الآمبراطور المصرى
15-08-2012, 03:23 AM
اء تشكيل أول حكومة بعد انتخاب محمد مرسي رئيسا صادما للرأي العام المصري، كانت جموع الشعب تنتظر اختيارات لشخصيات قيادية غير مسبوقة تحمل الخبرات والكفاءة والقدرة علي حل المشاكل التي يغرق فيها كافة أطياف الشعب المصري، ولكن كانت الصدمة بتلك الاختيارات التي لاتتوافق مع تطلعات وآمال شعب ثار علي الظلم والفساد ولم يعد في استطاعته أن يتحمل الأخطاء، وارتكب الدكتور هشام قنديل رئيس الحكومة الجديدة أكبر جريمة في حق الثورة والشعب المصري عموما. ويتحمل معه الدكتور محمد مرسي ذنب المشاركة في الموافقة علي تلك الجريمة فالحكومة الجديدة تضم كافة أشكال الفساد والمحسوبية كما أنها اختيارات تؤكد بالدليل الدامغ أن دولة مبارك كانت أرحم من تلك الدولة الجديدة التي تبدأ عهدها باختيار حكومة تمثل أفكارها ومصالحها وتطلعاتها ولا تمثل الشعب المصري لا من بعيد ولا من قريب، إن تلك الدولة التي تبدأ تشكيل أول حكومة لها علي طريقة توزيع المناصب والحقائب والمجاملات والنفاق هي أخطر فسادا من دولة مبارك التي أسقطها الشعب المصري وهي أخطر أيضاً من أساطير الفساد التي أفسدت مصر خلال العهد البائد، واختار هشام قنديل ومحمد مرسي طريق العداء مع كافة أطياف الشعب المصري واختاروا ما يناسب جماعة الإخوان فجاءوا برجال «الحرية والعدالة» وجاءوا برجال حبيب العادلي وجاءوا بأباطرة الفساد في الحزب الوطني المنحل، وجاءوا بأصدقاء خيرت الشاطر ليعيدوا إلي الأذهان أسوأ عهود عصر مبارك وأشد منها فساداً.
وسقطوا أيضاً إلي جانب كل ما سبق في الكذب علي أنفسهم وعلي الناس فاختاروا الدكتور كمال الجنزوري مستشارا للرئيس بعد أن فتحوا عليه النار وهاجموه تحت قبة البرلمان واتهموه بالفشل في إدارة الأمور وبتعطيل تنفيذ مشروعاتهم والوقوف ضد حزب «الحرية والعدالة» حزب الأغلبية في مجلس الشعب، فهل أصبحت دولة مرسي هي أول دولة فساد بعد الثورة؟!
تضم حكومة الدكتور هشام قنديل 7 وزراء من حكومة الدكتور كمال الجنزوري وهم: وزراء الخارجية، والمالية، والدولة للإنتاج الحربي، والشئون الاجتماعية، والآثار، والبحث العلمي، إضافة إلي وزير الدفاع والذي يشغله المشير محمد حسين طنطاوي.
كما تضم الحكومة الجديدة 5 وزراء ينتمون إلي حزب «الحرية والعدالة» هم: أسامة ياسين وزير الدولة للشباب، وطارق وفيق وزير الإسكان، ومصطفي مسعد وزير التعليم العالي، وصلاح عبدالمقصود وزير الإعلام، خالد محمود الأزهري وزير القوي العاملة.. وتضم الوزارة الجديدة أيضا وزيرا من حزب الوسط هو الدكتور محمد محسوب وزير المجالس النيابية والشئون البرلمانية والمهندس حاتم صالح وزير الصناعة والتجارة الخارجية من حزب النهضة والمستشار أحمد مكي للعدل والدكتور طلعت عفيفي نائب رئيس الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح وزيرا للأوقاف ليرتفع عدد الوزراء الإسلاميين إلي 9.
