مشاهدة النسخة كاملة : " حملة -- قال معاذ الله -- غض بصرك يحيا قلبك "


العبد الخاضع لله
28-06-2012, 06:13 AM
الحمد لله
أولا :
غض البصر في اللغة يعني كفه ومنعه من الاسترسال في التأمل والنظر .
يقول ابن فارس في "معجم مقاييس اللغة" (4/307) :
" الغين والضاد ، يدلُّ على كفٍّ ونَقْص، (مثل) غضُّ البصر ، وكلُّ شيءٍ كففتَه فقد غَضَضْته " انتهى .
ويقول ابن منظور في "لسان العرب" (7/196) :
" وغَضَّ طَرْفَه وبَصره : كفَّه وخَفَضَه وكسره . وقيل : هو إِذا دانى بين جفونه ونظر " انتهى
ثانيا :
وهو في الشرع يشمل أمورا عدة :
1- غض البصر عن عورات الناس ، ومن ذلك زينة المرأة الأجنبية .
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله "مجموع الفتاوى" (15/414) :
" والله سبحانه قد أمر فى كتابه بغض البصر وهو نوعان : غض البصر عن العورة . وغضه عن محل الشهوة .
فالأول كغض الرجل بصره عن عورة غيره .
وأما النوع الثاني من النظر كالنظر إلى الزينة الباطنة من المرأة الأجنبية ، فهذا أشد من الأول ، كما أن الخمر أشد من الميتة والدم ولحم الخنزير ، وعلى صاحبها الحد ... لأن هذه المحرمات لا تشتهيها النفوس كما تشتهى الخمر " انتهى .
2- غض البصر عن بيوت الناس وما أغلقت عليه أبوابهم :
يقول ابن تيمية "مجموع الفتاوى" (15/379) :
" وكما يتناول غض البصر عن عورة الغير وما أشبهها من النظر إلى المحرمات ، فإنه يتناول الغض عن بيوت الناس ، فبيت الرجل يستر بدنه كما تستره ثيابه ، وقد ذكر سبحانه غض البصر وحفظ الفرج بعد آية الاستئذان ، وذلك أن البيوت سترة كالثياب التى على البدن " انتهى .
ويقول ابن القيم رحمه الله في "مدارج السالكين" (1/117) :
" ومن النظر الحرام النظر إلى العورات ، وهي قسمان : عورة وراء الثياب . وعورة وراء الأبواب " انتهى .
3- غض البصر عما في أيدي الناس من الأموال والنساء والأولاد والمتاع ونحوها .
قال تعالى : ( لاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ ) الحجر/88
قال ابن سعدي في "تفسيره" (434) :
" أي: لا تعجب إعجابا يحملك على إشغال فكرك بشهوات الدنيا التي تمتع بها المترفون ، واغترَّ بها الجاهلون ، واستغن بما آتاك الله من المثاني والقرآن العظيم " انتهى .
وقال أيضا (ص/516) :
" أي : لا تمد عينيك معجبا ، ولا تكرر النظر مستحسنا إلى أحوال الدنيا والمُمَتَّعين بها ، من المآكل والمشارب اللذيذة ، والملابس الفاخرة ، والبيوت المزخرفة ، والنساء المجملة ، فإن ذلك كله زهرة الحياة الدنيا ، تبتهج بها نفوس المغترين ، وتأخذ إعجابا بأبصار المعرضين ، ويتمتع بها - بقطع النظر عن الآخرة - القوم الظالمون ، ثم تذهب سريعا ، وتمضي جميعا ، وتقتل محبيها وعشاقها ، فيندمون حيث لا تنفع الندامة ، ويعلمون ما هم عليه إذا قدموا في القيامة ، وإنما جعلها الله فتنة واختبارا ، ليعلم من يقف عندها ويغتر بها ، ومن هو أحسن عملا " انتهى .
ثالثا :
يذكر العلماء في فوائد غض البصر أمورا كثيرة ، منها ما قاله ابن القيم رحمه الله في "الجواب الكافي" (125) :
" وفي غض البصر عدة منافع :
أحدها : أنه امتثال لأمر الله الذي هو غاية سعادة العبد في معاشه ومعاده ، وليس للعبد في دنياه وآخرته أنفع من امتثال أوامر ربه تبارك وتعالى ، وما سعد من سعد في الدنيا والآخرة إلا بامتثال أوامره ، وما شقي من شقي في الدنيا والآخرة إلا بتضييع أوامره .
الثانية : أنه يمنع من وصول أثر السهم المسموم الذى لعل فيه هلاكه إلى قلبه .
الثالثة : أنه يورث القلب أنسا بالله ، وجمعية على الله ، فإن إطلاق البصر يفرق القلب ويشتته ويبعده من الله ، وليس على العبد شيء أضر من إطلاق البصر ، فانه يوقع الوحشة بين العبد وبين ربه .
الرابعة : أنه يقوي القلب ويفرحه ، كما أن إطلاق البصر يضعفه ويحزنه .
الخامسة : أنه يكسب القلب نورا ، كما أن إطلاقه يكسبه ظلمة ، ولهذا ذكر سبحانه آية النور عقيب الأمر بغض البصر ، فقال : ( قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ) النور/30 ثم قال إثر ذلك : (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ) النور/35 أي مثل نوره في قلب عبده المؤمن الذي امتثل أوامره واجتنب نواهيه ، وإذا استنار القلب أقبلت وفود الخيرات إليه من كل جانب ، كما أنه إذا أظلم أقبلت سحائب البلاء والشر عليه من كل مكان ، فما شئت من بدعة وضلالة واتباع هوى واجتناب هدى وإعراض عن أسباب السعادة واشتغال بأسباب الشقاوة ، فإن ذلك إنما يكشفه له النور الذي في القلب ، فإذا فقد ذلك النور بقي صاحبه كالأعمى الذي يجوس في حنادس الظلام .
السادسة : أنه يورث الفراسة الصادقة التي يميز بها بين المحق والمبطل والصادق والكاذب ، ... والله سبحانه يجزي العبد على عمله بما هو من *** عمله ، ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه ، فإذا غض بصره عن محارم الله عوضه الله بأن يطلق نور بصيرته ، عوضة عن حبسه بصره لله ، ويفتح له باب العلم والإيمان والمعرفة والفراسة الصادقة المصيبة ، التي إنما تنال ببصيرة القلب ، وضد هذا ما وصف الله به اللوطية من العمه الذي هو ضد البصيرة فقال تعالى : (لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ ) الحجر/72
السابعة : أنه يورث القلب ثباتا وشجاعة وقوة ، ويجمع الله له بين سلطان البصيرة والحجة وسلطان القدرة والقوة ، كما في الأثر : ( الذي يخالف هواه يفر الشيطان من ظله ) ومثل هذا تجده في المتبع هواه من ذل النفس ووضاعتها ومهانتها وخستها وحقارتها ، ما جعله الله سبحانه فيمن عصاه ، كما قال الحسن : ( إنهم وإن طقطقت بهم البغال ، وهملجت بهم البراذين ، فإن المعصية لا تفارق رقابهم ، أبى الله إلا أن يذل من عصاه ) .
وقد جعل الله سبحانه العز قرين طاعته ، والذل قرين معصيته ، فقال تعالى : ( ولِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ) المنافقون/8 ، وقال تعالى : ( وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) آل عمران/139 ، والإيمان قول وعمل ، ظاهر وباطن ، وقال تعالى : ( مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ) فاطر/10 ، أي من كان يريد العزة فليطلبها بطاعة الله وذكره ، من الكلم الطيب والعمل الصالح ، وفي دعاء القنوت : ( إنه لا يذل من واليت ، ولا يعز من عاديت ) ومن أطاع الله فقد والاه فيما أطاعه فيه ، وله من العز بحسب طاعته ، ومن عصاه فقد عاداه فيما عصاه فيه ، وله من الذل بحسب معصيته .
الثامن : أنه يسد على الشيطان مدخله من القلب ، فإنه يدخل مع النظرة ، وينفذ معها إلى القلب أسرع من نفوذ الهوى في المكان الخالي ، فيمثل له صورة المنظور إليه ، ويزينها ويجعلها صنما يعكف عليه القلب ، ثم يَعِدُهُ ويُمَنِّيه ، ويوقد على القلب نار الشهوة ، ويلقي عليه حطب المعاصي التي لم يكن يتوصل إليها بدون تلك الصورة ، فيصير القلب في اللهب ، فمن ذلك اللهب تلك الأنفاس التي يجد فيها وهج النار ، وتلك الزفرات والحرقات ، فإن القلب قد أحاطت به النيران بكل جانب ، فهو في وسطها كالشاة في وسط التنور ، لهذا كانت عقوبة أصحاب الشهوات بالصور المحرمة أن جُعل لهم في البرزخ تنورٌ من نار .
التاسع : أنه يفرغ القلب للفكرة في مصالحه والاشتغال بها ، وإطلاق البصر يشتت عليه ذلك ويحول عليه بينه وبينها ، فتنفرط عليه أموره ، ويقع في اتباع هواه ، وفي الغفلة عن ذكر ربه ، قال تعالى : ( وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً ) الكهف/28
العاشر : أن بين العين والقلب منفذا أو طريقا يوجب اشتغال أحدهما عن الآخر ، وأن يصلح بصلاحه ويفسد بفساده ، فإذا فسد القلب فسد النظر ، وإذا فسد النظر فسد القلب ، وكذلك في جانب الصلاح " انتهى .

العبد الخاضع لله
28-06-2012, 06:17 AM
هذه دراسة جديدة تؤكد صدق ما جاء في كتاب الله قبل أربعة عشر قرناً، حيث تبين للعلماء أن النظر إلى النساء يؤثر على الذاكرة القصيرة لدى الإنسان....

تؤكد دراسة هولندية جديدة أجراها أحد الباحثين على طلاب وطالبات في الجامعة أن مجرد حضور النساء الفاتنات والحديث معهن يسبب التشويش للرجال ويضعف الذاكرة لديهم ويخفض أداءهم العقلي بشكل كبير.

ويقول العلماء كلما كانت زينة المرأة وفتنتها أكبر كلما كان التأثر أكبر، ويفسر العلماء هذه الظاهرة بأن خلايا الدماغ التي تقوم بمعالجة المعلومات واتخاذ القرار تتأثر بحضور المرأة والنظر إليها والحديث معها. وركزت هذه الدراسة على موضوع الجاذبية والفتنة والتبرج. فالنظر إلى المرأة المتبرجة يفقد الرجل صوابه وبالتالي لا يتمكن من اتخاذ قرار صائب، على الأقل خلال وبعد النظر بفترة قصيرة حتى يزول التأثير.

وربما يا أحبتي ندرك لماذا أمرنا الله بغض البصر، يقول تعالى: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) [النور: 30]. وانظروا معي إلى الخطاب الرحيم الذي جاء بصيغة (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ) ليذكرنا بوجود رسول الله صلى الله عليه وسلم بيننا، وكأنه يأمرنا في كل لحظة أن نغض البصر. يذكرنا البيان الإلهي بالنبي في هذا الموقف عسى أن نتذكر سيرته العطرة وأخلاقه وأنه لم ينظر إلى امرأة قط نظر شهوة.

وانظروا معي إلى هذه العبارة الرائعة: (ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ)، فالنظر إلى المرأة يفسد التفكير والعقل ويعكر خلايا الدماغ ويشوش العمليات الفكرية فيه، ولكن عندما ينتهي الإنسان عن النظر إلى هذه المحرمات فإن دماغه يعمل بطريقة أكثر كفاءة ويستطيع اتخاذ القرار الصحيح بسهولة.

وانظروا معي كيف ختم الله هذه الآية العظيمة بقوله: (إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) ليذكرنا بمراقبة الله لنا في كل لحظة، فهو القائل: (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) [غافر: 19]. وهذه أفضل طريقة للعلاج، حيث يقول علماء النفس إن إحساس الإنسان بالمراقبة الخارجية يمكن أن يمنعه من ارتكاب الممنوعات.

وانظروا أيضاً كيف بدأ الأمر بغض النظر (يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ) حفظ الفرج (وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ) لأن الله يريد أن يبعد عنا أي شبهة أو فعل يؤدي إلى الفاحشة، فالنظر هو الخطوة الأولى لارتكاب المحرمات، والإنسان عندما يغض بصره فإنه يحس بحلاوة رائعة، وهذا ما أخبر به النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم، حيث أخبر بأن النظرة سهم من سهام إبليس من تركه مخافة الرحمن أبدله الله نوراً يجد حلاوته في قلبه... سبحان الله!

وأخيراً أود أن أذكركم بأن عدد من علماء المسلمين قاموا بدراسة عن تأثير النظرة المحرمة، ومداومة النظر إلى النساء، وتبين لهم أن النظر إلى النساء يورث الكثير من الأمراض، على رأسها تصلب الشرايين نتيجة الهيجان الذي تحدثه هذه النظرات، وكذلك ضغط الدم وبعض الاضطرابات النفسية التي لا تظهر إلا أثناء الكبر... وغير ذلك من الأمراض، وقد أراد الله تعالى أن يطهرنا ويزكينا، ولذلك قال: (وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا) [النساء: 27].

ملاحظة: إن الدراسات أظهرت أن تأثير المرأة المتبرجة أكبر بكثير من المرأة العادية، ومن هنا ربما ندرك لماذا حرم الإسلام تبرّج المرأة، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم قد حذر المرأة من التبرج وأخبر بأنها لا تشم رائحة الجنة - إلا أن تتوب إلى الله تعالى. وفي حديث نبوي عظيم أخبر سيد البشر بأن التبرج والفتنة وخروج النساء (كاسيات عاريات مائلات مميلات) من علامات الساعة، وبالفعل، كيفما تلفتنا نرى أثراً من آثار التبرج، سواء على الفضائيات أو في الشوارع أو في جو العمل... ولذلك ينبغي أن نتذكر الأمر الإلهي: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) [النور: 30].

