع الجسر.
الدروس المستفادة من هذا الحادث والعبر المنتقاة تستعصي علي الحصر.. ولكن نكتفي ببعضها نظرا للمساحة المسموح بها للكتابة فيهذا المكان.
أولا ً:سلوك المثني رضي الله عنه في الاعتذار علي الملأ عن القرار الخاطئ الذي اتخذه في لحظة ما بشأن قطع الجسر وما ترتب عليه من خسائر بشرية في صفوف المسلمين.. بسبب استماتة الفرس في القتال دفاعا ً عن أرواحهم.. والتي لم يترك لهم قرار المثني بقطع الجسر خيارا آخر يمكن اللجوء إليه بدلاً من الاستمرار في القتال.
هذا الاعتذار العلني الشجاع يعلي من مبدأ المراجعات المستمر للقرارات المصيرية التي تتخذها القيادات المسئولة أحيانا تحت ظروف استثنائية ملحة.. مما يؤدي إلي مجانبتها الصواب في كثير من الأحايين.. ومن ثم الإعتذار الواضح عنها وهذا النهج أفضل ألف مرة من العناد والمحاولات المستميتة لتبرير الخطأ ظنّا أن الاعتراف بالخطاء علناً سوف يخصم من رصيد القيادة.. ويزلزل قناعات الأتباع والأشياع والمحبين والمعجبين فيها.
والشيء بالشيء يذكر مازال المنصفون والعقلاء يثمنون موقف الجماعة الإسلامية عندما قام قادتها التاريخيون بثورة تصحيح عارمة لبعض الاجتهادات السابقة فيما عرف إعلاميا ً المراجعات الفكرية أو بمبادرة وقف العنف.. قد تحلّي هؤلاء القادة يومها بنوع من الشجاعة الفريدة النوع.. هم يعلمون أنّ هذا ليس قراراً سهلاً ولا ميسورا ً.. ذلك قاموا بما قاموا به حسبة لله تعالي وإحياء لسنة الرجوع إلي الحق مهما كان الثمن غالياً.
ثانياً: إنّ تهديد العسكر بالمحاكمة والملحقة القضائية علي جملة الأخطاء التي ارتكبوها في الفترة الانتقالية.. بل وذهاب بعض الموتورين والمراهقين إلي التلويح بإعدام المشير ومجلسه العسكري.. وذلك بنشر أيقونة المشنقة وبجوارها صور القوم.. لهو نوع من الرعونة والمراهقة الفكرية والنزق الثوري لأنّ هذه الدعاوي تعقد الموضوع ولا تحله.. وهو سلوك أقرب شبهً بقرار المثني بقطع الجسر يوم البويب.. مما أدي إلي زيادة نسبة - الخسائر في صفوف المسلمين.
لأنّ المنطق الصحيح يقول: إنّ العسكر لو شعروا - مجرد شعور- أنّ السجون والمعتقلات هي مآلهم وبئس المصير.. ناهيك عن الإعدامات علي طريقة سليمان الحلبي - رحمه الله - أي علي خازوق خشبي يمر من أدني طبقات الإست إلي أعلي تلافيف المخ.. يومها لن يتركوا الحكم طواعية.. وإنما قد يلجئون إلي الخيار الشمشوني وهو سياسة هدم المعبد علي رؤوس الجميع إذ أنّ ذلك سيكون أخف الضررين بالنسبة لهم علي الأقل!!!
ثالثا ً: لقد وقع الإسلاميون في المصيدة وخاصة حين قرروا الاعتصام المفتوح بالقرب من مبني وزارة الدفاع.. وهو قرار افتقد إلي كثير من الحكمة.. وافتقر بدوره إلي الحنكة - غفر الله تعالي لأصحابه - ومهما كانت مطالبهم مشروعة.. ونيّاتهم حسنة.. فإنّ ذلك كله لا يبرر هذا السلوك الأهوج وغير المنضبط بضوابط المصلحة.
لقد تكالب عليهم الجميع بلا استثناء بداية من العسكر.. ومرورا بأصحاب الدكاكين الحقوقية الذين لم يروا فيما جري لمعتصمي العباسية ما يستحق حتى مجرد الشجب والاستنكار وانتهاء بالإعلام الفاجر.. بداية من صاحب حق ابتكار واحتكار نظرية تزغيط البط كمعيار مفصلي لكل من كان ينتوي الترشح لمنصب رئيس الجمهورية!!..ونهاية بضيوف برامج التوك شو!!
لقد زلّ صاحب فكرة الاعتصام عند وزارة الدفاع زلةً وقي الله المسلمين شرها!!.. وكان يمكنه الاعتراف بالخطأ والاعتذار عنه علي طريقة المثني بن حارثة رضي الله عنه.. بدلاً عن الدفاع عن هذا القرار الكارثة وهو في النهاية اجتهاد سياسي تختلف فيه الإفهام والتقديرات!!
رابعاً:لقد انتصر العسكر بقيادة الجنرال "حمدي بدين" قائد الشرطة العسكرية نصراً مؤزرا ً علي فيالق المعتصمين العزل في موقعة العباسية الشهيرة.. مما يدفعنا أن نرفع له الكاب والقبعة احتراماً وتقديراً.. ونسعى في تسجيل اسمه في سجل الخالدين من القادة العظام.. ومن حقه في سبيل هذا الانتصار الباهر أن نغض الطرف عن بعض التجاوزات البسيطة التي ارتكبها رجاله البواسل بحق مسجد النور الذي تم اقتحامه بكل شجاعة وبالنعال وكأنّه أحد المسارح.. فضلاً عن اعتقال رواده من الرجال والنساء علي حد سواء.. وقد عوملوا بكل قسوة وكأنّهم أسري حرب!!.
ولا أعتقد أنّ هناك من يخالفني الرأي في أنّ هؤلاء لو كانوا من رواد الكاتدرائية لما تجرأ الجنرال ورجاله علي اقتحامها.. ولو في المنام!.
"لقد كانت منّي زلة وقى الله المسلمين شرها فلا تعودوا لمثلها".. هذه بعض كلمات من خطبة للمثني بن حارثة الشيباني ألقاها على إثر انتصار المسلمين المظفر بقيادته على الفرس في الموقعة التاريخيةالشهيرة المعروفة بموقعة "البويب" والزلة التي يشير إليها المثني رضي الله عنه هي ماقام به عندما قطع طريق الهروب والعودة على جيش الفرس المنهزم.. حيث قام بقطع الجسرالمقام على نهر الفرات وهو طريق العبور الوحيد والحصري للنهر وهذا التصرف هو الذيدفع الفرس المنهزمين إلى القتال لآخر رمق حين رأوا أنّهم قد أحيط بهم من كل جانبولا أمل لهم في النجاة.. وقد قطع المثني عليهم طريقه.
والنتيجة التي ترتبت علي فعل المثني هذا هي الزيادة الملحوظة في عدد شهداء المسلمين.. والتي كان يمكن أن يتحقق النصر الذي تحقق بدونها.. لولا قطع الجسر.
الدروس المستفادة من هذا الحادث والعبر المنتقاة تستعصي علي الحصر.. ولكن نكتفي ببعضها نظرا للمساحة المسموح بها للكتابة فيهذا المكان.
أولا ً:سلوك المثني رضي الله عنه في الاعتذار علي الملأ عن القرار الخاطئ الذي اتخذه في لحظة ما بشأن قطع الجسر وما ترتب عليه من خسائر بشرية في صفوف المسلمين.. بسبب استماتة الفرس في القتال دفاعا ً عن أرواحهم.. والتي لم يترك لهم قرار المثني بقطع الجسر خيارا آخر يمكن اللجوء إليه بدلاً من الاستمرار في القتال.
هذا الاعتذار العلني الشجاع يعلي من مبدأ المراجعات المستمر للقرارات المصيرية التي تتخذها القيادات المسئولة أحيانا تحت ظروف استثنائية ملحة.. مما يؤدي إلي مجانبتها الصواب في كثير من الأحايين.. ومن ثم الإعتذار الواضح عنها وهذا النهج أفضل ألف مرة من العناد والمحاولات المستميتة لتبرير الخطأ ظنّا أن الاعتراف بالخطاء علناً سوف يخصم من رصيد القيادة.. ويزلزل قناعات الأتباع والأشياع والمحبين والمعجبين فيها.
والشيء بالشيء يذكر مازال المنصفون والعقلاء يثمنون موقف الجماعة الإسلامية عندما قام قادتها التاريخيون بثورة تصحيح عارمة لبعض الاجتهادات السابقة فيما عرف إعلاميا ً المراجعات الفكرية أو بمبادرة وقف العنف.. قد تحلّي هؤلاء القادة يومها بنوع من الشجاعة الفريدة النوع.. هم يعلمون أنّ هذا ليس قراراً سهلاً ولا ميسورا ً.. ذلك قاموا بما قاموا به حسبة لله تعالي وإحياء لسنة الرجوع إلي الحق مهما كان الثمن غالياً.
ثانياً: إنّ تهديد العسكر بالمحاكمة والملحقة القضائية علي جملة الأخطاء التي ارتكبوها في الفترة الانتقالية.. بل وذهاب بعض الموتورين والمراهقين إلي التلويح بإعدام المشير ومجلسه العسكري.. وذلك بنشر أيقونة المشنقة وبجوارها صور القوم.. لهو نوع من الرعونة والمراهقة الفكرية والنزق الثوري لأنّ هذه الدعاوي تعقد الموضوع ولا تحله.. وهو سلوك أقرب شبهً بقرار المثني بقطع الجسر يوم البويب.. مما أدي إلي زيادة نسبة - الخسائر في صفوف المسلمين.
لأنّ المنطق الصحيح يقول: إنّ العسكر لو شعروا - مجرد شعور- أنّ السجون والمعتقلات هي مآلهم وبئس المصير.. ناهيك عن الإعدامات علي طريقة سليمان الحلبي - رحمه الله - أي علي خازوق خشبي يمر من أدني طبقات الإست إلي أعلي تلافيف المخ.. يومها لن يتركوا الحكم طواعية.. وإنما قد يلجئون إلي الخيار الشمشوني وهو سياسة هدم المعبد علي رؤوس الجميع إذ أنّ ذلك سيكون أخف الضررين بالنسبة لهم علي الأقل!!!
ثالثا ً: لقد وقع الإسلاميون في المصيدة وخاصة حين قرروا الاعتصام المفتوح بالقرب من مبني وزارة الدفاع.. وهو قرار افتقد إلي كثير من الحكمة.. وافتقر بدوره إلي الحنكة - غفر الله تعالي لأصحابه - ومهما كانت مطالبهم مشروعة.. ونيّاتهم حسنة.. فإنّ ذلك كله لا يبرر هذا السلوك الأهوج وغير المنضبط بضوابط المصلحة.
لقد تكالب عليهم الجميع بلا استثناء بداية من العسكر.. ومرورا بأصحاب الدكاكين الحقوقية الذين لم يروا فيما جري لمعتصمي العباسية ما يستحق حتى مجرد الشجب والاستنكار وانتهاء بالإعلام الفاجر.. بداية من صاحب حق ابتكار واحتكار نظرية تزغيط البط كمعيار مفصلي لكل من كان ينتوي الترشح لمنصب رئيس الجمهورية!!..ونهاية بضيوف برامج التوك شو!!
لقد زلّ صاحب فكرة الاعتصام عند وزارة الدفاع زلةً وقي الله المسلمين شرها!!.. وكان يمكنه الاعتراف بالخطأ والاعتذار عنه علي طريقة المثني بن حارثة رضي الله عنه.. بدلاً عن الدفاع عن هذا القرار الكارثة وهو في النهاية اجتهاد سياسي تختلف فيه الإفهام والتقديرات!!
رابعاً:لقد انتصر العسكر بقيادة الجنرال "حمدي بدين" قائد الشرطة العسكرية نصراً مؤزرا ً علي فيالق المعتصمين العزل في موقعة العباسية الشهيرة.. مما يدفعنا أن نرفع له الكاب والقبعة احتراماً وتقديراً.. ونسعى في تسجيل اسمه في سجل الخالدين من القادة العظام.. ومن حقه في سبيل هذا الانتصار الباهر أن نغض الطرف عن بعض التجاوزات البسيطة التي ارتكبها رجاله البواسل بحق مسجد النور الذي تم اقتحامه بكل شجاعة وبالنعال وكأنّه أحد المسارح.. فضلاً عن اعتقال رواده من الرجال والنساء علي حد سواء.. وقد عوملوا بكل قسوة وكأنّهم أسري حرب!!.
ولا أعتقد أنّ هناك من يخالفني الرأي في أنّ هؤلاء لو كانوا من رواد الكاتدرائية لما تجرأ الجنرال ورجاله علي اقتحامها.. ولو في المنام!.