وتنقسم بقية الوزارات ما بين شخصيات من الفلول والتكنوقراط وعسكريين سابقين وحاليين مثل "المشير حسين طنطاوي وزير الدفاع وعلي صبري وزير الدولة للإنتاج الحربي كما تضم وزراء فلول بينهم أسامة صالح وزير الاستثمار المقرب من محمود محي الدين وجمال مبارك والتلميذ النجيب في بنوك أمريكا كما أنه قدم للجماعة الكثير من الخدمات حيث وافق علي كافة الشركات التي تقدموا بها إلي هيئة الاستثمار التي كان يرأسها من قبل!!
خيرت الشاطر يتدخل في الساعات الأخيرة ويحسم صراع الأوقاف!!
إن القراءات الموضوعية لخريطة الاختيارات تؤكد أن الفساد الجديد سيكون أكبر من كل ما سبق وأن دولة المرشد هي التي ستقود مصر وفق مصالحها وأهدافها وستقوم تلك الدولة بتوزيع المناصب علي الأقرباء والأنجال والمعارف ويتم استبعاد كل الطاقات والقدرات الموجودة في مصر، إن هذه الدولة التي تعد أهم دول المنطقة يجب ألا تدار بهذا الشكل ويجب ألا يصبح رجال حزب «الحرية والعدالة» هم رجال مصر والممثلين عن باقي الأطياف والتيارات، وحمل التشكيل الوزاري الملامح الأساسية لدولة محمد مرسي القادمة والتي ستكون خليطا بين الإخوان والفلول، فأول ضربة للشعب المصري في هذا التشكيل المشبوه هي اختيار اللواء أحمد جمال الدين وزيرا للداخلية، فمن المعروف للجميع ولكافة الثوار في كل ميادين مصر أن اللواء أحمد جمال الدين كان يشغل منصب مساعد وزير الداخلية للأمن العام، أتي به وزير الداخلية السابق منصور العيسوي إلي هذا المنصب، وحافظ عليه وزير الداخلية السابق اللواء محمد إبراهيم وهو ابن شقيق الدكتور عبدالأحد جمال الدين آخر زعيم لأغلبية الحزب الوطني المنحل كما أنه شاهد النفي في قضية قتل المتظاهرين وكان شباب الثورة قد وضعوه في دائرة أعداء الثورة وتداول بعضهم تصريحات للواء أحمد جمال الدين يتهجم خلالها علي الثورة ويصف الثوار بالبلطجية ومما لاشك فيه أن اختيار اللواء أحمد جمال الدين لن يقابل بارتياح بين أوساط الثوار.
وتوالت المفاجآت في تشكيل الوزارة، حيث أبقي قنديل علي وزراء المالية والخارجية والآثار والبحث العلمي، فيما سيطر الإخوان علي وزارات الشباب والإسكان والنقل والإعلام، واحتفظ المجلس العسكري بوزارتي الدفاع والإنتاج الحربي، وتدخل خيرت الشاطر في التشكيل الوزاري بكل قوة وفي الساعات الأخيرة حيث أصر علي اختيار "الشيخ طلعت عفيفي" وزيرا للاوقاف باعتباره الممثل عن الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح التي أسسها خيرت الشاطر مع محمد عبدالمقصود ومحمد يسري إبراهيم، وكانت التسريبات تشير إلي اختيار محمد يسري للأوقاف وأثيرت ضجة كبيرة بسبب هذه التسريبات والتقي هشام قنديل الدكتور أسامة العبدرئيس جامعة الأزهر قبل تشكيل الوزارة، واستقر علي اختياره ولكن خيرت الشاطر تدخل في الساعات الأخيرة ليدفع بالشيخ طلعت عفيفي لتصبح الهيئة الشرعية ممثلة في الحكومة باعتبارها الكيان السلفي الوحيد الذي أعلن عن تأييد محمد مرسي رئيسا في مواجهة حزب «النور» الذي كان يؤيد المهندس عبدالمنعم أبوالفتوح في الجولة الأولي، وبذلك يكون خيرت الشاطر والدكتور محمد مرسي قد قاما بتوزيع