العبد الخاضع لله
29-06-2012, 03:26 PM
أخي المسلم:
اعلم أن إطلاق البصر سبب لأعظم الفتن، فكم فسد بسبب النظر من عابد، وكم انتكس بسببه من شباب وفتيات كانوا طائعين، وكم وقع بسببه أناس في الزنى والفاحشة والعياذ بالله.
فالعين مرآة القلب، فإذا غض العبد بصره غض القلب شهوته وإرادته، وإذا أطلق العبد بصره أطلق القلب. شهوته وإرادته، ونقش فيه صور تلك المبصرات، فيشغله ذلك عن الفكر فيما ينفعه في الدار الآخرة.
وما كان إطلاق البصر سببا لوقوع الهوى في القلب أمر الشارع بغض البصر عما يخاف عواقبه، فقال تعالى: قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون، وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن... [النور:30-31].
النظر وخطورته
قال الإمام ابن القيم: أمر الله تعالى نبيه أن يأمر المؤمنين بغض أبصارهم وحفظ فروجهم، وأن يعلمهم أنه مشاهد لأعمالهم مطلع عليها: يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور [غافر:19]، ولما كان مبدأ ذلك من قبل البصر جعل الأمر بغضه مقدما على حفظ الفرج، فإن كل الحوادث مبدؤها من النظر، كما أن معظم النار من مستصغر الشرر، تكون نظرة.. ثم خطرة.. ثم خطوة.. ثم خطيئة، ولهذا قيل: من حفظ هذه ا لأربعة أحرز دينه: اللحظات، والخطرات، واللفظات، والخطوات.
قال: والنظر أصل عامة الحوادث التي تصيب الإنسان، فإن النظرة تولد الخطرة، ثم تولد الخطرة فكرة، ثم تولد الفكرة شهوة، ثم تولد الشهوة إرادة، ثم تقوى فتصير عزيمة جازمة، فيقع الفعل ولابد ما لم يمنع مانع، ولهذا قيل: الصبر على غض البصر أيسر من الصبر على ألم ما بعده.
كـل الحوادث مبدأها من النظر *** ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فتكت في قلب صاحبها *** فتك الســهام بلاقوس ولاوتر
والعبــد ما دام ذا عين يقلبها *** في أعين الغيد موقوف على الخطر
يسـر مقلته ما ضـر مهجـته *** لا مـرحبا بسرور عاد بالضـرر أحاديث وأثار في فتنة النظر
1- قال النبي : { ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء } [متفق عليه].
2- وقال : {... فاتقوا. الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء } [رواه مسلم].
3- وعن جرير بن عبدالله قال: { سألت رسول الله صلى عليه وسلم عن نظرة الفجاءة فأمرني أن أصرف بصري } [رواه مسلم]. وعند أبي داود أنه قال له. { اصرف بصرك }.
4- وقال عليه الصلاة والسلام. { يا علي، لا تتبع النظرة النظرة؟ فإن لك الأولى، وليست لك الآخرة } [رواه الترمذي وأبو داود وحسنه الألباني].
5- وقال : { العينان تزنيان، وزناهما النظر } [متفق عليه].
أخي الحبيب:
وكان السلف الصالح يبالغون في غض البصر؟ حذر أمن فتنته، وخوفا من الوقوع في عقوبته.
قال ابن مسعود رضي الله عنه: ما كان من نظرة فان للشيطان فيها مطمعا.
وكان الربيع بن خثيم رحمه الله يغض بصره، فمر به نسوة، فأطرق - أي أمال رأسه إلى صدره - حتى ظن النسوة أنه أعمى، فتعوذن بالله من العمى!!
قال ابن عباس رضي الله عنهما: الشيطان من الرجل في ثلاثة منازل: في بصره، وقلبه، وذكره، وهو من المرأة في ثلاثة منازل: في بصرها، وقلبها، وعجزها.
قال في قوله تعالى: يعلم خائنة الأعين [غافر:19]، قال: الرجل يكون في القوم فتمر بهم المرأة، فيريهم أنه يغض بصره عنها، فإن رأى منهم غفلة نظر إليها، فإن خاف أن يفطنوا إليه غض بصره، وقد اطلع الله عز وجل من قلبه أنه يود لو نظر إلى عورتها!!
وقال عيسى ابن مريم: النظر يزرع في القلب الشهوة، وكفى بها خطيئة.
وقال معروف: غضوا أبصاركم ولو عن شاة أنثى!!
وقال و النون: اللحظات تورث الحسرات؟ أولها أسف، واخرها تلف، فمن طاوع طرفه تابع حتفه.
وخرج حسان بن أبي سنان يوم عيد، فلما عاد قالت له امرأته: كم من امرأة حسناء قد رأيت؟ فقال: والله ما نظرت إلا في إبهامي منذ خرجت من عندك إلى أن رجعت إليك!
وقال أحمد بن حنبل: كم نظرة ألقت في قلب صاحبها البلابل!!
يا من رأى سـقمي يزيد *** وعـلتي تـعي طبيـبي
لا تعجبن فهكـــذا *** تجني العيون على القلوب
حكم النظر للنساء
قال الحافظ أبو بكر بن حبيب العامري: إن الذي أجمعت عليه الأمة، واتفق على تحريمه علماء السلف والخلف من الفقهاء والأئمة؟ هو نظر الأجانب من الرجال والنساء بعضهم إلى بعض - وهم من ليس بينهم رحم من النسب، ولا محرم من سبب كالرضاع وغيره - فهؤلاء حرام نظر بعضهم إلى بعض... فالنظر والخلوة محرم على هؤلاء عند كافة المسلمين.
{ ولما نظر الفضل بن عباس إلى امرأة حول النبي وجهه إلى الشق الآخر } [رواه أبو داود].
قال ابن القيم: وهذا منع وإنكار بالفعل، فلو كان النظر جائزا لأقره عليه.
سد الذرائع إلى النظر
أخي الحبيب:
سد النبي كل ذريعة تفضي إلى تعمد النظر إلى النساء؟ حرصا منه على سلامة القلوب ونقاء النفوس واستقامة المجتمع المسلم على تقوى الله ومخافته. لي من ذلك:
1- أنه نهى النساء إذا صلين مع الرجال أن يرفعن رءوسهن قبل الرجال؟ لئلا يكون ذريعة منهن إلى رؤية عورات الرجال من وراء الأزر.
2- أنه نهى المرأة إذا خرجت إلى المسجد أن تتطيب أو أن تصيب بخورا، وذلك لأنه ذريعة إلى ميل الرجال وتشوقهم إليها، فإن رائحتها وزينتها وصورتها وإبداء محاسنها تدعو إليها، فأمرها أن تخرج تفلة ولا تتطيب.
3- أنه لم يجعل لها وسط الطريق عند المشي حتى لا يراها كل أحد، بل جعل لها حافات الطريق وجوانبه.
4- أنه نهى أن تنعت المرأة المرأة لزوجها حتى كأنه ينظر إليها، سدا للذريعة، وحماية عن مفسدة وقوعها في قلبه وميله إليها بحضور صورتها في نفسه.
5- أنه نهى عن الجلوس في الطرقات، وما ذاك إلا لأنه ذريعة إلى النظر المحرم، فلما أخبروه أنه لابد لهم من ذلك قال: { أعطوا الطريق حقه، قالوا: وما حقه؟ قال: غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام } [متفق عليه].
6- أن الله سبحانه نهى النساء عن الضرب بأرجلهن عند السير سدا لذريعة النظر، حتى لا ينظر الرجال إلى ما يخفين من الزينة والجمال، قال سبحانه: ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن [النور:31].
عقوبات النظر إلى المحرمات
أخي المسلم:
اعلم أن النظر إلى المحرمات يورث الحسرات والزفرات، والألم الشديد، فيرى العبد ما ليس قادرا عليه ولا صابرا عنه، وهذا من أعظم العذاب كما قيل:
يا راميا بسـهام اللحظ مجتهدا *** أنت القتيل بما ترمي فـلا تصب
وباعث الطرف يرتاد الشفاء له *** احبس رسولك لا يأتيك بالعطب
فمن عقوبات النظر إلى المحرمات:
1- فساد القلب: فالنظرة تفعل في القلب ما يفعل السهم في الرمية، فإن لم تقتله جرحته، فهي بمنزلة الشرارة من النار ترمى في الحشيش اليابس، فإن لم تحرقه كله أحرقت بعضه.
2- نسيان العلم: فقد نسي أحد العباد القرآن بسبب نظرة إلى غلام نصراني!!
3- نزول البلاء: قال عمرو بن مرة: نظرت إلى امرأة فأعجبتني فكف بصري، فأرجو أن يكون ذلك جزائي.
4- إبطال الطاعات: فعن حذيفة قال: من تأمل خلق امرأة من وراء الثياب فقد أبطل صومه!!
5- الغفلة عن الله والدار الآخرة: فإن القلب إذا شغل بالمحرمات أورثه ذلك كسلا عن ذكر الله وملازمة الطاعات.
6- إهدار الشارع عين من تعمد النظر في بيوت الناس متجسسا: فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله : { الو اطلع أحد في بيتك ولم تأذن له، فخذفته بحصاة ففقأت عينه، ما كان عليك جناح } [متفق عليه].
فوائد غض البصر
أخي المسلم:
وفي غض البصر فوائد عديدة ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله منها عشر فوائد وهي:
1- تخليص القلب من ألم الحسرة، فإن من أطلق نظره دامت حسرته.
2- أنه يورث القلب نورا وإشراقا يظهر في العين وفي الوجه وفي الجوارح، كما أن إطلاق البصر يورثه ظلمة تظهر في وجهه وجوارحه.
3- أنه يورث صحة الفراسة، فإنها من النور وثمراته، قال شجاع الكرماني: من عمر ظاهره باتباع السنة، وباطنه بدوام المراقبة، وغض بصره عن المحارم، وكف نفسه عن الشهوات، وأكل من الحلال- لم تخطئ فراسته.
4- أنه يفتح له طرق العلم وأبوابه، ويسهل عليه أسبابه, وذلك بسبب نور القلب، فإنه إذا استنار ظهرت فيه حقائق المعلومات، ومن أرسل بصره تكدر عليه قلبه وأظلم.
شكوت إلى وكيــع سوء *** حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخبرني بأن العـلم نـور *** ونــور الله لا يهـدي العاصي
5- أنه يورث قوة القلب وثباته وشجاعته، قال بعض الشيوخ: الناس يطلبون العز بأبواب الملوك، ولا يجدونه إلا في طاعة الله.
6- أنه يورث القلب سرورا وفرحة وانشراحا أعظم من اللذة والسرور الحاصل بالنظر، فلذة العفة أعظم من لذة الذنب.
7- أنه يخلص القلب من أسر الشهوة، فإن الأسير هو أسير شهوته وهواه، ومتى أسرت الشهوة والهوى القلب تمكن منه عدوه، وسامه سوء العذاب وصار:
كعصفورة في كف طفل يسومها *** حياض الردى والطفل يلهو ويلعب
8- أنه يسد عن العبد بابا من أبواب جهنم، فإن النظر باب الشهوة الحاملة على مواقعة الفاحشة، فمتى غض بصره سلم من الوقوع في الفاحشة، ومتى أطلقه كان هلاكه أقرب.
9- أنه يقوي العقل ويزيده ويثبته، فإن إطلاق البصر وإرساله لا يحصل إلا من خفة العقل وطيشه وعدم ملاحظته للعواقب كما قيل:
وأعقل الناس من لم يرتكب سببا *** حتى يفكر ما تجني عواقبه
10- أنه يخلص القلب من ذكر الشهوة ورقدة الغفلة، فإن إطلاق البصر يوجب استحكام الغفلة عن الله والدار والآخرة، ويوقع في سكرة العشق.
ويزاد على ما ذكره ابن القيم:
11- أنه يورث محبة الله، قال الحسن بن مجاهد: غض البصر عن محارم الله يورث حب الله.
12- أنه يورث الحكمة، قال أبو الحسين الوراق: من غض بصره عن محرم أورثه الله بذلك حكمة على لسانه، يهدى بها سامعوه.
13- أنه يفرغ القلب للتفكر في مصالحه والاشتغال بما ينجيه يوم القيامة.
جاهد نفسك لحظة
قال ابن الجوزي: فتفهم يا أخي ما أوصيك به، إنما بصرك نعمة من الله عليك، فلا تعصه بنعمه، وعامله بغضه عن الحرام تربح، واحذر أن تكون العقوبة سلب تلك النعمة، وكل زمن الجهاد في الغض لحظة، فإن فعلت نلت الخير الجزيل، وسلمت من الشر الطويل.
التوبة والنظر
قال أبو بكر المروزي : قلت لأبي عبدالله أحمد بن حنبل: رجل تاب وقال: لو ضرب ظهري بالسياط ما دخلت في معصية الله، إلا أنه لا يدع النظر؟! فقال: أي توبة هذه! قال جرير: { سألت رسول الله عن نظرة الفجاءة، فقال: "اصرف بصرك " } [رواه مسلم وأبو داود].
أسباب إطلاق البصر
أخي المسلم:
إن إطلاق البصر له أسباب كنيرة جدا يصعب حصرها، ومن أهمها:
1- اتباع الهوى وطاعة الشيطان.
2- الجهل بعواقب النظر، وأنه يؤدي إلى الزنى، وربما أدى إلى الردة عن الإسلام، فقد ورد أن رجلا نظر إلى نصرانية فعشقها، فلم ترض منه إلا بالبراءة من الإسلام، فارتد ودخل في النصرانية!!
3- الاتكال على عفو الله ومغفرته، ونسيان أن الله شديد العقاب.
4- مشاهدة الأفلام والمسلسلات والبرامج والصور الفاتنة التي تتبرج فيها النساء عن طريق القنوات الفضائية أو المجلات الخليعة.
5- العزوف عن الزواج، فقد قال : { يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج؟ فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج...} [متفق عليه].
6- كثرة التواجد في الأماكن التي يختلط فيها الرجال بالنساء كالأسواق مثلا. قال العلاء بن زياد: لا تتبع بصرك رداء امرأة، فإن النظرة تجعل في القلب شهوة.
7- وجود لذة كاذبة يشعر بها الناظر في نفسه، وهي أثر من آثار الغفلة عن الله وقلة تعظيمه في القلب، إذ لو كان معظما لله عز وجل لما فرح بمعصيته.
8- تبرج النساء في الشوارع والأسواق، وتعمد بعضهن إظهار الجمال والزينة، مما يدعو ضعاف النفوس إلى النظر إليهن.
9- تشجيع بعض النساء لذلك بتعمد نظرهن إلى الرجال، فيجرئنهم على مبادلتهن النظرات.
10- كثرة التعامل مع النساء سواء أكان في بيع أو شراء أو عمل أو غيره.
أسباب غض البصر
أخي الكريم:
ولغض البصر أسباب كثيرة كذلك نذكر منها:
1- تقوى الله عز وجل والخوف من عقابه.
2- التخلص من جميع الأسباب التي ذكرنا أنها تؤدي إلى إطلاق البصر.
3- معرفة أن إطلاق البصر يؤدي إلى الأسف والحسرة، قال الحسن: من أطلق طرفه طال أسفه.
4- معرفة أن النظر زنا العينين، ويكفيه في ذلك قبحا.
5- دفع الخواطر والوساوس قبل أن تصير عزما ثم تنتقل إلى مرحلة الفعل، فمن غض بصره عند أول نظرة سلم من آفات لا تحصى، فإذا كرر النظر فلا يأمن أن يزرع في قلبه زرع يصعب قلعه.
6- القيام بحقيقة الشكر، فإن من تمام شكر النعمة ألا يعصى الله عز وجل بها. والبصر من نعم الله تعالى على العبد.
7- الصوم؟ وهو سبب قوي في غض البصر بعد الزواج.
8- تأمل ما يستقبح من شأن النساء، فإنهن يتفلن ويبلن ويتغوطن وتصيبهن الروائح الكريهة، وفي ذلك قال ابن مسعود رضي الله عنه: "إذا أعجبت أحدكم امرأة فليذكر مناتنها!!".
لو فكر العاشق في منتهى *** حسن الذي يسبيه لم يسبه!
9- التسلي بما أحله الله عز وجل من الشهوة المباحة، فعن جابر أن رسول الله رأى امرأة فأعجبته، فأتى زينب فقضى منها حاجته وقال: { إن المرأة تقبل في صورة شيطان، وتدبر في صورة شيطان، فإذا رأى أحدكم امرأة فأعجبته فليأت أهله، فإن ذلك يرد ما في نفسه } [رواه مسلم].
قال النووي: معنى الحديث أن المرأة تذكر بالهوى والفتنة والشهوة لما جعل الله تعالى في نفوس الرجال من الميل إليهن والالتذاذ بالنظر إليهن، ولذا فإنه ينبغي لها ألا تخرج بين الرجال إلا لضرورة، وكذا فإنه ينبغي للرجل الغض عنها وعن ثيابها، والإعراض عنها مطلقا" شرح صحيح مسلم للنووي،.
10- الدعاء والاستعانة بالله عز وجل وسؤاله النجاة من هذه الفتنة، فقد كان يقول: { اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي، ومن شر بصري، ومن شر لساني، ومن شر قلبي } [رواه أبو داود وصححه.الألباني].
11- الخوف من سوء الخاتمة والتأسف عند الموت.
12- صحبة الأخيار وترك صحبة الأشرار، فإن الطبع يسرق من خصال المخالطين، والمرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

فارسة الإسلام
29-06-2012, 11:10 PM
جزاكم الله خيراً
أسأل الله أن يعيننا على غض البصر والبعد عن المحرمات

العبد الخاضع لله
30-06-2012, 11:57 AM
نظر الرجل إلى المرأة ونظر المرأة إلى الرجل مباح بشرط ألا يكون النظر لموضع عورة من الرجل أو المرأة وألا يقترن النظر بشهوة وإلا فيحرم النظر مطلقا...
http://www.qaradawi.net/images/stories/2011/11/04/q_12_11_2011_01.jpg

