abomokhtar
01-07-2012, 07:53 PM
بقلم: أ. د. عبد الرحمن البر في الحديث الصحيح عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ؛ فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِى إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِى إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ؛ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِى إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِى إِلَى النَّارِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا".
وأخرج مالك عن ابن مسعود قال: "إنَّه لا يزال العبد يكّذبُ، ويتَحرَّى الكذبَ، فينكَتُ في قلبه نكتة سوداءُ حتى يَسْودَّ قلبُه فيُكْتَبَ عند الله من الكاذبين".
وعند ابن أبي شيبة عن ابن مسعود قال: "إن الرجل ليصدق ويتحرَّى الصدق حتى ما يكون للفجور في قلبه موضع إبرة يستقر فيه، وإنه ليكذب ويتحرَّى الكذب حتى ما يكون للصدق في قلبه موضع إبرة يستقر فيه".
كنت أقرأ هذه الأحاديث الشريفة وأمثالها، وأستوعب معنى (يتحرَّى الصدق) أَيْ يُبَالِغ وَيَجْتَهِد في معرفته والتمسك به، ويمنع نفسه من الانجرار إلى أي صورة من صور الكذب، حتى يصير طبعا وسَجِيَّةً له، لكني لم أكن أتصور بشكل جلي معنى (يتحرى الكذب) وأقول : لعل النبي صلى الله عليه وسلم ذكر ذلك من باب المقابلة مع قوله (يتحرى الصدق) للإشارة إلى تكرر وقوع الكذب مرة بعد مرة، لكن ما رأيته من بعض الكُتَّاب والإعلاميين جعلني أكرر هذا الجزء من الحديث مستوعبا معناه، فقد رأيت ولمست أن البعض يستحلي الكذب ويتحراه ويقصده حتى تكون تلك عادته، فلا يكاد يكون كلامه إلا كذبا، وبدأت أراجع بعض ما علق بالذهن من قراءات سابقة فوجدت أن التاريخ لم يخل من مثل هذا، ولو لم يكن متفشيا على النحو الذي هو عليه الآن، وتذكرت ما نقله الزمخشري في (ربيع الأبرار): "كان بفارس محتسب يعرف بـ"جراب الكذب"، فكان يقول: إن مُنِعْتُ من الكذب انشقت مرارتي، وإني لأجد فيه، مع ما يلحقني من عاره، ما لا أجد بالصدق مع ما ينالني من نفعه"، فقلت: سبحان الله العظيم! إلى هذا الحد يبلغ تحري الكذب بصاحبه أن يتنفس الكذب ويصبح غير قادر على ممارسة الحياة من غير ممارسة الكذب، بل يجد في ذلك متعته، ويمرض إذا مرّ عليه وقت لم يكذب فيه!.
أليس هذا هو عين ما تمارسه بعض الأقلام الصحفية وبعض البرامج الفضائية وبعض من ابتليت بهم مهنة الإعلام والتصقوا بها، والذين لا يجيدون شيئا أكثر من افتراء الكذب على الناس أو ترويج الكذب على القراء والمشاهدين، وربما نافس بعضهم بعضا في ادعاء الانفراد بسبق صحفي ليس إلا شيئا من نسج خياله، ويعينه على ذلك سوء الاستخدام لمواد القانون التي تتيح للصحفي الاحتفاظ بأسماء مصادره الإخبارية، فينسب الخبر لمصدر مجهول (وكثيرًا ما يكون هو نفسه على يقين من كذب مصدره، وربما كان هو نفسه مصدر نفسه والله أعلم!).
ولست على يقين من أن هؤلاء يدركون مدى ما يهبطون إليه بهذا الإسفاف، وهل سمعوا مثلا بما أخرجه الترمذى وحسنه أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا كَذَبَ الْعَبْدُ تَبَاعَدَ عَنْهُ الْمَلَكُ مِيلاً مِنْ نَتْنِ مَا جَاءَ بِهِ"، فيا ترى كم بين الملائكة وبين مدمني الكذب والاختلاق من أميال! وإذا كانت الملائكة تتباعد منهم كل هذه المسافات فكيف تتوقع أن تكون العلاقة بينهم وبين الشياطين؟ وصدق الله العظيم ﴿هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ. تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ. يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ﴾.