المناصب حسب المصالح والمواقف وليس حسب القدرات أو الخبرات، إننا نواجه كارثة كبري وعلينا جميعا أن نتوحد لوقف تلك المهزلة الخطيرة التي تضر بمصالح البلاد وتضع مصالحها بين أيدي تيار الإخوان المسلمين وهو ما يخالف كل تصريحات الدكتور محمد مرسي الذي تعهد بأن يكون رئيسا لكل المصريين ووعد باختيار رئيس وزراء وطني ومشهود له وتم ترشيح عشرات الأسماء التي توافق عليها الشعب المصري من قبل ومن بينهم الدكتور محمد البرادعي وكيل مؤسسي حزب «الدستور» والخبير الاقتصادي حازم الببلاوي، وزير المالية ونائب رئيس الوزراء في حكومة عصام شرف، ثم زياد بهاءالدين النائب السابق في مجلس الشعب المنحل، وأحد أبرز قيادات الحزب المصري الديمقراطي، ثم ارتفعت أسهم الخبير الاقتصادي محمود أبوالعيون، وفاروق العقدة كمرشحين لرئاسة الحكومة، ولكن الدكتور مرسي قرر اختيار هشام قنديل ليخالف كل التوقعات ولكن بعد تشكيل الحكومة حسب رؤية الإخوان فإن اختيار هشام قنديل كان مقصودا لأنه سيحقق كل أوامر وطلبات الرئيس وأصدقاء الرئيس في جماعة الإخوان المسلمين، ولكن لماذا وقع اختيار مرسي وقنديل علي بقايا الحزب الوطني؟!.. وما هو السر وراء اختيار العامري فاروق وزيرا للرياضة رغم أنه أحد أبرز أقطاب الحزب الوطني المنحل وتحديداً في أمانة الدقي؟!.. ومن المعروف أن العامري فاروق عضو مجلس إدارة النادي الأهلي وكان أبرز مرشحي الحزب الوطني في الانتخابات البرلمانية كما أنه صاحب مدارس «الفاروق» إلي جانب امتلاكه دارا للنشر.. فهل اختار الإخوان جبهة جديدة للاستحواذ علي النادي الأهلي وقطاع الرياضة بأكمله خاصة أن وزير الرياضة الجديد خاض أكثر من معركة ضدحسن حمدي رئيس النادي الأهلي؟!
حزب «النور» يعلن الحرب
ويتوعد «الحرية والعدالة»
التشكيل الوزاري أثبت أن الصراع مع حزب «النور» قد تم الإعلان عنه حيث تجاهل التشكيل قيادات «النور» التي كانت تتوقع الحصول علي نسبة كبيرة من الحقائب الوزارية خاصة بعد انضمامها إلي جبهة مرسي في الانتخابات وإعلان تأييده رئيسا، ولكن الحزب فوجئ بالتجاهل الكبير ولذلك استنكر حزب «النور» في بيان له أمس الأول المعاملة التي يلقاها الحزب من قيادات «الحرية والعدالة» وكذلك من الرئاسة، وقال البيان إنه منذ تنصيب مرسي ولم يحدث أي تبادل للرأي بين حزب «النور» وقيادات الإخوان، وقال البيان إن الحزب له موقف ثابت وهو العمل علي توحيد الصفوف وتضافر جهود كل القوي الوطنية، مع السعي الدائم لتشكيل حكومة ائتلاف وطني بحسب أوزان القوي السياسية ووضعها في المجتمع، وانتقد البيان التشكيل الوزاري الجديد وقال إن الأوضاع التي صاحبت تشكيل الوزارةالحالية انتهجت نهجا بعيدا عن ذلك المفهوم، وحدد الحزب بعض النقاط الأساسية تعليقا علي التشكيل الوزاري وقال في البيان:
أولا: مع إدراكنا التام، ووفقا للإعلان الدستوري الذي يعطي السيد رئيس الجمهورية الحق الكامل في التكليف بتشكيل الحكومة، واختيار السادة الوزراء، نري أن الأوفق في المرحلة الحالية مشاركة جميع القوي السياسية في إدارة المرحلة الحالية، ضمانا للالتحام الوطني في النهوض بالبلاد من كبوتها وعلاج الأزمات المزمنة.
