الآمبراطور المصرى
15-08-2012, 03:30 AM
http://www.elmogaz.com/sites/default/files/imagecache/large/image/wekly/436x328_58920_154273.jpg
من اللافت تعدد زيارات المسئولين الأمريكيين رفيعي المستوي في الفترة الأخيرة لمصر، لاسيما وان هذه الفترة التاريخية حرجة جدا ليس لمصر فقط بل وللولايات المتحدة ايضا، ففي الوقت الذي تعيش فيه مصر مرحلة انتقالية تعاني فيها من العديد من السلبيات، تستعد إدارة اوباما لخوض المعركة الانتخابية الرئاسية الأمريكية، وهي المعركة التي يدخل فيها الشرق الوسط كعامل رئيسي يدعم موقف المرشحين أو يقلل من فرص نجاحهم، نظرا لوجود العديد من المصالح الأمريكية في المنطقة، وتعد العلاقات المصرية الإسرائيلية من اهم الأمور التي يهتم بها المرشحون الأمريكيون للرئاسة، خاصة مع ضغط اللوبي اليهودي الأمريكي علي المرشحين، ولهذا نلحظ اهتماما غير مسبوق من إدارة أوباما بهذه العلاقات، وفي مقابل زيارة ميت رومني مرشح الرئاسة الأمريكية ومنافس أوباما لإسرائيل في الآونة الأخيرة، ارسل أوباما كلا من وزيرة خارجيته هيلاري كلينتون ووزير دفاعه ليون بانيتا لزيارة مصر ومن بعدها إسرائيل ، ربما لإدراكه ان إعادة العلاقات مع مصر أصبحت اهم أولويات إسرائيل في الوقت الحالي، وبالتالي عمل كلا المسئولين الأمريكيين علي تقريب وجهات النظر بين مصر وإسرائيل، لاسيما مع صعود جماعة الإخوان المسلمين ووصولهم لمنصب الرئيس، وعلي الرغم من عدم الإعلان عن الهدف الرئيسي لهذه الزيارات الأمريكية المتتابعة بين مصر وإسرائيل، فإن كل المؤشرات تؤكد أن الهدف هو تقريب وجهات النظر بين الجانبين، إضافة إلي دعم الاستقرار في مصر حفاظا علي امن إسرائيل، وهي الأمور التي اتضحت من خلال تصريحات بانيتا بعد لقائه بمرسي وطنطاوي
بحضور السفيرة الأمريكية لدي القاهرة آن باترسون ومساعد وزير الدفاع لشئون الأمن الدولي ديرك شوليت والفريق جون كيلي، إضافة إلي الرسالة التي أرسلها مرسي إلي بيريس وهي التي تزامنت مع زيارة بانيتا للقاهرة.
دعم أمريكا للديمقراطية بمصر
حيث اكد ليون بانيتا وزير الدفاع الأمريكي ان الولايات المتحدة تدعم بقوة الانتقال السلمي والشرعي إلي نظام ديمقراطي للحكم في مصر، وقال ان دعم المجلس الأعلي للقوات المسلحة لهذه العملية سيظل مهما في الأشهر القادمة، وبدت العلاقة بين مرسي وبانيتا قوية جدا حيث أكد الأول ان ابنه أمريكي ال***ية وانه قد يصبح رئيسا لامريكا يوما ما، الأمر الذي قد يزيد الروابط بين مصر والولايات المتحدة.
ولم تخل تصريحات بانيتا من الإشارات إلي أهمية الدعم العسكري الأمريكي لمصر، وضرورة إعادة الأمن للحدود المصرية بالطبع للحفاظ علي أمن إسرائيل، حيث تعد هذه الإشارات نوعا من الضغط الأمريكي علي مصر لتحسين العلاقات مع إسرائيل، حيث اشار بانيتا إلي انه اثناء مناقشاته مع الرئيس محمد مرسي ومع المشير طنطاوي أكدنا أهمية العلاقات المصرية الأمريكية في المجال العسكري وعلاقتنا القوية القائمة حاليا ولقد كانت هذه العلاقات محورا للاستقرار الاقليمي لاكثر من ثلاثين عاما وقوة ايجابية في هذه المرحلة الانتقالية.