ومن الملاحظ أن القسم الأكبر من الأخبار التي يتحرى أصحابها الكذب موجهة إلى التيار الإسلامي وبخاصة إلى الإخوان المسلمين الذين تمنعهم أخلاقهم ومبادئهم من الرد على الكذب بمثله، أو الرد على الشائعات المكذوبة بالترويج لشائعات مضادة، ويجدون أنفسهم حيال هذه الأباطيل والأراجيف أمام خيارات أحلاها مر: فإن سكتوا ترفعا عن الدخول في جدل فاسد واعتمادا على وضوح بطلان تلك الأكاذيب اعتبر خصومهم أن السكوت إقرار وتصديق لتلك الأباطيل وقالوا: لو كان عندهم رد لأبرزوه، وإن استجابوا لتوجيه القرآن ﴿وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ﴾ قال خصومهم: هذا كبر واستعلاء وازدراء للمجتمع، وإن أعلنوا استياءهم من الكذب الذي يثار ضدهم وبادروا بالرد وتوضيح الحقائق قال خصومهم: إنكم تضيقون بالنقد ولا تطيقون سماع الرأي المخالف، وإن لجؤوا إلى القضاء لمواجهة القذف والسب الذي يكال لهم بغير حق قال خصومهم: إنكم تستعملون الحق القانوني في تكميم الأفواه!.
وإنني ألفت نظر القارئ الكريم إلى التأمل في الصحف السيارة والاطلاع على بعض مواقع الأخبار والرأي ومتابعة برامج الإثارة (التوك شو)، ثم يطالع موقع إخوان أون لاين مثلا وعدد التكذيبات اليومية لما ينشر عن الإخوان من أخبار؛ ليرى مقدار التحري للكذب عند البعض في تعاملهم مع كل ما له علاقة بالإخوان المسلمين.
ومؤخرًا فإن إحدى الصحف (ضعيفة الوزن والتوزيع) ممن ينطبق على بعض صحفييها قول الله تعالى ﴿يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ﴾ في صدر صفحتها الأولي وفي عنوانها الرئيس نسبت إليَّ أنني قمتُ بوضع إطار ما أسماه محررها (مشروع الاستقامة) وهو إفك مختلق جملةً وتفصيلاً، على أن أسخف ما صوره خيال المحرر المغمور فكرة قيام الشباب بالاعتراف بأخطائهم أمام الشيخ، وهو تقليد كهنوتي لا يعرفه الإسلام ولا يقبله أصلا، فالإسلام ينهى المسلم أن يذكر أخطاءه أمام الآخرين ويدعوه للتوبة عن أخطائه فيما بينه وبين الله، ولا أدري أي خيال سخيف صور لهذا المحرر أن يختلق هذا الإفك المفترى، ولا يسعني حيال سيل الأكاذيب إلا أن أعلل نفسي وإخواني بما قاله أحد الحكماء حين قيل له: ذكرك فلان بكل قبيح. فقال: الحمد لله الذي أحوجه إلى الكذب عليَّ، ونزَّهني عن قول الحق فيه.
وفي الختام فإنني من باب الإشفاق والنصيحة أذكر أولئك الذين يختلقون الإشاعات ويروجونها عبر برامجهم وصحفهم حتى يتناقلها الناس وتشيع في العالمين بما جاء في حديث البخاري أنه صلى الله عليه وسلم قال: "رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ رَجُلَيْنِ أَتَيَانِى فَأَخَذَا بِيَدِى، فَأَخْرَجَانِى إِلَى الأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ، فَإِذَا رَجُلٌ جَالِسٌ، وَرَجُلٌ قَائِمٌ بِيَدِهِ كَلُّوبٌ (أي خُطَّاف) مِنْ حَدِيدٍ، يُدْخِلُ ذَلِكَ الْكَلُّوبَ فِى شِدْقِهِ، حَتَّى يَبْلُغَ قَفَاهُ، ثُمَّ يَفْعَلُ بِشِدْقِهِ الآخَرِ مِثْلَ ذَلِكَ، وَيَلْتَئِمُ شِدْقُهُ هَذَا، فَيَعُودُ فَيَصْنَعُ مِثْلَهُ. قُلْتُ: مَا هَذَا؟ قَالاَ: انْطَلِقْ"، وفيه: "قُلْتُ: طَوَّفْتُمَانِي اللَّيْلَةَ، فَأَخْبِرَانِي عَمَّا رَأَيْتُ. قَالاَ: نَعَمْ، أَمَّا الَّذِى رَأَيْتَهُ يُشَقُّ شِدْقُهُ فَكَذَّابٌ يُحَدِّثُ بِالْكَذْبَةِ ، فَتُحْمَلُ عَنْهُ حَتَّى تَبْلُغَ الآفَاقَ ، فَيُصْنَعُ بِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ".