ثانياً: يؤمن حزب «النور» أن جميع القوي الوطنية ساهمت بصدق وإخلاص في إنجاح مرشح الثورة لانتخابات الرئاسة، حيث تم الاتفاق علي التكاتف والتشارك في تحمل المسئولية وإدارة مؤسسات الدولة بعيدا عن أساليب الإقصاء والتهميش التي كان يمارسها النظام البائد.
ثالثاً: فوجئت قيادات حزب «النور» بعد خطاب تنصيب السيد الرئيس بالانقطاع الكامل عن عملية التفاهم والتواصل سواء مع مؤسسة الرئاسة، أو مع حزب «الحرية والعدالة»، حيث تم التجاهل التام لأي تنسيق أو مبادرة تشاور، أو مجرد استطلاع للرأي أو محاولة التعرف علي الكفاءات العلمية والفنية والإدارية لحزب «النور» وكل القوي السياسية والذي نري أن ذلك سيؤثر سلباً علي مجريات الأمور، في وقت نتطلع فيه إلي العمل بروح جديدة تتناسب مع تطلعات وآمال الشعب المصري.
رابعاً: يجدد حزب «النور» إعلانه أن أبناء الحزب جاهزون للعطاء، مستعدون للبذل في أي موقع وفي كل ميدان، ويعلن بوضوح أن الحزب يمد يديه لكل القوي الوطنية للتنسيق والتعاون لتكوين جبهة موحدة لمواجهة المستجدات علي الساحة.
خامساً: إننا نكن كل مشاعر الود والاحترام للشعب المصري والسادة الوزراء والسيد رئيس مجلس الوزراء والسيد رئيس الجمهورية، ونتمني لهم التوفيق والسداد لتحقيق آمال الأمة وتخفيف معاناتها وآلامها والوصول إلي نهضتها ورفعتها، واختتم الحزب بيانه بالدعاء لمصر وشعبها دوام العزة والرفعة والريادة.
ولاشك أن هذا البيان يؤكد حالة من الصراع القادم ويشير بقوة إلي شعور أعضاء حزب «النور» والجبهة السلفية عموما بالاستياء من هذا التشكيل الذي يعد أسوأ تشكيل وزاري في تاريخ مصر كلها، فهل ستبدأ المواجهات بين «الحرية والعدالة» وحزب «النور»؟!.. هذا ما سوف تكشف عنه الايام القادمة خاصة أن «النور» كان أكبر داعم لمرسي في انتخابات الإعادة ضد الفريق أحمد شفيق.
اللهم احمي مصر وشعبها من شهوة المناصب.
http://www.elmogaz.com/weekly/14/august/12/40451
ربنا ينور
:039uw8:
وسقطوا أيضاً إلي جانب كل ما سبق في الكذب علي أنفسهم وعلي الناس فاختاروا الدكتور كمال الجنزوري مستشارا للرئيس بعد أن فتحوا عليه النار وهاجموه تحت قبة البرلمان واتهموه بالفشل في إدارة الأمور وبتعطيل تنفيذ مشروعاتهم والوقوف ضد حزب «الحرية والعدالة» حزب الأغلبية في مجلس الشعب، فهل أصبحت دولة مرسي هي أول دولة فساد بعد الثورة؟!
تضم حكومة الدكتور هشام قنديل 7 وزراء من حكومة الدكتور كمال الجنزوري وهم: وزراء الخارجية، والمالية، والدولة للإنتاج الحربي، والشئون الاجتماعية، والآثار، والبحث العلمي، إضافة إلي وزير الدفاع والذي يشغله المشير محمد حسين طنطاوي.