واضاف وزير الدفاع الأمريكي انه تم كذلك بحث التحديات الأمنية التي تواجه مصر والناجمة عن زيادة التطرف علي الحدود المصرية وقد اتفقنا علي ان هذه التحديات من الأفضل ان تتم مواجهتها بشكل تعاوني وقال إنه سعد بتأكيد المسئولين المصريين أهمية احترام التعهدات الدولية لمصر مؤكدا في الوقت نفسه التزام واشنطن بمساعدة ودعم مصر ذات السيادة للاستمرار في الانتقال إلي السلطة المدنية بشكل كامل وقال إنه ستكون هناك تحديات امامنا من اجل تأسيس مؤسسات ديمقراطية للحكومة وإصلاح دستوري وإصلاح اقتصادي وأهمية استعادة الامن وأهمية تعزيز قاعدة واسعة للائتلاف والذي هو مهم بالنسبة لنجاح الحكومة في مصر.
وبعد ان انهي بانيتا زيارته لمصر توجه علي الفور لإسرائيل لإطلاعهم علي ما تم خلال زيارته لمصر.
بانيتا بين مصر وإسرائيل
وليست هذه المرة الأولي التي يتوسط فيها بانيتا بين مصر وإسرائيل، حيث توسط من قبل للإفراج عن الجاسوس الإسرائيلي إيلان جرابيل، الذي قبض عليه بعد شهور قليلة من ثورة يناير، وساهم في تحول الموقف المصري الرافض للإفراج عنه، هذا التغير الذي بدأ بعد أن وافقت السلطات المصرية للمرة الأولي منذ اعتقال جرابيل علي زيارة والديه له في محبسه بمصاحبة القنصل الأمريكي، حيث كانت تتمني إسرائيل أن تعامل مصر جرابيل كمواطن أمريكي وليس إسرائيليا، كما كانت تعول علي أن مصر تحتاج إلي المزيد من المساعدات الأمريكية الأمر الذي يسهل مسألة الإفراج عن جرابيل.
وكان بانيتا قد زار القاهرة قادما من تل أبيب في إطار جهوده للإفراج عن جرابيل، حيث عقد لقاءات عديدة مع قادة إسرائيل تحدث خلالها في موضوعات عديدة، إلا أن صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أشارت إلي أن وزير الدفاع الأمريكي جاء لتل أبيب للتنسيق حول كيفية الإفراج عن جرابيل وفيما كان يناقش الأمر في تل أبيب، خرج العديد من التقارير يؤكد أن الإفراج عن جرابيل سيتم في غضون أيام حتي أن بعض التقارير توقعت مغادرة جرابيل القاهرة بمصاحبة بانيتا وعلي متن الطائرة ذاتها التي سيسافر بها بانيتا إلي واشنطن، وقد وصفت معاريف هذا التطور في قضية جرابيل بالدرامي، لافتة إلي أن مصادر مصرية أكدت عقد صفقة لتحرير عميل الموساد في مقابل الإفراج عن عدد من المعتقلين الأمنيين المصريين في إسرائيل، حيث سيتم الإفراج عن 25 مصريا معتقلا في السجون الإسرائيلية إلا أن الصفقة في جوهرها عسكرية - أمنية وتتضمن اتفاقا مصريا أمريكيا علي بيع سلاح متقدم للجيش المصري مشيرة إلي أن الولايات المتحدة كانت ترفض بيع أنواع السلاح المتفق عليها خلال هذه الاتفاقية لمصر، لكن الولايات المتحدة اضطرت لذلك بعد الضغط الإسرائيلي عليها للإفراج عن جرابيل بأي مقابل.