السؤال: في مكان عملي يوجد معي بعض الأخوات وأثناء الحديث معهن يقع بصري أحيانا على من تكلمني ولا أقصد شيئا يغضب الله ولكن أجد في نفسي حرجا حيث إننا مأمورون بغض البصر فنرجو بيان الحكم الشرعي في ذلك؟
الإجابة: بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد..
فنظر الرجل إلى المرأة ونظر المرأة إلى الرجل مباح بشرط ألا يكون النظر لموضع عورة من الرجل أو المرأة وألا يقترن النظر بشهوة وإلا فيحرم النظر مطلقا.
وإليك فتوى فضيلة الدكتور القرضاوي - حفظه الله- يقول فيها:
مما حرمه الإسلام - في مجال الغريزة ال***ية- إطالة النظر من الرجل إلى المرأة ومن المرأة إلى الرجل. فإن العين مفتاح القلب، والنظر رسول الفتنة، وبريد الزنى. وقديما قال الشاعر:
كل الحوادث مبداها من النظر ** ومعظم النار من مستصغر الشرر
وحديثا قال آخر:
نظرة فابتسامة فسلام ** فكلام فموعد فلقاء
لهذا وجه الله أمره إلى المؤمنين والمؤمنات جميعا بالغض من الأبصار، مقترنا بأمره بحفظ الفروج: "قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ . وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ" (النور:30-31)
وفي هاتين الآيتين عدة توجيهات إلهية منها توجيهان يشترك فيهما الرجال والنساء جميعا وهما الغض من البصر، وحفظ الفرج، والباقي موجه إلى النساء خاصة.
ويلاحظ أن الآيتين أمرتا بالغض من البصر لا بغض البصر، ولم تقل: "ويحفظوا من فروجهم" كما قالت "يغضوا من أبصارهم" فإن الفرج مأمور بحفظه جملة دون تسامح في شيء منه. أما البصر فقد سمح الله للناس بشيء منه رفعا للحرج، ورعاية للمصلحة كما سنرى.
فالغض من البصر ليس معناه إقفال العين عن النظر، ولا إطراق الرأس إلى الأرض، فليس هذا بمراد ولا مستطاع. كما أن الغض من الصوت في قوله تعالى: " وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ" (لقمان:19)، ليس معناه إغلاق الشفتين عن الكلام، وإنما معنى الغض من البصر خفضه، وعدم إرساله طليق العنان يلتهم الغاديات والرائحات أو الغادين والرائحين. فإذا نظر إلى ال*** الآخر لم يغلغل النظر إلى محاسنه، ولم يطل الالتفات إليه والتحديق به.
ولهذا قال الرسول عليه السلام لعلي بن أبي طالب: "يا علي! لا تتبع النظرة النظرة؛ فإنما لك الأولى وليست لك الآخرة".
وقد جعل النبي عليه السلام النظرات الجائعة الشرهة من أحد ال***ين إلى الآخر زنى للعين، فقال: "العينان تزنيان وزناهما النظر". وإنما سماه "زنى" لأنه ضرب من التلذذ والإشباع للغريزة ال***ية بغير الطريق المشروع.
ويطابق هذا ما جاء في الإنجيل عن المسيح عليه السلام: "لقد كان من قبلكم يقولون لا تزن وأنا أقول لكم: من نظر بعينه فقد زنى".
إن هذا النظر المتلذذ الجائع ليس خطرا على خلق العفاف فحسب، بل هو خطر على استقرار الفكر، وطمأنينة القلب الذي يصاب بالشرود والاضطراب.
قال الشاعر:
وكنت إذا أرسلت طرفك رائدا ** لقلبك يوما أتعبتك المناظـر
رأيت الذي لا كله أنت قادر ** عليه ولا عن بعضه أنت صابر
تحريم النظر إلى العورات:
ومما يجب غض البصر عنه العورات، فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن النظر إلى العورات، ولو كان من رجل إلى رجل، أو من امرأة إلى امرأة بشهوة أم بغير شهوة، قال: "لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل، ولا تنظر المرأة إلى عورة المرأة ولا يفضي الرجل إلى الرجل في الثوب الواحد، ولا المرأة إلى المرأة في الثوب الواحد".
وعورة الرجل التي لا يجوز النظر إليها من رجل أو امرأة تتحدد فيما بين السرة والركبة، كما ورد في الحديث. ويرى بعض الأئمة كابن حزم وبعض المالكية أن الفخذ ليس بعورة. وعورة المرأة بالنسبة للرجل الأجنبي عنها هي جميع بدنها ما عدا وجهها وكفيها.
وما لا يجوز النظر إليه من العورات لا يجوز أن يمس باليد أو بجزء من البدن. وكل ما ذكرنا تحريمه من العورات -نظرا أو لمسا- مشروط بعدم الضرورة أو الحاجة، فإذا وجدت كما في حالة الإسعاف أو العلاج فقد زالت الحرمة. وكل ما ذكرنا من جواز النظر مشروط بأمن الفتنة والشهوة، فإن وجدت فقد زالت الإباحة سدا للذريعة.
حدود إباحة النظر إلى الرجل أو المرأة:
ومما ذكرنا يتبين أن نظر المرأة إلى ما ليس بعورة من الرجل -أي ما فوق السرة وتحت الركبة- مباح ما لم تصحبه شهوة أو تخف منه فتنة وقد أذن الرسول صلى الله عليه وسلم لعائشة أن تنظر إلى الحبشة وهم يلعبون بحرابهم في المسجد النبوي، وظلت تنظر إليهم حتى سئمت هي فانصرفت.
ومثل هذا نظر الرجل إلى ما ليس بعورة من المرأة -أي إلى وجهها وكفيها- فهو مباح ما لم تصحبه شهوة أو تخف منه فتنة.
فعن عائشة أن أسماء بنت أبي بكر -أختها- دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم في لباس رقيق يشف عن جسمها، فأعرض النبي صلى الله عليه وسلم عنها وقال: "يا أسماء إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يرى منها إلا هذا وهذا" -وأشار إلى وجهه وكفيه-. وفي الحديث ضعف ولكن تقويه أحاديث صحاح في إباحة رؤية الوجه والكفين عند أمن الفتنة.
وخلاصة القول: أن النظرة البريئة إلى غير عورة من الرجل أو المرأة حلال ما لم تتخذ صفة التكرار والتحديق الذي يصحبه -غالبا- التلذذ وخوف الفتنة.
ومن سماحة الإسلام أنه عفا عن النظرة الخاطفة، التي تقع من الإنسان فجأة حين يرى ما لا تباح له رؤيته، فعن جرير بن عبد الله قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظرة الفجاءة فقال: "اصرف بصرك" يعني: لا تعاود النظر مرة ثانية.
والله أعلم

(*أحمد عرفة*)
30-06-2012, 02:34 PM
و الله الموضوع ممتاز جدا زي كل مواضيعك يا أستاذ " محمد " .... و جزاكم الله كل خير ....
:022yb4:
:022yb4:
:022yb4:
:022yb4:
:022yb4:

العبد الخاضع لله
30-06-2012, 02:39 PM
و الله الموضوع ممتاز جدا زي كل مواضيعك يا أستاذ " محمد " .... و جزاكم الله كل خير ....
:022yb4:
:022yb4:
:022yb4:
:022yb4:
:022yb4:



شكرا على مرورك الى نور الموضوع

انا هجى لحضرتك ايه بس

العبد الخاضع لله
01-07-2012, 10:49 AM
http://www.youtube.com/watch?v=2McegXVIwKM&feature=player_embedded

هذا فيديو للشيخ محمد حسين يعقوب

العبد الخاضع لله
01-07-2012, 10:50 AM
هذه خطبة أخرى للشيخ محمد العريفى

http://www.youtube.com/watch?feature=player_detailpage&v=fAxgLxuZoaw

العبد الخاضع لله
02-07-2012, 03:53 AM
(بسم الله الرحمن الرحيم))


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته







فسبحآن الذي لم يحرم شيء إلا وله الحكمة..


أنقل إليكم هذا الموضوع الرائع عل وعسى تعلمون لم حرم الله النظرة علينا؟!.



في البداية يقول الله عزوجل
( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم) سورةالنـــور



فقال العلماء أزكى معنى أطهر وأنفع وأطيب.
وقد قال عليه الصلاة السلام



(( النظرة سهم من سهام إبليس المسمومة , فمن تركها خوفا من الله عزوجل أثابه الله إيمانا يجد حلاوته في قلبه))




والسهم إذا دخل الجسم أحدث جرحا فقد يتلف مكانا معينا, أما
حين يكون السهم مسموما فإن السم يسري إلى كل أنحاء الجسم
فالنبي عليه الصلاة و السلام قبل 14 قرنا بين مخاطر النظرة
التي تتبع النظرة , فالنظرة كالضغط على الزناد, الذي تبدأ بسبه
سلسلة من التفاعلات والإفرازات الهرمونية ال***ية المعقدة ,



التي لها تأثير على كل عضو,بل على كل خليه, والتي تهىء



الجسم لعملية الاتصال ال***ي وكل هذا يجب أن يتم في وقت



محدد , أما إذا أستمر انطلاق هذه الهرمونات في الجسم دون
تفريغ هذه الشحنة , فإنها سوف تؤدي إلى مضاعفات خطيرة
في الجسم




وفي بحث أجري قبل 20عاما توصل إلى النتائج التالية:
أولا : هذه الهرمونات تجري في ألاوعيه , وتجول في
الجسم الإنسان الذي يطلق بصره في الحرام طوال النهار .



والنبي الكريم نهى عن إتباع النظرة ونهى عن تبرج النساء
وعن تعطر المرأة إذا خرجت من بيتها ونهى عن الخلوة
بالأجنبية ونهى عن المصافحة ونهى أن تمتنع المرأة عن فراش
زوجها وكل هذا للوقاية من أمراض كثيرة
فما الذي يحدث؟



أولا :ظهور رائحة كريهة جدا من الإبطين والقدمين من أثر
دورة هذه السموم في الجسم طوال النهار بسبب أطلاق البصر
والمجلات ومشاهد ***ية وأفلام ونساء كاسيات عاريات ….



فهذا بدوره يؤدي إلى دورة هذه الهرمونات طوال النهار وزيادة
كميتها وامتداد دورانها في الجسم





( الهرمونات ال***ية الزائدة عن الحد تعتبر سموما إذا زادت عن
الكمية المحددة وكذالك إذا أمتد إفرازها في الجسم طوال النهار



ثانيا: توسع فتحات الغدد العرقية والدهنية في الكعبين
وأسفل القدمين وفي المؤخرة , وهذا يسبب البواسير .



وتوسع الفتحات الدهنية يسبب حب الشباب من دورة الهرمونات




والهرمونات ال***ية , التي هي كالسموم , وتهيجها لحد أكثر
من المتوسط يسبب داءالشقيقة أو الصداع النصفي الذي لا يوجد
له علاج ليومنا هذا



أما الشيء المخيف فالآم المفاصل ولا سيما الكبيرة ..



كمفصل الركبةوالورك , ويبدوا أن هذه الهرمونات تقلل من لزوجة السائل الذي بين العظام وهذا يؤدي إلى جفاف السائل ثم
احتكاك العظام ثم إلى ألام مفصلية لا تحتمل



أما في مجال القلب والأوعية الدموية فاستمرار هذه
الهرمونات في الجسم تسبب هبوط في ضربات القلب وبطء في



الدوران الدموي



ثم أن هذه السموم قد تسبب جلطة دهنية إذا ماترسبت في مكان معين



ومن بعض هذه الآثار هو حدوث توسع في غدةالبروستاتة "وهي غدة تناسلية موجودة في الذكور فقط"..




وكل هذا مصداقا لحديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم الذي أخبر به عن الله
عزوجل : …..



(( النظرة سهم من سهام إبليس المسمومة , فمن تركها من خوف من الله عزوجل أثابه الله إيمانا يجد حلاوته في قلبه))..

ضياء الدين سعيد
03-07-2012, 09:49 AM
بارك الله فيك ونفعك بما تفعله

العبد الخاضع لله
11-07-2012, 11:18 AM
http://www.youtube.com/watch?v=Ut5mCyaDBao&feature=player_detailpage

فيديو الشيخ محمد حسان عبرة وعظة

العبد الخاضع لله
11-07-2012, 11:20 AM
غض البصر دلائل إعجازية




• الدافع ال***ي ووظيفتة في حياة الإنسان والحيوان.

(والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة) سورة النحل
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفسه واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء) سورة النساء.
• يهدف الدافع ال***ى فى الإنسان والحيوان إلى حفظ النوع وبقائه وكذلك زيادة الروابط العاطفية بين الزوجين فى ال*** البشرى وتحقيق السكن الذى شرعت من أجله العلاقة الزوجية.

• البصر أحد أهم الحواس التى تؤدى إلى إثارة الدافع ال***ى :
كل الحوادث مبداها من النظر ومعظم النار مـن مستصغر الشرر

* أولا: الجانب الشرعى:
- الأمر بغض البصر فى الكتاب والسنة وأقوال السلف


أولاً: الآيات القرآنية.
قال تعالى :
“ يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها” سورة النور آية 27
“ قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم” سورة النور آية 30
“ يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات ” سورة النور آية 58
“ وعندهم قاصرات الطرف عين ” سورة الصافات آية 48
“ فيهن قاصرات الطرف ” سورة الرحمن 56
“ يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور ” سورة غافر 19
ثانياً: الأحاديث النبوية:
• في صحيح مسلم عن جرير عن عبد الله قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظرة الفجاءة فأمرني أن أصرف بصري.
• قال صلى الله عليه وسلم : “ إياكم والجلوس على الطرقات ” فقالوا : “ يا رسول الله مالنا من مجالسنا بد نتحدث فيها ” فقال : “ فإذا أبيتم إلا المجالس فاعطوا الطريق حقه ” قالوا: “ وما حق الطريق يا رسول الله” قال : “غض البصر وكف الأذى ورد السلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ” ( رواه أبو سعيد الخدري خرجه البخاري ومسلم.
• وقال صلى الله عليه وسلم لعلي : “ لاتتبع النظرة النظرة فإنما لك الأولى وليست لك الثانية ”. أبو داود 2149
• عن سهل بن سعد قال اطلع رجل في حجرة من حجر النبي صلى الله عليه وسلم ومع النبي في صلى الله عليه وسلم مدرى يخلط به رأسه فقال لو أعلم أنك تنظر لطعنت به في عينك إنما جعل الاستئذان من أجل البصر.
• عن بن مسعود قال قال صلى الله عليه وسلم “ لا تباشر المرأة المرأة لتنعتها لزوجها كأنما ينظر إليها ” \2150\ أبو داود
• عن جابر أن النبى صلى الله عليه وسلم “ رأى امرأة فدخل على زينب بنت جحش فقضى حاجته منها ثم خرج إلى أصحابه فقال لهم إن المرأة تقبل في صورة شيطان فمن وجد من ذلك شيئا فليأت أهله فإنه يضمر ما في نفسه” \2151\ أبوداود.
• عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لامحالة فزنا العينين النظر وزنا اللسان النطق وزنا الأذنين الإستماع وزنا اليدين البطش وزنا الرجلين الخطى والنفس تمنى وتشتهي والفرج يصدق ذلك أو يكذبه رواه البخاري تعليقا ومسلم مسندا من وجه آخر بنحو ما ذكر. والمقصود إجتناب ما ورد فى الحديث الشريف فى باب زنا النظر

• المستفاد من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم.



* ثانيا:الرؤية العلمية المعاصرة لغض البصر
• النمو ال***ى يمر خلال ثلاث مراحل:
1-مرحلة الطفولة المبكرة “Pre-emotional ***uality” stage
2- مرحلة الطفولة المتأخرة و المراهقة (7-9 حتى 15-17) “Adolescent inter***uality period”

وفى هذه المرحلة لم يكتمل نمو المراكز المخية الخاصة بالتمييز ال***ى بين ال***ين ويمكن الإنجذاب فى هذه المرحلة الى ذات ال*** قى حالة التعرض لمثيرات ***ية كما يمكن حدوث الإثارة عن طريق مؤثرات غير مألوفة وغير محددة تؤثر فى السلوك ال***ى فيا بعد.
3- مرحلة البلوغ ال***ى : “Adult ***uality stage ”
وفى هذه المرحلة يكتمل نمو المراكز المخية الخاصة بالتمييز ال***ى بين ال***ين ويكون الإنجذاب فى هذه المرحلة الى ال*** الآخر قى حالة التعرض للمثيرات ال***ية المألوفة .

• الحواس والسلوك ال***ى.
• تلعب الحواس دورا هاما فى السلوك ال***ى.
• تختلف الأجناس من حيث قدرة الحواس على الإثارة ال***ية:
عوامل الإثارة ال***ية فى الإنسان:
أجمعت الأبحاث على أن المؤثرات الخارجية وأهمها البصر -اللمس - الشم-السمع على الترتيب هى التى تتحكم فى إنطلاق الإثارة ال***ية وأن التغيرات الفسيولوجية وإفراز الهرمونات ال***ية التى تحفز السلوك ال***ى تأتى تبعا لذلك.
نشاط المخ أثناء مراحل الإثارة ال***ية:
أثبتت دراسة نشاط المخ أثناء مراحل الإثارة ال***ية وجود خمس مناطق تنشط على التوالى بعد التعرض للمؤثرات الخارجية بالذات البصر :
1- المنطقة الصدغية الخلفية inferior temporal region
2-المنطقة الحجاجية الأمامية اليمنى للمخ Right orbitofrontal cortex,
3- المنطقة الطوقية الأمامية اليسرى
Left anterior cingulate cortex
4- المنطقة الرابعة: الجزيرة اليمنى
Right insula
5- المنطقة الخامسة النواة المذنبة اليمنى The right caudate nucleus

وعلى هذا فإن مراحل الإثارة ال***ية تشمل أساسا أربع مراحل هى على الترتيب:
مرحلة التمييز - التحفيز - الإستجابة العاطفية والبدنية - الإعداد البدنى والعاطفى
وبعد إكتمال هذه المراحل الأربع على الترتيب تأتى مرحلة الفعل (والفرج يصدق كل هذا أو يكذبه).

