الأستاذة / أم أمل
19-06-2012, 07:07 AM
كيف أصبحت إمعة؟
#######################
الإمعة لمن لا يعرفها تعني المتردد، الذي لا
يثبت على رأي ويوافق الناس في آرائهم حتى
إن كان غير مقتنع بها، و يتبع من حوله سواء
كانوا محقيـن أم لا.
والمتمحص في كلمة "إمعة" يجد فيها شبهاً كبيراً من كلمة "ماع" وكأنها اشتقت منها،
والماااع هي دلالة على صوت "الخرفان" و"المعيز".
ولعل استنتاجي صحيح إذا ما أرجعنا الموضوع إلى النظرة الفلسفية والتي تسمي هذا
الشيء بـ "غريزة القطيع" فيلتقي الماع هنا "صوت الخرفان مع معنى الإمعة "اتباع
الناس" مع تحليل كارل غوستاف يونغ لهذه الظاهرة "غريزة القطيع" والتي تعرف بأنها
تلك الحالة التي ينساق فيها الفرد ضمن مجموعة قطيع، للقيام بفعل ما، أو اتخاذ موقف
بشكل غريزي من دون إعمال العقل. :bosyht9:
لكن كيف ذلك ؟
هل تذكر عندما كنت صغيراً أن أحداً ما من أسرتك وجد فيك ذكاء غير عادي،
وتنبئ لك بمستقبل باهر لا يشبه أبداً ما وصلت إليه؟
ألم يصادفك في العائلة من مدح أحد أطفاله ووصفه بالذكاء
الخارق والقدرة على إعمال
المنطق رغم صغر سنه وتوقع له مستقبل لا مثيل له،
أين هؤلاء الصغار العباقرة عندما
كبروا وكبرت عقولهم؟!! أليست مفارقة تستحق الوقوف عندها:
أن يقل بريق الذكاء كلما ازداد العمر والعلم وتطورت الخبرة!.
نعم يحصل ذلك..:slap1qk6: عندما تجبر وأنت رضيع تتوق لشرب الحليب من صدر أمك،
على شرب الحليب الاصطناعي مع التحدث باسمك من قبل الأم بأنك لا تريد أن ترضع من :006et4:
صدرها، لأنها فقط لا تصبر على إرضاعك، فهي الخطوة الأولى لجعلك إمعة.
حين تبدأ بطرح أسئلتك الغريبة، وأحياناً التي لا تخطر على بال
بشر فيضجر والديك من
استفساراتك، أو قد يجهلون كيفية الرد عليها، فيردون أسئلتك بعبارتهم المشهورة
"لا تظل تسأل" وإذا ما تحمست وشاركت بالحديث وكلك اندفاع وثقة فتقذف في وجهك :stickjo4:
عبارة: "عندما يتكلم الكبار يسكت الصغار"، أو "اسكت وادخل لغرفتك"، فتجد ابتسامتك قد :angry2:
ابتلعت وحماسك دخل غرفتك قبل أن تدخلها، فهي الخطوة
الثانية لجعلك" إمعة".
عندما يتكرر المنهاج الدراسي التقليدي فلا يتطور
ولا يتغير رغم التطورات الكبيرة
التي تحدث من حولنا، ويتم إغلاق باب النقاش والأسئلة
في وجهك؛ لتتحول إلى
متلقي فقط لمنهج تراكم فوقه الغبار وعفى عليه الزمن،
فهي الخطوة الثالثة الممنهجة :bosyht9:
لجعلك إمعة.
حين يمنعك المربون وقد شببت، وبدأ عقلك بالنضوج وآراءك بالتشكل عن أمر
ما دون أن يبينوا لك سبب المنع، متوقعين منك التجاوب والقبول
فهي الخطوة الرابعة لجعلك بالإكراه "إمعة".
عندما تجبر على دراسة فرع في الجامعة لا رغبة لك فيه ولا يقارب شيئاً من اهتماماتك
أو قدراتك؛ لأن والديك يريدانك أن تصبح إما دكتوراً أو مهندساً أو محامياً أو تدرس:040vk0:
تخصصاً اضطررت له بسبب تصنيف غير منطقي للدرجات وربط تخصصات بمعدلات
معينة تدخلك مجالاً علمياً يحدد مسار حياتك، وعملك بمجال لم تكن يوماً ترغبه :bosyht9:
أو يوافق ميولك وقدراتك فهي الخطوة التي تقولبك لتكون إمعة.
وحين يتحدد توظيفك وفق انتماءاتك السياسية أو مدى درجة قرابتك من أصحاب
الكروش الممتلئة. فهي الخطوة المتعمدة لتشكيلك كإمعة.
