آسر الصمت
09-07-2012, 08:41 PM
=== جدتي والعلاج بالرقي ===
أذكر أني في سن السابعة من العمر .. شعرت ببعض التعب فوجدت جدتي ( أعطاها الله كل الصحة والعافية ) وهي تضع يدها الحانية فوق جبهتي تستشعر درجة الحرارة وقالت :
أنت محسود .. وطمأنتي بأن تعبي سيزول .. قائلة :
أنا ح أرقيك .. وسيزول عنك الحسد والتعب .. ثم قامت بعملية لمس متكررة ممررة يدها فوق رأسي وهي تردد كلمات : رقيتك واسترقيتك من عين الحاسد ومن عين الحسود ومن عين أمك ومن عين فلان وعين فلان .. وراحت تعدد بعض الأسماء التي ترجح أن يكونوا حسدوني .. وعين كل من شافك ولم يصل علي النبي ...!
وبعد أن تقول ذلك تتثاءب .. فإذا تثاءبت وانتهت من تثاؤبها تفاءلت وقالت .. لقد خرج الحسد ما دمت قد تثاءبت .. فهو فعلا حسد وقد زال مفعوله الآن ..!!
وكنت أضحك أنا وأخوتي الصغار علي ما تفعله جدتي غير مقتنعين بما تفعله وغير مقتنعين بموضوع الحسد .. هذا وقد كانت جدتي تضحك أيضا هي الأخرى لأننا صغار غير مدركين : بسبب جهلنا الناتج من صغر سننا ..!!
وكنت كلما كبرت سنة بعد أخري أيقنت بأن ما تفعله جدتي .. لا أساس له من الصواب أو الفائدة .. خاصة بعد أن حدثني خالي أكثر من مرة عن الخرافات الشعبية التي لا أساس لها من العلم كالحسد وتعليق الخرز دفعا للحسد .. أو تعليق حذاء طفل فوق باب المنزل بالريف – حيث نشأت – أو تعليق بعض البعض لحدوة حصان لنفس الغرض .. وكان خالي أيضا يعلمني أن تلك الاعتقادات من قبيل التخاريف وليس أكثر .. وكان يدفع لي ببعض الكتب لأقوم بقراءتها ..!
واليوم وبعد مرور سنوات طويلة .. وفي أوائل عام 2012 .. أي بعد اثنا عشر عاما علي بداية القرن الواحد والعشرين بعد الميلاد .. اليوم وبعض سكان العالم يحجزون تذاكر سفر جماعي لرحلات إلي المريخ .. والقمر .. اليوم وقد أصبح الفضاء قواعد عسكرية لكثير من بلدان هذا العالم .. !
اليوم وبينما أنا أسير بأحد ميادين مدينة نصر برفقة بعض الأصدقاء .. لمحت على الرصيف حيث يفرش أحد باعة الصحف كتبه وصحفه .. كتابا بعنوان ( العلاج بالرقي ..!! )
أعدت قراءة عنوان الكتاب وأنا غير مصدق لنفسي ... قلت ذلك ل صديقي .. فصاح في وجهي .. ألم تذهب إلي معرض القاهرة الدولي للكتاب .. واستطرد قائلا .. لقد كانت تباع مثل هذه الكتب في معرض القاهرة بشكل شبه مجاني .. رغم أن الكتب كانت ذات طباعة فاخرة للغاية ..!!
عذرا جدتي .. فعلى ما يبدو أني قد ظلمتك وأنت أمية لا تعرفين القراءة والكتابة .. كنت أضحك منك أنا وأخوتي .. لكن ها قد جاء اليوم الذي يباع فيه مثل هذا العبث في أكبر وأرقي ميادين القاهرة ... عاصمة مصر .. مصر التي يبدو أنها قد استعارت اسما جديدا لها ..!!
( حليم )
أذكر أني في سن السابعة من العمر .. شعرت ببعض التعب فوجدت جدتي ( أعطاها الله كل الصحة والعافية ) وهي تضع يدها الحانية فوق جبهتي تستشعر درجة الحرارة وقالت :
أنت محسود .. وطمأنتي بأن تعبي سيزول .. قائلة :
أنا ح أرقيك .. وسيزول عنك الحسد والتعب .. ثم قامت بعملية لمس متكررة ممررة يدها فوق رأسي وهي تردد كلمات : رقيتك واسترقيتك من عين الحاسد ومن عين الحسود ومن عين أمك ومن عين فلان وعين فلان .. وراحت تعدد بعض الأسماء التي ترجح أن يكونوا حسدوني .. وعين كل من شافك ولم يصل علي النبي ...!
وبعد أن تقول ذلك تتثاءب .. فإذا تثاءبت وانتهت من تثاؤبها تفاءلت وقالت .. لقد خرج الحسد ما دمت قد تثاءبت .. فهو فعلا حسد وقد زال مفعوله الآن ..!!
وكنت أضحك أنا وأخوتي الصغار علي ما تفعله جدتي غير مقتنعين بما تفعله وغير مقتنعين بموضوع الحسد .. هذا وقد كانت جدتي تضحك أيضا هي الأخرى لأننا صغار غير مدركين : بسبب جهلنا الناتج من صغر سننا ..!!
وكنت كلما كبرت سنة بعد أخري أيقنت بأن ما تفعله جدتي .. لا أساس له من الصواب أو الفائدة .. خاصة بعد أن حدثني خالي أكثر من مرة عن الخرافات الشعبية التي لا أساس لها من العلم كالحسد وتعليق الخرز دفعا للحسد .. أو تعليق حذاء طفل فوق باب المنزل بالريف – حيث نشأت – أو تعليق بعض البعض لحدوة حصان لنفس الغرض .. وكان خالي أيضا يعلمني أن تلك الاعتقادات من قبيل التخاريف وليس أكثر .. وكان يدفع لي ببعض الكتب لأقوم بقراءتها ..!
واليوم وبعد مرور سنوات طويلة .. وفي أوائل عام 2012 .. أي بعد اثنا عشر عاما علي بداية القرن الواحد والعشرين بعد الميلاد .. اليوم وبعض سكان العالم يحجزون تذاكر سفر جماعي لرحلات إلي المريخ .. والقمر .. اليوم وقد أصبح الفضاء قواعد عسكرية لكثير من بلدان هذا العالم .. !
اليوم وبينما أنا أسير بأحد ميادين مدينة نصر برفقة بعض الأصدقاء .. لمحت على الرصيف حيث يفرش أحد باعة الصحف كتبه وصحفه .. كتابا بعنوان ( العلاج بالرقي ..!! )
أعدت قراءة عنوان الكتاب وأنا غير مصدق لنفسي ... قلت ذلك ل صديقي .. فصاح في وجهي .. ألم تذهب إلي معرض القاهرة الدولي للكتاب .. واستطرد قائلا .. لقد كانت تباع مثل هذه الكتب في معرض القاهرة بشكل شبه مجاني .. رغم أن الكتب كانت ذات طباعة فاخرة للغاية ..!!
عذرا جدتي .. فعلى ما يبدو أني قد ظلمتك وأنت أمية لا تعرفين القراءة والكتابة .. كنت أضحك منك أنا وأخوتي .. لكن ها قد جاء اليوم الذي يباع فيه مثل هذا العبث في أكبر وأرقي ميادين القاهرة ... عاصمة مصر .. مصر التي يبدو أنها قد استعارت اسما جديدا لها ..!!
( حليم )