أ/محمد ابراهيم
14-08-2012, 02:42 AM
وضع الرئيس المصري محمد مرسي قطار الثورة على المسار الصحيح، بإلغائه الإعلان الدستوري المكمل، وإقالة كبار قادة الجيش المصري، الذين اعتقد الكثيرون أنه لا يستطيع الاقتراب منهم، ودشن بذلك مرحلة جديدة يمكن أن نطلق عليه "المرحلة الثانية من الثورة" أو "الثورة الثانية" التي تؤسس للدولة المدنية الديمقراطية تلبية لإرادة الشعب المصري.
القرارات الجريئة للرئيس مرسي تؤكد أنه شخصية قوية قادرة على صناعة القرارات والتصدي "لأصحاب النياشين" والبزات العسكرية، فهو لا يتصرف بمنطق ردات الفعل، ويخطط جيدا ويمضي بثبات إلى الأمام ويعمل على "مأسسة إنجازات الثورة" بطريقة سليمة ومتينة غير قابلة للتراجع إلى الوراء مستندا إلى دعم شعبي غير مسبوق.
من حسن حظ الرئيس مرسي أنه يقود دولة لها تاريخ وحضارة وتراث سياسي عريق، فمصر دولة ذات سيادة من آلاف السنين، والمؤسسة العسكرية المصرية أكبر من أن تكون لعبة في يد هذا الشخص أو ذاك مهما كان منصبه وقوته، وهذا سهل من مهمته في إحالة الجنرالات للتقاعد بهدوء.
عندما أعلن الدكتور مرسي قراراته بتعيين المستشار محمود مكي نائباً لرئيس الجمهورية، وإحالة المشير محمد طنطاوي، القائد العام للقوات المسلحة، والفريق سامي عنان، رئيس أركان حرب القوات المسلحة وباقي الجنرالات للتقاعد، وقف العالم على أطراف أصابعه، ووضع الكثيرون أيديهم على قلوبهم تحسبا لردة فعل الجنرالات، وفيما إذا كانوا سيرفضون القرارات ويقومون بانقلاب عسكري، وبقيت الأعصاب مشدودة لعدة ساعات، حين زفت الأخبار نبأ ترحيب طنطاوي وعنان بالقرارات وقبولهم بها، وخرج أحد أعضاء المجلس العسكري ليقول إن القرارات اتخذت بالتنسيق مع المجلس.
سواء ما قاله عضو المجلس العسكري صحيحا أم لا، فإن إحالة الجنرالات على التقاعد تحولت إلى حقيقة، ونزلت الجماهير إلى الشوارع والميادين المصرية للترحيب بها، وأحسن الرئيس مرسي صنعا حين أمن لقادة الجيش خروجا مشرفا وقام بتعيينهم في مناصب أخرى، وهو يؤسس بهذا النهج لعقلية "لا إقصائية ولا انقلابية" في مصر، تستبعد تصفية الحسابات أو الثأر، وفي نفس الوقت يثبت جنرالات مصر أنهم كبار، مهما كانت ملاحظاتنا عليهم، وأنهم يضعون مصر فوق كل اعتبار، وأمن مصر واستقرارها فوق كل الخلافات الحزبية والشخصية والفئوية، وهو موقف يسجل لهم.
لم تكن مصر يوما مرتعا سهلا لهذا الشخص أو ذاك، وعندما حولها حسني مبارك إلى "دكان عائلي" لمدة ثلاثين سنة، دفع ثمنا غاليا، كانت عاقبته وخيمة، فها هو "مرمي" في السجن هو وأولاده وأركان حكمه، الذين حولوا مصر إلى مزرعة لعصابة من الفاسدين، فالشعب المصري "الصبور جدا" يعرف كيف يعاقب "الفاسدين المفسدين" في لحظة من اللحظات " وما في حدا على راسه بطحة".
الرئيس مرسي يصنع التاريخ بقراراته الجريئة والشجاعة، ويضع مصر والأمة العربية على مفترق طرق لأنه يدخل الجميع في الزمن الجديد، زمن الثورة وعصر الجماهير والإرادة الشعبية ونهاية حكم العسكر والانقلابات العسكرية.
الطريق لا زال طويلا أمام الدكتور محمد مرسي، فقد ورث تركة ثقيلة من الفساد والفوضى والخراب على كل الأصعدة، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وإعلاميا وأمنيا، وورث مكانة سياسة خارجية متدهورة، وهو يحتاج إلى الكثير من العمل "لينظف" الفساد ويصلح مسار الإعلام "الفلولي" ويعيد الاستقرار الأمني للبلد، ويعيد بناء الاقتصاد، باختصار فإن العبء الملقى على عاتق الدكتور مرسي هو إعادة بناء الدولة على أسس جديدة تقوم على مبدأ "شراكة الجميع"، اعتمادا على الكفاءات والخبرات لجميع المصريين من مختلف الاتجاهات، فالشراكة تصنع تؤسس وطنا للجميع على قاعدة الحقوق المتساوية والفرص المتكافئة العادلة والثقة المتبادلة.
يوما بعد يوم يثبت الدكتور مرسي أنه رجل دولة قادر على اتخاذ قرارات كبيرة وحاسمة تنهي تعدد الرؤوس على رأس هرم القيادة في مصر وتحول مصر من قيادة الفرد إلى دولة تقودها المؤسسات
بقلم: سمير الحجاوي
القرارات الجريئة للرئيس مرسي تؤكد أنه شخصية قوية قادرة على صناعة القرارات والتصدي "لأصحاب النياشين" والبزات العسكرية، فهو لا يتصرف بمنطق ردات الفعل، ويخطط جيدا ويمضي بثبات إلى الأمام ويعمل على "مأسسة إنجازات الثورة" بطريقة سليمة ومتينة غير قابلة للتراجع إلى الوراء مستندا إلى دعم شعبي غير مسبوق.
من حسن حظ الرئيس مرسي أنه يقود دولة لها تاريخ وحضارة وتراث سياسي عريق، فمصر دولة ذات سيادة من آلاف السنين، والمؤسسة العسكرية المصرية أكبر من أن تكون لعبة في يد هذا الشخص أو ذاك مهما كان منصبه وقوته، وهذا سهل من مهمته في إحالة الجنرالات للتقاعد بهدوء.
عندما أعلن الدكتور مرسي قراراته بتعيين المستشار محمود مكي نائباً لرئيس الجمهورية، وإحالة المشير محمد طنطاوي، القائد العام للقوات المسلحة، والفريق سامي عنان، رئيس أركان حرب القوات المسلحة وباقي الجنرالات للتقاعد، وقف العالم على أطراف أصابعه، ووضع الكثيرون أيديهم على قلوبهم تحسبا لردة فعل الجنرالات، وفيما إذا كانوا سيرفضون القرارات ويقومون بانقلاب عسكري، وبقيت الأعصاب مشدودة لعدة ساعات، حين زفت الأخبار نبأ ترحيب طنطاوي وعنان بالقرارات وقبولهم بها، وخرج أحد أعضاء المجلس العسكري ليقول إن القرارات اتخذت بالتنسيق مع المجلس.
سواء ما قاله عضو المجلس العسكري صحيحا أم لا، فإن إحالة الجنرالات على التقاعد تحولت إلى حقيقة، ونزلت الجماهير إلى الشوارع والميادين المصرية للترحيب بها، وأحسن الرئيس مرسي صنعا حين أمن لقادة الجيش خروجا مشرفا وقام بتعيينهم في مناصب أخرى، وهو يؤسس بهذا النهج لعقلية "لا إقصائية ولا انقلابية" في مصر، تستبعد تصفية الحسابات أو الثأر، وفي نفس الوقت يثبت جنرالات مصر أنهم كبار، مهما كانت ملاحظاتنا عليهم، وأنهم يضعون مصر فوق كل اعتبار، وأمن مصر واستقرارها فوق كل الخلافات الحزبية والشخصية والفئوية، وهو موقف يسجل لهم.
لم تكن مصر يوما مرتعا سهلا لهذا الشخص أو ذاك، وعندما حولها حسني مبارك إلى "دكان عائلي" لمدة ثلاثين سنة، دفع ثمنا غاليا، كانت عاقبته وخيمة، فها هو "مرمي" في السجن هو وأولاده وأركان حكمه، الذين حولوا مصر إلى مزرعة لعصابة من الفاسدين، فالشعب المصري "الصبور جدا" يعرف كيف يعاقب "الفاسدين المفسدين" في لحظة من اللحظات " وما في حدا على راسه بطحة".
الرئيس مرسي يصنع التاريخ بقراراته الجريئة والشجاعة، ويضع مصر والأمة العربية على مفترق طرق لأنه يدخل الجميع في الزمن الجديد، زمن الثورة وعصر الجماهير والإرادة الشعبية ونهاية حكم العسكر والانقلابات العسكرية.
الطريق لا زال طويلا أمام الدكتور محمد مرسي، فقد ورث تركة ثقيلة من الفساد والفوضى والخراب على كل الأصعدة، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وإعلاميا وأمنيا، وورث مكانة سياسة خارجية متدهورة، وهو يحتاج إلى الكثير من العمل "لينظف" الفساد ويصلح مسار الإعلام "الفلولي" ويعيد الاستقرار الأمني للبلد، ويعيد بناء الاقتصاد، باختصار فإن العبء الملقى على عاتق الدكتور مرسي هو إعادة بناء الدولة على أسس جديدة تقوم على مبدأ "شراكة الجميع"، اعتمادا على الكفاءات والخبرات لجميع المصريين من مختلف الاتجاهات، فالشراكة تصنع تؤسس وطنا للجميع على قاعدة الحقوق المتساوية والفرص المتكافئة العادلة والثقة المتبادلة.
يوما بعد يوم يثبت الدكتور مرسي أنه رجل دولة قادر على اتخاذ قرارات كبيرة وحاسمة تنهي تعدد الرؤوس على رأس هرم القيادة في مصر وتحول مصر من قيادة الفرد إلى دولة تقودها المؤسسات
بقلم: سمير الحجاوي