abomokhtar
07-07-2012, 11:45 PM
بقلم/ حمادة نصارhttp://egyig.com/Public/articles/recent_issues/9/images/416577570.jpg
قبل جولة الإعادة في انتخابات الرئاسة بأيام قليلة قال السيد/ تميم البرغوثي وهو يناشد المصريين: "احزموا أمركم أيها المصريون .. واعلموا أنّ الأمر لا يخصكم وحدكم.. وإنما يخص العرب جميعا ً فأنتم بالخيار بين اثنين.. إمّا أن تقيموا الأفراح في غزة .. وإمّا أن تقام الأفراح في تل أبيب!!!"
وهي عبارة بالغة الدلالة علي توجه كل مرشح من مرشحي جولة الإعادة.. وتشير العبارة بوضوح إلي أنصار كل مرشح منهما وقلت في نفسي: لو لم يكن لنجاح د/ محمد مرسي سوي هذه الفائدة .. وهي مراغمة الصهاينة وإدخال الحزن علي قلوبهم.. وإثارة جو من القلق في نفوسهم لكفي.. وفي المقابل يكفي أن تقام الأفراح والليالي الملاح في غزة ابتهاجا ً بانتصار مرسي علي مرشح تل أبيب.
كنت أعتقد أنّ الأمر واضح في حسّ الناس وضوح الشمس في ضحاها والقمر إذا تلاها .. ولا يحتاج إلي حجة أو برهان.. وكنت أعتقد أيضا ً أنّ المبادئ ليست سلعة تباع وتشتري.. وكذلك لا تقبل المساومة.
غير أنّ ما حدث خلال جولة الإعادة أثبت بما لا يدع مجالا ً للشك أو التردد أنّ المصالح الشخصية لها قوة المبادئ عند الكثير من الناس بل أقوي.. وأنّ هذه المنافع هي التي تحدد معادلات الموالاة والعدوات .. وعليها قد يصبح عدو الأمس صديق اليوم.. والعكس صحيح مادامت المبادئ تقاس بمقياس المنافع المادية المترتبة عليها.
لقد نظر بعض المنتفعين إلي مصالحهم والتي رأوا أنّها تأثرت سلبا ً بقيام هذه الثورة التي قلبت الكثير من الموازين والتصورات.. وجعلها الله تعالي سببا ً في رفع أقوام وفي وضع آخرين.. فسبحان من كل يوم هو في شأن.
ومن طرائف هذا التحول اللافت للنظر علي طريقة بندول الساعة من أقصي اليمين إلي أقصي اليسار تبعا ً لإرادة المصلحة المحضة والمنفعة الخالصة بعيدا ً عن شعارات المبادئ المرفوعة والتي لا تزيد علي كونها منتجاً للاستهلاك المحلي ودعدغة عواطف الجماهير السذج.
فقد كانت عندنا مراسم جنازة وبينما أهلي وبنو أبي يتقبلون العزاء في فقيدة العائلة الراحلة.. إذا بالجميع يفاجأ بأحد أعضاء الحزب الوطني المنحل يرافقه رجل من ألد خصومه السياسيين.. فتعجب الحضور من هذا التناقض الغريب وهذا التوافق المريب.. وكيف أجتمع الشامي مع المغربي كما يقول المثل الدارج.
وأخذ الحضور يضربون أخماسا ً في أسداس رغبة في الوصول إلي حل هذا اللغز المحيرّ!!!.. وحين عجزوا عن إدراك ذلك تذكرت قصة رمزيّة طالما تذكرها كتب الأدب وهي:-
أنّ أحد علماء الطيور والحيوان بدأ في إعداد دراسة واسعة عن عالم الطيور وقد اعتمدت هذه الدراسة علي الواقع .. حيث ذهب هذا العالم إلي الغابة وأخذ يتابع ويسجل ملاحظاته لكل ما تقع عليه عينه.. وبعد جهد جهيد توصل إلي نظرية هامة مهمة.. وهي أنّ كل طير يميل إلي مجاراة بني ***ه من الطيور ولا يحبذ مخالطة غير بني نوعه.
وهذه النظرية قد تأكدت كل تأكيد بحيث لم تترك مكانا ً لأي احتمال يمكن أن يؤثر علي بنيان هذه النظرية المذكورة.
غير أنّ أمرا ً غريبا ً قد وقع حيث شاهد هذا العالم أثناء خروجه من الغابة محل الدراسة شاهد غرابا ً في صحبة حمامة.. فتعجب من هذا الأمر المستغرب الذي جاء علي خلاف مقتضي البحث الذي قام به.. وهذا أمر كفيل أن يهدم هذه النظرية من بنيانها ويهدر مجهوده المضني في الاستقراء والتتبع .
لكن حين دقق النظر وحقق الموضوع.. وجد أنّ الحمامة عرجاء وكذلك الغراب.
هنا تنفس الرجل الصعداء وقال:
من هنا قد اجتمعا.. أي أنّه قد جمع بينهما العرج!!!!
نعم لقد جمع العوج والعرج بين هذين الرجلين المذكورين.. وأنّ المصالح الشخصية لا تعرف شيئا ً عن القيم أو المبادئ.
قبل جولة الإعادة في انتخابات الرئاسة بأيام قليلة قال السيد/ تميم البرغوثي وهو يناشد المصريين: "احزموا أمركم أيها المصريون .. واعلموا أنّ الأمر لا يخصكم وحدكم.. وإنما يخص العرب جميعا ً فأنتم بالخيار بين اثنين.. إمّا أن تقيموا الأفراح في غزة .. وإمّا أن تقام الأفراح في تل أبيب!!!"
وهي عبارة بالغة الدلالة علي توجه كل مرشح من مرشحي جولة الإعادة.. وتشير العبارة بوضوح إلي أنصار كل مرشح منهما وقلت في نفسي: لو لم يكن لنجاح د/ محمد مرسي سوي هذه الفائدة .. وهي مراغمة الصهاينة وإدخال الحزن علي قلوبهم.. وإثارة جو من القلق في نفوسهم لكفي.. وفي المقابل يكفي أن تقام الأفراح والليالي الملاح في غزة ابتهاجا ً بانتصار مرسي علي مرشح تل أبيب.
كنت أعتقد أنّ الأمر واضح في حسّ الناس وضوح الشمس في ضحاها والقمر إذا تلاها .. ولا يحتاج إلي حجة أو برهان.. وكنت أعتقد أيضا ً أنّ المبادئ ليست سلعة تباع وتشتري.. وكذلك لا تقبل المساومة.
غير أنّ ما حدث خلال جولة الإعادة أثبت بما لا يدع مجالا ً للشك أو التردد أنّ المصالح الشخصية لها قوة المبادئ عند الكثير من الناس بل أقوي.. وأنّ هذه المنافع هي التي تحدد معادلات الموالاة والعدوات .. وعليها قد يصبح عدو الأمس صديق اليوم.. والعكس صحيح مادامت المبادئ تقاس بمقياس المنافع المادية المترتبة عليها.
لقد نظر بعض المنتفعين إلي مصالحهم والتي رأوا أنّها تأثرت سلبا ً بقيام هذه الثورة التي قلبت الكثير من الموازين والتصورات.. وجعلها الله تعالي سببا ً في رفع أقوام وفي وضع آخرين.. فسبحان من كل يوم هو في شأن.
ومن طرائف هذا التحول اللافت للنظر علي طريقة بندول الساعة من أقصي اليمين إلي أقصي اليسار تبعا ً لإرادة المصلحة المحضة والمنفعة الخالصة بعيدا ً عن شعارات المبادئ المرفوعة والتي لا تزيد علي كونها منتجاً للاستهلاك المحلي ودعدغة عواطف الجماهير السذج.
فقد كانت عندنا مراسم جنازة وبينما أهلي وبنو أبي يتقبلون العزاء في فقيدة العائلة الراحلة.. إذا بالجميع يفاجأ بأحد أعضاء الحزب الوطني المنحل يرافقه رجل من ألد خصومه السياسيين.. فتعجب الحضور من هذا التناقض الغريب وهذا التوافق المريب.. وكيف أجتمع الشامي مع المغربي كما يقول المثل الدارج.
وأخذ الحضور يضربون أخماسا ً في أسداس رغبة في الوصول إلي حل هذا اللغز المحيرّ!!!.. وحين عجزوا عن إدراك ذلك تذكرت قصة رمزيّة طالما تذكرها كتب الأدب وهي:-
أنّ أحد علماء الطيور والحيوان بدأ في إعداد دراسة واسعة عن عالم الطيور وقد اعتمدت هذه الدراسة علي الواقع .. حيث ذهب هذا العالم إلي الغابة وأخذ يتابع ويسجل ملاحظاته لكل ما تقع عليه عينه.. وبعد جهد جهيد توصل إلي نظرية هامة مهمة.. وهي أنّ كل طير يميل إلي مجاراة بني ***ه من الطيور ولا يحبذ مخالطة غير بني نوعه.
وهذه النظرية قد تأكدت كل تأكيد بحيث لم تترك مكانا ً لأي احتمال يمكن أن يؤثر علي بنيان هذه النظرية المذكورة.
غير أنّ أمرا ً غريبا ً قد وقع حيث شاهد هذا العالم أثناء خروجه من الغابة محل الدراسة شاهد غرابا ً في صحبة حمامة.. فتعجب من هذا الأمر المستغرب الذي جاء علي خلاف مقتضي البحث الذي قام به.. وهذا أمر كفيل أن يهدم هذه النظرية من بنيانها ويهدر مجهوده المضني في الاستقراء والتتبع .
لكن حين دقق النظر وحقق الموضوع.. وجد أنّ الحمامة عرجاء وكذلك الغراب.
هنا تنفس الرجل الصعداء وقال:
من هنا قد اجتمعا.. أي أنّه قد جمع بينهما العرج!!!!
نعم لقد جمع العوج والعرج بين هذين الرجلين المذكورين.. وأنّ المصالح الشخصية لا تعرف شيئا ً عن القيم أو المبادئ.