تحرير جرابيل
ووفقا لصحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية، نفي بانيتا أن يكون قد تدخل في مسألة تحرير جرابيل بشكل شخصي خلال لقائه بكل من رئيس المجلس العسكري الذي كان يحكم مصر في ذلك الوقت حسين طنطاوي، ورئيس الأركان سامي عنان، موضحا أنه يثق في أن الأمر سيحل بشكل منطقي ومحترم، علي الرغم من أن كل التقارير أكدت أن قضية جرابيل سيطرت علي جزء كبير من المحادثات بين بانيتا وقيادة المجلس العسكري كما لفتت الصحيفة إلي أن بانيتا نقل رسالة واضحة إلي طنطاوي من الولايات المتحدة، تؤكد الدعم الأمريكي للسلطة الانتقالية في مصر التي يمثلها المجلس العسكري.
بينما رأت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية في ذلك الوقت أن بانيتا فشل في مهمته في إقناع المجلس العسكري بتحرير جرابيل نظرا لتأخر الإفراج عن عميل الموساد، حيث قال موقع القناة العاشرة الإسرائيلية "نعنع" إن جهود وزير الدفاع الأمريكي فشلت في تحرير جرابيل، وأوضح "نعنع" أن المصريين يريدون أكثر من تحرير الأسري المصريين في إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية ومن بينهم الشيخ عمر عبد الرحمن المتهم بالتورط في أحداث تفجير مبني التجارة العالمية بواشنطن عام 2001، كما ادعت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن مصر ترغب في زيادة المساعدات الأمريكية سواء الاقتصادية أو العسكرية، كما يرغبون في تصفية الأجواء بين كل من الولايات المتحدة وإسرائيل بعد أحداث السفارة المصرية بالقاهرة.
بانيتا يتصل بطنطاوي
وعلي الرغم من أن اللقاءات التي تمت بين بانيتا وقيادات العسكري كانت الأولي من نوعها خلال فترة ما قبل الإفراج عن جرابيل، لكن ثمة اتصالات سابقة كانت تتم بينهما وإن كانت عبر الهاتف، حيث كشف موقع الجيش الإسرئيلي أن بانيتا أجري اتصالا هاتفيا خلال أزمة السفارة الإسرائيلية بالقاهرة بالمشير حسين طنطاوي لينقل له رسالة من الولايات المتحدة تطالب بتأمين طاقم حراسة السفارة الإسرائيلية بالقاهرة، حيث تابع بانيتا الأحداث من واشنطن وأجري الاتصالات كوسيط بين الحكومة الإسرائيلية والسلطات المصرية حيث تعذر علي الأولي التوصل إلي طنطاوي خلال الأزمة وفقا للتقارير الإعلامية الإسرائيلية.
كما تابع بانيتا أحداث الثورة المصرية حيث كان يتولي وقتها منصب مدير المخابرات الأمريكية وأشرف علي التقارير المخابراتية الأمريكية التي تم إعدادها بشأن الثورة المصرية، والتي أكدت أن مبارك سيعلن تنحيه عن السلطة خلال خطابه الأخير إلا أنه بدا متمسكا بالسلطة الأمر الذي فاجأ البيت الأبيض.
وردد البعض أن بانيتا هو الذي أنهي بنفسه ملف وزير المالية الأسبق يوسف بطرس غالي في المخابرات الأمريكية في أعقاب سقوط مبارك، حيث قيل إن غالي كان عميلا لدي المخابرات الأمريكية منذ عام 1979.
تقدير إسرائيل لبانيتا
أما علي الجانب الإسرائيلي فقد حظي بانيتا علي كل التقدير كغيره من المسئولين الأمريكيين، ووصفت علاقته بإسرائيل بالمميزة ولفت تقرير بإذاعة الجيش الإسرائيلي إلي أن بانيتا عمل من خلال منصبه السابق كرئيس للمخابرات المركزية الأمريكية علي تقوية العلاقات الإسرائيلية الأمريكية، كما عمل علي استمرار الدعم العسكري لإسرائيل لضمان تفوقها العسكري علي جيرانها بالشرق الأوسط.
