مشاهدة النسخة كاملة : وصية مؤمن آل فرعون لشعب مصر: وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ


abomokhtar
25-05-2012, 10:18 AM
بقلم/ تراجي الجنزوري
لقد امتن الله على أهل مصر مرتين في القديم والحديث:
في القديم:
يوم أن نجاهم من فرعون وعمله.. ونجاهم من القوم الظالمين عندماقال تعالى: " قَالُواْ أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِينَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ ".
ونجاهم الله.. وكان من الواجب أن يستقيموا على أمر الله بسبب هذه المنة.. ولكنهم حرفوا وبدلوا ونقضوا ونكثوا.. فاستوجبوا مقت الله وسخطه.. وكتب عليهم التيه أربعين سنة .
وفي الحديث:
يوم الخامس والعشرين من يناير يوم أن نجانا الله من الفساد والإفساد.. والظلم والظلام.. واستخلفنا في الأرض لننظر كيف نعمل.. وكان من الواجب علينا أن يرى الله منا خيرا ً .. ويلمس الناس منا رحمة محمد وشفقة أبي بكر وعدل عمر وكرم طلحة وشجاعة خالد وصبر بلال.. يروا منا صدقا ً في العهود.. وإنفاذا ً للوعود.. وأداء ً للأمانات.. ونبلا ً في المعاملات.. ورقيا ً في الأخلاق .
ولكن حدث العكس وازداد الأمر سوء ًوالصورة قبحا ً في جميع المجالات عندها وعظ الواعظون وتحدث المتحدثون : "أفيقوا.. أنيبوا.. توبوا.. ارجعوا.. عودوا.. استقيموا.. أصلحوا.. ولا مجيب" " وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ " فقلت أعظ نفسي وإياكم بما وعظ به مؤمن آل فرعون شعب مصر: "وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ" ستتعالى الصييحات.. وستتوالى النداءات.. وسترتفع الصرخات.. والإجابة بالنفي لا بالإثبات.
النداء الأول: على فراش الموت:
عندما تجيئه ملائكة سود الوجوه غلاظ شداد فيجلسون منه مد البصر.. ثم يأتي ملك الموت فيجلس عند رأسه ويقول: "اخرجي أيتها الروح الخبيثة".. عنده ينادي بأعلى صوته: "ربِ ارجعون لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ ".
الإجابة: " كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ "
النداء الثاني: في القبر
عندما يأتيه شاب قبيح المنظر.. نتن الريح.. فيسأله : من أنت بشرك الله بكل سوء.. فيقول : أنا عملك السيئ.. أنا الرشوة.. أنا الربا.. أنا الحرمات التي انتهكت.. أنا الحدود التي تعديت.
ثم يفتح عليه من نار جهنم فيرى من حرها وسمومها.. فينادي بأعلى صوته: "رب لا تقم الساعة.. بل الساعة موعدهم.. والساعة أدهى وأمر" .
الأمنية الثالثة: عند الحوض
يقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
" أنا فرطكم على الحوض ألا إنه ليزادن رجال عن حوضي.. فأنادي عليهم.. فتردهم الملائكة.. وتخبرني بأنهم قد بدلوا بعدي.. فأقول: سحقا ً سحقا ً.. عنها يتمنى العاصي ويقول: " ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا "
الأمنية الرابعة: عند تطاير الصحف
"ونشرت صحائف الأعمال.. تؤخذ باليمين والشمال"
"طوبى لمن يأخذ باليمين.. كتابه بشرى بحور عين"
"والويل للآخذ بالشمال.. وراء ظهر للجحيم صال"
" وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيهْ * وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيهْ* يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ* مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ "
الأمنية الخامسة:عند الميزان
والوزن بالقسط فلا ظلم ولا يؤخذ عبد بسوى ما عملا
فبين ناج راجح ميزانه ومقرف أوبقه عدوانه
" وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ "
ومن حكم الله وعدله أنه يقتص للشاة الجماء من الشاة القرناء.. ثم يقول لهم كونوا ترابا.. عندها يتمنى ويقول : " يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَاباً " .
الأمنية السادسة: في النار.. أعاذنا الله وإياكم
"وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ".
الإجابة:
"أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ "
الأمنية السابعة: من خزنة جهنم.. يارب سلم
"وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِّنَ الْعَذَابِ".
الإجابة: " قالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ".
الأمنية الثامنة: من مالك.. عفوك يا رب
" وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ ".
يا مالك قد نضجت منا الجلود.. يا مالك أثقلتنا القيود.. يا مالك الموت خير من هذا القعود.. يقول الأعمش: "بأن الرد يأتيهم بعد ألف عام إنكم ماكثون" .
الأمنية الأخيرة: من الرب سبحانه.. سلم يا رب
" قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْماً ضَالِّينَ * رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ ".
الإجابة : " أخسئوا فيها ولا تكلمون "
أيها الأحبة:
من منا يريد أن يكون هذا حاله.. وذلك مآله..إنها نهاية مؤلمة فظيعة.
فمن اليوم وجب علينا أن نقلع عن المعاصي ونتوب ونعود ونرجع إلى الله التواب الرحيم .
فإن فعلنا فالوضع مختلف.. ويكفيك في ذلك أن ينادي علينا ربنا:
" يا أهل الجنة هل رضيتم؟ فنقول: وما لنا لا نرضى يا ربنا وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا ً من خلقك.
فيقول: أفلا أعطيكم أفضل من ذلك؟ فنقول: وأي شيء أفضل من ذلك ؟ فيقول : أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدا ً ".
اللهم إنا نسألك رضاك والجنة.. ونعوذ بك من سخطك والنار.. آمين

العابد لله
25-05-2012, 10:57 AM
فما أعظم التوبة وما أسعد التائبين، فكم من أناس فاسقين
فاسدين بالتوبة صاروا من الأولياء المقربين الفائزين.
جعلنا الله من التائبين الصادقين القانتين الصالحين
جعله الله في ميزان حسناتك وأجاب لك الدعاء
وأنعم عليكِ بالسكينة وراحة البال وغفر لنا ولكم .

أبو إسراء A
25-05-2012, 10:35 PM
بارك الله فيك أخى الكريم