مشاهدة النسخة كاملة : استقيموا.. يرحمكم الله


abomokhtar
18-07-2012, 12:20 AM
سأل مسلم عاقل خبيرًا أمريكيًا كبيرًا قائلاً: لو كان لديك مائة شخص وأردت منهم أن يصطفوا منتظمين، فكم من الوقت يستغرق منك ذلك؟ قال: ربع ساعة، سأله: لو كانوا آلف شخص، رد: ساعة، قال: لو كانوا عشرين ألفًا قال: ساعتين، قال: لو نصف مليون قال: عشر ساعات.. فطلب منه صاحبنا أن ينظر إلى التليفزيون حيث النقل المباشر من الحرم المكى الشريف وإلى هذا العدد الكبير جدًا الذى يصل فى بعض صلوات المناسبات فى الحج ورمضان إلى مليون ومليونين وأكثر، فقال: كل هؤلاء ينتظمون بكلمة واحدة فقط من الإمام تأخذ دقيقة واحدة فقط هى: "استووا" وربما زاد عليها الإمام كلمة أخرى"استقيموا"، فيستووا ويستقيموا كلهم جميعًا فى لمح البصر.. وبهت الخبير الأمريكى من صحة ذلك، وأبدى إعجابه بهذا الدين الذى ينظم معتنقيه فى صلاتهم فى لمح البصر، لكنه بالتأكيد كان يتساءل بينه وبين نفسه: ما الذى يجعلهم إذن يتفرقون فى حياتهم ويتخبطون فى أنظمتهم ويتخلفون فى المستوى الحضارى لديهم ماداموا هكذا يعملون المعجزة التنظيمية فى الصلاة فى أقل من دقيقة واحدة؟؟
هذا المشهد جاء فى بالى وأنا أستقرئ الخارطة المصرية الواقعية الآن، وأستشف منها أحداثها المتتابعة والمتلاحقة، وأرى بعينى سحب الصراع الذى يزجيه بعض من يدعون الوطنية، ويريدون من تلك السحب أن تمطر مطر السوء؛ لتصيب الشعب الطيب وتهلك الزرع والنسل، هل لأن الناس فى مصر ألفوا الغوغائية ودأبوا على زرع أسباب الصراع، والمحاولة بكل الوسائل لخلق الوقيعة بين المؤسسة الرئاسية والمجلس العسكرى مثلاً، وتزكية اختلاف وجهات النظر لتكون خلافات كبرى، ينتج عنها فجوة كبرى أيضًا وتتحول إلى صراع حقيقى يترجم إلى انقلاب حقيقى، وليس "ناعمًا" كما يصفه البعض.. أو يصل إلى مرحلة "الألغام" كما يصفه البعض الآخر؟؟
لا أنكر أن الكل يخطئ وليس معصومًا من الخطأ بدءًا من الرئيس وحتى الفراش الذى ينظف حمامات العامة فى الشوارع، لأنهم بشر مجبولون على الخطأ، فالذين "دوشونا" بأن وطنية العسكرى لن تجعل المشير يقبل بلقاء وزيرة خارجية أمريكا وأصروا على ذلك علانية قبل اللقاء، رأينا الواقع خذله، ورأينا المشير يصافحها ويستقبلها، وليس خطأ من المشير أن يفعل ذلك، فهذه أمور لا يستطيع المشير ولا غيره أن يرفض مقابلة ضيفة مصر- أيًا كان هدف زيارتها- ولو كان الناقد نفسه – الذى "تشر الوطنية من فمه ولسانه"- مكان المشير أو الرئيس نفسه، لما قال لها لا، أو تجرأ على رفض زيارتها، لأن الكياسة السياسية تأبى ذلك، والمصالح المشتركة أيضًا تأبى ذلك.. لكن هناك أمور مثلاً يستطيع السياسى الماهر أن يفعلها ويوصل رسالة من خلالها لها ولغيرها، وقد تجلى ذلك مثلا فى سفر الرئيس مرسى للقمة الأفريقية فى أثيوبيا و"هلارى كلينتون" فى بلده لم ترحل بعد، ولم يؤجل سفرته وحضوره القمة بسبب وجودها فى مصر حتى تنهى مهمتها ويودعها مثلا وهى ترحل إلى بلدها، بل استقبلها استقبالاً عاجلاً، ولم يعطل حضوره للقمة المهمة، التى كان ينبغى أن تكون مصر حاضرة فيها بقوة، بعد غياب متعمد عنها من قبل الرئيس السابق الذى استهان بحضورها و"نفضها" تمامًا، وهو عيب فى حق القمة وعيب فى حق مصر، زعيمة القارة الأفريقية كلها.
إن خلق الأزمات والتفنن فى إيجاد الصراعات بين مؤسسات الدولة ومؤسسة الرئاسة، وتأليب تلك المؤسسات على الرئاسة والرئيس، وغسل عقول المواطنين ضد القائم على حكم البلد، ومحاولة تشويه الصورة وزعزعة الأمن، وخلق أجواء الفتنة بين تيارات وفصائل مصر الحزبية والدينية والطائفية، كل هذا ليس فى صالح مصر، ولا أمن مصر، ولا استقرار مصر، ولا نهضة مصر ولا حضارة مصر، التى نأمل أن تكون حضارة صاعدة مبهرة للعالم كله، وهذا لن يكون إلا بتهدئة النفوس ولم الشمل وعلاج الجراحات القديمة والتوعية للجميع بأننا فى سفينة واحدة، لو خرق الراكبون فى أسفلها خرقًا ليشربوا الماء بدلاً من صعودهم لجلب الماء من أعلى، ولم يأخذ من بأعلى السفينة على أيديهم ويمنعوهم، لغرقت وغرقوا جميعًا، ولو أخذوا على أيديهم ومنعوهم وعرفوهم خطورة ما يصنعوه لنجت السفينة ونجوا جميعًا، وكل هذا مرهون بالتطبيق العملى الواقعى لكلمة واحدة فقط هى: "استقيموا يرحمكم الله".
****************
◄◄آخر كبسولة
◄◄انخفاض أسعار الخضروات.. وجملة الطماطم 40 قرشًا للكيلو.
= من زمان لم نسمع عن كلمة "انخفاض فى الأسعار" فكل شوية نسمع ونقرأ "ارتفاع" ثم "ارتفاع" ثم "ارتفاع"، لما ارتفع ضغطنا وخربت أعصابنا وساء خلقنا، وقل صبرنا، وضاقت علينا أرضنا بما رحبت، وضجت لسوء أخلاقنا السماء بما اتسعت.. "انخفاض" ما أحلاها من كلمة اشتقنا إليها كثيرًا.. إن الخير قادم والرزق الوفير من الرزاق ذى القوة المتين سبحانه وتعالى قادم، مادام الحاكم يتقى الله، والشعب يطيع من ولاه الله عليهم بمحض إرادتهم، فلا تقنطوا من رحمة الله ولا من رزقه المضمون، الذى يرزق من يتقيه من حيث لا يحتسب.. أزيدكم من الشعر بيتًا تفاؤليًا، اقرؤوا: "عشرة مليارات جنيه استثمارات سويسرية فى مصر".. وأترك التعليق على هذا لكم أنتم.
دمتم بحب





محمد خضر الشريف (http://www.almesryoon.com/search.php?q=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF%20%D8%AE%D8% B6%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D9%81)

مريم السباعى.
19-07-2012, 04:10 PM
جزاكى الله كل خير موضوع اكثر من رائع