abomokhtar
14-08-2012, 06:08 PM
بقلم د/ ناجح إبراهيمhttp://egyig.com/Public/articles/scholars/9/images/449382400.JPG
إذا كان الفكر صحيحا ً سليما ً أنتج مردودا ً ايجابيا ً صالحا ً ومصلحا ً .. والعكس صحيح.. وليس هناك فكر علي وجه الأرض لا مردود له في الواقع العملي.
والتكفير لابد أن يؤدي حتما ً إلي التفجير .. هذه قاعدة هامة يعرفها كل من يدرس أفكار التكفير.
والتكفير لابد أن يؤدي إلي الاستحلال .. فالذي يكفر المسلم ويستحل عرضه ويرميه بالكفر من اليسير عليه أن يستحل دمه وماله.. وأريد في هذا المقال أن أعرض لسوءات فكر التكفير في نقاط مختصرة:
1- التكفير يعد أسوأ لوثة أصابت العقل المسلم في مقتل.. وقد بدأت منذ أيام الخليفة الراشد علي بن أبي طالب.
2- لوثة التكفير ليست لوثة في العقل فقط ولكنها أيضا في القلب والفؤاد .. فالقلوب الغليظة الجافة التي لا تعرف الرحمة هي التي يسكنها فكر التكفير والتي تستكثر علي رحمة الله الواسعة أن ترحم عاصيا أو تدخل مقصرا ً الجنة.. ناسيا أن الله أدخل بغيا "أي مومسا ً" الجنة لأنها سقت كلبا ً كان يلهث من العطش حيث نزلت البئر وغامرت بنفسها وملأت حذاءها بالماء لتسقيه.. فشكر الله لها هذا الصنيع فغفر لها .. كما ورد في الحديث الصحيح.. وقد قال ابن القيم "إن نور التواضع والرحمة الذي سكن قلب هذه البغي أحرق كل معاصيها السابقة".
3- ذلك كله فضلا عن الكبر الذي يسكن قلب الذي يعتنق فكر التكفير.. إذ يظن نفسه أفضل وأتقي وأقرب إلي الله من الآخرين .. ويظن أن المسلمين كلهم هلكي سواه هو ومن معه .. ناسيا ً قول النبي (صلي الله عليه وسلم) " من قال هلك الناس فهو أهلكهم".. أي أهلكهم بتكبره عليهم .. وكان الشيخ حمدي عبد الرحمن يمزح مع أحدهم في المعتقل فيعطيه ورقة صغيرة جدا ً ويقول له: "اكتب لي فيها أسماء المسلمين في العالم كله من وجهة نظرك".. وذلك لما رآه يذم كل الناس والعلماء ولا يعجبه أحد.. في الوقت الذي لم يحصل فيه علي الإعدادية .
4- التكفير ينتشر في البيئات قليلة العلم جافة الطبع.. ولذلك انتشر بين الصيادين في الفيوم في إحدى الفترات وفي سيناء وينتشر بين القرويين والشباب أحادي التفكير ..
5- وهو فكر انشطاري يفرق ولا يجمع .. ويمزق ولا يوحد .. فكل خلاف بين أصحابه هو كفر وإيمان.. ليصبح أحدهما كافرا ً والآخر مسلما ً .. أو يكفر أحدهما الآخر.. وهذا عكس الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم الذي كان خلافهم دوما ليس في الحق والباطل والكفر والإيمان.. ولكن في الراجح والمرجوح .. فالآراء الفقهية المعتبرة ليس فيها حق وباطل .. وكفر وإيمان.. ولكنه راجح ومرجوح.
6- تأملت معظم جماعات التكفير التي رأيتها فوجدت أنها سطحية الفكر لا تحب العلم وتكره الاستزادة منه وتحب الطاعة العمياء والتلقين.
7- التكفير يعني تكفير المسلم بالمعصية أو الذنب.. وجماعات التكفير تكفر الحاكم والمحكوم والشرطة والجيش والبرلمان والقضاء.. ومازالت حتى اليوم علي نفس أفكارها ولم تستفد شيئا ً من أفكار ثورة يناير السلمية.. ولكنها اتخذتها وسيلة لنشر أفكارها في ظل أجواء مهيئة من التكفير السياسي والاستقطاب الحاد.
8- المعصية تنقص الإيمان ولكنها لا تنقضه.. والفرق بينهما "نقطة علي الضاد".. فالإيمان يزيد ولا ينقص .