وفور تولي بانيتا منصب وزير الدفاع الأمريكي لفت موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي إلي أن بانيتا الذي تولي في السابق منصب مدير المخابرات الأمريكية
CIA جاء من المؤسسة السياسية وليست الأمنية
السياسية حيث عمل في السابق مديرا للبيت الأبيض في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق بل كلينتون في فترة التسعينات، وعند وصول باراك اوباما لكرسي الرئاسة الأمريكي في عام 2009 اعرب أوباما عن رغبته لتعيين بانيتا كوزير للدفاع إلا أن هذه الرغبة قوبلت بمعارضة شديدة بدعوي أن بانتيا لم يسبق له العمل في المؤسسة الأمنية من قبل، ولفت الموقع إلي أن بانيتا صاحب الخلفية الحزبية الديمقراطية من المتوقع أن يكون أكثر تفاهما مع أوباما من روبرت جيتس الذي حافظ علي منصبه منذ عهد جورج بوش الابن وانتهج سياسة مستقلة عنه داخل وزارة الدفاع الأمريكية كذلك كان يفعل مع أوباما.
خلاف بين أوباما وبانيتا
وعلي الرغم من التوقعات الإسرائيلية بالتوافق في الرؤي بين أوباما، وبانيتا فإن وجهات النظر اختلفت فيما يتعلق بالجاسوس الإسرائيلي جوناثان بولارد الموجود حاليا في السجون الأمريكية، ففي حين يفكر أوباما في الإفراج عنه ليحظي بالدعم اليهودي، يري بانيتا أن الإفراج عن بولارد أمر مستحيل حيث أكد بانيتا أن الإفراج عن بولارد لن تتم مناقشته في الولايات المتحدة حيث يواجه معارضة شديدة من قبل التيارات المختلفة... ويري بانيتا أن القضية الفلسطينية هي القضية المحورية في الشرق الأوسط، مؤكدا أن المفاوضات هي الطريق الوحيد للسلام، وعارض بانيتا قرار الكونجرس منع وصول دفعة من المساعدات الأمريكية للسلطة الفلسطينية تقدر بمائتي مليون دولار.. مشيرا إلي أن الولايات المتحدة تبذل جهودا مضنية لإقناع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بالعودة مجددا إلي مائدة المفاوضات ومثل هذا القرار سوف يؤثر علي المفاوضات.http://www.elmogaz.com/weekly/14/august/12/40453
من اللافت تعدد زيارات المسئولين الأمريكيين رفيعي المستوي في الفترة الأخيرة لمصر، لاسيما وان هذه الفترة التاريخية حرجة جدا ليس لمصر فقط بل وللولايات المتحدة ايضا، ففي الوقت الذي تعيش فيه مصر مرحلة انتقالية تعاني فيها من العديد من السلبيات، تستعد إدارة اوباما لخوض المعركة الانتخابية الرئاسية الأمريكية، وهي المعركة التي يدخل فيها الشرق الوسط كعامل رئيسي يدعم موقف المرشحين أو يقلل من فرص نجاحهم، نظرا لوجود العديد من المصالح الأمريكية في المنطقة، وتعد العلاقات المصرية الإسرائيلية من اهم الأمور التي يهتم بها المرشحون الأمريكيون للرئاسة، خاصة مع ضغط اللوبي اليهودي الأمريكي علي المرشحين، ولهذا نلحظ اهتماما غير مسبوق من إدارة أوباما بهذه العلاقات، وفي مقابل زيارة ميت رومني مرشح الرئاسة الأمريكية ومنافس أوباما لإسرائيل في الآونة الأخيرة، ارسل أوباما كلا من وزيرة خارجيته هيلاري كلينتون ووزير دفاعه ليون بانيتا لزيارة مصر ومن بعدها إسرائيل ، ربما لإدراكه ان إعادة العلاقات مع مصر أصبحت اهم أولويات إسرائيل في الوقت الحالي، وبالتالي عمل كلا المسئولين الأمريكيين علي تقريب وجهات النظر بين مصر وإسرائيل، لاسيما مع صعود جماعة الإخوان المسلمين ووصولهم لمنصب الرئيس، وعلي الرغم من عدم الإعلان عن الهدف الرئيسي لهذه الزيارات الأمريكية المتتابعة بين مصر وإسرائيل، فإن كل المؤشرات تؤكد أن الهدف هو تقريب وجهات النظر بين الجانبين، إضافة إلي دعم الاستقرار في مصر حفاظا علي امن إسرائيل، وهي الأمور التي اتضحت من خلال تصريحات بانيتا بعد لقائه بمرسي وطنطاوي
بحضور السفيرة الأمريكية لدي القاهرة آن باترسون ومساعد وزير الدفاع لشئون الأمن الدولي ديرك شوليت والفريق جون كيلي، إضافة إلي الرسالة التي أرسلها مرسي إلي بيريس وهي التي تزامنت مع زيارة بانيتا للقاهرة.
