مشاهدة النسخة كاملة : الرئيس مرسي في أول أيامه


abomokhtar
04-07-2012, 11:44 AM
بقلم د/ ناجح إبراهيمhttp://egyig.com/Public/articles/scholars/9/images/413949080.JPG
تولى د/ مرسي الرئاسة رسميا ً يعني أن مصر ودعت الحكم العسكري إلى غير رجعة بعد 60 عاما كاملة كانت فيها أيام حسنة وجيدة مثل أيام حرب أكتوبر وبطولاتها والصمود والتصدي والرجولة في حرب الاستنزاف مع بطولات الجيش والشعب أثناء العدوان الثلاثي ومجانية التعليم والعدالة الاجتماعية في الستينات وإن شابها التأميم.
وكانت فيها أيام سوداء بتزوير الانتخابات وسجن وتعذيب وإقصاء وقتل المعارضين وغياب الديمقراطية وتداول السلطة وتزاوج المال مع السلطة زواجا ً غير شرعي أنجب الفساد والرشوة.. وفساد معظم مؤسسات الدولة ومحاولة التوريث في عهد مبارك.. الخ.. المهم إننا نبدأ الآن عهدا ً جديدا ً.. ونأمل أن تكون كل أيامه حسنة وبيضاء على الشعب المصري كله .
أول مرة يتولي رئاسة مصر أحد أبناء الحركات الإسلامية .. وهذا يتوج كفاح هذه الحركات الإسلامية ومنها الإخوان طوال قرابة ثمانين عاما ً ومنذ سقوط الخلافة العثمانية.
وخلال هذا الكفاح العظيم قدم أبناء الحركات الإسلامية عشرات الآلاف من المعتقلين وعذب عشرات الآلاف منهم وقتل الآلاف وأعدم المئات منهم .
والآن تأتي ساعة الاختبار بالسلطة.. وهو أشد من الابتلاء بالمحنة .. فابتلاء السلطة لا يصمد أمامه إلا شوامخ الرجال الذين يقولون للدنيا ما قاله الإمام علي "يا دنيا غري غيري".. واسأل الله أن يصدق ويصمد أبناء الحركة الإسلامية في السلطة كما صمدوا وصدقوا في المحنة .. فلا يصمد أمام مغريات السلطة سوى الصديقين فـ"آخر ما يخرج من نفوس الصديقين حب الرئاسة ".
الفرق بين خطب د/ مرسي وهو مرشح وخطبه بعد أن أصبح رئيسا ً هائلا ً.. يمثل الفرق بين القائد في التنظيم ورئيس الدولة بكل أطيافها.. وبين الجماعة ذات الطيف المسلم الواحد وبين الدولة ذات الأطياف والمؤسسات المختلفة والعلاقات الدولية المتشابكة والمعقدة.. وبين الثائر الذي يخاطب عواطف الناخبين وبين رجل الدولة المسئول عن كل كلمة لأنها تؤثر في مستقبل مصر السياسي والعسكري والاقتصادي والاستراتيجي .
خطب د/ مرسي الثلاثة بعد وصوله إلي الحكم كانت تصالحيه مع الجميع.. تجمع ولا تفرق .. تتلاقي ولا تتصادم.. فقد تصالح مع الأزهر بالصلاة هناك مقرا ً بمرجعية الأزهر الوسطية التي هي أقوى من أي مرجعية إسلامية.. واستمع من د/ القوصي وهو يخطب علي المنبر مؤكدا ً على هذا المعني بقوله: " أن الأزهر فوق متغيرات الزمن.. فلا جهة تنافسه أو تنازعه مكانته ".. وهذا معناه أن مكانة الأزهر ومرجعيته سابقة علي كل الرؤساء.. وباقية بعد كل الرؤساء .
كما صالح د/ مرسي الجيش وقيادته حينما قال "المجلس العسكري وفي بعهده ووعده" وأن الجيش في قلبه.. وأنه لو يملك أن يحييه لحياه.
وفي نفس الوقت نفسه اعتبر الجميع أن التحية العسكرية التي أداها المشير طنطاوي وعنان للرئيس الجديد بمثابة صك التبعية الإدارية والوظيفية من الجيش كله للرئيس الجديد .. وأن الجيش لم يكن ليخاف علي نفسه من د/ مرسي بشخصه ولكنه كان يخاف من تدخل آخرين لا يحترفون العمل العسكري في عمله.
وصالح د/ مرسي الشرطة وطمأنهم أنه ما جاء لينتقم من أحد أو ليقصي أحدا ً.
وصالح القضاء في المحكمة الدستورية لتتم المصالحة الوطنية بكل أضلاعها.
أفضل ما في خطب مرسي بعد تولية السلطة أنه يتحدث عن المستقبل أكثر مما يتحدث عن الماضي وأحزانه وشجونه .. وهذا واجب المسئول عن وطن يحتاج إلي أن يحتضن كل أطيافه.