مشاهدة النسخة كاملة : وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ


abomokhtar
31-07-2012, 10:04 AM
بقلم/ تراجي الجنزوري
http://egyig.com/Public/articles/road/9/images/436432550.jpg

"إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ"
ما رأينا شهرا أعظم بركة.. ولا أوفر ثمرة من هذا الشهر العظيم المبارك.. شهر رمضان الكريم.. بركة في المأكل.. ووفرة في الملبس.. وسعة في الأرزاق.. وذلك بالرغم من كثرة الاستهلاك فيه عن غيره.
الجيوب ملأى.. والثلاجات عن آخرها.. والموائد في جميع الطرقات.. الفقراء والمساكين يتمنون أن العام كله رمضان وذلك لبركته وكرمه.. فضلا ً عن الأغنياء والميسورين.
فلما رأيت ذلك حمدت الله حمدا ً طيبا ً طاهرا ً كثيرا ً مباركا ً فيه.. ملأ السموات والأرض.. وملأ ما بينهما.. وملأ ما شاء ربنا من شيء بعد.. ثم بادرت نفسي سائلا ً:
ما سبب هذه البركة وتلك الوفرة والسعة؟!!
فوجدت آية الأعراف تجيبني:
"وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ".. وذلك متحقق بالكلية في هذا الشهر الكريم .
الشرط الأول.."وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ"
فبداية..عند النداء بفرضية الصيام أثبت الله عز وجل لهم الإيمان.. "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ" الإيمان بما تحمله الكلمة من معان:
قول باللسان وتصديق بالجنان وعمل بالأركان.. ما وقر في القلب وصدقه العمل..
إيمانا ً.. يقتضي استسلاما ً وخضوعا ً وانقيادا ً.
إيمانا ً .. يعني قبولا ً ينفي الرد.. وانقياداً ينفي الرفض.
وهذا هو الشرط الأول في تحقيق البركة "وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ".
الشرط الثاني.. "لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ"
وذلك متحقق أيضا في رمضان.. حيث جعله الله الحكمة من فرضية الصيام.. "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ".
ففي هذا الشهر تجد تحقق التقوى واقعا ً مشاهدا ً في حاضر الناس وتعاملاتهم وتصرفاتهم.
في رمضان.. واقع مشاهد.. لا يجدك الله حيث نهاك ولا يفتقدك حيث أمرك.
في رمضان.. واقع مشاهد.. اعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
في رمضان.. واقع مشاهد.. تقديم محاب الله على محاب النفس عند غلبات الهوى.
في رمضان.. واقع مشاهد.. ترك الناس الحلال طاعة لله..فكان الحرام من باب أولى.. فقلما تجد أحدا ً يرتشي..أو يسب..أو ينتهك حرمة لله.. أو يتعدى حدا ً من حدود الله تعالى.
في رمضان.. واقع مشاهد.. فعل ما ينبغي على الوجه الذي ينبغي في الوقت الذي ينبغي.
وكل ذلك من معاني التقوى.
فلما تحققا الإيمان والتقوى صارت البركة واقعا عملياً.. نلمسه جميعا في هذا الشهر العظيم المبارك .
وقد جعل الله ذلك علامة على الاستقامة على الشريعة.. "وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقاً".
نداء ورجاء
يا من أردتم بركة وسعة ووفرة عليكم بالاستقامة على الشريعة.
ويا من أردتم أمن وآمانا ً.. وسلامة وسلاما عليكم بالاستقامة على الشريعة.
يقول "نيلسون مانديلا":
"إذا أردتم أن يكون معدل الجريمة صفرا ً فطبقوا مبادئ شريعة محمد".
يقول "كنز" عالم الاقتصاد الانجليزي:
"إن رأس المال لن يقوم بدوره كاملا ً.. إلا أن يكون سعر الفائدة صفرا ً.. وهو ما نادت به شريعة محمد.
يقول" نظمي لوقا":
"إن الذي يغمض عينيه دون النور يضير عينيه ولا يضير النور.. فالنور منفعة للرائي لا للمصباح.. وكذلك شريعة محمد".
هذا ديننا.. وهذه شريعتنا.. "فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ* إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ* لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ" .
اللهم اجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.. آمين