كما تضم الحكومة الجديدة 5 وزراء ينتمون إلي حزب «الحرية والعدالة» هم: أسامة ياسين وزير الدولة للشباب، وطارق وفيق وزير الإسكان، ومصطفي مسعد وزير التعليم العالي، وصلاح عبدالمقصود وزير الإعلام، خالد محمود الأزهري وزير القوي العاملة.. وتضم الوزارة الجديدة أيضا وزيرا من حزب الوسط هو الدكتور محمد محسوب وزير المجالس النيابية والشئون البرلمانية والمهندس حاتم صالح وزير الصناعة والتجارة الخارجية من حزب النهضة والمستشار أحمد مكي للعدل والدكتور طلعت عفيفي نائب رئيس الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح وزيرا للأوقاف ليرتفع عدد الوزراء الإسلاميين إلي 9.
وتنقسم بقية الوزارات ما بين شخصيات من الفلول والتكنوقراط وعسكريين سابقين وحاليين مثل "المشير حسين طنطاوي وزير الدفاع وعلي صبري وزير الدولة للإنتاج الحربي كما تضم وزراء فلول بينهم أسامة صالح وزير الاستثمار المقرب من محمود محي الدين وجمال مبارك والتلميذ النجيب في بنوك أمريكا كما أنه قدم للجماعة الكثير من الخدمات حيث وافق علي كافة الشركات التي تقدموا بها إلي هيئة الاستثمار التي كان يرأسها من قبل!!
خيرت الشاطر يتدخل في الساعات الأخيرة ويحسم صراع الأوقاف!!
إن القراءات الموضوعية لخريطة الاختيارات تؤكد أن الفساد الجديد سيكون أكبر من كل ما سبق وأن دولة المرشد هي التي ستقود مصر وفق مصالحها وأهدافها وستقوم تلك الدولة بتوزيع المناصب علي الأقرباء والأنجال والمعارف ويتم استبعاد كل الطاقات والقدرات الموجودة في مصر، إن هذه الدولة التي تعد أهم دول المنطقة يجب ألا تدار بهذا الشكل ويجب ألا يصبح رجال حزب «الحرية والعدالة» هم رجال مصر والممثلين عن باقي الأطياف والتيارات، وحمل التشكيل الوزاري الملامح الأساسية لدولة محمد مرسي القادمة والتي ستكون خليطا بين الإخوان والفلول، فأول ضربة للشعب المصري في هذا التشكيل المشبوه هي اختيار اللواء أحمد جمال الدين وزيرا للداخلية، فمن المعروف للجميع ولكافة الثوار في كل ميادين مصر أن اللواء أحمد جمال الدين كان يشغل منصب مساعد وزير الداخلية للأمن العام، أتي به وزير الداخلية السابق منصور العيسوي إلي هذا المنصب، وحافظ عليه وزير الداخلية السابق اللواء محمد إبراهيم وهو ابن شقيق الدكتور عبدالأحد جمال الدين آخر زعيم لأغلبية الحزب الوطني المنحل كما أنه شاهد النفي في قضية قتل المتظاهرين وكان شباب الثورة قد وضعوه في دائرة أعداء الثورة وتداول بعضهم تصريحات للواء أحمد جمال الدين يتهجم خلالها علي الثورة ويصف الثوار بالبلطجية ومما لاشك فيه أن اختيار اللواء أحمد جمال الدين لن يقابل بارتياح بين أوساط الثوار.