دعم أمريكا للديمقراطية بمصر
حيث اكد ليون بانيتا وزير الدفاع الأمريكي ان الولايات المتحدة تدعم بقوة الانتقال السلمي والشرعي إلي نظام ديمقراطي للحكم في مصر، وقال ان دعم المجلس الأعلي للقوات المسلحة لهذه العملية سيظل مهما في الأشهر القادمة، وبدت العلاقة بين مرسي وبانيتا قوية جدا حيث أكد الأول ان ابنه أمريكي ال***ية وانه قد يصبح رئيسا لامريكا يوما ما، الأمر الذي قد يزيد الروابط بين مصر والولايات المتحدة.
ولم تخل تصريحات بانيتا من الإشارات إلي أهمية الدعم العسكري الأمريكي لمصر، وضرورة إعادة الأمن للحدود المصرية بالطبع للحفاظ علي أمن إسرائيل، حيث تعد هذه الإشارات نوعا من الضغط الأمريكي علي مصر لتحسين العلاقات مع إسرائيل، حيث اشار بانيتا إلي انه اثناء مناقشاته مع الرئيس محمد مرسي ومع المشير طنطاوي أكدنا أهمية العلاقات المصرية الأمريكية في المجال العسكري وعلاقتنا القوية القائمة حاليا ولقد كانت هذه العلاقات محورا للاستقرار الاقليمي لاكثر من ثلاثين عاما وقوة ايجابية في هذه المرحلة الانتقالية.
واضاف وزير الدفاع الأمريكي انه تم كذلك بحث التحديات الأمنية التي تواجه مصر والناجمة عن زيادة التطرف علي الحدود المصرية وقد اتفقنا علي ان هذه التحديات من الأفضل ان تتم مواجهتها بشكل تعاوني وقال إنه سعد بتأكيد المسئولين المصريين أهمية احترام التعهدات الدولية لمصر مؤكدا في الوقت نفسه التزام واشنطن بمساعدة ودعم مصر ذات السيادة للاستمرار في الانتقال إلي السلطة المدنية بشكل كامل وقال إنه ستكون هناك تحديات امامنا من اجل تأسيس مؤسسات ديمقراطية للحكومة وإصلاح دستوري وإصلاح اقتصادي وأهمية استعادة الامن وأهمية تعزيز قاعدة واسعة للائتلاف والذي هو مهم بالنسبة لنجاح الحكومة في مصر.
وبعد ان انهي بانيتا زيارته لمصر توجه علي الفور لإسرائيل لإطلاعهم علي ما تم خلال زيارته لمصر.
بانيتا بين مصر وإسرائيل
وليست هذه المرة الأولي التي يتوسط فيها بانيتا بين مصر وإسرائيل، حيث توسط من قبل للإفراج عن الجاسوس الإسرائيلي إيلان جرابيل، الذي قبض عليه بعد شهور قليلة من ثورة يناير، وساهم في تحول الموقف المصري الرافض للإفراج عنه، هذا التغير الذي بدأ بعد أن وافقت السلطات المصرية للمرة الأولي منذ اعتقال جرابيل علي زيارة والديه له في محبسه بمصاحبة القنصل الأمريكي، حيث كانت تتمني إسرائيل أن تعامل مصر جرابيل كمواطن أمريكي وليس إسرائيليا، كما كانت تعول علي أن مصر تحتاج إلي المزيد من المساعدات الأمريكية الأمر الذي يسهل مسألة الإفراج عن جرابيل.