وللذين يرددون وينشرون كلَّ ما يسمعون دون نظر وتمحيص أذكِّرهم بما أخرج مسلم أن رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ".
جعلنا الله وإياكم من الصادقين.
وأخرج مالك عن ابن مسعود قال: "إنَّه لا يزال العبد يكّذبُ، ويتَحرَّى الكذبَ، فينكَتُ في قلبه نكتة سوداءُ حتى يَسْودَّ قلبُه فيُكْتَبَ عند الله من الكاذبين".
وعند ابن أبي شيبة عن ابن مسعود قال: "إن الرجل ليصدق ويتحرَّى الصدق حتى ما يكون للفجور في قلبه موضع إبرة يستقر فيه، وإنه ليكذب ويتحرَّى الكذب حتى ما يكون للصدق في قلبه موضع إبرة يستقر فيه".
كنت أقرأ هذه الأحاديث الشريفة وأمثالها، وأستوعب معنى (يتحرَّى الصدق) أَيْ يُبَالِغ وَيَجْتَهِد في معرفته والتمسك به، ويمنع نفسه من الانجرار إلى أي صورة من صور الكذب، حتى يصير طبعا وسَجِيَّةً له، لكني لم أكن أتصور بشكل جلي معنى (يتحرى الكذب) وأقول : لعل النبي صلى الله عليه وسلم ذكر ذلك من باب المقابلة مع قوله (يتحرى الصدق) للإشارة إلى تكرر وقوع الكذب مرة بعد مرة، لكن ما رأيته من بعض الكُتَّاب والإعلاميين جعلني أكرر هذا الجزء من الحديث مستوعبا معناه، فقد رأيت ولمست أن البعض يستحلي الكذب ويتحراه ويقصده حتى تكون تلك عادته، فلا يكاد يكون كلامه إلا كذبا، وبدأت أراجع بعض ما علق بالذهن من قراءات سابقة فوجدت أن التاريخ لم يخل من مثل هذا، ولو لم يكن متفشيا على النحو الذي هو عليه الآن، وتذكرت ما نقله الزمخشري في (ربيع الأبرار): "كان بفارس محتسب يعرف بـ"جراب الكذب"، فكان يقول: إن مُنِعْتُ من الكذب انشقت مرارتي، وإني لأجد فيه، مع ما يلحقني من عاره، ما لا أجد بالصدق مع ما ينالني من نفعه"، فقلت: سبحان الله العظيم! إلى هذا الحد يبلغ تحري الكذب بصاحبه أن يتنفس الكذب ويصبح غير قادر على ممارسة الحياة من غير ممارسة الكذب، بل يجد في ذلك متعته، ويمرض إذا مرّ عليه وقت لم يكذب فيه!.
أليس هذا هو عين ما تمارسه بعض الأقلام الصحفية وبعض البرامج الفضائية وبعض من ابتليت بهم مهنة الإعلام والتصقوا بها، والذين لا يجيدون شيئا أكثر من افتراء الكذب على الناس أو ترويج الكذب على القراء والمشاهدين، وربما نافس بعضهم بعضا في ادعاء الانفراد بسبق صحفي ليس إلا شيئا من نسج خياله، ويعينه على ذلك سوء الاستخدام لمواد القانون التي تتيح للصحفي الاحتفاظ بأسماء مصادره الإخبارية، فينسب الخبر لمصدر مجهول (وكثيرًا ما يكون هو نفسه على يقين من كذب مصدره، وربما كان هو نفسه مصدر نفسه والله أعلم!).
ولست على يقين من أن هؤلاء يدركون مدى ما يهبطون إليه بهذا الإسفاف، وهل سمعوا مثلا بما أخرجه الترمذى وحسنه أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا كَذَبَ الْعَبْدُ تَبَاعَدَ عَنْهُ الْمَلَكُ مِيلاً مِنْ نَتْنِ مَا جَاءَ بِهِ"، فيا ترى كم بين الملائكة وبين مدمني الكذب والاختلاق من أميال! وإذا كانت الملائكة تتباعد منهم كل هذه المسافات فكيف تتوقع أن تكون العلاقة بينهم وبين الشياطين؟ وصدق الله العظيم ﴿هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ. تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ. يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ﴾.
ومن الملاحظ أن القسم الأكبر من الأخبار التي يتحرى أصحابها الكذب موجهة إلى التيار الإسلامي وبخاصة إلى الإخوان المسلمين الذين تمنعهم أخلاقهم ومبادئهم من الرد على الكذب بمثله، أو الرد على الشائعات المكذوبة بالترويج لشائعات مضادة، ويجدون أنفسهم حيال هذه الأباطيل والأراجيف أمام خيارات أحلاها مر: فإن سكتوا ترفعا عن الدخول في جدل فاسد واعتمادا على وضوح بطلان تلك الأكاذيب اعتبر خصومهم أن السكوت إقرار وتصديق لتلك الأباطيل وقالوا: لو كان عندهم رد لأبرزوه، وإن استجابوا لتوجيه القرآن ﴿وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ﴾ قال خصومهم: هذا كبر واستعلاء وازدراء للمجتمع، وإن أعلنوا استياءهم من الكذب الذي يثار ضدهم وبادروا بالرد وتوضيح الحقائق قال خصومهم: إنكم تضيقون بالنقد ولا تطيقون سماع الرأي المخالف، وإن لجؤوا إلى القضاء لمواجهة القذف والسب الذي يكال لهم بغير حق قال خصومهم: إنكم تستعملون الحق القانوني في تكميم الأفواه!.
وإنني ألفت نظر القارئ الكريم إلى التأمل في الصحف السيارة والاطلاع على بعض مواقع الأخبار والرأي ومتابعة برامج الإثارة (التوك شو)، ثم يطالع موقع إخوان أون لاين مثلا وعدد التكذيبات اليومية لما ينشر عن الإخوان من أخبار؛ ليرى مقدار التحري للكذب عند البعض في تعاملهم مع كل ما له علاقة بالإخوان المسلمين.
ومؤخرًا فإن إحدى الصحف (ضعيفة الوزن والتوزيع) ممن ينطبق على بعض صحفييها قول الله تعالى ﴿يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ﴾ في صدر صفحتها الأولي وفي عنوانها الرئيس نسبت إليَّ أنني قمتُ بوضع إطار ما أسماه محررها (مشروع الاستقامة) وهو إفك مختلق جملةً وتفصيلاً، على أن أسخف ما صوره خيال المحرر المغمور فكرة قيام الشباب بالاعتراف بأخطائهم أمام الشيخ، وهو تقليد كهنوتي لا يعرفه الإسلام ولا يقبله أصلا، فالإسلام ينهى المسلم أن يذكر أخطاءه أمام الآخرين ويدعوه للتوبة عن أخطائه فيما بينه وبين الله، ولا أدري أي خيال سخيف صور لهذا المحرر أن يختلق هذا الإفك المفترى، ولا يسعني حيال سيل الأكاذيب إلا أن أعلل نفسي وإخواني بما قاله أحد الحكماء حين قيل له: ذكرك فلان بكل قبيح. فقال: الحمد لله الذي أحوجه إلى الكذب عليَّ، ونزَّهني عن قول الحق فيه.
وفي الختام فإنني من باب الإشفاق والنصيحة أذكر أولئك الذين يختلقون الإشاعات ويروجونها عبر برامجهم وصحفهم حتى يتناقلها الناس وتشيع في العالمين بما جاء في حديث البخاري أنه صلى الله عليه وسلم قال: "رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ رَجُلَيْنِ أَتَيَانِى فَأَخَذَا بِيَدِى، فَأَخْرَجَانِى إِلَى الأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ، فَإِذَا رَجُلٌ جَالِسٌ، وَرَجُلٌ قَائِمٌ بِيَدِهِ كَلُّوبٌ (أي خُطَّاف) مِنْ حَدِيدٍ، يُدْخِلُ ذَلِكَ الْكَلُّوبَ فِى شِدْقِهِ، حَتَّى يَبْلُغَ قَفَاهُ، ثُمَّ يَفْعَلُ بِشِدْقِهِ الآخَرِ مِثْلَ ذَلِكَ، وَيَلْتَئِمُ شِدْقُهُ هَذَا، فَيَعُودُ فَيَصْنَعُ مِثْلَهُ. قُلْتُ: مَا هَذَا؟ قَالاَ: انْطَلِقْ"، وفيه: "قُلْتُ: طَوَّفْتُمَانِي اللَّيْلَةَ، فَأَخْبِرَانِي عَمَّا رَأَيْتُ. قَالاَ: نَعَمْ، أَمَّا الَّذِى رَأَيْتَهُ يُشَقُّ شِدْقُهُ فَكَذَّابٌ يُحَدِّثُ بِالْكَذْبَةِ ، فَتُحْمَلُ عَنْهُ حَتَّى تَبْلُغَ الآفَاقَ ، فَيُصْنَعُ بِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ".
وللذين يرددون وينشرون كلَّ ما يسمعون دون نظر وتمحيص أذكِّرهم بما أخرج مسلم أن رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ".
جعلنا الله وإياكم من الصادقين.