مشاهدة النسخة كاملة : تفسير نفسى لكلمة (الفلول)!!


aleman
10-08-2012, 11:27 PM
رؤية نفسية لاحدى الظواهر المصاحبة للثورات العربية
تفسير نفسي لمسألة " الفلول ".. و"متلازمة ستوكهولم"
Stockholm syndrome (disambiguation http://elazayem.com/new%28106%29.JPG
د لطفى الشربينى
استشاري الطب النفسي


http://elazayem.com/a%28100%291.gif من الظواهر التي تابعناها ولفتت الانتباه بشدة اثناء الثورات العربية التي اندلعت تباعا وجود قطاعات كبيرة نسبيا من مواطني هذه الدول يتمسكون بالنظم الدكتاتورية ويدافعون عن بقائها بل قد يواصلون تأييدها حنى بعد سقوطها ..والتعليل المباشر لذلك هو وجود ما يطلق عليه " فلول" لهذه الانظمة المستبدة من الفاسدين الذين ارتبطت مصالحهم بها ويخشون من التغيير . . لكن الامر ليس بهذه البساطة فهناك بالفعل جموع اكبر من عامة المواطنين ومنهم للعجب كثير من الذين تعرضوا للمعاناة والمسحوقين في ظل هذه الانظمة الدكتاتورية ومع ذلك يبدون تعاطفا حقيقيا معها ختي عقب انهيارها.. فما تفسير ذلك من وجهة النظر النفسية!؟
http://elazayem.com/a%28100%291.gif ويمكن ملاحظة هذا التأثير في الأنظمة القمعية، عندما لا تملك السلطة شرعيتها من اغلبية الشعب، فتصبح وسيلة الحكم القمعية ضاغطة على افراد المجتمع، ولمدة طويلة، يطور خلالها الافراد علاقة خوف من النظام، فيصبح المجتمع ضحية النظام، ويدرك النظام هذه الحالة مع الوقت، حتى يتقن لعبة ابتزاز المجتمع ..وعلينا - نحن الاطياء النفسيين - تقدبم التفسير النفسي لهذه الظاهرة.
http://elazayem.com/a%28100%291.gif وهنا نقدم عرضا علميا لما يسمى: متلازمة ستوكهولم - وتسمى أيضا متلازمة هلسنكي..وهو مصطلح وصفه عالم النفس والجريمة " نلز بيرت" criminologist and psychiatrist Nils Bejerot ..و يطلق على الحالة النفسية التي تصيب الفرد عندما يتعاطف أو يتعاون مع عدوه أو من أساء إليه بشكل من الأشكال، أو يظهر بعض علامات الولاء له مثل أن يتعاطف المخطوف مع الجاني او المُختَطِف .

بنك كريديتبانكين، ستوكهولم
وقد أطلق على هذه الحالة اسم "متلازمة ستوكهولم" نسبة إلى حادثة حدثت في ستوكهولم في السويد حيث سطا مجموعة من اللصوص على بنك كريديتبانكين Kreditbanken هناك في عام 1973، واتخذوا بعضاً من موظفي البنك رهائن لمدة ستة أيام، خلال تلك الفترة بدأ الرهائن يرتبطون عاطفياً مع الجناة، وقاموا بالدفاع عنهم بعد إطلاق سراحهم.
والتساؤل عن سبب هذه الحالة.. فعندما تكون الضحية تحت ضغط نفسي كبير، فأن نفسه تبدأ لا إرادياً بصنع آلية نفسية للدفاع عن النفس، و ذلك من خلال الاطمئنان للجاني، خاصة إذا أبدى الجاني حركة تنم عن الحنان أو الاهتمام حتى لو كانت صغيرة جداً فإن الضحية يقوم بتضخيمها وتبدو له كالشيء الكبير جداً. وفي بعض الأحيان يفكر الضحية في خطورة إنقاذه، وأنه من الممكن أن يتأذى إذا حاول أحد مساعدته أو إنقاذه، لذا يتعلق بالجاني.
http://elazayem.com/a%28100%291.gif وتظهر هذه الحالات كذلك في حالات العنف أو الاستغلال الداخلي، وهي حالات العنف أو الاستغلال: (عاطفي، جسدي، ***ي) التي تحدث داخل العائلة الواحدة، خاصةً عندما يكون الضحايا أطفال، يلاحظ أن الأطفال يتعلقون بالجناة بحكم قرابتهم منهم و في الكثير من الأحيان لا يريدون أن يشيروا بأصابع الاتهام إليهم..ويصاب بهذه الحالة حسب بعض الدراسات مايقرب من 27% من الفئات التالية:-
المختطفون. - المعتقلون.- أفراد العصابات. أسرى الحرب- أفراد الطوائف والمذاهب الدينية- ضحايا زنا المحارم. ,والعاهرات
- ضحايا ال******.- النساء اللاتي يتعرضن للضرب المبرح والاضطهاد الشديد .
و بعض المواطنين في الدول القمعية.
http://elazayem.com/a%28100%291.gif والعلاج في هذه الحالات و التعامل معها يتطلب جهدا كبيرا كالعلاج الجمعي وتقديم الدعم والمساندة وإخراج المصاب من عزلته... كما يجب إعادة صياغة معاني السلوك الأخلاقي ومفاهيم الشر والخير للمصاب بمتلازمة ستوكهولم
http://elazayem.com/a%28100%291.gif وفي ختام هذا العرض لهذه الظاهرة المثيرة التي صاحبت الثورات العربية في مواجهة انطمة الاستبداد التي سقطت بالفعل في تونس ومصر, والتي لاتزال في مسيرتها في سوريا واليمن ليبيا وماسوف يأتي في بقاع اخرى فانني من موقعي كطبيب نفسي عربي في قلب الاحداث ادعو زملاء المهنة الى الاستمرار في رصد وتخليل مثل هذه الظواهر .

د. لطفي الشربيني