مشاهدة النسخة كاملة : توافق تحويل الرئاسة مع تحويل القبلة بشرى خير


abomokhtar
01-07-2012, 01:03 AM
بقلم/ تراجي الجنزوريhttp://egyig.com/Public/articles/road/9/images/410560380.jpg
لقد قدر الحكيم سبحانه.. بأن يأتي تحويل الرئاسة من النظام العسكري إلى النظام المدني.. موافقا ً ذكرى تحويل القبلة من بيت المقدس إلى بيت الله الحرام .
وإن ذلك ليعد من حسن الطالع.. ومن ميمون تقدير العلي الحكيم سبحانه.. وإن ذلك لبشرى خير.. ورسالة تطمين.. لشعبنا الكريم.
ففي مكة
ظل رسول الله (صلى الله وعليه وسلم).. والصحب الكرام.. بعد فرض الصلاة.. في ليلة الإسراء والمعراج.. يتجهون في صلاتهم إلى بيت المقدس.. ستة عشر شهراً.. أو سبعة عشر شهرا ً وفي تلك الأثناء كانت القلوب متوجهة بكليتها إلى بيت الله الحرام.. تتألم لقبلة أبينا إبراهيم عليه السلام شوقا وحنينا والألسنة تلهث بالدعاء إلى الله.. عساه أن يوليهم تجاه بيت الله الحرام.
ومحمد (صلى الله وعليه وسلم) يقلب وجهه في السماء.. حنينا ً وشوقاً ولهفة إلى بيت الله الحرام: "قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء".
عندها.. وفي حينها.. استجاب الله لمراد رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ", " وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ".
وفي مصر
ظل المصريون عقودا طويلة تحت وطأة الحكم العسكري..استبداداً وقهراً.. ظلماً وظلاماً.. فسادا ً وإفسادا ً.. سنوات وسنوات.. أعواما ً وأعواما ً.
القلوب متجهة بكليتها إلى نظام رئاسي منتخب.. نظام ديمقراطي يأتي عن طريق صناديق الانتخاب بإرادة الشعب.
الألسنة تلهث.. والحناجر تدعو..وتستمطر رحمات الله بأن يمن عليها بنظام جديد يقوم على العدل والحرية والمساواة.. بعيداً كل البعد عن المحسوبية والاستبداد والمعتقلات .
الأيادي ترفع وتتضرع .. رجاء في بارئها.. عساه ألا يردها صفراً.. لسان حالها يقول:
"أنت رجاؤنا وجوارنا.. فنجنا من هذا النظام وامنن علينا بنظام يكون فيه خير البلاد والعباد".
وفي شهر شعبان.. يستجيب الملك.. ويأتي أول رئيس منتخب بإرادة شعب..ولله الحمد والمنة .
وبناءً عليه:
كما استجاب الأولون واتجهوا بكليتهم تجاه بيت الله الحرام.. ولم يتخلف أحد.. ولم يلو آخر وجب علينا أن نتوجه كلية أيضا لهذا النظام الجديد.. ولا يتخلف ولا يلو أحد مع الأخذ في الاعتبار
أن الأولى - تحويل القبلة – وحي معصوم .. لا يجوز بحال من الأحوال مخالفته.. أو الإعراض عنه.. وإلا فالعمل باطل ومردود.
أما الثاني - النظام الرئاسي الجديد – فهو من اجتهاد البشر.. لا عصمة فيه..ولكن يصبغ بصبغة:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ", "أطيعوني ما أطعت الله فيكم", "عليكم بالسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد حبشي " , " الطاعة في المعروف ".
من هنا يتبين وجوب الطاعة في المعروف.. ولا تجوز المخالفة بحال من الأحوال فنسأل الله في علاه أن يوفق من ولاه أمرنا لما يحب ويرضى.. وأن يجعل على يديه خير البلاد والعباد.