عندما تهدد في حياتك ورزقك وعائلتك إن رأيت فساداً، فأفشيت سره
أو وقفت في وجه التيار، فهي الخطوة الخامسة المغمسة
بالتهديد بالتجويع إن لم تكن إمعة.
وحين يلحظ عليك تطور في الفكر وإعمال المنطق وجنوح في التفكير،
بعيداً عن الفن والرياضة وال*** يؤتى لك بالقالب الذي لا يسمح لك أن تحيد عنه،
ويودع فيك الخوف من خطر وهمي ورفض الآخر وإقصائه طالما ليس من الإمعات.
وكونك متشبع بثقافة الحشد وسلوك القطيع، فلن تشعر بالأمان في مجتمع يتهددك إن
"معيت" خارج القطيع لأنك ستصبح سهل الافتراس، طالما أن القطيع يساق جماعة فيما
ي*** فرداً فأنت في المراحل الأخيرة من كونك إمعة.
لذلك حين يتيه نسيم الديمقراطية عن طريقه، فيمر من جانبك خطأً فتذهب متحمساً لتدلي
بصوتك في انتخابات قيل لك أنها نزيهة، فلا تجد صناديق الاقتراع أو تجد النتيجة عكس
ما صوت له أنت وغيرك، وما عليك وقتها إلا التصفيق للنتيجة، فإن صفقت وقد فعلتها
يوماً ما، فتهانينا نبشرك بأنك قد أصبحت إمعة بامتياز..
وشعارك قول دريد بن الصمه:
وَهَل أنا إلاَّ مِن غَزِيَّةَ إن غَوَتْ غَوَيْت وإِن تَرْشُد غَزِيَّةُ أَرْشد
هكذا يسير بك العمر، وقد تم تأهيلك لتحمل لقب إمعة بجدارة.
ولكن العجيب أنك حين تتشرب الإمعية وتجيد فكر "الماع" فلا تتحدث إلا به،
ولا تتصرف إلا وفقه، فيسهل انقيادك وتحريكك، فتذهب بإمعيتك إلى قطيع آخر؛
لتمعي معهم أتوا إليك من أرادوك إمعة،
وقد استشاطوا غضباً وانتفخت أوداجهم غيظاً ليقول لك محذرين
:"لا تكن إمعة"!!!
:blush::blush::blush::blush::blush::blush:
#######################
الإمعة لمن لا يعرفها تعني المتردد، الذي لا
يثبت على رأي ويوافق الناس في آرائهم حتى
إن كان غير مقتنع بها، و يتبع من حوله سواء
كانوا محقيـن أم لا.
والمتمحص في كلمة "إمعة" يجد فيها شبهاً كبيراً من كلمة "ماع" وكأنها اشتقت منها،
والماااع هي دلالة على صوت "الخرفان" و"المعيز".
ولعل استنتاجي صحيح إذا ما أرجعنا الموضوع إلى النظرة الفلسفية والتي تسمي هذا
الشيء بـ "غريزة القطيع" فيلتقي الماع هنا "صوت الخرفان مع معنى الإمعة "اتباع
الناس" مع تحليل كارل غوستاف يونغ لهذه الظاهرة "غريزة القطيع" والتي تعرف بأنها
تلك الحالة التي ينساق فيها الفرد ضمن مجموعة قطيع، للقيام بفعل ما، أو اتخاذ موقف
بشكل غريزي من دون إعمال العقل. :bosyht9:
لكن كيف ذلك ؟
هل تذكر عندما كنت صغيراً أن أحداً ما من أسرتك وجد فيك ذكاء غير عادي،
وتنبئ لك بمستقبل باهر لا يشبه أبداً ما وصلت إليه؟
ألم يصادفك في العائلة من مدح أحد أطفاله ووصفه بالذكاء
الخارق والقدرة على إعمال
المنطق رغم صغر سنه وتوقع له مستقبل لا مثيل له،
أين هؤلاء الصغار العباقرة عندما
كبروا وكبرت عقولهم؟!! أليست مفارقة تستحق الوقوف عندها:
أن يقل بريق الذكاء كلما ازداد العمر والعلم وتطورت الخبرة!.
نعم يحصل ذلك..:slap1qk6: عندما تجبر وأنت رضيع تتوق لشرب الحليب من صدر أمك،
على شرب الحليب الاصطناعي مع التحدث باسمك من قبل الأم بأنك لا تريد أن ترضع من :006et4:
صدرها، لأنها فقط لا تصبر على إرضاعك، فهي الخطوة الأولى لجعلك إمعة.