وتوالت المفاجآت في تشكيل الوزارة، حيث أبقي قنديل علي وزراء المالية والخارجية والآثار والبحث العلمي، فيما سيطر الإخوان علي وزارات الشباب والإسكان والنقل والإعلام، واحتفظ المجلس العسكري بوزارتي الدفاع والإنتاج الحربي، وتدخل خيرت الشاطر في التشكيل الوزاري بكل قوة وفي الساعات الأخيرة حيث أصر علي اختيار "الشيخ طلعت عفيفي" وزيرا للاوقاف باعتباره الممثل عن الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح التي أسسها خيرت الشاطر مع محمد عبدالمقصود ومحمد يسري إبراهيم، وكانت التسريبات تشير إلي اختيار محمد يسري للأوقاف وأثيرت ضجة كبيرة بسبب هذه التسريبات والتقي هشام قنديل الدكتور أسامة العبدرئيس جامعة الأزهر قبل تشكيل الوزارة، واستقر علي اختياره ولكن خيرت الشاطر تدخل في الساعات الأخيرة ليدفع بالشيخ طلعت عفيفي لتصبح الهيئة الشرعية ممثلة في الحكومة باعتبارها الكيان السلفي الوحيد الذي أعلن عن تأييد محمد مرسي رئيسا في مواجهة حزب «النور» الذي كان يؤيد المهندس عبدالمنعم أبوالفتوح في الجولة الأولي، وبذلك يكون خيرت الشاطر والدكتور محمد مرسي قد قاما بتوزيع المناصب حسب المصالح والمواقف وليس حسب القدرات أو الخبرات، إننا نواجه كارثة كبري وعلينا جميعا أن نتوحد لوقف تلك المهزلة الخطيرة التي تضر بمصالح البلاد وتضع مصالحها بين أيدي تيار الإخوان المسلمين وهو ما يخالف كل تصريحات الدكتور محمد مرسي الذي تعهد بأن يكون رئيسا لكل المصريين ووعد باختيار رئيس وزراء وطني ومشهود له وتم ترشيح عشرات الأسماء التي توافق عليها الشعب المصري من قبل ومن بينهم الدكتور محمد البرادعي وكيل مؤسسي حزب «الدستور» والخبير الاقتصادي حازم الببلاوي، وزير المالية ونائب رئيس الوزراء في حكومة عصام شرف، ثم زياد بهاءالدين النائب السابق في مجلس الشعب المنحل، وأحد أبرز قيادات الحزب المصري الديمقراطي، ثم ارتفعت أسهم الخبير الاقتصادي محمود أبوالعيون، وفاروق العقدة كمرشحين لرئاسة الحكومة، ولكن الدكتور مرسي قرر اختيار هشام قنديل ليخالف كل التوقعات ولكن بعد تشكيل الحكومة حسب رؤية الإخوان فإن اختيار هشام قنديل كان مقصودا لأنه سيحقق كل أوامر وطلبات الرئيس وأصدقاء الرئيس في جماعة الإخوان المسلمين، ولكن لماذا وقع اختيار مرسي وقنديل علي بقايا الحزب الوطني؟!.. وما هو السر وراء اختيار العامري فاروق وزيرا للرياضة رغم أنه أحد أبرز أقطاب الحزب الوطني المنحل وتحديداً في أمانة الدقي؟!.. ومن المعروف أن العامري فاروق عضو مجلس إدارة النادي الأهلي وكان أبرز مرشحي الحزب الوطني في الانتخابات البرلمانية كما أنه صاحب مدارس «الفاروق» إلي جانب امتلاكه دارا للنشر.. فهل اختار الإخوان جبهة جديدة للاستحواذ علي النادي الأهلي وقطاع الرياضة بأكمله خاصة أن وزير الرياضة الجديد خاض أكثر من معركة ضدحسن حمدي رئيس النادي الأهلي؟!