وكل مرحلة من المراحل السابقة لها منطقة محددة فى المخ هى التى تنشط خلالها وتجدر الملاحظة بأن المنطقة الأولى هى التى تصدر عنها إشارات مثبطة لنشاط باقى المراكز المخية فيما يتعلق بالإثارة ال***ية ولذا فإن نشاطها يقل عند حدوث هذه الإثارة(بالنظر-الشم -اللمس،…..) مما يسمح لباقى المراكز أن تنشط لتكمل مراحل الإثارة حتى حدوث الفعل ال***ى.
وأى قطع لهذا التتابع يترتب عليه توقف المراحل التالية وبالتالى عدم إكمال دورة الإثارة والفعل ال***ى (إصرف بصرك - نظرة الفجاءة)
• دور الهرمونات فى الإثارة ال***ية.
يلعب هرمون الذكورة(التستوستيرون) دورا هاما فى السلوك ال***ى وتؤدى زيادته إلى السلوك العدوانى مثل الإغتصاب إذا لم يتم تفريغ الشحنة ال***ية الناتجة عن المناظر المثيرة ***يا. ( Haake, etal.,2003)
• الآثار السلبية لإطلاق النظر إلى المناظر المثيرة ***يا:

• تزايد افراز الهرمونات ال***ية والرغبة فى إكتمال الفعل ال***ى مما يؤدى إلى إستثارة الجهاز العصبى بشدة ينتج عنها أضرار بدنية إذا لم يتم تفريغ هذه الطاقة (زيادة ضربات القلب - الإجهاد القلبى لزيادة إفراز الكاتيكول امين ) .
• فقدان السيطرة على النفس نتيجة الإنفعالات الشديدة والنشاط الزائد لمراكز المخ المتحكمة فى الإستثارة ال***ية فضلا عن زوال التأثير المثبط لمركز الخ فى المنطقة الصدغية مما يجعل السلوك الإنسانى خارج دائرة التحكم
• الوقوع فى الزنا وحوادث الإغتصاب.
مناط الإعجاز فى الكتاب والسنة:
- ثبت علميا أن البصر يلعب دورا هاما فى الإثارة ال***ية.
- مراحل الإثارة ال***ية تستلزم دوام النظر الى المنظر المثير.
- صرف النظر قبل إكتمال هذه المراحل يؤدى إلى عدم إكتمال الفعل ال***ى.
- التغيرات الهرمونية المصاحبة للإثارة عن طريق النظر تحدث تغيرات نفسية وبدنية واسعة المدى وتؤدى الى شحن الجسم بطاقة كبيرة إذا لم يتم تفريغها تؤدى الى أضرار محققة.
- وجود هذه الطاقة الكبيرة والإثارة المستمرة يؤدى فى حالة عدم التمكن من اكمال الفعل ال***ى الىالإنخراط فى العادات الضارة وبالتالى إهدار الطاقة الحيوية التى يحتاجها الجسم فى النمو أو السلوك العدوانى والوقوع فى جرائم الزنا والإغتصاب.
- التعرض لعوامل الإثارة فى مرحلة مبكرة يؤدى الى تغيرات مرضية فى السلوك ال***ى للفرد وتعتبر عاملا هاما فى أمراض الشذوذ ال***ى لوجود خلل فى النمو ال***ى الطبيعى .
دلائل الإعجاز فى الكتاب والسنة:
- الأمر بغض البصر عن المحارم يجنب الإنسان الإثارة ال***ية وبالتالى التغيرات الهرمونية والعصبية والبدنية التى تتوالى كرد فعل طبيعى لهذه الإثارة.
-توضيح أن غض البصر هو وسيلة حفظ الفرج إذ ان النظر يؤدى الى الإثارة التى تؤدى الى الرغبة الشديدة فى إكمال الفعل ال***ى.
- الأمر العام بالإستئذان لئلا تقع العين على منظر مثير.

- الأمر بالإستئذان للأطفال فى اوقات الراحة والتى يتخفف منها الإنسان من ملابسه حتى لا تقع أعين الأطفال على المناظر المثيرة وهم فى مرحلة مبكرة. والأمر فى السنة فى التفريق بين الأطفال فى المضاجع لذات الغرض. وذلك يؤدى الى الوقاية من الإنحرافات السلوكية والشاذة نتيجة التعرض لعوامل الإثارة فى مرحلة مبكرة لم يكتمل فيها بعد نمو الجهاز العصبى واستعداده للتمييز بين ال***ين فتحدث الإإستجابة الخاطئة لذات ال***.
• نظرا لأن الشم واللمس يلعبان دورافى تعزيز البصر كمثير ***ى أساسى لذا نهى الرسول صلى الله عليه وسلم أن تخرج المرأة متعطرة يشم الناس ريحها كما نهى عن مصافحة النساء ،وثبت علميا أن اللمس يلعب دورا هاما فى إثارة المرأة ***يا.

فارسة الإسلام
11-07-2012, 06:46 PM
جزاكم الله خيراً
أسأل الله تعالى أن ينفعك بعلمه و أن يبعدنا عن كل ما يغضبه سبحانه وتعالى

العبد الخاضع لله
11-07-2012, 10:14 PM
ياااااااااااااارب امين

احنا محتاجين رحمة ربنا ولو ربنا مرحمناش احنا مش هندخل الجنة

العبد الخاضع لله
12-07-2012, 03:26 PM
http://www.youtube.com/watch?feature=player_detailpage&v=fltVs7q-uFU

قيمة غض البصر الشيخ عمر عبد الكافى

العبد الخاضع لله
12-07-2012, 03:27 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين
أيها الإخوة: الموضوع اليوم غض البصر، فغض البصر اصطلاحاً أن يغمض المسلم نظره عما حرم عليه، ولا ينظر إلا لما أبيح له النظر إليه، فإن وقع البصر على محرم من غير قصد فليصرف بصره سريعاً، هذا هو التعريف الاصطلاحي لغض البصر.
الإمام القرطبي يقول: " البصر هو الباب الأكبر إلى القلب، أكبر باب، بل أوسع باب إلى القلب هو البصر، وأعمق طرق الحواس إليه، وبحسب ذلك كثر السقوط من جهته ووجب التحذير منه، وغضه واجب عن جميع المحرمات، وكل ما يخشى الفتنة من أجله .
الآية الأولى في هذا الباب قوله تعالى:
﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ(30)﴾
( سورة النور )
أما كلمة (من) فتفيد التبعيض، أنت مكلف أن تغض البصر، لا عن كل النساء بل عن النساء الأجنبيات، لكن النساء المحارم لك أن تنظر إليهن.
المعنى الثاني: إذا نظرت إلى النساء المحارم الأم ـ الأخت ـ البنت ـ العمة ـ الخالة ـ بنت الأخ ـ بنت الابن ـ ينبغي ألا تدقق، وألا تتبع التفاصيل والخطوط، وشيء طبيعي جداً أن الإنسان ينظر نظرة كلية، أما الأخت القريبة فلا ينبغي أن ندخل عليها بلا إذن، ولو أن المرأة أم الإنسان، لأن النبي e حينما نهى عن الدخول على الأم، وقال له رجل: إنها أمي، قال: أتحب أن تراها عريانة، حتى المحارم ينبغي ألا تدقق في التفاصيل، ولا ينبغي أن تملأ عينيك من محاسنهن، وينبغي أن تنظر إليهن نظرة إجمالية.
أما المحارم فينبغي أن يكون ثوبها ثوب خدمة، هناك من يظن أنها أخته، الأخت ينبغي ألا تظهر أمام أخيها إلا بثياب الخدمة، وثياب الخدمة كما وصفها العلماء، النحر مستور، تحت الركبة، وإلى المرفقين، والنحر مستور، هذه ثياب الخدمة، أما أن تقوم الفتاة أمام أخيها بثوب فاضح، أو قماش شفاف، ولو أنها أخته فهذا محرّم، سمح لك أن تجلس معها، وأن تنظر إليها، وأن تخاطبها، وأن تسهرا معاً، ولكن بثياب محتشمة، عبر عنها العلماء بثياب الخدمة، أما التفاصيل فلا يمكن أن تدقق في التفاصيل، هذا منهي عنه، لأن النظر هنا يعني من أبصارهم، فلا تدقق في التفاصيل، هذا المعنى الثاني.
والمعنى الثالث: النظر الفجائي ينبغي أن تصرف عنه بصرك.
أيها الإخوة: الأحاديث: فعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
((اضْمَنُوا لِي سِتًّا مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَضْمَنْ لَكُمْ الْجَنَّةَ اصْدُقُوا إِذَا حَدَّثْتُمْ وَأَوْفُوا إِذَا وَعَدْتُمْ وَأَدُّوا إِذَا اؤْتُمِنْتُمْ وَاحْفَظُوا فُرُوجَكُمْ وَغُضُّوا أَبْصَارَكُمْ وَكُفُّوا أَيْدِيَكُمْ))
[ أحمد في مسنده وابن حبان والحاكم والبيهقي عن عبادة بن الصامت].
الإنسان مسموح له أن يأكل ما حرم عليه اضطراراً، لو أنه أشرف على الموت فبإمكانه أن يأكل من لحم الخنزير بالقدر الذي يبقي به حياً، لو أنه أشرف على أن يموت اختناقاً بإمكانه أن يشرب شربة من شراب محرم ليبقى به حياً، إذاً عندنا أكل عند الضرورة، وعندنا شرب عند الضرورة، لكن ليس عندنا زنا عند الضرورة، السبب، أن الدافع إلى الطعام يبدأ من الداخل، فلو وضعت إنسانًا في غرفة، وليس فيها شيء يشير إلى الطعام يجوع الإنسان، يشعر بحاجة من الداخل، لكن قضية الشهوة إلى المرأة تبدأ من الخارج، إما من امرأة تبرز محاسنها، فعليك أن تغض البصر عنها، فمبعث الشهوة ال***ية تبدأ من الخارج لا من الداخل، أما الرغبة في الطعام فتبدأ من الداخل، مادام تبدأ من الداخل فعندنا أكل اللحم المحرم اضطرارًا، وليس هناك ما يسمى بالزنا الاضطراري، لأن الزنا أساسه معصية تبدأ من الخارج، فالمرأة مكلفة أن تتحجب، والرجل مكلف أن يغض البصر، لو أن المرأة محجبة والرجل يغض البصر هذا أكمل شيء.
لكن لأن المرأة إذا تفلتت فالضمان أن تغض أنت البصر، والرجل إذا تفلت الضمان أن تحتجب هي عنه، فإذا كان طرف من الأطراف خرق الاستقامة فالضمان أن الطرف الثاني يأخذ احتياطاً، إذاً الرجل مكلف أن يغض البصر، والمرأة مكلفة أن تتحجب:
((اضْمَنُوا لِي سِتًّا مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَضْمَنْ لَكُمْ الْجَنَّةَ اصْدُقُوا إِذَا حَدَّثْتُمْ وَأَوْفُوا إِذَا وَعَدْتُمْ وَأَدُّوا إِذَا اؤْتُمِنْتُمْ وَاحْفَظُوا فُرُوجَكُمْ وَغُضُّوا أَبْصَارَكُمْ وَكُفُّوا أَيْدِيَكُمْ))
[ أحمد في مسنده وابن حبان والحاكم والبيهقي عن عبادة بن الصامت]
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((ِإيّاكُمْ وَالْجُلُوسَ فِي الطّرُقَاتِ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللّهِ مَا لَنَا بُدّ مِنْ مَجَالِسِنَا. نَتَحَدّثُ فِيهَا. قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلاّ الْمَجْلِسَ، فَأَعْطُوا الطّرِيقَ حَقّهُ))
الآن حق الطريق، يعني أنت واقف أو ماشٍ، أنت الآن في الطريق، يمكن أن يكون لك محل على الطريق، ويمكن أن تمشي في الطريق، فما هي آداب الطريق ؟

((قَالُوا: وَمَا حَقّهُ ؟ قَالَ غَضّ الْبَصَرِ، وَكَفّ الأَذَىَ، وَرَدّ السّلاَمِ، وَالأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ))
وعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه أنه قال:
((سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عَنْ نَظَرِ الْفُجَاءَةِ ))
أحيانا يمشي الإنسان في طريق، وهناك منعطف حاد، فلما وصل إلى المنعطف فوجئ بامرأة سافرة رآها، لكن الموقف الشرعي قال:
((فَأَمَرَنِي أَنْ أَصْرِفَ بَصَرِي))
(مسلم)
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((يَا مَعْشَرَ الشبَابِ عَليْكُمْ بِالْبَاءَةِ. فإنّهُ أغَضّ لِلْبَصَرِ وأحْصَنُ لِلْفَرْجِ، فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَعَلَيْهِ بِالصّوْمِ. فإِنّ الصّوْمَ لَهُ وِجَاءٌ))
(البخاري ومسلم)
وعن علي رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((لا تُبْرِزْ فَخِذَكَ وَلاَ تَنْظُرْ إلَى حَيَ وَلاَ مَيّتٍ))
(أبو داود، ابن ماجه، أحمد)
لذلك بعض أنواع الرياضة التي فيها كشف للعوارت ينبغي أن يبتعد عنها المسلم، ما دام الفخذ مكشوفة فلا بد من الابتعاد عن هذه الأنواع من الرياضة.
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
((لَا يَنْظُرُ الرَّجُلُ إِلَى عَوْرَةِ الرَّجُلِ وَلَا الْمَرْأَةُ إِلَى عَوْرَةِ الْمَرْأَةِ وَلَا يُفْضِي الرَّجُلُ إِلَى الرَّجُلِ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ وَلَا تُفْضِي الْمَرْأَةُ إِلَى الْمَرْأَةِ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ))
(مسلم)
وهذا الحديث يشير إلى انحرافين ***يين خطيرين، الأول بين الذكور، والثاني بين الإناث، وهما موجودان بسبب مخالفة الناس لهذا التوجيه النبوي.
وعَنْ بُرَيْدَةَ رَفَعَهُ قَالَ:
((يَا عَلِيُّ لَا تُتْبِعْ النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ فَإِنَّ لَكَ الْأُولَى، وَلَيْسَتْ لَكَ الْآخِرَةُ))
(الترمذي)
ولكن التساؤل: هذه الأولى كم زمنها ؟ ينبغي أن تكون في أقلِّ زمن ممكن، فإذا أطال هذا الإنسان النظرة الأولى فقد وقع في المخالفة.
من أقوال بعض العلماء في شأن غض البصر، يقول أحد صحابة رسول الله عبد الله بن مسعود:" حفظ البصر أشد من حفظ اللسان".
المسلم في الأصل أنه لا يرتكب الكبائر، لا يسرق، ولا يزني، ولا يقتل، ولا يشرب الخمر، ولكن بلاء المسلمين ليس في الكبائر، فيما يتوهمونه صغائر، والصغائر إذا أصر الإنسان عليها انقلبت إلى كبائر.

((إن الشيطان قد يئس أن يعبد بأرضكم، ولكن رضي أن يطاع فيما سوى ذلك مما تخافون من أعمالكم ))
يعني يتكلم فيغتاب، ويجلس مع من لا تحل له فيملأ عينيه من محاسنها، فإذا باع واشترى لم يدقق فيما يقول، قد يحلف يميناً كاذبة،
((إن الشيطان قد يئس أن يعبد بأرضكم، ولكن رضي أن يطاع فيما سوى ذلك مما تخافون من أعمالكم))
فضبط اللسان وضبط العين.
سيدنا ابن مسعود يرى أن حفظ البصر أشد من حفظ اللسان.
هناك فكرة أتمنى أن تكون واضحة، وأعظ بها إخوتي ونفسي، إذا كان هناك شهوة فيها إصرار، فإذا كانت هذه الشهوة أغلى عليك من الله فالطريق إلى الله ليس سالكًا، لا بد من أن تتخلى عن كل حظوظك النفسية، وأن تنصاع إلى منهج الله عز وجل، فأي إنسان يصر على معصية ولو بَدَت له صغيرة، وقد رأى أن حظه من هذه المعصية أغلى من حظه من الله فالله سبحانه وتعالى أغنى الأغنياء عن الشرك.
ويقول ابن مسعود أيضاً:
(( ما من نظرة وإلا وللشيطان فيها مطمع))
يعني أكبر الفواحش تبدأ بإطلاق البصر، الفواحش الكبيرة، فمادام الموضوع طرقناه فلابد من توضيح، أنت يمكن أن تنظر إلى وردة، ولست مكلفاً أن تغض البصر عنها، مع أنها جميلة، يمكن أن تنظر إلى حديقة فيها مسطح أخضر، فيها ورود، ولست مكلفاً أن تغض البصر عنها، مع أنها جميلة، ويمكن أن تنظر إلى ساحل بحر، إلى سفح جبل أخضر، يقول لك: منظر رائع، مع أنه جميل، فلست مكلفاً أن تغض البصر عنه، فلماذا أمر الإنسان المؤمن أن يغض بصره عن المرأة ؟ هذا شيء آخر، المرأة بالذات إذا نظرت إليها تبدلت كيمياء الدم، ولا تكتفي بالنظر إليها، من شأن المرأة أنك إذا نظرت لا تكتفي بالنظر، بل لا بد من أن يتبع النظرة حركة، طبعاً بحسب الموانع والأعراف والتقاليد، أما لو أتيح لك أن تتابع الأمر لما توقف الأمر عند النظر، لذلك في كل شيء أنت محرم عليك أن تفعل شيئاً مخالفاً للمنهج، أنت في حديقة، رأيت وردة، أعجبتك، تأملت فيها، استمتعت بها، لا تؤاخذ على إدراك أنها وردة، كما لا تؤاخذ أن تذوق جمالها، لكن تؤاخذ إذا قصصتها بالمقص، هذا عدوان على أزهار الحديقة، أما المرأة فأنت ممنوع أن تدركها، أن تتأمل بها، وأن تتمتع بجمالها، فضلاً عن أن تقترب منها، لأن قضية المرأة لها خصوصية، لقوله تعالى:
﴿زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ﴾
( سورة آل عمران الآية: 14 )
والآن هناك شيء اسمه علم نفس ال***، لو تتبعت دقائق هذا العلم لهالك، أي لأدهشك، أن ما ورد في السنة الصحيحة من أشياء متعلقة بال*** متطابقة تماماً مع علم نفس ال*** تطابقاً دقيقاً، وحينما كنت في سفري الأخير، وأنا في الطائرة طالعت مجلة، فإذا فيها مقالة لدكتور بمصر متخصصة في علم النفس ال***ي، تقول هذه الطبيبة: إنها حينما كلفت بإعداد موضوع عن الحالات الشاذة لهذا الميل في الإنسان، أرادت أن تعرف الوضع الطبيعي المسموح به، فطالعت كتب الفقه وما في السنة من أحاديث متعلقة بهذا الموضوع، وفوجئت أن أدق التفصيلات التي مرت بها في هذا العلم مغطاة بأحاديث صحيحة، إذًا هذا الذي قاله النبي ليس من عنده.

﴿إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4)﴾
( سورة النجم )
وهناك جرائم ارتكبت في بعض بلاد الغرب بسبب مخالفة لهذه التوجيهات النبوية الدقيقة جداً، طبعاً هذه العلاقة بين الزوجين علاقة حميمة جداً، والسنة النبوية المطهرة غطت تفاصيل هذه العلاقة الحميمة، وغطت ما ينبغي وما لا ينبغي، وما يجوز وما لا يجوز، لكن أشقى الناس هؤلاء الذين فهموا الدين على أنه عبادات شعائرية، بينما الدين - ولا أبالغ - مئة ألف بند، يغطي كل حركة الإنسان، بدءاً من فراشه إلى حركته، وأنت في أشد العلاقات خصوصية هناك أحكام شرعية يجب أن تراعيها، وانتهاءً بأوسع العلاقات ضخامة، كالحروب بين الأمم، الشرع يغطيها، أنت حينما تعتقد أن الذي قاله النبي من خبرته، ومن بيئته، ومن ثقافته فأنت مخطئ، الذي قاله النبي وحياً يوحى، لذلك قد تجد أشياء في السنة يصعب أن تفسر وقتها، أما الآن فتفسَّر، إذاً الله عز وجل أمَره أن ينطق بهذا.
وقال أنس بن مالك:
((إذا مرت بك امرأة فغمض عينيك حتى تجاوزك))
لا تنسوا أننا في عصر فيه فتن، وقد قال عليه الصلاة والسلام فيما يرويه عن ربه:
((الْعِبَادَةُ فِي الْهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ))
[ رَوَاهُ مُسلِمٌ عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ]
عبادة الله في الهرج، في زمن الفتن كهجرة إلى النبي e .
ويقول وكيع بن الجراح رحمه الله تعالى:
(( خرجنا مع سفيان الثوري في يوم عيد فقال: إنا أول ما نبدأ به في يومنا غض أبصارنا))
لذلك في آخر الزمان القابض على دينه كالقابض على الجمر، أجره كأجر سبعين، قالوا: منا أم منهم ؟ قال: بل منكم، لأنكم تجدون على الخير معواناً، ولا يجدون.
وقال بعضهم:
(( من عمر ظاهره باتباع السنة، وباطنه بدوام المراقبة، وغض بصره عن المحارم، وكف نفسه عن الشهوات، وذكر خصلة سادسة، وهي أكل الحلال لم تخطئ له فراسة))
وذكرت لكم أيضاً أن حكمة ربنا عز وجل أن بعض الأوامر الإلهية متطابقة مع القوانين، فكما أن الشرع يحرم السرقة والقانون يحرمها، فهذا الذي لا يسرق يا ترى خوفاً من الله أم خوفاً من القانون ؟ الله أعلم، الله وحده يعلم، لكن حكمة أخرى صارخة هو أن في الدين أوامر ونواهي لا علاقة لها بالقوانين إطلاقاً، لا تجد على سطح الأرض نظامًا ولا ثقافة ولا مذهبًا يمنع إطلاق البصر، إلا في الدين، فهذا الذي يغض بصره لا شك أنه يخاف الله، أراد الله أن يبين لك أن بعض الأوامر تؤكد لك إخلاصك لله عز وجل، ومن أدق التفاصيل لو أن امرأة يفحصها طبيب، فالطبيب له أن ينظر إلى موطن الداء، ومكان الألم، لكن لو أنه استرق النظر إلى مكان آخر لا تشكو منه المرأة، من يعلم به ؟ الله وحده قال تعالى:
﴿يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ﴾
( سورة غافر )
وأنت حينما تصلي الصلوات الخمس تتقرب بها إلى الله، لكنك إذا مشيت في الطرقات تتقرب إلى الله مئات المرات، كلما غضت بصرك عن امرأة لا تحل لك تقربت إلى الله بهذا الغض، لأنها قضية معاكسة للشهوات.
يقول بعض العلماء: قد أمر الله في كتابه بغض البصر، وهو نوعان، غض البصر عن العورة، وغض البصر عن محل الشهوة.
طبعاً العورة نوعان: مغلظة ومخففة، السوءة هي العورة المغلظة، والمخففة من السرة إلى الركبة، لكن في غض بصر عن أماكن أخرى، موضع القلادة، الصدر مثلاً هذه سماها العلماء بالزينة الباطنة:
﴿وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا﴾
( سورة النور الآية: 31 )
الباطنة مواضع القلائد والحلي، لذلك هناك نوعان لغض البصر عن العورة، وعن الزينة الباطنة.
من فوائد غض البصر: أن حلاوة الإيمان ولذته، والتي هي أطيب وأحلى مما تركه لله.

((مَا تَرَكَ عَبْدٌ لِلَّهِ أَمْرَاً لا يَتْرُكُهُ إِلاَّ لِلَّهِ إِلاَّ عَوَّضَهُ اللَّهُ مِنْهُ مَا هُوَ خَيْرٌ لَهُ مِنْهُ فِي دِيِنهِ وَدُنْيَاه))
[ أخرجه ابن عساكر عن ابن عمر ]
غض البصر: يورث نوراً في القلب وفراسة لا يتمتع بها ما يطلقون أبصارهم.
غض البصر: يورث قوة القلب وثباته وشجاعته.
غض البصر: من أهم الصفات التي يتحلى بها المؤمن، وتتولد من الحياء، وفيه راحة للنفس وللبدن، ويصون المحارم، ويجنب الوقوع في الزلل، ويجعل المجتمع المتحلي بهذه الصفة مجتمعاً آمناً متحاباً.
غض البصر: يصون المجتمع من انتشار الزنا.
العوام أجملوا كل هذا بكلمة: لا العين ترى، ولا القلب يحزن، الإنسان إذا أطلق بصره حجب عن الله عز وجل، فإن أراد أن تكون هذه الصلة قائمة فليغض البصر، والدنيا دار ابتلاء لا دار استواء، ومنزل ترح لا منزل فرح، فمن عرفها لم يفرح لرخاء، ولم يحزن لشقاء، قد جعلها الله دار بلوى، وجعل الآخرة دار عقبة، فجعل بلاء الدنيا لعطاء الآخرة سببا، وجعل عطاء الآخرة من بلوى الدنيا عوضا، فيأخذ ليعطي، ويبتلي ليجزي، والإنسان إذا قال: لا أستطيع فهو يرد كلام الله، لأن الله عز وجل يقول:

﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا﴾
( سورة البقرة الآية: 286 )
ولولا أن غض البصر مِن وسعِ الإنسان لما كلفنا الله أن نفعله، مستحيل أن يكلفنا ما لا نطيق، لكن الإنسان يدعي أنه لا يستطيع، أما هو يستطيع.
ويا أيها الإخوة: أنا لا أصدق أن أرى كاتباً غربياً لا يعرف عن الدين شيئًا، هذا ( ألكسيس كاريل ) في كتابه: (الإنسان ذلك المجهول) يقول: إن أفضل منهج للبشر أن يقصروا طرفهم على زوجاتهم، يبدو أن الإنسان حينما يطبق نظام غض البصر يسعد المجتمع.
الآن كم من المشكلات، والفساد الأسري، والشقاق الزوجي، ومتاعب البيوت، أساسها إطلاق البصر ؟ بل إن الزوجين ينطبق عليهما هذا الحديث الشريف:
((ما توادا اثنان في الله ففرق بينهما إلا بذنب أصاب أحدهما ))
إذا غض الإنسان بصره يجد الثمار اليانعة في بيته، ماذا يجد ؟ يجد مودة بينه وبين زوجته، يجدها في أعلى مطمح له، مع أنها قد تكون متوسطة، لكن الله عز وجل يصبغ عليها جمالاً يحصن زوجها عن غيرها، بسبب غض بصره، أما الذي يطلق بصره فلو أن عنده امرأة في أعلى مستوى يكرهها، من الذي يدخل بين الزوجين ؟ الشيطان، فإذا أذنب أحدهما فرق بينهما،
((ما توادا اثنان في الله ففرق بينهما إلا بذنب أصاب أحدهما))
وهذا شيء بين أيديكم، غض بصرك، وانظر إلى بيتك، بل إن النبي عليه الصلاة والسلام يقول:
((الحمد لله الذي رزقني حب عائشة))
عدا هذا من نعم الله الكبرى، أن يحب المرء زوجته، أما الآن لو دخلت - ولا أبالغ - مئة بيت مسلم فتسعون بالمئة من بين هذه البيوت ليس فيها مودة بين الزوجين، بسبب إطلاق البصر، هو وهي، إذا أطلق هو بصره، وأطلقت هي بصرها بقيت زوجته، وبقي زوجها، لكن الود الذي ينبغي أن يكون بين الزوجين لا تجده أبداً بسبب إطلاق البصر.
فغض البصر مدرسة، ولأنه مهم جداً ليس مغطًّى بحديث، لا، مغطى بآية، ما دام غض البصر احتل حيزاً في القرآن، الكتاب الذي نتعبد الله بتلاوته معنى ذلك القضية أساسية، ومركزية، ومفصلية، لكن نحن في زمن والعياذ بالله أينما التفت تجد المرأة في أبهى زينة، وكأنها في غرفة نومها، في أبهى زينة، وهذا من البلاء الكبير في هذا العصر لذلك عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
((يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ خَيْرَ مَالِ الْمُسْلِمِ غَنَمٌ يَتْبَعُ بِهَا شَعَفَ الْجِبَالِ وَمَوَاقِعَ الْقَطْرِ يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنْ الْفِتَنِ))
[ رواه البخاري ]
في المستقبل أتيح لك أن تعمل في مكان متعب، في سوق مزدحم، أو في مكان لإصلاح المركبات، وفي شارع تباع فيه حاجات النساء، والمحلات في أعلى درجة من الزينة، دينك يأمرك أن تكون في مكان بعيد عن النساء، لأنه كما قال عليه الصلاة والسلام:
((مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنْ النِّسَاءِ))
[ متفق عليه عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ]
وإن فتنة بني إسرائيل كانت في النساء، وأكبر مصيدة للشيطان المرأة، وعندك مصيدتان ؛ المال والمرأة، أكبر مصيدة للشيطان يوقع بها المؤمنين قضية المرأة، وقضية المال، فمن حصن نفسه من المرأة الحرام والمال الحرام نجا وسلم.
فالقضية تحتاج إلى جهد كبير، أما أن تتابع ما على الشاشة من مناظر تثير الحجر، وتقوم لتصلي العشاء فهذا شيء فوق طاقتك، هذا شيء لا يكون، أن تعطي نفسك ما تشتهي، وأن تعد نفسك من المؤمنين الصادقين، هذا شيء غير مقبول، فلابد من أن تبتعد عن أسباب الفتن، والآن وأنا أعني ما أقول أكبر سبب للفتنة المرأة في هذا العصر، لأن الدنيا كلها يصطادون المسلمون بها.
لذلك قال بعض العلماء: كان الأعداء يجبروننا بالقوة المسلحة على أن نفعل ما يريدون، الآن السياسة اختلفت، الآن يجبروننا بالقوة الناعمة، المرأة، على أن نريد ما يريدون، ففي الخمسينات إذا ضبط الابن وقد ذهب إلى السينما تقوم الدنيا في البيت ولا تقعد، أليس كذلك ؟ الآن كل بيت فيه ملهى ليلي، كل بيت، الدليل: اصعد إلى جبل قاسيون وانظر إلى سطوح المنازل، كل بيت فيه ملهى ليلي.
وأسأل الله لي ولكم السلامة، ونحن في رمضان الجهد فيه كبير، لكن الثمرة يانعة، وهذا هو الصدق مع الله عز وجل.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم أعطنا ولا تحرمنا، أكرمنا ولا تهنا، آثرنا ولا تؤثر علينا أرضنا وارض عنا، وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم.
والحمد لله رب العالمين

ahmed regeaa
16-07-2012, 01:32 AM
جزاكم الله خيرا ونفع الله بك

Mahmoud Marzouk
17-07-2012, 06:25 PM
جزاكم الله خيرا .. جميل جدا جدا .. حلوة أوووس الفكرة ...

نسيــــــم الجنـــــــــة
17-07-2012, 11:33 PM
ما شاء الله موضوع اكثر من راااائع


بارك الله فيك ونفع بك


نسأل الله العفاف والستر لشباب وبنات المسلمين


اللهم آميــــــــــن

hamada_97
18-07-2012, 01:45 PM
حملة عينك امانة (http://www.way2allah.com/eye)

http://graphics.way2allah.com/3eenk/eallan/eye-2.gif (http://www.way2allah.com/eye)

العبد الخاضع لله
14-08-2012, 04:55 PM
http://www.youtube.com/watch?v=Wp5w0kLOIdY&feature=player_detailpage

أحمد هاشم الزيدي
14-08-2012, 06:07 PM
جزاكم الله كل الخير

العبد الخاضع لله
20-08-2012, 03:29 PM
1) امتثال لأمر الله الذي هو غاية سعادة العبد في معاشه ومعاده ، وليس للعبد في دنياه وآخرته أنفع من امتثال أوامر ربه تبارك وتعالى ، وما سعد من سعد في الدنيا والآخرة إلا بامتثال أوامره ، وما شقي من شقي في الدنيا والآخرة إلا بتضييع أوامره .

2) يمنع من وصول أثر السهم المسموم الذي لعل فيه هلاكه إلى قلبه .

3) أنه يورث القلب أنسا بالله وجمعية على الله ، فإن إطلاق البصر يفرق القلب ويشتته ، ويبعده من الله ، وليس على العبد شيء أضر من إطلاق البصر فإنه يوقع الوحشة بين العبد وبين ربه .

4) يقوي القلب ويفرحه ، كما أن إطلاق البصر يضعفه ويحزنه .

5) أنه يكسب القلب نورا كما أن إطلاقه يكسبه ظلمة ، ولهذا ذكر الله آية النور عقيب الأمر بغض البصر ، فقال : ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ) ، ثم قال اثر ذلك : ( الله نور السماوات والأرض ، مثل نوره كمشكاة فيها مصباح ) ، أي مثل نوره في قلب عبده المؤمن الذي امتثل أوامره واجتنب نواهيه ، وإذا استنار القلب أقبلت وفود الخيرات إليه من كل جانب ، كما أنه إذا أظلم أقبلت سحائب البلاء والشر عليه من كل مكان ، فما شئت من بدعة وضلالة واتباع هوى ، واجتناب هدى ، وإعراض عن أسباب السعادة واشتغال بأسباب الشقاوة ، فإن ذلك إنما يكشفه له النور الذي في القلب ، فإذا فقد ذلك النور بقي صاحبه كالأعمى الذي يجوس في حنادس الظلام .

6) أنه يورث الفراسة الصادقة التي يميز بها بين المحق والمبطل ، والصادق والكاذب ، وكان شاه بن شجاع الكرماني يقول : من عمر ظاهره باتباع السنة وباطنه بدوام المراقبة ، وغض بصره عن المحارم ، وكف نفسه عن الشهوات ، واعتاد أكل الحلال لم تخطئ له فراسة ؛ وكان شجاع هذا لا تخطئ له فراسة .

7) أنه يورث القلب ثباتا وشجاعة وقوة ، ويجمع الله له بين سلطان البصيرة والحجة وسلطان القدرة والقور ، كما في الأثر : " الذي يخالف هواه يفر الشيطان من ظله " ، وضد هذا تجده في المتبع هواه من ذل النفس ووضاعتها ومهانتها وخستها وحقارتها ، وما جعل الله سبحانه فيمن عصاه ، كما قال الحسن : " إنهم وإن طقطقت بهم البغال وهملجت بهم البراذين ، فإن ذل المعصية لا يفارق رقابهم ، أبى الله إلا أن يذل من عصاه " ، وقد جعل الله سبحانه العز قرين طاعته والذل قرين معصيته ، فقال تعالى : ( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ) ، وقال تعالى : ( ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ) ، والإيمان قول وعمل ، ظاهر وباطن ، وقال تعالى : ( من كان يريد العزة فلله العزة جميعا ، إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ) ، أي من كان يريد العزة فليطلبها بطاعة الله وذكره من الكلم الطيب والعمل الصالح ، وفي دعاء القنوت : " إنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت " ، ومن أطاع الله فقد والاه فيما أطاعه، وله من العز سب طاعته ، ومن عصاه فقد عاداه فيما عصاه فيه ، وعليه من الذل بحسب معصيته .

8) أنه يسد على الشيطان مدخله من القلب ، فإنه يدخل مع النظرة وينفذ معها إلى القلب أسرع من نفوذ الهواء في المكان الخالي ، فيمثل له صورة المنظور غليه ويزينها ، ويجعلها صنما يعكف عليه القلب ، ثم يعده ويمنيه ويوقد على القلب نار الشهوة ، ويلقي عليه حطب المعاصي التي لم يكن يتوصل إليها بدون تلك الصورة ، فيصير القلب في اللهب ، فمن ذلك تلد الأنفاس التي يجد فيها وهج النار ، وتلك الزفرات والحرقات ، فإن القلب قد أحاطت به النيران من كل جانب ، فهو وسطها كالشاة في وسط التنور ، ولهذا كانت عقوبة أصحاب الشهوات بالصور المحرمة : أن جعل لهم في البرزخ تنوراُ من نار ، وأودعت أرواحهم فيه إلى حشر أجسادهم ، أراها الله نبيه -صلى الله عليه وسلم- في المنام في الحديث المتفق على صحته .

9) أنه يفرغ القلب للتفكر في مصالحه والاشتغال بها ، وإطلاق البصر يشتت عليه ذلك ويحول بينه وبينها فتنفرط عليه أموره ويقع في اتباع هواه وفي الغفلة عن ذكر ربه ، قال تعالى : ( ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا ) ، وإطلاق النظر يوجب هذه الأمور الثلاثة بحسبه .

10) أن بين العين والقلب منفذا أو طريقا يوجب اشتغال أحدهما بما يشغل به الآخر ، يصلح بصلاحه ويفسد بفساده ، فإذا فسد القلب فسد النظر ، وإذا فسد النظر فسد القلب ، وكذلك في جانب الصلاح ، فإذا خربت العين وفسدت خرب القلب وفسد ، وصار كالمزبلة التي هي محل النجاسات والقاذورات والأوساخ ، فلا يصلح لسكنى معرفة الله ومحبته والإنابة إليه ، والأنس به ، والسرور بقربه ، وإنما يسكن فيه أضداد ذلك .
المرجع : الجواب الكافي
للإمام : ابن القيِّم بن الجوزيه

العبد الخاضع لله
22-08-2012, 12:42 PM
Read more: الإعجاز العلمي في غض البصر - السحر دراسات وأبحاث قلعة المختار (http://castle.elmokhtaar.com/t17626/#ixzz24GpZ2pCE) http://castle.elmokhtaar.com/t17626/#ixzz24GpZ2pCE
الموضوع الاصلى قلعة المختار الروحانى 00201225888487


الإعجاز العلمي (http://castle.elmokhtaar.com/t17626/) في غض البصر
بسم الله الرحمن الرحيم


في البدايه يقول الله عز وجل


( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم ) سورة النـــور
فقال العلماء أزكى معنى أطهر وأنفع وأطيب.
وقد قال عليه السلام
(( النظرة سهم من سهام إبليس المسمومة , فمن تركها من خوف من الله عزوجل أثابه الله إيمانا يجد حلاوته في قلبه))


والسهم إذا دخل الجسم أحدث جرحا فقد يتلف مكانا معينا, أما حين يكون السهم مسموما فإن السم يسري إلى كل أنحاء الجسم
فالنبي عليه السلام قبل 14 قرنا بين مخاطر النظرة التي تتبع النظرة , فالنظرة كالضغط على الزناد, الذي تبدأ بسبه سلسلة من التفاعلات والإفرازات الهرمونية ال***ية المعقدة , التي لها تأثير على كل عضو,بل على كل خليه, والتي تهىء الجسم لعملية الاتصال ال***ي وكل هذا يجب أن يتم في وقت محدد , أما إذا أستمر انطلاق هذه الهرمونات في الجسم دون تفريغ هذه الشحنة , فإنها سوف تؤدي إلى مضاعفات خطيرة في الجسم
وفي بحث أجري قبل 20عاما توصل إلى النتائج التالية:

أولا : هذه الهرمونات تجري في ألاوعيه , وتجول في الجسم الإنسان الذي يطلق بصره في الحرام طوال النهار .
والنبي الكريم نهى عن إتباع النظرة النظرة ونهى عن تبرج النساء وعن تعطر المرأة إذا خرجت من بيتها ونهى عن الخلوة بالأجنبية ونهى عن المصافحة ونهى أن تمتنع المرأة عن فراش زوجها وكل هذا للوقاية من أمراض كثيرة

فما الذي يحدث؟

أولا: ظهور رائحة كريهة جدا من الإبطين والقدمين من أثر دورة هذه السموم في الجسم طوال النهار بسبب أطلاق البصر (http://castle.elmokhtaar.com/t17626/) والمجلات ومشاهد ***ية وأفلام ونساء كاسيات عاريات ….
فهذا بدوره يؤدي إلى دورة هذه الهرمونات طوال النهار وزيادة كميتها وامتداد دورانها في الجسم

( الهرمونات ال***ية الزائدة عن الحد تعتبر سموما إذا زادت عن الكمية المحددة وكذالك إذا أمتد إفرازها في الجسم طوال النهار ))
ثانيا: توسع فتحات الغدد العرقية والدهنية في الكعبين وأسفل القدمين وفي المؤخرة , وهذا يسبب البواسير .
وتوسع الفتحات الدهنية يسبب حب الشباب من دورة الهرمونات …
والهرمونات ال***ية , التي هي كالسموم , وتهيجها لحد أكثر من المتوسط يسبب داء الشقيقة أو الصداع النصفي الذي لا يوجد له علاج ليومنا هذا
أما الشيء المخيف فالآم المفاصل ولا سيما الكبيرة ..
كمفصل الركبة والورك , ويبدوا أن هذه الهرمونات تقلل من لزوجة السائل الذي بين العظام وهذا يؤدي إلى جفاف السائل ثم احتكاك العظام ثم إلى ألام مفصلية لا تحتمل
أما في مجال القلب والأوعية الدموية فاستمرار هذه الهرمونات في الجسم تسبب هبوط في ضربات القلب وبطء في الدوران الدموي

ثم أن هذه السموم قد تسبب جلطة دهنية إذا ما ترسبت في مكان معين

ومن بعض هذه الآثار هو حدوث توسع في غدة البروستاتة



أخرجه الحاكم في المستدرك بلفظ: (النظرة سهم من سهام إبليس مسمومة فمن تركها من خوف أثابه به جل وعز إيمانًا يجد حلاوته في قلبه). وهذا الإسناد فيه ضعف ومع هذا فمعناه مستقيم سليم، وقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم – أنه سُئل عن النظرة الفجأة – أي من غير قصد – فقال: (اصرف بصرك) رواه مسلم في صحيحه. وخرج الإمام أحمد في المسند عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (لا تتبع النظرة النظرة فإن الأولى لك – أي لا إثم عليك فيها لأنها من غير قصد - والثانية عليك – أي ضررها وإثمها عليك).

والله اعلم وصلي الله وسلم علي نبينا محمد


كتاب الاعجاز العلمي (http://castle.elmokhtaar.com/t17626/) في القرأن والسنة
للشيخ الدكتور زغلول النجار
والبحث للاستاذ الدكتور/ مصباح سيد كامل
أستاذ في كلية الطب جامعة المنيا اختصاص غدد


المحبة للمصطفى صل الله عليه وسلم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في الجواب الكافي للشيخ ابن القيم الجوزية رضي الله عنه وارضاه يقول في هذا الموضوع

له عشرة فوائد والواحدة اعظم من الاخرى وهي

امتثال لأمر الله الذي هو غاية سعادة العبد في معاشه ومعاده ، وليس للعبد في دنياه وآخرته أنفع من امتثال أوامر ربه تبارك وتعالى ، وما سعد من سعد في الدنيا والآخرة إلا بامتثال أوامره ، وما شقي من شقي في الدنيا والآخرة إلا بتضييع أوامره .

2) يمنع من وصول أثر السهم المسموم الذي لعل فيه هلاكه إلى قلبه .

3) أنه يورث القلب أنسا بالله وجمعية على الله ، فإن إطلاق البصر (http://castle.elmokhtaar.com/t17626/) يفرق القلب ويشتته ، ويبعده من الله ، وليس على العبد شيء أضر من إطلاق البصر (http://castle.elmokhtaar.com/t17626/) فإنه يوقع الوحشة بين العبد وبين ربه .

4) يقوي القلب ويفرحه ، كما أن إطلاق البصر (http://castle.elmokhtaar.com/t17626/) يضعفه ويحزنه .

5) أنه يكسب القلب نورا كما أن إطلاقه يكسبه ظلمة ، ولهذا ذكر الله آية النور عقيب الأمر بغض البصر (http://castle.elmokhtaar.com/t17626/) ، فقال : ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ) ، ثم قال اثر ذلك : ( الله نور السماوات والأرض ، مثل نوره كمشكاة فيها مصباح ) ، أي مثل نوره في قلب عبده المؤمن الذي امتثل أوامره واجتنب نواهيه ، وإذا استنار القلب أقبلت وفود الخيرات إليه من كل جانب ، كما أنه إذا أظلم أقبلت سحائب البلاء والشر عليه من كل مكان ، فما شئت من بدعة وضلالة واتباع هوى ، واجتناب هدى ، وإعراض عن أسباب السعادة واشتغال بأسباب الشقاوة ، فإن ذلك إنما يكشفه له النور الذي في القلب ، فإذا فقد ذلك النور بقي صاحبه كالأعمى الذي يجوس في حنادس الظلام .

6) أنه يورث الفراسة الصادقة التي يميز بها بين المحق والمبطل ، والصادق والكاذب ، وكان شاه بن شجاع الكرماني يقول : من عمر ظاهره باتباع السنة وباطنه بدوام المراقبة ، وغض بصره عن المحارم ، وكف نفسه عن الشهوات ، واعتاد أكل الحلال لم تخطئ له فراسة ؛ وكان شجاع هذا لا تخطئ له فراسة .

7) أنه يورث القلب ثباتا وشجاعة وقوة ، ويجمع الله له بين سلطان البصيرة والحجة وسلطان القدرة والقور ، كما في الأثر : " الذي يخالف هواه يفر الشيطان من ظله " ، وضد هذا تجده في المتبع هواه من ذل النفس ووضاعتها ومهانتها وخستها وحقارتها ، وما جعل الله سبحانه فيمن عصاه ، كما قال الحسن : " إنهم وإن طقطقت بهم البغال وهملجت بهم البراذين ، فإن ذل المعصية لا يفارق رقابهم ، أبى الله إلا أن يذل من عصاه " ، وقد جعل الله سبحانه العز قرين طاعته والذل قرين معصيته ، فقال تعالى : ( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ) ، وقال تعالى : ( ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ) ، والإيمان قول وعمل ، ظاهر وباطن ، وقال تعالى : ( من كان يريد العزة فلله العزة جميعا ، إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ) ، أي من كان يريد العزة فليطلبها بطاعة الله وذكره من الكلم الطيب والعمل الصالح ، وفي دعاء القنوت : " إنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت " ، ومن أطاع الله فقد والاه فيما أطاعه، وله من العز سب طاعته ، ومن عصاه فقد عاداه فيما عصاه فيه ، وعليه من الذل بحسب معصيته .

8) أنه يسد على الشيطان مدخله من القلب ، فإنه يدخل مع النظرة وينفذ معها إلى القلب أسرع من نفوذ الهواء في المكان الخالي ، فيمثل له صورة المنظور غليه ويزينها ، ويجعلها صنما يعكف عليه القلب ، ثم يعده ويمنيه ويوقد على القلب نار الشهوة ، ويلقي عليه حطب المعاصي التي لم يكن يتوصل إليها بدون تلك الصورة ، فيصير القلب في اللهب ، فمن ذلك تلد الأنفاس التي يجد فيها وهج النار ، وتلك الزفرات والحرقات ، فإن القلب قد أحاطت به النيران من كل جانب ، فهو وسطها كالشاة في وسط التنور ، ولهذا كانت عقوبة أصحاب الشهوات بالصور المحرمة : أن جعل لهم في البرزخ تنوراُ من نار ، وأودعت أرواحهم فيه إلى حشر أجسادهم ، أراها الله نبيه -صلى الله عليه وسلم- في المنام في الحديث المتفق على صحته .

9) أنه يفرغ القلب للتفكر في مصالحه والاشتغال بها ، وإطلاق البصر (http://castle.elmokhtaar.com/t17626/) يشتت عليه ذلك ويحول بينه وبينها فتنفرط عليه أموره ويقع في اتباع هواه وفي الغفلة عن ذكر ربه ، قال تعالى : ( ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا ) ، وإطلاق النظر يوجب هذه الأمور الثلاثة بحسبه .

10) أن بين العين والقلب منفذا أو طريقا يوجب اشتغال أحدهما بما يشغل به الآخر ، يصلح بصلاحه ويفسد بفساده ، فإذا فسد القلب فسد النظر ، وإذا فسد النظر فسد القلب ، وكذلك في جانب الصلاح ، فإذا خربت العين وفسدت خرب القلب وفسد ، وصار كالمزبلة التي هي محل النجاسات والقاذورات والأوساخ ، فلا يصلح لسكنى معرفة الله ومحبته والإنابة إليه ، والأنس به ، والسرور بقربه ، وإنما يسكن فيه أضداد ذلك

بارك الله فيك اختاه على الموضوع الطيب ليكون حافزا للاخوة والابتعاد عن حياة التخيل ووسوسة الشياطين
وما يجعل القلب مريض /الذين في قلوبهم مرض.....
والعياذ بالله
هدانا الله واياكم وجعلنا من الذين يحصنون فروجهم ..

