مشاهدة النسخة كاملة : توفاه الله وبرصاص الكُره تُغتال روحه


ابو الفاروق
20-07-2012, 09:41 PM
توفاه الله وبرصاص الكُره تُغتال روحه
بقلم : محمد الفاروق
فى جريدة الوفد
http://www.alwafd.org/%D8%B5%D8%AD%D8%A7%D9%81%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%B7%D9%86?view=ne w&id=5473

وهناك رابط اخر فى جريدة التحرير اليوم
http://www.tahrir2day.com/2011-05-09-11-48-39/%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%A1/7943-%D8%AA%D9%88%D9%81%D8%A7%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%88%D8%A8%D8%B1%D8%B5%D8%A7%D8%B5-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%8F%D8%B1%D9%87-%D8%AA%D9%8F%D8%BA%D8%AA%D8%A7%D9%84-%D8%B1%D9%88%D8%AD%D9%87.html
فقدت مصر رجلاً مهما اختلفنا أو اتفقنا عليه لا نستطيع أن نُنكر تاريخه العسكري والوطني المشرف, وأنه من الرجال الذين أخلصوا لهذا الوطن في زمن عز فيه الرجال , إنه الرجل الذي عمل طيلة حياته في صمت ورحل في صمت , الرجل الذي قال عنه الأعداء قبل الأصدقاء أنه اخطر رجل استخبارات في الشرق الأوسط ولقبوه " بالثعلب " لمكره ودهائه , عاش طيلة حياته ومنذ تخرجه من الكلية الحربية يعمل بهدوء وكد , ما بخل يوماً على وطنه بالجهد والعرق والإخلاص , حارب وقاتل وقت الحرب ووقت السلم , حافظ على سلامة وأمن وطنه ومواطنيه في الأرض والبحر والجو وحمل روحه على كفه ذهاباً وإيابا , ما تباهى يوماً أو تعالى وتكبر بإنجازات جهاز المخابرات في عهدة , فضل العمل خلف الستار وابتعد عن الأضواء الزائفة التي يلهث ورائها أنصاف الرجال , وعندما مرت مصر بأصعب أوقاتها أيان ثورة يناير تحمل على عاتقة ملف المصالحة الوطنية وحاول بشتى الطرق جمع كل الأطراف على مائدة الحوار تجنباً لإراقة أي قطرة دم تسال من أصغر مواطن مصري , وعلى نفس الضرب استعانت به العديد من الدول العربية لحل مشاكلها التي تتعلق بأمنها القومي , ومن منطلق روح الوطنية القومية الخالصة التي تشبع بها منذ نعومة أظافرة في " مصنع الرجال" كان يلبى كل نداء بلا أي تردد أو تأخر فهذه شيم الرجال الأوفياء, وعندما تعالت الأصوات والهتافات الخالصة من القلوب والعقول وطالبه أبناء وطنه البسطاء بخوض انتخابات الرئاسة لقناعتهم وثقتهم فيه والتي لم تأتى من فراغ فلا يجتمع قوم على ضلالة, فلم يستطع كعادته ردهم وهم مطأطئي الرؤوس رغم ابتعاده الشامخ عن مستنقع السياسة العفن, وآبت نفسه الذكية أن تستكين أو تهدأ وتتخلي عن خدمة وطنه والذي قد أقسم على خدمته حتى يذوق الموت, ولبى الرجل النداء لأنه هو من هو عُمر سليمان الذي يتنفس حبً وعشقاً لتراب هذا البلد , وعندما لم تسعفه الظروف وحالت بينه وبين استكمال ما عزمَ عليه , تعامل مع الموقف كالفرسان لأنه لم يكن طالب ولاية بل طُلب لها, وأعتذر لمن أودعوا فيه ثقتهم لتلك الظروف التي لا دخل له فيها ثم صمت - صمت الرجال الأشداء ولم يأخذه عقله الرصين ولا كرامته وكبريائه لمثل ما وقع فيه غيره من دعاة الفتن والفوضى وطالبي الولاية والألقاب لأنه هو من هو عُمر سليمان الذي لا يزيده أو يقلل منه اللقب والمنصب شيئاً , فيكفيه أنه صانع الألقاب ومقتنصها بعمله الدءوب وبراعته وذكاءه ومهارته وهذا ما يرغم أعدائه على تلقيبه وتنصيبه برجل المخابرات الأول في مصر والشرق الأوسط رئيس ومدير رابع أقوي جهاز مخابرات في العالم , رجل المهام الصعبة الرجل الذي يستحق وبحق كلمة رجل الأفعال لا الأقوال . وبالرغم من كل هذا أقول لمن يختلف معي في رؤيتي عن تاريخ هذا الرجل وسيرته الذاتية إن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية , اختلفوا كما تشاءون فتاريخ الرجل المعروف منه والظاهر أمامنا أقل بكثير مما هو مستتر فطبيعة عمله الغامض الذي اختاره بنفسه تفرض علينا هذا الاختلاف ؛ وإنني لعلي يقين أن الحق والحقائق ستتكشف عاجلاً أم أجلاً , ولكن اختلافكم هذا معي في حبي ورؤيتي لهذا الرجل ولتاريخه لا يعطي لكم أو لغيركم الحق في تشويه وتلويث سمعته , أو إقحام اسمه في كل مصيبة كبيرة كانت أو وصغيرة تحدث هنا أو هناك دون أي بينة أو دليل , وما يحدث هذا ما هو إلا "شماعة" تُعلق عليها الأخطاء لخدمة مصالح سياسية لبعض الأشخاص والجهات , اعلموا أن الشائعات تأخذكم أحياناً ودون دراية لتشويه سمعتنا كمصريين لأنه أولاً وأخيراً مواطن مصري وابناً من أبناء القوات المسلحة المصرية المعروفة منذ نشأتها بالوطنية فلم نعتاد يوماً على وجود خونة في صفوف جيشنا, والأهم من ذلك أن التشكيك فيه وفي وطنيته هو تشكيك أعتبره مباشر في وطنية جهاز المخابرات الذي تولى رئاسته لسنوات طوال , وإني لعلي ثقة مطلقة في الله وثقة تامة في وطنية هذا الجهاز وإخلاص رجالة لمصر , كما إنني على ثقة أيضاً أن كل مشكك أو مدعي على الرجل لو قرأ أو سمع من صهيوني أي كلمة فيها إساءة أو سب لمخابراتنا ولرجالها سيكون أول مَن يُدافع وبشراسة عنهم وعن جميع مؤسساتُنا الوطنية , فلما إذن تفعلوا بأنفسكم ما لا نطيقه من أعدائنا بل وتفعلوا الشيء الذي إذا فعله أي شخص نضعه أيضاً في سلة الأعداء , والذين يتمنوا فعله ولكنهم لا يجرؤون لأن رأسهم مليئة بالجروح من جراء صدمات جهاز مخابراتنا لهم بقيادة " الثعلب ". أما الشامتون في موته أو المستهزئون والساخرون بمشاعر البعض الحزينة والمتألمة من وفاته فقولي لهم لا شماتة في موت ولا سخرية من أحد فكلاهما تصرفان قبيحان لا يمتَ لتعاليم الإسلام ولأخلاق المسلمين في شيء , وإن تماديتُم فلا يسعني إلا أن أقول لكم قولاً واحداً " افعلوا ما شِئْتُمْ فكما تَدين تُدان" فالرجل بين يدي الله الآن ولن يُضيره لهوكم وشماتتكم وسخريتكم , ولكن المضار الأول والأخير أنتم , فحتى لو كان فيه ما تدعون فإن إسلامنا يحضُنا على ذِكر محاسن موتانا والدعاء بالرحمة والمغفرة لهم أو الصمت فإن الله أمر المؤمنين به بقول الخير أو الصمت . أيها الجنرال لقد كان يؤلمني وبشدة أن أري وأسمع مَن يهاجمك ويخونك ويسيء لشخصك ولكنني كنت أؤثر الصمت لأن قلمي لم يعتاد يوماً على الزود أو الدفاع عمن أحبهم فالمشاعر الإنسانية الخاصة والحقيقية مكانها القلب لا الصحف , فضلاً عن وجودك على قيد الحياة وهذا يجعلك أقدر وأولي الناس بالدفاع عن نفسك , وبالرغم من ذلك أبيت بروحك الشامخة , ونأيت بشخص المقاتل , وتحليت بأخلاق الفرسان وابتعدت عن مثل هذه المهاترات , ولم تُعيرهم اهتمامك لصغرهم وما يقولون , فما كان منك جعلك تزداد في عيني وعيون آخرون قيمة وقامة وشموخ , وجعل منهم أقزام لا نكاد نراهم بالعين المجردة , ولكنني الآن وبعد أن أصبحت أيها الرجل الأصيل بين يدي الله وبعد ما رأيته من إصرار على السب والشماتة والاستهزاء بموتك , وبعد ما لمسته من استمرار في محاولات البعض للزج بك وباسمك للمتاجرة به في بعض القضايا , لم أعد أطيق صبراً على المشاهدة فقد تحرر قلمي بوفاتك وسأزود عنك في الحق وأدافع عنك كدافعي عن أي مصري وسأهاجم وبضراوة وهجومي دفاع كل من يشوهك أو يخونك أو يبغضك غير عابيء بكنية من يفعل هذا بك . إن العين لتدمع وان القلب ليحزن وأنا على فراقك يا عُمر لحزين , وأعلم أن حبي لك ليس رياء ولا وليد اللحظة فما سطرته الآن كُتبَ وأنتَ في عالم آخر, ولكن احترامي وتقديري وحبي لك كان يسكن عقلي وجوارحي منذ حين , أدعوا لك بالرحمة والمغفرة واعزي نفسي وأهلك والمسلمين جميعاً في وفاتك , أيها المصريون أرحموا الرجل رحمكم الله , فقد توفاه وهو في ذمته الآن, وقد حفظة الله في حياته من غدر الأعداء ولم يستطيعوا اغتياله بغدرهم فلا تغتالوا روحه أنتم برصاص الكُره .

aymaan noor
21-07-2012, 02:17 AM
انا لله و انا اليه راجعون
رحم الله الفقيد و غفر له ولنا وللجميع
جزاك الله خيرا