وكان بانيتا قد زار القاهرة قادما من تل أبيب في إطار جهوده للإفراج عن جرابيل، حيث عقد لقاءات عديدة مع قادة إسرائيل تحدث خلالها في موضوعات عديدة، إلا أن صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أشارت إلي أن وزير الدفاع الأمريكي جاء لتل أبيب للتنسيق حول كيفية الإفراج عن جرابيل وفيما كان يناقش الأمر في تل أبيب، خرج العديد من التقارير يؤكد أن الإفراج عن جرابيل سيتم في غضون أيام حتي أن بعض التقارير توقعت مغادرة جرابيل القاهرة بمصاحبة بانيتا وعلي متن الطائرة ذاتها التي سيسافر بها بانيتا إلي واشنطن، وقد وصفت معاريف هذا التطور في قضية جرابيل بالدرامي، لافتة إلي أن مصادر مصرية أكدت عقد صفقة لتحرير عميل الموساد في مقابل الإفراج عن عدد من المعتقلين الأمنيين المصريين في إسرائيل، حيث سيتم الإفراج عن 25 مصريا معتقلا في السجون الإسرائيلية إلا أن الصفقة في جوهرها عسكرية - أمنية وتتضمن اتفاقا مصريا أمريكيا علي بيع سلاح متقدم للجيش المصري مشيرة إلي أن الولايات المتحدة كانت ترفض بيع أنواع السلاح المتفق عليها خلال هذه الاتفاقية لمصر، لكن الولايات المتحدة اضطرت لذلك بعد الضغط الإسرائيلي عليها للإفراج عن جرابيل بأي مقابل.
تحرير جرابيل
ووفقا لصحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية، نفي بانيتا أن يكون قد تدخل في مسألة تحرير جرابيل بشكل شخصي خلال لقائه بكل من رئيس المجلس العسكري الذي كان يحكم مصر في ذلك الوقت حسين طنطاوي، ورئيس الأركان سامي عنان، موضحا أنه يثق في أن الأمر سيحل بشكل منطقي ومحترم، علي الرغم من أن كل التقارير أكدت أن قضية جرابيل سيطرت علي جزء كبير من المحادثات بين بانيتا وقيادة المجلس العسكري كما لفتت الصحيفة إلي أن بانيتا نقل رسالة واضحة إلي طنطاوي من الولايات المتحدة، تؤكد الدعم الأمريكي للسلطة الانتقالية في مصر التي يمثلها المجلس العسكري.
بينما رأت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية في ذلك الوقت أن بانيتا فشل في مهمته في إقناع المجلس العسكري بتحرير جرابيل نظرا لتأخر الإفراج عن عميل الموساد، حيث قال موقع القناة العاشرة الإسرائيلية "نعنع" إن جهود وزير الدفاع الأمريكي فشلت في تحرير جرابيل، وأوضح "نعنع" أن المصريين يريدون أكثر من تحرير الأسري المصريين في إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية ومن بينهم الشيخ عمر عبد الرحمن المتهم بالتورط في أحداث تفجير مبني التجارة العالمية بواشنطن عام 2001، كما ادعت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن مصر ترغب في زيادة المساعدات الأمريكية سواء الاقتصادية أو العسكرية، كما يرغبون في تصفية الأجواء بين كل من الولايات المتحدة وإسرائيل بعد أحداث السفارة المصرية بالقاهرة.
بانيتا يتصل بطنطاوي
وعلي الرغم من أن اللقاءات التي تمت بين بانيتا وقيادات العسكري كانت الأولي من نوعها خلال فترة ما قبل الإفراج عن جرابيل، لكن ثمة اتصالات سابقة كانت تتم بينهما وإن كانت عبر الهاتف، حيث كشف موقع الجيش الإسرئيلي أن بانيتا أجري اتصالا هاتفيا خلال أزمة السفارة الإسرائيلية بالقاهرة بالمشير حسين طنطاوي لينقل له رسالة من الولايات المتحدة تطالب بتأمين طاقم حراسة السفارة الإسرائيلية بالقاهرة، حيث تابع بانيتا الأحداث من واشنطن وأجري الاتصالات كوسيط بين الحكومة الإسرائيلية والسلطات المصرية حيث تعذر علي الأولي التوصل إلي طنطاوي خلال الأزمة وفقا للتقارير الإعلامية الإسرائيلية.
