لكم أن تعجبوا مثلى كل العجب بعد أن أصبحت السلفية "تهمة" تطول كل مَن تمسك بدينه أو دعا إليه أو حث عليه، حتى إنها طالت غير المسلمين ثم رجال دين كنسيين، لهم شأنهم وشأوهم داخل الكنيسة؛ لما قال "الأنبا بيشوى" كلمة حق رأى فيها ضرورة التستر والاحتشام، وحث من منطق العرف - قبل الدين - ومن منطق "العيب والاختشا"- قبل تعاليم الكنيسة أو الإسلام- أن يحتشم النساء القبطيات بعد أن فضحهنَّ العُرى والتبذل فى مناسبة دفن وتأبين البابا شنودة، وقال – والرجل محق فى هذه- قلدن المسلمات فى الاحتشام واستدل بأن مريم العذراء كانت محتشمة ولم تكن متعرية ولا متبذلة.
وقامت قيامة القبطيات اللاتى يردنها "حرية على الآخر" يلبَسن ما يشأن من القصير أو النصف عارٍ وبدون غطاء للرأس، وبدون تغطية لما أمر العرف العام أن يكون، وأنكرن قوله ودعوته للاحتشام ..ثم ها هن الآن يتهمنه صراحة بالتهمة التى تخوف الكل وهى: "نشر الفكر السلفى داخل الكنيسة"، وبالطبع هذه "سخافة" ما كان يجب لصاحباتها أن تتلفظن بها على رجل دين وزعيم كنسى، كان من المفروض أن يحترمنه ويقدرن كلمته الداعية للاحتشام وليس للتعرى.
وبممارسة الضغط النفسى عليه، أخذن يرددن هُتافات منها: "لا للوهابية داخل الكنيسة القبطية"، و" لا للمزايدة على البنت المصرية"، و" لا لا للفكر السلفى جوّه الكنيسة".
قد تتساءل مثلى الآن: ما علاقة السلفية فى الموضوع؟، ما دخل الوهابية "التهمة المغلوطة على الناس" فى موضوع كنسى بحت، قاله رجل كنيسة لبناته القبطيات؟، إلا إن كانت النفوس مشحونة ضد كل ما هو طبيعى ويدعو للحجاب والتستر مادام أخذ الطابع الإسلامى؟!
أنا أقبل أن يهاجم رؤساء حكومة وزعماء سياسيون فى هولندا أو فرنسا أو السويد أو النرويج أو بريطانيا مثلاً الحجاب واعتباره رمزًا للدين الإسلامى، يوضح أن مَن ترتديه مسلمة، يعنى تتميز عن غيرها بلباسه لها، ويتخذون من ذلك ذريعة للحرب على الإسلام فى صورة الحجاب، وتُوجَّه الحراب إليه فى كل محفل ومجلس برلمانى، حتى تكسرت النصال على النصال.. لكن القبطية المصرية التى تربت عليه ورأت جارتها وصديقتها وزميلتها المسلمة تلبَسه، وتعرف تمامًا أنه لا يميزها فى شىء دنيوى، فلا ينقص لها حقًا، ولا يُسقط عليها واجبًا، إنما تفعله تنفيذًا لأمر الله لها، وحماية لها من أعين المتلصصين وسارقى النظرات ومدفنى الشهوات.
لقد أعجبنى رئيس بلدة أوربية – مسيحى - قالها صراحة: كيف تريدون منى الموافقة على اعتماد تشريع يمنع الحجاب وقد علمنا ورأينا من الصور القديمة أن مريم البتول ترتديه؟!، وأعجبنى رئيس وزراء هولندا "مارك روته"، وهو يجيب على استجواب بشأن ارتداء ملكتهم "بياتريس" اللباس الستار مصحوبًا بغطاء الرأس فى زيارتها للبحرين، محترمة تقاليد البلدة فى منتصف يناير الماضى، حين قال: "عندما تزور جلالتها دُوراً للعبادة فإن احترام متطلبات الملبس واجبٌ"، لقد كان هذا ردًا على قيامة "المتعنصرين" والمناوئين للإسلام ورموزه، خاصة حزب "فيلدرز" الهولندى الذى وصف منظر الملكة بالحجاب بأنه "مشهد حزين".
يا قبطيات مصر، أنتن شرقيات مصريات، تعرفن "العيب والاختشا"، وما يصح وما لا يصح، وتقدرن دور المرأة التى تحافظ على نفسها وعلى عفتها- أيًا كانت مسلمة أو مسيحية- ولو من باب العرف والتقاليد وليس الدين، وقد علمتم وتأكدتم أن "البرتقالة" التى تُلقَى على الأرض عارية من قشرتها التى تحفظها، تُرمَى فى صناديق القُمامة بعد أن تدوسها الأقدام المارة على الطريق، غير البرتقالة التى تكون بقشرتها - أى محتشمة - فتلتقطها الأيدى الأمينة، وتزيل عنها الوسخ، وتكرمها، وتحقق حكمة خلق الله فيها لنفعها للناس، ولو بوضعها على جانب الطريق قبل أن تدوسها الأقدام الملوثة من وسخ الطريق.
****************
◄مرسى: لو أصبحت رئيسًا لن أنام حتى أعيد حق كل صاحب مظلمة.
= "أفلح إن صدق".. وقد فعلها عمر بن عبد العزيز فلم ينمْ حتى رد المظالم إلى أهلها.
◄شفيق: القوات المسلحة السبب الرئيسى فى نجاح ثورة الشباب.
= كلنا نعلم ذلك، فما الجديد فى ذلك؟!
◄"عنان" يتصل بأبو الفتوح بعد ارتفاع مؤشراته بالخارج.
= عاوز إيه يا سى عنان من أبو الفتوح من أولها. بتّكتك على إيه؟!
◄◄ آخر الكبسولات:
◄نائب برلمانى: مأساة إنسانية يعيشها اللاجئون السوريون فى تركيا.
= والله فيك الخير أيها النائب؛ لأنك تذكرت مأساة اللاجئين السوريين وأنت فى معمعة أحداث مصر التى أصبح مواطنوها كأنهم لاجئون فيها!


محمد خضر الشريف (http://www.almesryoon.com/search.php?q=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF%20%D8%AE%D8% B6%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D9%81)