العبد الخاضع لله
22-08-2012, 06:13 PM
http://www.amiraa.com/bsh/uploads/images/amiraaf85dd7a0b9.gif
http://www.nourislamna.com/up/images/cywyusfc84oxolthycf6.gif

قال النبي صلى الله عليه وسلم" استحيوا من الله حق الحياء . قالوا : إنا نستحي يا رسول الله ، قال : " ليس ذلكم ،
ولكن من استحى من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما وعى ، وليحفظ البطن وما حوى ، وليذكر الموت والبلى ،
ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا ، فمن فعل ذلك ، فقد استحيا من الله حق الحياء " رواه الترمذي
فالحياء الشرعي للعين أن تحفظ نفسها من النظر إلى ما حرم الله ، فإن العين إذا اشتد حياؤها صانت صاحبها
ودفنت مساوئه ونشرت محاسنه. قال ابن حبان : " ومن ذهب حياؤه ذهب سروره ومن ذهب سروره هان على الناس ".

http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcQzCMaFVYiJtlV6LUW-V429v6u6dE4TPpcYZgKbhVJL4n-jnvMNJQ&t=1

النظر بريد الزنا
النظر أصل عامة الحوادث التي تصيب الإنسان ، فإن النظرة تولد خطرة ، ثم تولد الخطرة فكرة ،
ثم تولد الفكرة شهوة ، ثم تولد الشهوة إرادة ، ثم تقوى فتصير عزيمة جازمة ، فيقع الفعل ولا بد ما لم يمنع منه مانع .
فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : " إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنى أدرك ذلك لا محالة ،
فزنى العين النظر ، وزنى اللسان المنطق ، والنفس تمنى وتشتهي والفرج يصدق ذلك أو يكذبه" رواه البخاري.
وقال تعالى " قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم "
يقول القاسمي في تفسير هذه الآية : " سر تقديم غض البصر على حفظ الفرج هو أن النظر بريد الزنا ورائد الفجور ".

http://www.nourislamna.com/up/images/wpet3hz3xwxgrsi21qu1.gif (http://www.nourislamna.com/up/)
لا تتبع النظرة النظرة
النظرة ... سهم من سهام إبليس المسمومة ، ورائد الشهوة ، النظر المحرم يثمر في القلب خواطر سيئة رديئة ،
وقد أمر الله تعالى عباده بأن يغضوا أبصارهم " قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ....... " ،
يقول سيد قطب : " إن الإسلام يهدف إلى إقامة مجتمع نظيف ، لا تهاج فيه الشهوات في كل لحظة ،
ولا تستثار فيه دفعات اللحم والدم في كل حين . فعلميات الاستثارة المستمرة تنتهي إلى سعار شهواني لا ينطفئ ،
ولا يرتوي. والنظرة الخائنة والحركة المثيرة والزينة المتبرجة والجسم العاري كلها لا تصنع شيئا
إلا أن تهيج ذلك السعار الحيواني المجنون. فغض البصر من جانب العين أدب نفسي ،
ومحاولة للاستعلاء على الرغبة في الإطلاع على المحاسن والمفاتن والأجسام،
كما أن فيه إغلاقا للنافذة الأولى من نوافذ الفتن والغواية ، ومحاولة عملية للحيلولة دون وصول السهم المسموم.
والواجب على المسلم إذا وقع نظره على ما حرم الله أن يصرف بصره، ولا يتبع النظرة النظرة ،
لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم لعلي " يا علي لا تتبع النظرة النظرة ، فإن الأولى لك وليست لك الآخرة " رواه أبو داود.
إن النظرة كأس مسكر، وسكره العشق وسكر العشق أعظم من سكر الخمر ، فسكران الخمر يفيق وسكران العشق أنّى يفيق !! ".



http://rasoulallah.net/Photo/zp-core/i.php?a=GodBasarak&i=1.jpg&s=595فوائد غض البصر عن الحرام
ذكر ابن القيم جملة من الفوائد في غض البصر منها :
امتثال أمر الرب جل وعلا والذي هو نهاية سعادة العبد دنيا وأخرى
أنه مانع من وصول أثر السهم المسموم إلى قلبك فيهلك
أنه يورث القلب أنسا بالله ، ولذة لا يجدها من أطلق بصره في الحرام
أنه يقوي القلب ويفرحه ، كما أن إطلاق البصر يضعفه ويحزنه
أنه يورث العبد الفراسة الصادقة التي يميز بها بين الحق والباطل والصدق والكذب
أنه يورث القلب شجاعة وثباتا ويجمع الله لصاحبه سلطان البصيرة والحجة وسلطان القدرة
أنه يسد على الشيطان مدخلا من مداخله على القلب
أن بين العين والقلب منفذا وطريقا يوجب انفعال أحدهما بالآخر وأنه يصلح بصلاحه ويفسد ،
فإن صلحت منظورات العبد صلح قلبه ، وإن فسدت فسد
http://www.dalooo3a.com/deen/noor/da3wa/3ynan.gif
كل الحوادث مبدأها من النظـر **** ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة بلغت في قلب صاحبها **** كمبلغ السهم بين القوس والوتر
والعبد ما دام ذا طرف يقلبـه **** في أعين الغيد موقوف على الخطر
يسر مقلته ما ضر مهجتـه **** لا مرحبـا بسرور عـاد بالضرر

منقول


http://www.sheekh-3arb.net/islam/Library/img/3ater/div/133.gif
الصوتيـــــــــــــــــــــات
http://www.nourislamna.com/up/images/ojkppsdvnuo20alkktr.gif

فوائد غض البصر - محمد حسين يعقوب (http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=697)
مواقف إيمانية فى العفة وغض البصر - أحمد فريد (http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=92095)
غضَّ البصر .. ومتى يكون واجباً، ومتى يكون مباحاً ؟ ( فتوى - قراءة ) (http://www.islamway.com/?iw_s=Fatawa&iw_a=view&fatwa_id=33721)
http://s1.arab-box.com/i/00102/xilhofcdhg19.gif
المرئيـــــــــــــــــات
http://www.nourislamna.com/up/images/s5t3e026z0h82rbyc9p7.gif
غض البصر - الشيخ نبيل العوضى

العبد الخاضع لله
23-08-2012, 01:25 PM
بد بن علي العتيبي


الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

أما بعد :

أخواني وأخواتي تعلمون أن من عظيم نعمة الله تعالى علينا نعمة البصر ، وبها امتن الله تعالى على خلقه في آياتٍ كثيرة كقوله سبحانه : ( وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (النحل:78) .

وقال تعالى : ( وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ) (المؤمنون:78)

وقال تعالى : ( ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ) (السجدة:9)

وقال تعالى : ( قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَا تَشْكُرُونَ) (الملك:23) ، وشكر هذه النعمة من أوجب الواجبات على العبد ، حيث لا يكافئها عمل الليل والنهار وإن بلغ خمسمائة عام ، وقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( خرج من عندي جبريل آنفا فقال : يا محمد ، إن لله عبداً عبد الله خمسمائة سنة ، على رأس جبل ، والبحر محيط به ، وأخرج له عيناً عذبة بعرض الأصبع ، تفيض بماء عذب ، وشجرة رمان تخرج كل ليلة رمانة ، فيتغذى بها ، فإذا أمسى نزل وأصاب من الوضوء ، ثم قام لصلاته ، فسأل ربه أن يقبضه ساجداً ، وأن لا يجعل للأرض ولا لشيء يفسده عليه سبيلاً حتى يبعث ساجدا ، ففعل فنحن نمر به إذا هبطنا وإذا عرجنا وأنه يبعث يوم القيامة فيوقف بين يدي الله فيقول : أدخلوه الجنة برحمتي ، فيقول : بل بعملي يا رب ، فيقول للملائكة : قايسوا عبدي بنعمتي عليه وبعمله ، فتوزن ، فتوجد نعمة البصر قد أحاطت بعبادة خمسمائة سنة ، وتبقى نعمة الجسد فضلا عليه ، فيقول : ادخلوه النار ، فينادي : يا رب برحمتك ، فيقول : ردوه ، فيوقف بين يديه ، فيقول : من خلقك ولم تك شيئا ؟ ، فيقول : أنت يا رب ، فيقول : أكان ذلك من قبلك أم برحمتي ؟ ، فيقول : برحمتك ، فيقول : أدخلوه الجنة برحمتي ) رواه الحاكم في " المستدرك " والحكيم الترمذي في " النوادر " .

إذا عُلم هذا أخواني وأخواتي – بارك الله فيهم – تحتم علينا جميعاً أن نستحي من صاحب هذه النعمة ، وأن نراقبه فيها فلا ننظر إلى ما حرّم الله ، وأن نسخرها فيما يرضي الله عنا ، ونعلم أننا غداً سوف نُسئل عما رأيناه بأبصارنا قال تعالى : ( إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً)(الإسراء: من الآية36) .

*******

إخواني وأخواتي : قال الله تعالى : ( قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ) الآية (النور:30-31) .

وهذا أمر رباني عام للرجال والنساء بغض الأبصار عمّا حرّم الله تعالى عليهم ، والمراد غض البصر عن العورة وعن محل الشهوة ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى – (قد أمر الله في كتابه بغضّ البصر، وهو نوعان: غضّ البصر عن العورة، وغضّه عن محلّ الشهوة. فالأول منهما كغضّ الرجل بصره عن عورة غيره، كما قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: ((لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل، ولا المرأة إلى عورة المرأة )) ، ويجب على الإنسان أن يستر عورته .... وأمّا النوع الثاني: فهو غضّ البصر عن الزينة الباطنة من المرأة الأجنبية، وهو أشدّ من الأول ) [ الفتاوى : 414 ) .

وكلا هذين النوعين مما يتلف الفروج بالوقوع في المحظور من الزنى واللواط شاء الإنسان أم أبى ! ، ولهذا عقّب الله تعالى بذكر حفظ الفروج بعد الأمر بغض البصر ، وقد قال أهل العلم والعقل : ( أن مبدأ طريق الزنى بنظرة ! ) ، وجاء وصفها بأنها سهم من سهام إبليس يصاب بها المرء فيقع في مصيدته ! .

والأمر في الآية للوجوب ، لا صارف له عن محارم الله تعالى ، وعلى ذلك فمن أفرط بصره ونظر به إلى المحرمات فقد وقع في محاذير كثيرة : منها :

1- مخالفة الله - جبار السموات والأرضين – في أمره ونهيه ، ومخالفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمره ونهيه ، والله تعالى يقول : ( قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ) (آل عمران:32) ، ويقول : (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) (آل عمران:132) ، ويقول : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ) (محمد:33) ، ويقول تعالى : ( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)(النور: من الآية63) .

فمن منّا عباد الله يحب أن يكون من الكافرين بأمر الله ونواهيه ؟! .

ومن منّا في غنى عن رحمة الله ولطفه حتى يعصيه ؟! .

ومن منّا يسعى بيده لخراب بيت أعماله الصالحات بمعول المعاصي والذنوب ؟! .

ومن منّا يتحمل الفتنة – وهي الإشراك بالله – أو يتحمل العذاب الأليم بعد أن هداه للتوحيد والإسلام مقلب القلوب ؟! .

2- أيضاً من المحاذير الواقعة من النظر إلى المحرمات والعورات : الوقوع في الزنى واللواط ، ومشين الأخلاق والطباع ، ولهذا سمي النظر إلى المحرمات زنى كما جاء في الحديث الصحيح : ( العين تزني وزناها النظر ، وفي آخره : والفرج يصدق ذلك أو يكذبه ) .

قال الشاعر :
كل الحوادث مبداهـا من النظـر ******* ومعظم النّار من مستصغر الشررِ
كـم نظرةٍ بلغت من قلبِ صاحبها ******* كمبلغ السهم بـلا قوسٍ ولا وترِ
والعبـد ما دام ذا طـرفٍ يُقلّبـه ******* في أعين الغيدِ موقوفٌ على الخطرِ
يسـرُ مقلتَه مـا ضـرَّ مُهجتـَه ****** لا مرحبًا بسـرورٍ عاد بالضررِ
3- أيضاً من المحاذير : الاستهانة بالمنكر المنظور إليه ، فمن تلذذ بالنظر إلى منكرٍ من المنكرات لا يبعد أن يتلذذ بفعله ولو بعد حين لأن أمره هان عنده ، والمؤمن الموحد إجلالاً لله وأمره ، واحتراما لرسول الله وشرعه : لا يقوى قلبه على رؤية ما يبغضه الله ورسوله ! .

وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل عليه رسولي كسرى وقد حلقا لحيتيهما : فصد عنهم ببصره ، وقال : من أمركما بذلك ؟ ، فقالاً : أمرنا ربنا – يعنيان كسرى - ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أما أنا فأمرني ربي بأن أعفي لحيتي وأحف شاربي ) .

ويروي بعض السلف كان إذا مرّ أمامه نصرانياً أغمض عينيه ! ، فقيل له : لماذا تصنع ذلك ؟ فقال : لا أستطيع أن أنظر لمن يسب الله ) .

قلت : أي بالكفر به سبحانه .

وسئل بعض السلف : كيف أصبحت ؟ ، فقال : بشر حال ! ، وقعت عيني على صاحب بدعة اليوم ! .

فكيف يليق بالمسلم أن يطلق النظر إلى الماجنين والماجنات ، أو إلى صور المنكرات ، أو الفواحش بأنواعها : استمتاعاً ، وتلذذاً ، وهو مأمور بأن يجانب أرض الفساد وأهله ! ، فكيف بالتلذذ والاستمتاع به ، فكيف بمن يستأنس بذلك الساعات الطوال في التلفاز وتصفح المجلات أو اكتنازها وربما تعليقها على عرض الحائط ! .

4- أيضاً من المحاذير : فساد القلب ، وانتكاس الأمزجة ، وتبدل الفِطَر ، ولهذا تجد من يستمع بالنظر إلى المحرمات لا يتعمر وجهه عند رؤية :

وثن يعبد ، أو صليب معلّق ، أو امرأة متهتكة سافرة ، بل ربما هلك وزلق وقال : بأن الأمر عادي ! أو طبيعي ! ، فهان في نظره ما يسخط الله تعالى ولا حول ولا قوة إلاّ بالله .

ولنتأمل – يا أخواني وأخواتي – أنفسنا اليوم في منكرات انتشرت بيننا : وليكن منكر ( حلق اللحى وإسبال الإزار ) فلانتشارها بين الرجال ، وتبلد أحاسيسنا بالنظر إلى هذه الشناعة صباح مساء ، أصبح لسان حالنا أن الأمر لا نكارة فيه : نتحدث معهم ، نضاحكهم ، و نشاربهم ، و نؤانسهم ، وكأن الأمر هيّن وهو عند الله عظيم .

ورضي الله عن ابن عمر عندما قال : ( إنكم لتعملون أعمالا كنا نعدها على عهد النبي صلى الله عليه وسلم من الموبقات ! ) .

أليس حلق اللحى من شان المشركين واليهود والنصارى ؟ .

ألم يأمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بمخالفتهم ؟ .

أوليس مسبل إزاره متوعد بأن لا يكلمه الله ولا يزكيه وله عذاب عظيم يوم القيامة كما جاء في الحديث الصحيح . أوليس هذا منكر يجب أن لا نجالس صاحبه إن استمر عليه مهما يكن من شي ؟! .

روى الإمام أحمد و أبو داود والترمذي وابن ماجه وغيرهم عن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن أول ما دخل النقص على بني إسرائيل كان : الرجل يلقى الرجل فيقول : يا هذا اتق الله ودع ما تصنع فإنه لا يحل لك ، ثم يلقاه من الغد ، فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده ، فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض ، ثم قال : (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ ) إلى قوله : ( فَاسِقُونَ ) (المائدة: 78-81) ، ثم قال : كلا والله ، لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يدي الظالم ولتأطرنه على الحق أطرا ولتقصرنه على الحق قصرا ) .

فما الذي جعل القلوب تموت ، والأمزجة تنتكس ، والفطر تفسد : غير فرط النظر للمحرمات ، والله المستعان .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( فالنّظر داعية إلى فساد القلب، قال بعض السلف : النظر سهمُ سمٍّ إلى القلب ) [ الفتاوى : 15/395] .

وقال رحمه الله : ( وقوله سبحانه : ( لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِنْهُمْ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ) (الحجر:88) يتناول النظر إلى الأموال واللباس والصور وغير ذلك من متاع الدنيا .... وذلك أن الله يمتع بالصور كما يمتع بالأموال ، وكلامها زهرة الحياة الدنيا ، وكلاهما يفتن أهله وأصحابه ، وربما أفضى به إلى الهلاك دنيا وأخرى ) ( الفتاوى : 15/398 ) .

فهذه بعض محاذير سنحت في فكرتي مع هذه العجالة ، فكيف يستهان بواحدة منها فينظر فيما حرّم الله تعالى . ولفشو المنكرات اليوم – والله المستعان – تحتم على المسلم أن يجتهد في غض بصره عن كل ما حرّم الله النظر إليه ، وخاصة النساء والمردان ، فإن ابليس ينصب رأيته عند ذلك ، ويدعوك على النظر إليها .

قال ابن عباس رضي الله عنهما : ( الشيطان من الرجل في ثلاثة : في نظره وقلبه وذَكَره ، وهو من المرأة في ثلاثة : في بصرها وقلبها وعجُزها ) .

وقال مجاهد : ( إذا أقبلت المرأة جلس الشيطان على رأسها فزَّينها لمن ينظر، فإذا أدبرت جلس على عجُزها ، فزينها لمن ينظر ) .

وقال سفيان الثوري : ( إني مع كل امرأة شيطاناً ، وأرى مع الشاب الأمر بضعة عشر شيطانا ) .

فيجتهد المسلم في صرف بصره عن النظر إلى المحرمات ، وإذا بلي بأن تكون محل إقامته في أرض يكثر فيها الفساد وتكشف النساء ، وتغنج المردان : فليجتهد في غض الطرف أكثر ، ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا .

قال سعيد بن أبي الحسن: قلتُ للحسن: إنّ نساء العجم يكشفن صدورهنّ ورؤوسهنّ، قال: اصرف بصرك، يقول الله تعالى: ( قُلْ لّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَـٰرِهِمْ وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ ) ( النور:30 )

وليعلم أن الأمر بغض البصر – كما تقدم الإشارة إليه – عام للرجال والنساء ، فالمرأة مأمورة بغض بصرها عن محارم الله تعالى ، وعن الصور والأفلام ، وقد أجمع العلماء على حرمة نظر النساء للرجال بشهوة ، واختلفوا في مجرد الرؤية بدون شهوة ، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى ( 15/396) : ( وقد ذهب كثير من العلماء إلى أنه لا يجوز للمرأة أن تنظر إلى الأجانب من الرجال بشهوة ولا بغير شهوة ) .

فكيف بحال من : تعشق صور مشاهير الرجال ، وتتمعن في جمال هذا وذاك ، وتراهن على أن زيداً أجمل من عمرو ، وربما علّقت صورته في بيتها أو حفظتها في جهاز الكمبيوتر وجعلتها خلفية لشاشتها أو رمزاً لتوقيعها !! ، أو على شاشة هاتفها الجوال ، وغير ذلك من سخافات العقول قبل أن تكون مصادمة المنقول ، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العظيم .

تنبيه وفائدة : حذر العلماء من النظر للمحرمات ، وكذلك من فرط النظر إلى ما لا حاجة له ، ويسمى ( فضول النظر ) وذلك أن فيه شتات الذهن ، وعدم استقراره ، ولهذا نرى أن أقوى الناس حفظاً وذاكرة ، وأرقهم طبعاً ، هم أقلّ الناس نظراً ، ولهذا من بلي بسلب هذه النعمة تقوى في الغالب عنده حافظته ، وذاكرته ، ويتسم بهدوء الطبع ، ولن نرى ذلك في أنفسنا أن الإنسان في ساعات تذبذب الذهن وشروده : يفزع لإغماض عينيه ، وكذا عندما ينسى شيئاً قد حفظه يغمض عينيه ، كل ذلك لتثبت الذهن وعدم شتاته .

ونسأل الله لنا ولكم إخواني وأخواتي صلاح القول والعمل ، وسلامة الظهار والباطن ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

كتبه

أخوكم : بد بن علي العتيبي .
.saaid.net

العبد الخاضع لله
24-08-2012, 10:38 PM
إنه فيروس الإيدز: هذا الفيروس الذي لا يزيد قطره عن واحد على عشرة آلاف من الميليمتر، سبب موت ملايين البشر في سنوات قليلة بسبب الفاحشة وما نتج عنها، فهل نعتبر نحن المسلمين، ونعتز بتعاليم ديننا الذي حمانا من هذا الوباء المهلك بعدما أعلن الغرب فشله منذ أيام في إيجاد علاج له؟........
تنفق الولايات المتحدة الأمريكية على أبحاث الإيدز في السنة 250 مليون دولار فقط! وخلال سنة واحدة أعلن الباحثون أن جميع الأبحاث التي تهدف لإيجاد علاج للإيدز تبوء بالفشل شيئاً فشيئاً! وقد شكل التقرير الذي نشر أخيراً صدمة للباحثين في هذا المجال بعدما تبين لهم أن اللقاح الذي يستخدمونه ضد الإيدز لا يفيد شيئاً، والمصيبة أنه يجعل الفيروس الذي يحملونه معدياً بنسبة أكبر.
إنهم يحلمون باللقاح المعجزة لوضع حد لهذا المرض الذي استشرى في البشر. فقد قتل الإيدز أكثر من مليوني شخص في العام الماضي 2007 بينهم 300 ألف طفل! ومنذ عام 1981 مات أكثر من 25 مليون إنسان بسبب الإيدز، والآن هناك 33 مليون إنسان يحملون الفيروس وينتظرون الموت في أي لحظة!
ولذلك بدأ العلماء يقولون بأنهم ملّوا من أبحاث الإيدز وأن الناس سيفقدون الثقة بهذه اللقاحات التي لم تقدم شيئاً على الرغم من إنفاق البلايين عليها! بل إن الخبراء في جامعة هارفارد اليوم لا يبشرون إلا بمستقبل كئيب، وذلك بعد فشل اللقاحات الحالية، ويقولون: إننا لا نعرف كيف نصمم اللقاح الفعال لهذا المرض المستعصي.
فكرة سريعة عن مرض الإيدز
لا يخفى على أحد الأمراض الخطيرة والتي ظهرت حديثاً كنتيجة للشذوذ ال***ي والزنا وما نتج عنها من تعاطي للمخدرات، حتى إن الأمراض ال***ية تُعتبر الأشد فتكاً والأكثر وجعاً وألماً. وقد نعجب إذا علمنا أن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام حدثنا عن هذا الأمر قبل حدوثه بأربعة عشر قرناً.
لقد كان من أخطر نتائج الفواحش والزنا في العصر الحديث ما يسمى بمرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز)، كما تسببت كثرة الفواحش بالعديد من الأمراض مثل الزهري والسيلان ومرض الهربس الذي ظهر كوباء ***ي واسع الانتشار، حتى إن معدل الإصابة بهذا المرض في الولايات المتحدة بلغ أكثر من نصف مليون إصابة.
في عام (1979) ظهر لأول مرة مرض الإيدز في أمريكا وانتشر بعدها بسرعة رهيبة في معظم دول العالم. سبب انتشار هذا المرض هو الفواحش بأنواعها مثل الشذوذ ال***ي، والزنا، وتعاطي المخدرات. وتعتبر الأمراض ال***ية من أكثر الأمراض صعوبة في العلاج. كما تؤكد المراجع الطبية على أن هذه الأمراض المعدية هي الأكثر انتشاراً في العالم.
تخبرنا الأمم المتحدة بأن هنالك في العالم 14 ألف شخص يُصابون بالإيدز وذلك كل يوم!!! ونصف هذا العدد من النساء، ومن هؤلاء 2000 طفل وطفلة! ونحن نقول كل يوم، فتأمل هذه الأعداد الضخمة. إن الخسارة التي سيسببها هذا المرض في عام 2008 هي 22 بليون دولار!
وتقول الدراسات الطبية إن الفيروس قد يبقى في الجسم 15 عاماً قبل أن يمارس هجومه. ويبدأ هذا المرض غالباً بما يشبه الأنفلونزا ثم يتطور إلى صداع وتعب شديد، وهنالك أناس لا تظهر عليهم أية أعراض للمرض، إنما يباغتهم بشكل مفاجئ. ثم يتطور المرض على شكل عقد لمفاوية. ومعظم الأعراض تكون قبل المرض بأشهر مثل التعب والإعياء والسعال الجاف وذات الرئة والحمى والعرق المتكرر وفقدان الوزن ولطخات ملونة في الجلد أو في الأنف أو اللسان. بالإضافة إلى إسهال حاد وفقدان ذاكرة وكآبة واضطرابات عصبية متنوعة وتقرحات جلدية وشرجية.

لدى بدء عمل الفيروس في الجسم يلاحظ أن عدد الخلايا المقاومة في الدم CD4+ T ينخفض من 1200 خلية إلى 200 خلية فقط في الميليمتر المكعب من الدم. وهذا يعني أن مقاومة الجسم لأي مرض قد انخفضت كثيراً ومن السهل أن يصاب بالعديد من الأمراض في الدماغ والأمعاء والعيون والرئتين بالإضافة إلى العديد من السرطانات. إن السبب المباشر هو الاتصال ال***ي أو الشذوذ ال***ي، ويمكن أن يدخل هذا الفيروس من شخص مصاب به إلى آخر عن طريق اللعاب من خلال التقبيل، أو عن طريق الدم في الجروح في الجلد أو عن طريق الأغشية المخاطية في الأنف مثلاً. كما بينت الدراسات الجديدة أن الإيدز ينتشر من خلال دموع العين، أما البول والبراز والعرق فلا تحوي هذا الفيروس. حتى إن الأم المصابة بالفيروس سوف تنقل الإصابة إلى طفلها الرضيع من خلال الحليب.
يؤكد العلماء اليوم بأن الجلد الصحي والسليم هو مقاوم جيد للإيدز. وهنا نتذكر تعاليم الإسلام في الوضوء خمس مرات في اليوم، والذي يعتبر أفضل صيانة مستمرة للجلد وإكسابه مقاومة لكل الأمراض حتى الإيدز! كما أشارت الدراسات إلى أن احتمال العدوى بالإيدز تزيد كثيراً أثناء الاتصال ال***ي المخالف للطبيعة أي إتيان المرأة من دبرها، وهنا نتذكر أن الإسلام حرّم أن يأتي الرجل زوجته من دبرها.
ماذا تعني لنا هذه النتيجة أيها الأحبة؟
إنها تعني أن الإسلام عندما أمرنا بالابتعاد عن الفاحشة إنما أراد لنا الصحة والحماية، وهنا تتجلى عظمة الإسلام، حتى النظرة إلى المحرمات نهانا عنها الله تعالى فقال: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) [النور: 30]. يقول النبي الكريم صلّى الله عليه وسلم: (لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا) [رواه ابن ماجه]. وهذا الحديث يعني أن الفاحشة أي الزنا وما شابهه من شذوذ ***ي إذا ما تفشّى في قوم وانتشر وأعلنوا به، فلا بدّ أن تنتشر الأمراض التي لم تكن معروفة أو مألوفة من قبل، وهذا ما حدث فعلاً.
وصدق الله سبحانه وتعالى عندما حدثنا عن عواقب الزنا ومساوئه فقال: (ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلاً) [الإسراء: 32]. و صدق حبيب الرحمن صلّى الله عليه وسلم عندما قال: (ولا ظهرت فيهم الفاحشة إلا فشا فيهم الموت) [رواه الطبراني]. والسؤال: لو كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول أشياء من عند نفسه، إذن كيف عرف بأنه ستظهر أمراض تؤدي للموت مثل الإيدز؟
وهنا نود أن نوجه سؤالاً لكل من لا يعجبه الإسلام:
هل سبّبت لنا تعاليم الإسلام ضرراً أم أنها حافظت علينا وأبعدتنا عن هذا الوباء؟ إذن لماذا لا تتبعوا تعاليم هذا الدين الحنيف؟ عندما حرّم النبي الكريم أي شيء قد يؤدي إلى هذه النتائج المميتة، إنما حفظ نفس المؤمن وحافظ على حياته سليماً، أليس الأجدر بنا أن نتبع كل ما جاء به هذا الرسول الرحيم صلى الله عليه وسلم؟ هل نسيتم كيف أكد جميع الباحثين اليوم بأن أفضل طريقة للقضاء على الإيدز وتجنّبه هي إيقاف كل أنواع الاتصال ال***ي غير المشروع، وهنا نقول: أليست هذه الدعوة اليوم هي نفس ما دعا إليه الرسول الكريم قبل أربعة عشر قرناً؟!
وهكذا نجد التعاليم النبوية تبعد المؤمن عن أية شبهات أو أي احتمال لوقوع الخطأ وتجاوز الحدود التي حددها الله لعباده. ونجد دائماً العلماء يكتشفون صدق قول النبي صلّى الله عليه وسلم، وكم يمكن علاج أمراض ومشاكل خطيرة بمجرد غض البصر وحفظ الفرج وقول الكلمة الطيبة.
وأقول أخيراً كلمة وبلغة الأرقام: تبعاً للأمم المتحدة نلاحظ أنه يوجد عام 2005 أكثر من 40 مليون مصاب بالإيدز في مختلف بلدان العالم، ويتمتع العالم العربي والإسلامي بأقل نسبة من هذا الوباء، ألا تظن معي أن الإسلام بتعاليمه القوية استطاع أن يحمي المؤمن من هذا الفيروس، حيث عجز الغرب بوسائله وأدواته وإمكاناته؟
ــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
www.kaheel7.com/ar (http://www.kaheel7.com/ar)

العبد الخاضع لله
26-08-2012, 02:32 PM
http://www.youtube.com/watch?v=Ut5mCyaDBao&feature=player_detailpage

العبد الخاضع لله
30-08-2012, 10:15 PM
1 - لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل . ولا المرأة إلى عورة المرأة . ولا يفضي الرجل إلى الرجل في ثوب واحد . ولا تفضي المرأة إلى المرأة في الثوب الواحد . وفي رواية : مكان عورة عرية الرجل وعرية المرأة .

dorar.net

العبد الخاضع لله
09-09-2012, 06:27 AM
غض البصر يكسب القلب حلاوة الأيمان

العبد الخاضع لله
12-10-2012, 10:03 AM
غض البصر يزيد من ذكاء العقل

والعكس صحيح جدااااااااااااااااااااااااااااااااا

مستر مصطفى الناقه
01-12-2012, 06:32 AM
جزاكم الله خيرا

youssef darwish
22-01-2013, 01:16 PM
جزاكم الله خيراً ونفع بكم

العبد الخاضع لله
31-01-2013, 11:16 PM
فوائد غض البصر للشيخ محمد حسان



http://www.youtube.com/watch?feature=player_detailpage&v=t8Y62eVCAhw

عبدالرحمن محمد فؤاد
24-04-2013, 11:58 AM
.اللهم اصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري ، واصلح لي دنياي التي فيها معاشي واصلح لي آخرتي التي فيها معادي ، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير ، واجعل الموت راحة لي من كل شر ..

محمود رجب رمضان محمد
15-06-2013, 07:22 AM
اللهم صل على سيدنا محمد

ابراهيم الكومى
12-07-2013, 06:48 PM
جزاك الله خيرا

AmirBassio777
15-08-2013, 01:29 PM
جزاكم الله خيرا

Militant
29-08-2013, 01:57 PM
جزاك الله خير

allaahmed
05-10-2013, 11:29 AM
جزاك الله خيرا و جعله في ميزان حسناتك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

أبو سارة وأميرة
18-12-2013, 10:14 AM
يورث القلب أنسا بالله

prof_maher mohamed
27-01-2014, 06:11 AM
جزاكم الله خير الجزاء

بس مش انا
12-07-2014, 01:49 AM
جزاكم الله خيرا كثيرا ونفع بكم

محمودالسي
17-07-2014, 09:33 PM
أنه يقوي القلب ويفرحه ، كما أن إطلاق البصر يضعفه ويحزنه

mahmoud aBDELGAWED
18-01-2015, 03:05 PM
جزاكم الله خيرا

sadhorizon1982
20-01-2015, 11:54 PM
بارك الله فيك

prof_maher mohamed
23-02-2015, 09:23 PM
جزاكم الله خيرا