كما تابع بانيتا أحداث الثورة المصرية حيث كان يتولي وقتها منصب مدير المخابرات الأمريكية وأشرف علي التقارير المخابراتية الأمريكية التي تم إعدادها بشأن الثورة المصرية، والتي أكدت أن مبارك سيعلن تنحيه عن السلطة خلال خطابه الأخير إلا أنه بدا متمسكا بالسلطة الأمر الذي فاجأ البيت الأبيض.
وردد البعض أن بانيتا هو الذي أنهي بنفسه ملف وزير المالية الأسبق يوسف بطرس غالي في المخابرات الأمريكية في أعقاب سقوط مبارك، حيث قيل إن غالي كان عميلا لدي المخابرات الأمريكية منذ عام 1979.
تقدير إسرائيل لبانيتا
أما علي الجانب الإسرائيلي فقد حظي بانيتا علي كل التقدير كغيره من المسئولين الأمريكيين، ووصفت علاقته بإسرائيل بالمميزة ولفت تقرير بإذاعة الجيش الإسرائيلي إلي أن بانيتا عمل من خلال منصبه السابق كرئيس للمخابرات المركزية الأمريكية علي تقوية العلاقات الإسرائيلية الأمريكية، كما عمل علي استمرار الدعم العسكري لإسرائيل لضمان تفوقها العسكري علي جيرانها بالشرق الأوسط.
وفور تولي بانيتا منصب وزير الدفاع الأمريكي لفت موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي إلي أن بانيتا الذي تولي في السابق منصب مدير المخابرات الأمريكية
CIA جاء من المؤسسة السياسية وليست الأمنية
السياسية حيث عمل في السابق مديرا للبيت الأبيض في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق بل كلينتون في فترة التسعينات، وعند وصول باراك اوباما لكرسي الرئاسة الأمريكي في عام 2009 اعرب أوباما عن رغبته لتعيين بانيتا كوزير للدفاع إلا أن هذه الرغبة قوبلت بمعارضة شديدة بدعوي أن بانتيا لم يسبق له العمل في المؤسسة الأمنية من قبل، ولفت الموقع إلي أن بانيتا صاحب الخلفية الحزبية الديمقراطية من المتوقع أن يكون أكثر تفاهما مع أوباما من روبرت جيتس الذي حافظ علي منصبه منذ عهد جورج بوش الابن وانتهج سياسة مستقلة عنه داخل وزارة الدفاع الأمريكية كذلك كان يفعل مع أوباما.
خلاف بين أوباما وبانيتا
وعلي الرغم من التوقعات الإسرائيلية بالتوافق في الرؤي بين أوباما، وبانيتا فإن وجهات النظر اختلفت فيما يتعلق بالجاسوس الإسرائيلي جوناثان بولارد الموجود حاليا في السجون الأمريكية، ففي حين يفكر أوباما في الإفراج عنه ليحظي بالدعم اليهودي، يري بانيتا أن الإفراج عن بولارد أمر مستحيل حيث أكد بانيتا أن الإفراج عن بولارد لن تتم مناقشته في الولايات المتحدة حيث يواجه معارضة شديدة من قبل التيارات المختلفة... ويري بانيتا أن القضية الفلسطينية هي القضية المحورية في الشرق الأوسط، مؤكدا أن المفاوضات هي الطريق الوحيد للسلام، وعارض بانيتا قرار الكونجرس منع وصول دفعة من المساعدات الأمريكية للسلطة الفلسطينية تقدر بمائتي مليون دولار.. مشيرا إلي أن الولايات المتحدة تبذل جهودا مضنية لإقناع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بالعودة مجددا إلي مائدة المفاوضات ومثل هذا القرار سوف يؤثر علي المفاوضات.http://www.elmogaz.com/weekly/14/august/12/40453