حزب «النور» يعلن الحرب
ويتوعد «الحرية والعدالة»
التشكيل الوزاري أثبت أن الصراع مع حزب «النور» قد تم الإعلان عنه حيث تجاهل التشكيل قيادات «النور» التي كانت تتوقع الحصول علي نسبة كبيرة من الحقائب الوزارية خاصة بعد انضمامها إلي جبهة مرسي في الانتخابات وإعلان تأييده رئيسا، ولكن الحزب فوجئ بالتجاهل الكبير ولذلك استنكر حزب «النور» في بيان له أمس الأول المعاملة التي يلقاها الحزب من قيادات «الحرية والعدالة» وكذلك من الرئاسة، وقال البيان إنه منذ تنصيب مرسي ولم يحدث أي تبادل للرأي بين حزب «النور» وقيادات الإخوان، وقال البيان إن الحزب له موقف ثابت وهو العمل علي توحيد الصفوف وتضافر جهود كل القوي الوطنية، مع السعي الدائم لتشكيل حكومة ائتلاف وطني بحسب أوزان القوي السياسية ووضعها في المجتمع، وانتقد البيان التشكيل الوزاري الجديد وقال إن الأوضاع التي صاحبت تشكيل الوزارةالحالية انتهجت نهجا بعيدا عن ذلك المفهوم، وحدد الحزب بعض النقاط الأساسية تعليقا علي التشكيل الوزاري وقال في البيان:
أولا: مع إدراكنا التام، ووفقا للإعلان الدستوري الذي يعطي السيد رئيس الجمهورية الحق الكامل في التكليف بتشكيل الحكومة، واختيار السادة الوزراء، نري أن الأوفق في المرحلة الحالية مشاركة جميع القوي السياسية في إدارة المرحلة الحالية، ضمانا للالتحام الوطني في النهوض بالبلاد من كبوتها وعلاج الأزمات المزمنة.
ثانياً: يؤمن حزب «النور» أن جميع القوي الوطنية ساهمت بصدق وإخلاص في إنجاح مرشح الثورة لانتخابات الرئاسة، حيث تم الاتفاق علي التكاتف والتشارك في تحمل المسئولية وإدارة مؤسسات الدولة بعيدا عن أساليب الإقصاء والتهميش التي كان يمارسها النظام البائد.
ثالثاً: فوجئت قيادات حزب «النور» بعد خطاب تنصيب السيد الرئيس بالانقطاع الكامل عن عملية التفاهم والتواصل سواء مع مؤسسة الرئاسة، أو مع حزب «الحرية والعدالة»، حيث تم التجاهل التام لأي تنسيق أو مبادرة تشاور، أو مجرد استطلاع للرأي أو محاولة التعرف علي الكفاءات العلمية والفنية والإدارية لحزب «النور» وكل القوي السياسية والذي نري أن ذلك سيؤثر سلباً علي مجريات الأمور، في وقت نتطلع فيه إلي العمل بروح جديدة تتناسب مع تطلعات وآمال الشعب المصري.
رابعاً: يجدد حزب «النور» إعلانه أن أبناء الحزب جاهزون للعطاء، مستعدون للبذل في أي موقع وفي كل ميدان، ويعلن بوضوح أن الحزب يمد يديه لكل القوي الوطنية للتنسيق والتعاون لتكوين جبهة موحدة لمواجهة المستجدات علي الساحة.
خامساً: إننا نكن كل مشاعر الود والاحترام للشعب المصري والسادة الوزراء والسيد رئيس مجلس الوزراء والسيد رئيس الجمهورية، ونتمني لهم التوفيق والسداد لتحقيق آمال الأمة وتخفيف معاناتها وآلامها والوصول إلي نهضتها ورفعتها، واختتم الحزب بيانه بالدعاء لمصر وشعبها دوام العزة والرفعة والريادة.
ولاشك أن هذا البيان يؤكد حالة من الصراع القادم ويشير بقوة إلي شعور أعضاء حزب «النور» والجبهة السلفية عموما بالاستياء من هذا التشكيل الذي يعد أسوأ تشكيل وزاري في تاريخ مصر كلها، فهل ستبدأ المواجهات بين «الحرية والعدالة» وحزب «النور»؟!.. هذا ما سوف تكشف عنه الايام القادمة خاصة أن «النور» كان أكبر داعم لمرسي في انتخابات الإعادة ضد الفريق أحمد شفيق.
اللهم احمي مصر وشعبها من شهوة المناصب.
http://www.elmogaz.com/weekly/14/august/12/40451
ربنا ينور
:039uw8: