علوة حامد
11-08-2012, 12:13 AM
مرسى و سياسة التغيير المتدحرج .. بقلم : أ. محمد ابو راشد
"إغضب ياريس" نداء وجهه معظم مؤيدى الرئيس فى الأيام الماضية. طبعاً ليس المقصود الغضب الذى نهانا عنه رسولنا (ص) و لكن المقصود أن يكون هناك قرارات ثورية.
أراد البعض أن يدخل الرئيس برأسه فى الصخرة من أول يوم له فى القصر الجمهورى و يشعل صداماً مع الجيش وباقى مكونات الدولة العميقة. صحيح أنه كان سيحظى بتأييد كامل من ناخبيه و لكن كسب تأييد شعبى كالذى حدث إبان الثورة غير مضمون بعد نجاح الإعلام الموجه فى التأثير على نصف الشعب تقريباً و تنفيرهم من الثورة و الثوار.
نستطيع أن نحلل منهج الرئيس فى ثلاثة محاور أساسية لإستراتيجية يمكن تسميتها "التغيير المتدحرج" :
الصراع المكتوم : لا يمكن تجاهل أن المجلس العسكرى لديه أدوات قوة و مسيطر على مفاصل الدولة و مدعوم أيضاً من مكونات النظام السابق الداخلية و مرتكزاته الخارجية.
فكان لابد من المحافظة على شكلٍ ما من أشكال التوافق أو إن شئت النفاق. و لا يمنع أن تكون هناك تحذيرات مغلفة و إغراءات فى محاولة سلمية لإنهاء دور العسكر فى الحياة السياسية.
وفى ذلك الإطار أفاض الرئيس فى المدح و الثناء على المجلس الأعلى و تسليمه السلطة الذى لم يتم.
ولكن فاجأ الرئيس المجلس الأعلى بقرار سحب قرار حل البرلمان و كانت ضربة قاصمة لولا تدخل أداة من أدوات الدولة العميقة ألا و هى المحكمة الدستورية.
إنه صراع لكن لا يصل لمرحلة دفع الجيش لشق عصا الطاعة و العداء السافر.
الإختراق الإرتجاجى :
عندما يكون الرئيس وحده وسط معظم مؤسسات الدولة فليس له إلا أن يراقب و يحاول أن يحقق إختراقات بإصطفاء شخصيات من داخل النظام يمكن إستخدامها للتغلغل و فتح الأبواب للقادمين من الخارج. كإستخدام قنديل ككبسولة لجمل وزارة بعضها ثوريين أقحاح لإختراق النظام. و أيضاً تطمين بعض منسوبى الدولة العميقة البسطاء للتدليل على أنه ليس هناك عداء غير مبرر معهم بتعيين الجنزورى مستشار للرئيس و تكريم رؤساء الهيئات القضائية المحالين للمعاش.
فتتغلل هذه السياسات فى قلب الدولة العميقة و ترج أركانها.
إستغلال الفرص : كما هو معروف إدارياً بتحويل المشكلة إلى فرصة أو
Turn
issue to opportunity .
فإستغل الرئيس حادثة رفح و الأحداث المؤسفة فى الجنازة لإحالة مدير المخابرات للتقاعد و الطلب من المشير تغيير قائد الشرطة العسكرية المكروه من الميدان و التخلص من قيادات عليا فى الداخلية.
فقد أصاب أكثر من عصفور بحجر واحد : فحَرق شخصيات محسوبة على النظام السابق و تخلص من شخصيات مكروهة من الميدان و هَز المؤسسات التى تظن أنها عصية على الرئيس (المجلس العسكرى و المخابرات و الداخلية ) و إستشفَ ردود أفعالها و أعدَها لتغييرات أكبر حجماً و أظهر حزماً كان البعض ينشده فى الفريق شفيق.
فإستحق بجدارة رضا جميع مكونات الميدان و ثقة ناشدى الأمن و الإستقرار من عامة الشعب.
الخلاصة : سيستمر الرئيس فى إستراتيجية التغيير المتدحرج و سيستغل أى مشكلة يحاول الطرف الآخر إفتعالها لمزيد من هز المؤسسات المستعصية.
و سيستمر أيضاً فى إختراق النظام بإختيار شخصيات من داخله حتى يوم التغيير الأكبر ألا وهو يوم الإستفتاء على الدستور. فهو يوم له ما بعده و لكل حادثٍ حديث و لكل زمن رجاله.
https://fbcdn-sphotos-a-a.akamaihd.net/hphotos-ak-snc6/255269_400371773359411_1703943192_n.jpg
"إغضب ياريس" نداء وجهه معظم مؤيدى الرئيس فى الأيام الماضية. طبعاً ليس المقصود الغضب الذى نهانا عنه رسولنا (ص) و لكن المقصود أن يكون هناك قرارات ثورية.
أراد البعض أن يدخل الرئيس برأسه فى الصخرة من أول يوم له فى القصر الجمهورى و يشعل صداماً مع الجيش وباقى مكونات الدولة العميقة. صحيح أنه كان سيحظى بتأييد كامل من ناخبيه و لكن كسب تأييد شعبى كالذى حدث إبان الثورة غير مضمون بعد نجاح الإعلام الموجه فى التأثير على نصف الشعب تقريباً و تنفيرهم من الثورة و الثوار.
نستطيع أن نحلل منهج الرئيس فى ثلاثة محاور أساسية لإستراتيجية يمكن تسميتها "التغيير المتدحرج" :
الصراع المكتوم : لا يمكن تجاهل أن المجلس العسكرى لديه أدوات قوة و مسيطر على مفاصل الدولة و مدعوم أيضاً من مكونات النظام السابق الداخلية و مرتكزاته الخارجية.
فكان لابد من المحافظة على شكلٍ ما من أشكال التوافق أو إن شئت النفاق. و لا يمنع أن تكون هناك تحذيرات مغلفة و إغراءات فى محاولة سلمية لإنهاء دور العسكر فى الحياة السياسية.
وفى ذلك الإطار أفاض الرئيس فى المدح و الثناء على المجلس الأعلى و تسليمه السلطة الذى لم يتم.
ولكن فاجأ الرئيس المجلس الأعلى بقرار سحب قرار حل البرلمان و كانت ضربة قاصمة لولا تدخل أداة من أدوات الدولة العميقة ألا و هى المحكمة الدستورية.
إنه صراع لكن لا يصل لمرحلة دفع الجيش لشق عصا الطاعة و العداء السافر.
الإختراق الإرتجاجى :
عندما يكون الرئيس وحده وسط معظم مؤسسات الدولة فليس له إلا أن يراقب و يحاول أن يحقق إختراقات بإصطفاء شخصيات من داخل النظام يمكن إستخدامها للتغلغل و فتح الأبواب للقادمين من الخارج. كإستخدام قنديل ككبسولة لجمل وزارة بعضها ثوريين أقحاح لإختراق النظام. و أيضاً تطمين بعض منسوبى الدولة العميقة البسطاء للتدليل على أنه ليس هناك عداء غير مبرر معهم بتعيين الجنزورى مستشار للرئيس و تكريم رؤساء الهيئات القضائية المحالين للمعاش.
فتتغلل هذه السياسات فى قلب الدولة العميقة و ترج أركانها.
إستغلال الفرص : كما هو معروف إدارياً بتحويل المشكلة إلى فرصة أو
Turn
issue to opportunity .
فإستغل الرئيس حادثة رفح و الأحداث المؤسفة فى الجنازة لإحالة مدير المخابرات للتقاعد و الطلب من المشير تغيير قائد الشرطة العسكرية المكروه من الميدان و التخلص من قيادات عليا فى الداخلية.
فقد أصاب أكثر من عصفور بحجر واحد : فحَرق شخصيات محسوبة على النظام السابق و تخلص من شخصيات مكروهة من الميدان و هَز المؤسسات التى تظن أنها عصية على الرئيس (المجلس العسكرى و المخابرات و الداخلية ) و إستشفَ ردود أفعالها و أعدَها لتغييرات أكبر حجماً و أظهر حزماً كان البعض ينشده فى الفريق شفيق.
فإستحق بجدارة رضا جميع مكونات الميدان و ثقة ناشدى الأمن و الإستقرار من عامة الشعب.
الخلاصة : سيستمر الرئيس فى إستراتيجية التغيير المتدحرج و سيستغل أى مشكلة يحاول الطرف الآخر إفتعالها لمزيد من هز المؤسسات المستعصية.
و سيستمر أيضاً فى إختراق النظام بإختيار شخصيات من داخله حتى يوم التغيير الأكبر ألا وهو يوم الإستفتاء على الدستور. فهو يوم له ما بعده و لكل حادثٍ حديث و لكل زمن رجاله.
https://fbcdn-sphotos-a-a.akamaihd.net/hphotos-ak-snc6/255269_400371773359411_1703943192_n.jpg