مشاهدة النسخة كاملة : تأملات داعية في ذكرى ثورة يوليه


abomokhtar
24-07-2012, 12:00 AM
بقلم د/ ناجح إبراهيم
كل شيء يصلح أن يكون قطاعا ً عاما ً إلا الكلمة.. فهي حرة ومستقلة .. والكلمة تعني الصحافة .. وتملك الدولة للصحافة يضر الدولة ويكلفها فوق طاقتها.. ويضر الصحافة ويعودها على نفاق الحكام.. ويجعلها دوما ً خاضعة لهم.. وتدور في فلكهم .
منهاج المسلمين هو الأعظم وواقع بلادهم هو الأسوأ .. فهناك انفصال بين المنهاج العظيم وهو القرآن والواقع الأليم الذي تحياه الأمة العربية والإسلامية .. ويعود ذلك إلي عدة أسباب :
1- إما أننا لا نفهم القرآن والسنة حق الفهم
2- وإما أننا نفهمهما ولكننا لا نعمل بهما
3- وإما أن يكونا معا ً
من أفضل البرامج في القنوات الفضائية من وجهة نظري برنامج "الطبعة الأولى" للأستاذ أحمد المسلماني .. لأنه يمنح للمشاهدين ثقافة راقية وحديثة ومتجددة تواكب العصر دون إسفاف أو ابتذال أو ردح إعلامي .. ودون استقطابات سياسية حادة وضارة لا معنى لها ودون ضجيج لا طحن فيه.. كما يفعل البعض الآن .. فتحية لهذا الإعلامي والمثقف المتميز.
قال د/ أحمد زويل في آخر أحاديثه مع المسلماني في تونس:
أنه لم يركن إلي حصوله على جائزة نوبل ولم يتوقف عمله بعدها أو يظن أنها نهاية المطاف العلمي له .. وأن فريق بحثه قدم أكثر من 150 بحثا ً علميا ً متميزا ً بعد نوبل .. وأنه نشر في عام 2012وحدها قرابة 15 بحثا ً علميا ً عالمياً رصينا ً .. وأنه حصل على براءة اختراع للميكروسكوب رباعي الأبعاد منذ عامين .. وأن الميكروسكوب أنتج بالفعل في شركة "إف- بي – أي" الأمريكية مع حفظ حق الملكية الفكرية له ولفريقه العلمي .. وأنه تقدم بقرابة 8 براءات اختراعات ستعتمد خلال 6 أشهر .
إنها الهمة التي لا تتوقف أبدا ً .. والمثابرة التي لا حدود لها .. ومعها تواضع العلماء .
إنه درس للذين يتوقفون عن البحث العلمي لمجرد وصولهم إلي درجة الأستاذية .. وكأنها نهاية البحث العلمي وليست بدايته الحقيقية .. حيث النضج العلمي والتريث والأمانة والدقة.
يبدو أن بداية النهاية لبشار وأعوانه قد دقت ساعتها وذلك بعد مقتل الكثير من أركان حكمه العسكريين والأمنيين في التفجير الأخير الذي حدث في مركز الأمن القومي بالقرب من دمشق وأدى إلي مقتل وزير الدفاع السوري وبعض معاونيه .. وكذلك إسقاط مروحتين سوريتين لصواريخ أرض جو التي امتلكها الجيش السوري الحر.. ولعل إسقاطهما يكون ردا ً تركيا ً بليغا ً على إسقاط الطائرة التركية من قبل المضادات السورية .. ولعل هذا كله من بركات رمضان شهر الصيام والانتصارات .
ثورة يوليو سنة 1952 بإيجابياتها وسلبياتها .. وبحسناتها وسيئاتها .. هي جزء من تاريخ مصر لا يستطيع أحد أن يحذفه بجرة قلم .. وقد كانت العدالة الاجتماعية ومجانية التعليم من أهم حسنات ثورة يوليه .. وكانت الديكتاتورية والعسف السياسي وإقصاء الآخر من أهم سلبياتها.. فضلا ً عن التعذيب والاعتقال وقوانين الطوارئ .. وكأن ثورة يوليه قايضت الشعب المصري فأعطته العدالة الاجتماعية وسلبت منه في المقابل حرياته العامة والديمقراطية.
ولو أن ثورة يوليه أعطت الشعب المصري حريته إلي جوار الخبز .. والديمقراطية إلي جوار مجانية التعليم .. والأمن والأمان إلي جوار الكرامة الإنسانية وعدم الإقصاء .. واحترام الأديان بدلا ً من نشر الأفكار اليسارية وتربعها علي سدة الإعلام والثقافة لكان لها شأن آخر.
عبد الناصر يعده بعض الإسلاميين شيطانا ً مريدا ً.. ويعده الناصريون ملكا ًكريما ً وزعيما ً نقيا ً .. والحقيقة أنه بشر اخطأ وأصاب .. عدل وظلم .. أحسن وأساء .. خدم مصر وأضرها .. انتصر وهزم.