9- مصيبة التكفير أنه يجعل من نفسه إلها علي الأرض يحكم علي من يشاء بالكفر ثم ينفذ الحكم بنفسه ثم يدخله النار أيضا ً.. كل ذلك يفعله في هدوء.. ناسيا ً أنه يستلب حق الله في الدنيا والآخرة.. وناسيا ً أيضا ً أن الله سبحانه وتعالي قال للنبي (صلي الله عليه وسلم) وكان وقتها رئيسا ً للدولة " لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ " .. وقال له: " لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ " وقال له: " فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ ".
abomokhtar
14-08-2012, 06:09 PM
د/ طارق الزمر: اللجوء للعنف بعد الثورة انتحار سياسى:
بعد ثورة 25 يناير أعلن كثير من قادة الفكر الجهادي التزامهم بالمراجعات التي تمنعهم من استخدام العنف في التعامل مع خصومهم السياسيين والفكريين.. وكان من بينهم د/ طارق الزمر المتحدث باسم حزب البناء والتنمية الإسلامي الذي أعلن بشكل صريح تراجعه عن استخدام العنف.. والذي أُطلق سراحه عقب سجنه 30 سنة بعد إدانته في اغتيال محمد أنور السادات الرئيس الأسبق.
واعتبر الزمر أن الأوضاع السياسية في البلاد تغيرت.. وأن التيار الإسلامي يحقق مكاسب في الشارع في ظل رئيس ينتمي إلى نفس التيارومن قبله برلمان تسوده أغلبية تنتمي لفصائل الإسلام السياسي.
ما رأيك في اتهام الفكر الجهادي بالوقوف وراء حادث رفح الأخير؟
هؤلاء ليسوا جهاديين.. هم فقط مجموعات شبابية لديهم فهم مشوش..ونظرا ً لطبيعتهم الخاصة واحتكاكهم بعناصر من المطاريد كان لهم هذه التوجه الذي يميل لاستخدام العنف في التعامل مع خصومهم.
وهل تعتقد أن هذه العمليات ستستمر في الفترة المقبلة؟
بكل أسف.. العمليات المسلحة مرتبطة بشكل كبير بحالة الانفلاتالأمني التي تشهدها البلاد في كل المناحي، نظراً لوجود جهود حثيثة لفلول النظام البائد وقوى الثورة المضادة لشل الحالة الأمنية في مصر بمزيد من الإجراءات التعسفية ضد العمال.. ما يضطرهم للخروج للاحتجاج.
كما أن بعض رجال الأعمال يؤجرون «البلطجية» لأداء بعض الخدمات، وفى هذه الحالة الأمنية "المترهلة" من المتوقع أن تتكرر أحداث العنف.. سواء أكان فاعلوها جهاديين أمغيرهم.
العمليات الجهادية تؤثر سلبا على موقف «مرسى».. وعلمانيون مغرضون يحاولون إجهاض المشروع الإسلامي.
وماذا عن نظرة الشارع لتلك الحركات.. خاصة أن الإسلام السياسي حاز شعبية خلال الفترة الماضية؟
بالتأكيد أعمال العنف لا تزيد الجهاديين أرضية في الشارع.. ولاتضيف لهم أي مكسب على الإطلاق.. بل العكس فكل حادث عنف ينفذه الجهاديونسيكون بمثابة خسارة جديدة.. لأن الثورة المصرية أرست تقاليد جديدة في العمل العام والسياسي.. ووضعت قوانين جديدة للعبة السياسية.. وأعتقد أن من يميللاستخدام العنف بعد الثورة كأنه ينتحر سياسيا ً.
وماذا عن المراجعات التي أعلنها كثير من قادة الفكر الجهادي في السابق والتي يحدث عكسها على الأرض؟
المراجعات كانت مسألة ضرورية لأن الأوضاع السياسية مختلفة في فترةحكم السادات عندما كان النظام السياسي مستبدا ً .. فكان هو المسئول عن الاحتقان الموجود في الشارع.. لأن «السادات» أغلق كل منافذ حرية التعبير،وكان يزج بأبناء الفكر الجهادي في السجون.. ويقتلهم في الطرقات.. ويستبيحدماءهم.. فكان لابد وقتها من وقفة مع هذا الحاكم المتسلط.
أما بعد الثورةفإننا نقول إن كل عمل ذي طبيعة مسلحة في المستقبل هو خروج صريح على الإرادةالشعبية.
لجأنا للعنف أيام السادات عندما أغلق منافذ حرية الرأي.. وبعد الثورة كل عمل مسلح خروج على الإرادة الشعبية
هل تعتقد أن هذه العمليات تؤثر على موقف الرئيس محمد مرسى الذي ينتمي لأحد فصائل الإسلام السياسي؟
وجود عمليات جهادية مسلحة في الوقت الحالي يؤثر سلباً على موقفرئيس الجمهورية الإسلامي.
وأظن أن هناك أعدادا ً من العلمانيين المغرضينيحاولون توجيه نظر الناس إلى الأخطاء في الدولة منذ تولى الرئيس الحكم،ويسعون لصرف الناس عن كل المحاسن التي نفذها «مرسى».. ومن قبله البرلمانالإسلامي.
وهل يؤثر هذا على المشروع الإسلامي الذي يتبناه؟
البعض يغفل أن أكبر العمليات الجهادية كانت في عهدي «السادات» ومن بعده المخلوع «مبارك».. حتى أننا استهدفنا رأس الدولة في عهد "السادات".. لكنها محاولات لا تنتهي لإجهاض المشروع الإسلامي ووأده قبل أن يتشكل.
د/ ناجح إبراهيم: أحداث رفح انتقام لمقتل 6 من الجهاد في أحداث العباسية:
يرى د/ ناجح إبراهيم أن مراجعات جماعات الجهاد لم تنجح.. لأنهم عبارة عن تيارات متعددة لا توافق بينهم على شيء، واعتبر أحداث رفح محاولة للثار والانتقام من جانب الجماعات الجهادية التي قُتل 6 من أعضائها خلال فض اعتصام العباسية الأخير برصاصالجيش.
وتوقع أن يحاول «الجهاد» تكرار الحادث الأخير للانتقام من حملات الجيش لتطهير سيناء.
ما الفارق بين رؤية الجماعة الإسلامية والجهاد للمراجعات التي جرت في السجون؟
هناك فارق كبير.. فالجماعة الإسلامية تنظيم له قيادة واحدة وتوحدت حول مراجعاتها.. ثم كان هناك توافق وقناعة لدى كل أعضائها حول تلكالمراجعات التي كتب عنها 23 كتابا ً.. لكن جماعات الجهاد تمثل مجموعات صغيرةومتناثرة، بينها اختلافات، وليست متحدة ومتعاونة في كيان واحد مثل الجماعةالإسلامية.
هل هذا سبب نجاح مراجعات الجماعة؟
سبب نجاح مراجعات الجماعة الإسلامية أنها لم تراجع الأخطاء فقط..ولكن القواعد أيضاً ووضع بناء عليها علماء الجماعة 23 كتابا في هذا الصددتُرجم بعضها إلى الإنجليزية والفرنسية والأوردية.
أتوقع عملية أخرى ردا ً على تطهير سيناء.. والأفكار التكفيرية منتشرة في الفيوم والشرقية والإسماعيلية
كيف لم يصل تنظيم الجهاد لنفس النتائج؟
الجهاد ليس تنظيما ً واحدا ً.. فهو عبارة عن مجموعات متفرقة، والجماعةالإسلامية دخلت في مراجعات قوية وفيها صدق وعمق.. وهى سابقة على الجميعلأنها أول حركة إسلامية تعمل مراجعات في تاريخ الحركات الإسلامية.. باستثناءمراجعة الإخوان المسلمين في 1954م.. وتأليف الشيخ حسن الهضيبى لكتاب «دعاةلا قضاة» في عام 1965 ردا ً على التكفير.
والمراجعات تعنى النقد الذاتي..و«القرآن» أوصى بها حينما ذكر النفس اللوامة التي يسميها الأوروبيون النقدالذاتي.
لماذا لا يدعم الجهاديون التوجه الإسلامي بقيادة الإخوان المسلمين؟
أظن أن هناك عناصر من الجهاد تدعم الرئيس محمد مرسى.. ولكن فيالنهاية المنتمون للجماعات الجهادية قلة.. وليس لهم رأى موحد يجمعهم مثلالجماعة الإسلامية.
ما نوعية الجماعات الجهادية الموجودة في مصر؟
في مصر توجد الجماعات الجهادية، ولكن سيناء بها جماعات تكفيرية..وهم جزء من المحنة التي حدثت في قتل الجنود في رفح.. وهى سابقة أولى مننوعها.
ماذا عن اتهام البعض بضلوع إسرائيل في حادث رفح؟
إسرائيل بعيدة تماما ً عن هذا الموضوع، لأنها لو أرادت تنفيذ هذه العملية لفعلتها بشكل متطور.
ماذا استهدف هؤلاء من قتل الجنود في رفح؟
هم ليس لديهم عمق.. وتفكيرهم سطحي.. ويظهر ذلك في قتلهم الجنودالمسلمين وهم يتناولون طعام الإفطار.. وفى تنفيذ العملية أيضا ً من خلالسرقتهم للمصفحة ودخول الأراضي الإسرائيلية بها بدعوى الجهاد.
الجهاديون يكفرون الجيش والشرطة والمخابرات.. و«مرسى» سيواجههم بكل قوة بعد ضربتهم المؤلمة
في رأيك.. ما سبب تنفيذ عمليتهم ضد أفراد القوات المسلحة؟
لا يخفى على أحد أن لهم خصومة مع الجيش.. وتحديدا بعد أن حاصرتقواته اعتصام العباسية وفضته بالقوة ما أدى إلى قتل 6 من عناصر الجهاد.. وهذا هو السبب الأرجح في أنهم اختاروا الجيش للثأر منه، خاصة وأنه لا يخفىعلى أحد أنهم يكفرون الجيش والشرطة والمخابرات.
ما حجم فصائل الجهاد في مصر؟
هناك أكثر من فصيل جهادي.. ولكن أحجامهم وأعدادهم قليلة وهمانتهزوا مناخ الحرية الذي أفرزته ثورة يناير لنشر أفكارهم التكفيرية فيعدد من المحافظات على رأسها الفيوم والشرقية والإسماعيلية وسيناء، خاصة فيالعريش.
ما سبب وجودهم في تلك المناطق؟
فكر التكفير ينتشر في بيئة تعانى من الجهل لنشر الفكر الأحادي الذي يلعب على هذا الوتر.
هل أثرت أحداث رفح على الحركات الإسلامية؟
الأحداث الأخيرة أعادت الحركات الإسلامية للوراء.. وكان لها تأثيرسلبي عليها.. وأدت إلى خصومة بين التيارات التكفيرية نفسها.. لأن ضربتها كانتمؤلمة.
وبالتالي من المؤكد أن الرئيس مرسى سيواجهها بكل قوة مستنداً علىالدين.
هل تتوقع أي هجمات أخرى من جانبهم؟
الجماعات التكفيرية لن تصمت.. خاصة بعد تحركات الجيش لتطهير سيناء وقتل بعض أعضائها.
ما الوسيلة الأفضل للتصدي لتلك التيارات؟
العلاج الأمني ليس حلا ً كافيا ً.. وأتمنى أن يحدث بالتوازي معه علاج فكرى لتلك التيارات.
منتصر الزيات: سيد قطب الأب الروحي لكل الجهاديين في مصر:
"القاعدة" لعبت دورا ً في إحياء تنظيم «الجهاد».. وخطابها لقي ترحيب مدارس جهادية وتكفيرية بسيناء وفلسطين
رصد منتصر الزيات محامى الجماعات الإسلامية وعرّاب مبادرة وقفالعنف في حواره أبرز رموز الحركات الجهادية في تاريخ مصر وتأثيرهم في أتباعهم قائلا ً إن:
المراجعات الفكرية ومبادرة وقف العنف ساهمتفي تصدع الحركات الجهادية.. بحيث لم تعد موحدة تنظيميا ً.. لكنه يرى أن فكر "القاعدة" أثّر على الحركات الجهادية السلفية التكفيرية في فلسطين.. حيث لقيخطابها قبولا ً.. دفعها إلى التوجه لسيناء التي اعتبرتها مكانا ً خصبا ًلتنفيذ عمليات العنف، وساعدها في ذلك عناصر مصرية.
معتبرا ً أن انتشار هذاالفكر في سيناء له عدة أسباب، أهمها القمع الأمني لتلك الجماعات.
الأحداث الأخيرة في سيناء تدعونا لسؤالك في البداية عن أبرز رموز الحركات الجهادية.
حينما نتحدث عن الحركات الجهادية على صعيد العالم العربي والإسلامي ومصر خاصة.. فلابد أن نذكر الشهيد سيد قطب فهو الأب الروحيللحركات الجهادية وكل الجهاديين يعزفون على قيثارته ويرددون كلامه..ويقتبسون من كتابه «معالم في الطريق» الذي اتخذوه دستورا ً.. ويسعون إلىتطبيق أفكاره على أرض الواقع.
كل جماعة جهادية في أي وقت تبدأ بمحاولةتطبيق ما جاء في الكتاب، ومن نافلة القول هنا أن نذكر أن أيمن الظواهري لايبدأ مقالا ً أو ينهيه دون أن يقتبس سطورا ً من كتاب "معالم في الطريق".
ورموز الحركة الجهادية في مصر كثيرون، لا يجب أن ننسى صالح سريةوكارم الأناضولى.. فهما رمزان كبيران من قادة حركة الفنية العسكرية، وهى أولحركة تعلن التمرد في وجه الرئيس الراحل أنور السادات، وتأسست عام 1974م..وكتب صالح سرية وقتها «رسالة الإيمان» وضمّنها أفكاراً وأهدافاً ومنهجاًوتصوراً حركياً لحركة الجهاد.
فهو أول من بدأ تنظيم أعضاء الجهاد تنظيماًحركياً عنقودياً في محاولة لجعل كل مجموعة مستقلة.. وكان يهدف إلى أسْرالسادات وإجباره على تطبيق الشريعة.. ولكنه أُعدم -هو والأناضولي- واعتبرهماأعضاء «الجهاد» قديسيْن.. وخطب الأناضولى قبل إعدامه خطبة يحفظها أعضاء التنظيم والعناصر الجهادية عبّر فيها عن هوان الموت من أجل الفكرة.. وتُعدتلك الخطبة «نبراساً» يؤجج الجهاديين ويدفعهم للشهادة.
"الظواهري" يستعين بكتاب «معالم في الطريق» والجهاديون يعتبرونه دستورهم.. و«سرية» صاحب أول خطوة في التنظيمات العنقودية.
ولا يجب أن ننسى أيضاً «حسن الهلاوى» الذي توفى منذ 5 سنوات.. وكان أحدأعضاء جماعة التكفير والهجرة وانشق عنها.. وأراد أن يناظر أعضاءها ويُظهرلهم عوج فكرهم.. فحاولوا اغتياله.. إلا أنه نجا وكانت بدايته في حركة الفنيةالعسكرية.. ثم أصبح رمزا ً بعد مناظرته لشكري مصطفى عضو جماعة التكفيروالهجرة.. وحصل على حكم بالإدانة في قضية الفنية العسكرية.. وأثناء قضائهالعقوبة ونقله إلى العلاج بمستشفى القصر العيني استطاع أن يفر ويهرب خارجمصر.. وأقام فترة في الأردن التقى خلالها بالشيخ ناصر الألباني، وبدأ يتخذالاتجاه السلفي.
ومن رموز الحركة الجهادية محمد عبد السلام فرج من البحيرة الذيينسب إليه الفضل في جمع الفصائل الجهادية بعد حركة الفنية العسكرية.. حيثنزل إلى الصعيد في الوقت الذي كانت فيه الجماعة الإسلامية الطلابية بدأت فيالتصدع في أواخر 1978م.. وبدأت جماعة الإخوان المسلمين في استقطاب رموزالجماعة.
وكان أبرزهم الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، والمهندس أبو العلاماضي، والدكتور عصام العريان، وحلمي الجزار الذين كانوا يحملون الفكرالثوري ضد السلطة داخل الجماعة الإسلامية.. حيث أصبغ فرج الصبغة الجهاديةعلى الجماعة الإسلامية ودرّس كتابه «الفريضة الغائبة» لأعضائها إلى أنأصبحت الجامعة الإسلامية وعاء يضم ائتلافات جهادية مختلفة.
وكان فرج صاحب دور أيضاً في عملية اغتيال الرئيس أنور السادات فهومهندس العملية.
صحيح أن خالد الإسلامبولي هو صاحب قرار الاغتيال، لكن فرجهو من وفّر العناصر المعاونة للإسلامبولى، وسهّل عملية الحصول على الذخيرةعن طريق محمد طارق إبراهيم وصالح جهين وأسامة عكاشة الذين أتوا بالطلقات..كما وفّر إبر ضرب النار من خلال ممدوح أبو جبل.
من بين رموز الحركة أيضاً كرم زهدي وناجح إبراهيم وصلاح هاشم وأسامةحافظ، فهواء أصحاب أدوار محورية في تكوين الجماعة الإسلامية.. لكن كرمزهدي كان من أعطى للجماعة عمقاً وحركة.. بينما كان ناجح إبراهيم خطيب الحركةوفقيهها.. وكان يتميز بقبول جماهيري وخطاب دعوى ساحر يجمع ولا يفرق، وكانعصام دربالة هو المنظر الحركي للجماعة.
ومن بين الرموز أيضاً عبود وطارقالزمر.. فالأول كان صاحب كاريزما عسكرية اكتسبها من غموضه، ولم يكن عبودموافقاً على عملية الاغتيال.. وإنما وضع خطة على مدار 3سنوات للاستيلاء علىالحكم عن طريق ثورة شعبية أو تجنيد أفراد من الجيش لعمل انقلاب عسكري.
وفى هذا الحديث لابد أن نلتفت إلى دور أيمن الظواهري الذي تبنىأفكار سيد قطب بصرامة ونظّم فصيلاً جهادياً من 16 عنصراً وكان طالباًوقتها.. وهذا الفصيل كان أول خلية سرية عام 1968.
ورغم أن الظواهري لم يكنصاحب دور في اغتيال أنور السادات فإن قيمته كانت في أنه زرع داخل الجيشمجموعة من الضباط التي تتبع الفصيل الجهادي.. ويدلل ذلك على قدرته على إقناعصديقه عصام القمري بدخول الكلية الحربية، وتمت محاكمتهم محاكمة عسكريةسرية تولاها اللواء محمد هاشم خورشيد وتم تبرئتهم.. واستطاع الظواهري بعدخروجه من السجن أن يجعل للجهاد وضعا ً وجوهرا ً، فأسس - من أفغانستان- جماعة"الجهاد الإسلامي" في مصر وكانت أول مرة يكون لها أمير ومجلس شورى.. حيثكانت قبل الظواهري مجرد حركة يؤمن الناس بأفكارها، لكنها ليست منظمة.
قمع الجماعات الإسلامية وغياب الحوار الفكري ساهما في انتشار الفكر الجهاديالتكفيري.. والمعالجة ستكون بحوار علماء الدين والاجتماع مع العناصرالمتطرفة
بعد أن رصدت الحركات الجهادية في تاريخ مصر.. ما تأثير مبادرات وقف العنف على تلك الجماعات وأتباعها؟
لا شك أن مبادرة الجماعة الإسلامية لوقف العنف التي أُعلنت في 5يوليو 1997تعد علامة فارقة.. فقبل المبادرة كان لتلك الحركات والأشخاص صدىومهابة ومنزلة في قلوب أتباعها.. لكن تلك المهابة لم تستمر بعد المبادرةخصوصاً بعد الإفراج عن قيادات الجماعة والحركات الجهادية من السجون بعدمعاناة 20 عاماً.. وبالتالي لم يعد هناك التوحد التنظيمي المعروف عن جماعةالجهاد والجماعة الإسلامية.
فبعد ثورة 25 يناير استطاعت الجماعة الإسلامية تجاوز محنتها.. وبدأتفي جمع عناصرها القديمة ضمن حزب البناء والتنمية.. وهو نفس ما حدث لتنظيمالجهاد الذي أضعفته المراجعات.. لكن رفض أيمن الظواهري لتلك المراجعات كانله تأثير في عودة نشاط الجهاد مرة أخرى.
ما العوامل التي ساهمت في انتشار الفكر الجهادي المتطرف في سيناء؟
هناك عدة عوامل:
أولها: القمع الشديد الذي مارسته أجهزة الأمن ضدهذه الجماعات الإسلامية.. إلى جانب حدوث تجاوزات في مجال حقوق الإنسانلأشخاص لم يكونوا مشاركين ولكنهم متعاطفون مع العناصر التكفيرية.. مما ساعدفي توسيع رقعة الفكر التكفيري.
والعامل الثاني:
هو غياب الحوار الفكري معتلك العناصر، والأخطر تبرير تلك العمليات التفجيرية باعتبار أنها تستهدفعناصر أجنبية وليست مصرية.. فتم السكوت عن مواجهة هذا الفكر اجتماعياً حتىبدا كأنه مقبول كل هذا أدى إلى تمادى الفكر الجهادي التكفيري.. خاصة بعدالانفلات الأمني بعد الثورة، حتى وصل الأمر إلى اختطاف ضباط شرطة.
ولماذا ارتبطت تلك الجماعات بالعنف ضد الدولة رغم أن الحكم في مصر الآن أصبح في يد الإسلاميين؟
هذه الجماعات تكفيرية تكفر كل من يقف ضدها المجتمع والنظام..وأرى ضرورة أن يجرى علماء الاجتماع دراسة لبحث أسباب هذه المسألة، فمعالجةالأمر ستكون بالحوار المكثف مع هؤلاء من جانب علماء الدين والاجتماع إلىجانب أن تضرب الدولة بيد من حديد من يرتكب أعمال عنف وجرائم نفس.
هل يقف أيمن الظواهري - زعيم تنظيم القاعدة الحالي- وراء الجهاديين في سيناء؟
الجهاديون فكرهم وهدفهم واحد، وهو إقامة الحكم الإسلامي والإطاحةبنظام الحكم الموجود حالياً.. ونستطيع أن نقول إن تنظيم القاعدة لعب دوراًفي إحياء حركة الجهاد.. حيث لقي خطابه الإعلامي المؤثر عن التصدي للمخططاتالأمريكية والصهيونية بالمنطقة قبولا ً شعبيا ً مناسبا ً في العالم العربي..وتلاقى هذا الخطاب مع مدارس سلفية جهادية وتكفيرية، من ضمنها الفصائلالسلفية الجهادية والتكفيرية في سيناء ووجدوا في سيناء مكاناً خصباً لنشرأفكارهم باعتبارها على الحدود مع الدولة الصهيونية وقريبة من الأراضيالمحتلة.. فترعرع فكر التكفير بعيداً عن حركة حماس، من خلال الأنفاقالموجودة بين غزة وسيناء.
هذه العناصر الجهادية وجدت ضالتها في البحث عن الأفكار الجهاديةفوجدتها في بعض العناصر الفلسطينية التكفيرية.. وتم التدريب على فك وتركيبالسلاح والأساليب القتالية في غزة وعادوا إلى مصر لينفذوا عمليات التفجيرفي طابا ونويبع.
الزعفرانى: يعتمدون الفكر القطبى:
والقوصى: يستحلون الدماء:
لأنهم يرون في أنفسهم «إسلاميين مميزين» قرروا أن ينهوا صوم ذلكاليوم تقرباً إلى الله على نحو مختلف.. وأن يفطروا على قربان جديد بقتل16ضابطاً ومجنداً مسلماً يهمون - مثلهم - على الإفطار بتمرات وهم يحرسونثغراً من ثغور الوطن.. بينما المؤذن يرفع كلمات التكبير على الأضحيةالغالية.
مجموعات من التكفيريين يريدون إعلان إمارتهم الإسلامية المزعومةخرجوا بالمئات قبلها بأيام.. وتحديدا في 29 يوليو الماضي على عشراتالسيارات التي ترفع رايات سوداء.. مطالبين بإعلان سيناء إمارة إسلامية فيمظاهرة لاستعراض القوة في شوارع العريش.. حاصروا خلالها قسم شرطة العريشوأطلقوا 3 آلاف رصاصة لاحتلال القسم في معركة استمرت 9 ساعات كاملة.
وجدوا في سيناء أرضاً خصبة لنشر أفكارهم ودعوتهم بين شباب القبائل،في ظل غياب واضح للدولة.. فخلقوا مناخاً يتبنى فكراً تكفيرياً للمجتمعوالجيش والشرطة ويعملون على إنشاء دولة دينية لهم في سيناء.. إذ سبق رصدعشرات من التكفيريين من مختلف المحافظات يصلون إلى سيناء ليحدثوا تحولاًكبيراً في فكر هؤلاء الذين يعملون تحت الأرض وينفتحون على الجماعاتالتكفيرية الأخرى بعدما كانوا منغلقين يرفضون التعاون مع الآخرين.
هذا مايقوله خالد الزعفراني القيادي الإسلامي تعليقا على ما قام به خالد مساعدطبيب الأسنان صاحب الدور البارز في نشر الفكر التكفيري في سيناء.. والذي قتلفي إحدى المداهمات الأمنية خلال السنوات الماضية.
وأضاف الزعفراني قائلا ً:
"هذه الجماعة تعتمد فكر التكفير القطبي نسبةإلى المفكر الإخوانى سيد قطب الذي يعتبر نفسه في العصر الجاهلي، وأنه فقطالمسلم وباقي الناس كفرة.. فيلجأون إلى الجماعات البدوية في سيناء لأنتفكيرهم بسيط، وهم موجودون في مصر منذ الستينات، ومن بعض الجماعات "الشوقيون" و"الناجون من النار".. وقيادات هذا الفكر الآن مجهولون" .
الزعفراني يؤكد:
نادينا منذ مدة بضرورة توعية الشباب وإرسال مجموعةلمناقشة تلك الجماعات.. «لكن ما حدش اهتم بالموضوع ده».
ويعلق:
"لابد منالدخول في نقاش معهم لكي يتراجعوا لأنهم يحكمهم الاندفاع والتهور، ويتبنوننفس أفكار الشوقيين والناجين من النار"
هذه الجماعات ليست وليدة اللحظة وتاريخ الإرهاب يرجع لتبنى فكرسيد قطب في كتبه وفكره لا يقف عند حدود والذين يتبنون فكره أنواع وأشكالكثيرة.. ومن يقرأ فكر «قطب» جيداً سينتهي به الأمر إلى الحكم على كافةالمجتمعات بالكفر.
وسيد قطب يرى أن هذه المساجد معابد جهالية.. وبالتالي هولا يعتبر الإسلام قائماً، وأن هذه الجماعات التي تبنت هذا الفكر تحكم علىالمجتمعات بأنها ليست إسلامية، وفقا ً لما قاله الدكتور أسامة القوصىالداعية السلفي.
وأوضح القصوى أن:
كثيرين من الذين يتبنون فكر سيد قطب يحكمون علىالمؤسسات بأنها ليست إسلامية ولكن لا يكفرون القائمين عليها.. على عكسجماعات التكفير التي انتشرت في سيناء.
ونرى ذلك الفكر المعتدل لدى "السلفية" في الإسكندرية الآن وغيرها.. وبالتالي كل من يتبنى فكر سيد قطبمتفق على وجوب إقامة نظام إسلامي بغض النظر على حكم المجتمعات القائمة..وهذه التيارات في سيناء موجودة منذ فترة كبيرة ترجع إلى 25 سنة وتأثرتبالفكر العملي لتنظيم القاعدة والفكر التنظيرى لسيد قطب.
وأشار إلى أن:
هذه التيارات موجودة بين القبائل وأبناء القبائل وفىالمناطق الصحراوية وأنها لا تؤمن بالشعوبية ولا بالقبلية ولا الأنظمة ولاالحدود وفكرتهم تكوين وطن إسلامي أو إمارة إسلامية بغض النظر عن أي شيء علىأرض الواقع.. وهذه التيارات تستحل الدماء والأموال ويعتبرون ما يقومون بهجهاداً.. ونعتبره فساداً في الأرض.. وبالتالي يظنون أنهم يحسنون صنعاً.
وقال القوصى إن:
هناك طائفتين في وسط هذه التيارات الأولى تتاجر بالدينوهى تعلم أنها تنصب باسم الدين.. والأخرى فهمت الدين خطأ وقد يكون بعضهمعميلاً لجهات غير إسلامية وهذا باعتراف قادة فكر الجهاد سابقاً مثل «نبيلنعيم» فهناك من يتاجر بالدين لمصالح سياسية أو اقتصادية.. والطائفة الأولىكثيرة القادة.. والطائفة الثانية كثيرة الأتباع.
وأرجع الداعية السلفيرسوخ هذا الفكر في عقول من يتبنونه إلى وجودالنظام السابق وأنهم وجدوا من الفترة الانتقالية فرصة سانحة لوضع أفكارهمعلى أرض الواقع.
ونرى أنهم يختارون الأماكن البعيدة عن الحكومات المركزيةالتي يكثر بها الجبال مثلما في أفغانستان واليمن ويختارون الأماكن التيفيها القبيلة وبتجنيد بعض شبابها يكون لهم شيء من التيسير وتوفير السلاحوتجارة بالمخدرات.
وأكد القوصى أن:
ما تقوم به القوات المسلحة جاء متأخراً وما يهمناأن نواجه الفكر لأنه ثابت والأشخاص يتغيرون وكثيرون منهم تابوا.. ويجبالقضاء عليه ويوجد فكر مشابه في الساحل الشمالي ومطروح وفى داخل قطاع غزة.. وقد تستخدمه «حماس» وقد تستخدمه إسرائيل وهو سلاح يستخدمه بعض من لا يتبنىهذه الأفكار.
عثمان:منحرفون ومخترقون من مخابرات أجنبية لا تريد الخير لمصر وأفكارهم أقرب إلى الكفر
من جانبه قال الدكتور محمد رأفت عثمان أستاذ الفقه المقارن عضو هيئةكبار العلماء بالأزهر إن:
هذه الجماعات لا ينبع فكرها المنحرف من أحكامعلمية.. واعتقادي أن هذه الجماعات مخترقة من جهات استخبارية متعددة .. فلاأتصور إطلاقاً أن يسمح مصري لنفسه أن يقتل مصرياً آخر يحرس أطراف الوطنويقتله في وقت كان يؤدى فيه العبادة.. فالجريمة وقعت مباشرة بعد انتهاء صوميوم من أيام رمضان.
وأوضح عثمان أن:
هذا الهجوم لا يأتي إلا من جماعة مخترقة مناستخبارات عالمية لا تريد الخير لمصر.. ولا أتصور إطلاقاً أن مصرياً أوإنساناً عاقلاً يجازف بنفسه ليرتكب هذا العمل الأحمق مع أنه معرض للقتل.
ولولا أن الظروف ساعدت هؤلاء القتلة على أن يرتكبوا جريمة دون رد عليهم منقوات الأمن وكان مصيرهم كما هو معروف القتل بالأيدي الإسرائيلية.
مؤكدا ً أن:
هذا الفكر ليس فكراً دينياً صحيحاً.. وإنما كفر.. ويعتقدون أنهم يؤدون عملاًجهادياً ولكنه عمل خسيس يخدم أعداء الوطن وأعداء مصر.
ومن هنا تأتى أهميةعدة جهات في مصر لمحاربة هذا الفكر الغريب على الشعب المصري والدخيل علىالأحكام الشرعية الصحيحة.
وتأتى أهمية علماء الدين ودورهم في إفهام الناسصحيح الأحكام الشرعية وأن الدين يعتبر جريمة القتل من أبشع الجرائموأكبرها وأشدها جرماً.. وهى جريمة تلي مباشرة الكفر بالله عز وجل.
ويشير عثمان إلى أن:
سيناء كانت مهملة في فترات الحكم السابقة، ولمتهتم بها الدولة الاهتمام الكافي كرقعة عزيزة من أرض مصر.. ويجب أن تتكاتفالجهات المختلفة في تنمية هذه الأرض العزيزة من أرض الوطن إنمائياًواجتماعياً وثقافياً ودينياً.. وهؤلاء الذين يرتكبون مثل هذه الحماقاتينقصهم الوعي الديني والفكر الوطني والشخصية المصرية التي يجب أن تكونمعتزة بمصريتها وحامية لكل تراب الوطن وغير ضارة بأبنائها.
بتصرف من الوطن