حين تبدأ بطرح أسئلتك الغريبة، وأحياناً التي لا تخطر على بال
بشر فيضجر والديك من
استفساراتك، أو قد يجهلون كيفية الرد عليها، فيردون أسئلتك بعبارتهم المشهورة
"لا تظل تسأل" وإذا ما تحمست وشاركت بالحديث وكلك اندفاع وثقة فتقذف في وجهك :stickjo4:
عبارة: "عندما يتكلم الكبار يسكت الصغار"، أو "اسكت وادخل لغرفتك"، فتجد ابتسامتك قد :angry2:
ابتلعت وحماسك دخل غرفتك قبل أن تدخلها، فهي الخطوة
الثانية لجعلك" إمعة".
عندما يتكرر المنهاج الدراسي التقليدي فلا يتطور
ولا يتغير رغم التطورات الكبيرة
التي تحدث من حولنا، ويتم إغلاق باب النقاش والأسئلة
في وجهك؛ لتتحول إلى
متلقي فقط لمنهج تراكم فوقه الغبار وعفى عليه الزمن،
فهي الخطوة الثالثة الممنهجة :bosyht9:
لجعلك إمعة.
حين يمنعك المربون وقد شببت، وبدأ عقلك بالنضوج وآراءك بالتشكل عن أمر
ما دون أن يبينوا لك سبب المنع، متوقعين منك التجاوب والقبول
فهي الخطوة الرابعة لجعلك بالإكراه "إمعة".
عندما تجبر على دراسة فرع في الجامعة لا رغبة لك فيه ولا يقارب شيئاً من اهتماماتك
أو قدراتك؛ لأن والديك يريدانك أن تصبح إما دكتوراً أو مهندساً أو محامياً أو تدرس:040vk0:
تخصصاً اضطررت له بسبب تصنيف غير منطقي للدرجات وربط تخصصات بمعدلات
معينة تدخلك مجالاً علمياً يحدد مسار حياتك، وعملك بمجال لم تكن يوماً ترغبه :bosyht9:
أو يوافق ميولك وقدراتك فهي الخطوة التي تقولبك لتكون إمعة.
وحين يتحدد توظيفك وفق انتماءاتك السياسية أو مدى درجة قرابتك من أصحاب
الكروش الممتلئة. فهي الخطوة المتعمدة لتشكيلك كإمعة.
عندما تهدد في حياتك ورزقك وعائلتك إن رأيت فساداً، فأفشيت سره
أو وقفت في وجه التيار، فهي الخطوة الخامسة المغمسة
بالتهديد بالتجويع إن لم تكن إمعة.
وحين يلحظ عليك تطور في الفكر وإعمال المنطق وجنوح في التفكير،
بعيداً عن الفن والرياضة وال*** يؤتى لك بالقالب الذي لا يسمح لك أن تحيد عنه،
ويودع فيك الخوف من خطر وهمي ورفض الآخر وإقصائه طالما ليس من الإمعات.
وكونك متشبع بثقافة الحشد وسلوك القطيع، فلن تشعر بالأمان في مجتمع يتهددك إن
"معيت" خارج القطيع لأنك ستصبح سهل الافتراس، طالما أن القطيع يساق جماعة فيما
ي*** فرداً فأنت في المراحل الأخيرة من كونك إمعة.
لذلك حين يتيه نسيم الديمقراطية عن طريقه، فيمر من جانبك خطأً فتذهب متحمساً لتدلي
بصوتك في انتخابات قيل لك أنها نزيهة، فلا تجد صناديق الاقتراع أو تجد النتيجة عكس
ما صوت له أنت وغيرك، وما عليك وقتها إلا التصفيق للنتيجة، فإن صفقت وقد فعلتها
يوماً ما، فتهانينا نبشرك بأنك قد أصبحت إمعة بامتياز..
وشعارك قول دريد بن الصمه:
وَهَل أنا إلاَّ مِن غَزِيَّةَ إن غَوَتْ غَوَيْت وإِن تَرْشُد غَزِيَّةُ أَرْشد
هكذا يسير بك العمر، وقد تم تأهيلك لتحمل لقب إمعة بجدارة.
ولكن العجيب أنك حين تتشرب الإمعية وتجيد فكر "الماع" فلا تتحدث إلا به،
ولا تتصرف إلا وفقه، فيسهل انقيادك وتحريكك، فتذهب بإمعيتك إلى قطيع آخر؛
لتمعي معهم أتوا إليك من أرادوك إمعة،
وقد استشاطوا غضباً وانتفخت أوداجهم غيظاً ليقول لك محذرين
:"لا تكن إمعة"!!!
:blush::blush::blush::blush::blush::blush: