آسر الصمت
19-07-2012, 02:32 PM
سبق للمحكمة الدستورية وأن فسرت كلمة " مبادئ في المادة الثانية بأنها الأحكام قطعية الثبوت قطعية الدلالة .. – وتلك قليلة جدا في الإسلام -..!
وبما أن التيار السلفي يأبي إلا سلفنة الدولة المصرية بأي طريقة وبأي أسلوب فقد اقترح إضافة عبارة " والازهر الشريف هو المرجعية النهائية في تفسيرها " .. وتلك العبارة توقع بمصر من طرف خفي في براثن وشراك الدولة الدينية .. فالتيار السلفي مدرك تماما ندرة الأحكام الناتجة عن تفسير المحكمة الدستورية .. وفي نفس الوقت يقتنع هو بضرورة تقنين كل ما هو ظني الثبوث ظني الدلالة حسب اجتهادات شيوخهم التي لا تُناقش ..!
نعم حصر المسألة في الازهر الشريف قد لا يحمل القلق الآن .. لكنه يحمل القلق في المستقبل .. خصوصا وان الأزهر أصبح أحد معامل تفريخ الفكر الوهابي .. ما الضامن اذا تم انتخاب شيخ سلفي علي رأس الأزهر مستقبلا .. وهذا وارد جدا .. ستكون النتيجة مثلا تفسير كلمة " مبادئ " بأنها الأحكام قطعية الثبوت ظنية الدلالة مثلا .. ( وتلك بداية العصر الأسود ) ..!
وهنا تُلغي أية قوانين تتعارض مع بعض الاجتهادات الفقهية القديمة .. وهنا ترتد مصر إلي حالة من التراشق بالنصوص وتفسيراتها .. وعليه ينتقل الصراع من ميدان السياسة إلى ميدان الدين .. وتصبح الكلمة الفصل لرجال الدين لا لرجالة السياسة ..
وليس خافيا علي أحد أنه طالما اُستخدم الأزهر من قبل السلطة حتي صار الأزهر تابعا لرئيس الدولة .. فليس خافيا علي أحد فتاوي شيوخ الأزهر الذي برروا التطبيع وكامب ديفيد وتصدير الغاز وبناء الجدار العازل علي الحدود مع غزة ؟!
إن احتكار الأزهر لتفسير مباديء الشريعة .. وجعل الأزهر المرجعية النهائية عن الإختلاف .. هو أمر يكرس ويؤسس للإستبداد الديني الذي طالما عانينا منه في تاريخنا الإسلامي .. والدين ليس حكرا علي مؤسسة بعينها ولا علي رجال بعينهم .. يقول الشيخ محمد عبده : الإسلام جاء ليقلب السطلة الدينية وليس لمسلم على مسلم سوى النصح ..!
صياغة المادة الثانية من الدستور علي هذا النحو .. هي صياغة معيبة .. وهو تكريس للدولة الدينية بكل ما تحمله معاني ومضامين الكلمة .. إننا نستبدل كنيسة القرون الوسطي بالجامع .. ونضع العمامة بدلا من القلنسوة .. إننا بحق نؤسس لدولة أصحاب العمائم ..!
" حليم "
وبما أن التيار السلفي يأبي إلا سلفنة الدولة المصرية بأي طريقة وبأي أسلوب فقد اقترح إضافة عبارة " والازهر الشريف هو المرجعية النهائية في تفسيرها " .. وتلك العبارة توقع بمصر من طرف خفي في براثن وشراك الدولة الدينية .. فالتيار السلفي مدرك تماما ندرة الأحكام الناتجة عن تفسير المحكمة الدستورية .. وفي نفس الوقت يقتنع هو بضرورة تقنين كل ما هو ظني الثبوث ظني الدلالة حسب اجتهادات شيوخهم التي لا تُناقش ..!
نعم حصر المسألة في الازهر الشريف قد لا يحمل القلق الآن .. لكنه يحمل القلق في المستقبل .. خصوصا وان الأزهر أصبح أحد معامل تفريخ الفكر الوهابي .. ما الضامن اذا تم انتخاب شيخ سلفي علي رأس الأزهر مستقبلا .. وهذا وارد جدا .. ستكون النتيجة مثلا تفسير كلمة " مبادئ " بأنها الأحكام قطعية الثبوت ظنية الدلالة مثلا .. ( وتلك بداية العصر الأسود ) ..!
وهنا تُلغي أية قوانين تتعارض مع بعض الاجتهادات الفقهية القديمة .. وهنا ترتد مصر إلي حالة من التراشق بالنصوص وتفسيراتها .. وعليه ينتقل الصراع من ميدان السياسة إلى ميدان الدين .. وتصبح الكلمة الفصل لرجال الدين لا لرجالة السياسة ..
وليس خافيا علي أحد أنه طالما اُستخدم الأزهر من قبل السلطة حتي صار الأزهر تابعا لرئيس الدولة .. فليس خافيا علي أحد فتاوي شيوخ الأزهر الذي برروا التطبيع وكامب ديفيد وتصدير الغاز وبناء الجدار العازل علي الحدود مع غزة ؟!
إن احتكار الأزهر لتفسير مباديء الشريعة .. وجعل الأزهر المرجعية النهائية عن الإختلاف .. هو أمر يكرس ويؤسس للإستبداد الديني الذي طالما عانينا منه في تاريخنا الإسلامي .. والدين ليس حكرا علي مؤسسة بعينها ولا علي رجال بعينهم .. يقول الشيخ محمد عبده : الإسلام جاء ليقلب السطلة الدينية وليس لمسلم على مسلم سوى النصح ..!
صياغة المادة الثانية من الدستور علي هذا النحو .. هي صياغة معيبة .. وهو تكريس للدولة الدينية بكل ما تحمله معاني ومضامين الكلمة .. إننا نستبدل كنيسة القرون الوسطي بالجامع .. ونضع العمامة بدلا من القلنسوة .. إننا بحق نؤسس لدولة أصحاب العمائم ..!
" حليم "