تغريد الطيور
04-07-2012, 02:12 PM
و ماذا بعد الصبر ؟؟!
**
ذهبت كالعادة لاوقظ اولادى الثلاثة لصلاة الفجر .. فبدأت
بابنتى(فاطمة)التى تدرس فى كلية الطب ثم الى اخيها (أحمد) الذى
يدرس بكلية الهندسة و أخيرا ولدى الحبيب ( عبد الرحمن ) الذى
فى الصف الثانى الثانوى ، فاستيقظ كلا من فاطمة و أحمد أما عبد
الرحمن فكان يشعر ببعض التعب فلم يستيقظ ، فقلقت عليه و
ذهبت به الى الطبيب كى يطمئننى و لكن الطبيب للاسف اخبرنى
بالخبر المؤلم و هو ان ولدى لديه سرطان الرئة ، فكانت صدمة
عنيفة علىّ كما أنه زاد الالم شدة أنه أخبرنى أنه لا يستطيع علاج
هذا المرض الا اطباء اوروبا ، فقررت ترك ولدىّ فى مصر
ليكملا دراستهما و اخذْ ( عبد الرحمن ) للعلاج فى اوروبا .
و بعد مرور خمسة اشهر .. رجعت مصر بعد ان فقدت الامل فى
شفاء ولدى و قد تركته فى المشفى كى احضر له المال اللازم
لتمام العملية كما انى رجعت كى اطمئن على ولدىّ الاخرين و
ليتنى لم ارجع .. فعندما ذهبت الى منزلى اخبرنى صاحب المنزل
انهما قد طُردا كما قد اخبرنى الجيران ان فاطمة و أحمد كانوا لا
يستطيعان دفع تكاليف الجامعة و المنزل ايضا فبدئا ببيع اثاث
المنزل حتى اصبح شبه خالى و كان موعد دفع ايجار المنزل فلم
يعد صاحب المنزل يحتمل هذا التأخير فى الدرف فقام بطردهما
!!!
منذ ان علمت بذلك من الجيران اصبحت فى حالة ميئوس منها ،
فقد فقدت ولدىّ الذين كادا يكونان الوحيدين بعد ان فقدت الامل فى
شفاء ولدى ( عبد الرحمن ) ماذا أفعل الان أكاد اجزع !!!
لم أجد مكانا أذهب اليه الا بيت اخى الاكبر كى استلف منه مالا
لازما لعملية ولدى ، فذهبت اليه و لكنه كان مشغولا ببعض
الضيوف ، فجلست فى غرفة مكتبه فوجدت كتابا بجانبى عنوانه
(ان لصبر مفتاح الفرج ) فقرئته و كأن الكاتب يحدثنى و يقص
قصتى مع اولادى الثلاثة ، لقد جعل هذا الكتاب دموع عينايا تنهمر
بغزارة .. نعم فمن يصبر و يثبت فان الله لا يضيع اجر المحسنين
.. تأثرت بهذا الكتاب جدا و قررت الا ايأس فى شفاء ولدى .
و قبل ان اخرج من منزل اخى أخبرنى أنه وجد لى عملا فى مدينة
السويس فوافقت بصدر رحب و سافرت الى هناك ، و عندما ذهبت
الى هناك سمعت عند وصولى بان احد المقيمين قد حدثت له حادثة
بشعة فقُتل فيها فحزنت لهذه الحادثة ثم ذهبت الى الجنازة فسمعت
مؤذن المسجد و انا فى طريقى اليه يقول كلماتٍ لم انساها طوال
حياتى فقد جعلتنى ابكى بكاءاً لم ابكه طوال حياتى ، كان يقول : (
بسم الله الرحمن الرحيم .. ايها المواطنون .. توفى الى رحمة الله
تعالى الشاب " احمد حسن عبد الله " و ذلك فى حادث سيارة و
سوف تشيع الجنازة فى مسجد ...... )
( أحمد حسن عبد الله ) هذا هو اسم ولدى الحبيب ، إنى حقاً
أصبحت حزيناً جداً لانى رأيت جميع الابوابي تغلق أمامى باستثناء
باب الدعاء و اللجوء الى الله .. دعوت الله مراراً و تكراراً أن
يلهمنى الصبر و السلوان على ولدى ، لذا فإنى لن اجزع مطلقاً بل
سوف اصبر و اثبت فقد قال الله تعالى " و عسى أن تكرهوا شيئاً و
هو خيرٌ لكم " صدق الله العظيم .
ورجعت اوروبا بعد جمعت بعض المال من العمل فى مدينة
السويس لتمام العملية و استعنت بالله ، و عندما وصلت اخبرونى
ان الذى كان سيقوم بهذه العملية لا يستطيع القيام بها الان و ان
هناك من سيقوم بها بدلا منه ، و حدثت المفاجاة الكبرى
التى جعلتنى لا اكاد اصدق نفسى .. لقد كان الطبيب الذى سيؤدى
العملية هى ( فاطمة ) ابنتى .. نعم انا لا اكاد اصدق نفسى .. حقا
لقد صدق الشاعر حين قال :
اصبر ففى الصبر خيرٌ لو علمت به
لطبت نفسا و لم تجزع من الالم
قامت فاطمة بالعملية و سبحان الله الشافى قام ولدى عبد الرحمن
سليما معافيا ، رجعت مصر بسعادة لا توصف بعودة ولدىّ
العزيزين ..
لقد شاءت الاقدار ان تكون فاطمة هى الطبيبة التى تعالج عبد
الرحمن و قد شاءت ان اذهب الى السويس كى اعمل و كانت نفس
المدينة التى كان يعمل فيه ولدى رحمة الله عليه .. نعم هذه هى
رحمة الله بعباده .. سوف انتظر قدرى و اثق فى ربى الكريم ..
كان يمكن الا ارى فاطمة مرةً اخرى و لكن الله جعلنى اراها ، و
كان يمكن الا ارى عبد الرحمن مرة اخرى لكن الله شافاه و عافاه
بفضله و رحمته الواسعة ..
سوف اذكر قصتى مع اولادى طول عمرى و لن انساها ابداً .
( النهاية )
**
By : NouR
**
ذهبت كالعادة لاوقظ اولادى الثلاثة لصلاة الفجر .. فبدأت
بابنتى(فاطمة)التى تدرس فى كلية الطب ثم الى اخيها (أحمد) الذى
يدرس بكلية الهندسة و أخيرا ولدى الحبيب ( عبد الرحمن ) الذى
فى الصف الثانى الثانوى ، فاستيقظ كلا من فاطمة و أحمد أما عبد
الرحمن فكان يشعر ببعض التعب فلم يستيقظ ، فقلقت عليه و
ذهبت به الى الطبيب كى يطمئننى و لكن الطبيب للاسف اخبرنى
بالخبر المؤلم و هو ان ولدى لديه سرطان الرئة ، فكانت صدمة
عنيفة علىّ كما أنه زاد الالم شدة أنه أخبرنى أنه لا يستطيع علاج
هذا المرض الا اطباء اوروبا ، فقررت ترك ولدىّ فى مصر
ليكملا دراستهما و اخذْ ( عبد الرحمن ) للعلاج فى اوروبا .
و بعد مرور خمسة اشهر .. رجعت مصر بعد ان فقدت الامل فى
شفاء ولدى و قد تركته فى المشفى كى احضر له المال اللازم
لتمام العملية كما انى رجعت كى اطمئن على ولدىّ الاخرين و
ليتنى لم ارجع .. فعندما ذهبت الى منزلى اخبرنى صاحب المنزل
انهما قد طُردا كما قد اخبرنى الجيران ان فاطمة و أحمد كانوا لا
يستطيعان دفع تكاليف الجامعة و المنزل ايضا فبدئا ببيع اثاث
المنزل حتى اصبح شبه خالى و كان موعد دفع ايجار المنزل فلم
يعد صاحب المنزل يحتمل هذا التأخير فى الدرف فقام بطردهما
!!!
منذ ان علمت بذلك من الجيران اصبحت فى حالة ميئوس منها ،
فقد فقدت ولدىّ الذين كادا يكونان الوحيدين بعد ان فقدت الامل فى
شفاء ولدى ( عبد الرحمن ) ماذا أفعل الان أكاد اجزع !!!
لم أجد مكانا أذهب اليه الا بيت اخى الاكبر كى استلف منه مالا
لازما لعملية ولدى ، فذهبت اليه و لكنه كان مشغولا ببعض
الضيوف ، فجلست فى غرفة مكتبه فوجدت كتابا بجانبى عنوانه
(ان لصبر مفتاح الفرج ) فقرئته و كأن الكاتب يحدثنى و يقص
قصتى مع اولادى الثلاثة ، لقد جعل هذا الكتاب دموع عينايا تنهمر
بغزارة .. نعم فمن يصبر و يثبت فان الله لا يضيع اجر المحسنين
.. تأثرت بهذا الكتاب جدا و قررت الا ايأس فى شفاء ولدى .
و قبل ان اخرج من منزل اخى أخبرنى أنه وجد لى عملا فى مدينة
السويس فوافقت بصدر رحب و سافرت الى هناك ، و عندما ذهبت
الى هناك سمعت عند وصولى بان احد المقيمين قد حدثت له حادثة
بشعة فقُتل فيها فحزنت لهذه الحادثة ثم ذهبت الى الجنازة فسمعت
مؤذن المسجد و انا فى طريقى اليه يقول كلماتٍ لم انساها طوال
حياتى فقد جعلتنى ابكى بكاءاً لم ابكه طوال حياتى ، كان يقول : (
بسم الله الرحمن الرحيم .. ايها المواطنون .. توفى الى رحمة الله
تعالى الشاب " احمد حسن عبد الله " و ذلك فى حادث سيارة و
سوف تشيع الجنازة فى مسجد ...... )
( أحمد حسن عبد الله ) هذا هو اسم ولدى الحبيب ، إنى حقاً
أصبحت حزيناً جداً لانى رأيت جميع الابوابي تغلق أمامى باستثناء
باب الدعاء و اللجوء الى الله .. دعوت الله مراراً و تكراراً أن
يلهمنى الصبر و السلوان على ولدى ، لذا فإنى لن اجزع مطلقاً بل
سوف اصبر و اثبت فقد قال الله تعالى " و عسى أن تكرهوا شيئاً و
هو خيرٌ لكم " صدق الله العظيم .
ورجعت اوروبا بعد جمعت بعض المال من العمل فى مدينة
السويس لتمام العملية و استعنت بالله ، و عندما وصلت اخبرونى
ان الذى كان سيقوم بهذه العملية لا يستطيع القيام بها الان و ان
هناك من سيقوم بها بدلا منه ، و حدثت المفاجاة الكبرى
التى جعلتنى لا اكاد اصدق نفسى .. لقد كان الطبيب الذى سيؤدى
العملية هى ( فاطمة ) ابنتى .. نعم انا لا اكاد اصدق نفسى .. حقا
لقد صدق الشاعر حين قال :
اصبر ففى الصبر خيرٌ لو علمت به
لطبت نفسا و لم تجزع من الالم
قامت فاطمة بالعملية و سبحان الله الشافى قام ولدى عبد الرحمن
سليما معافيا ، رجعت مصر بسعادة لا توصف بعودة ولدىّ
العزيزين ..
لقد شاءت الاقدار ان تكون فاطمة هى الطبيبة التى تعالج عبد
الرحمن و قد شاءت ان اذهب الى السويس كى اعمل و كانت نفس
المدينة التى كان يعمل فيه ولدى رحمة الله عليه .. نعم هذه هى
رحمة الله بعباده .. سوف انتظر قدرى و اثق فى ربى الكريم ..
كان يمكن الا ارى فاطمة مرةً اخرى و لكن الله جعلنى اراها ، و
كان يمكن الا ارى عبد الرحمن مرة اخرى لكن الله شافاه و عافاه
بفضله و رحمته الواسعة ..
سوف اذكر قصتى مع اولادى طول عمرى و لن انساها ابداً .
( النهاية )
**
By : NouR