samersa1
16-08-2012, 08:07 PM
اسمي "رودلف راسنديل" ...وأسرتي عريقة وغنية....أحبالسفر وأجيد التحدث باللغة الألمانية وأتكلمها بطلاقة مثل اللغة الإنجليزية وهيلغتي الأصلية ، كما أجيد الفرنسية أيضاً ....وأجيد المبارزة بالسيف والتصويببالمسدس وركوب الخيل ....وأعصابي هادئة وباردة بالرغم من الشعر الأحمر الملتهب الذييغطي رأسي...
وفي يوم ما أخبرتني زوجة أخي أن "السير جاكوب بوروديل" – وهو منأصدقاء الأسرة – سيعين سفيراً بعد ستة شهور ، وأنه يريد أن يأخذني معه لأعمل كملحقدبلوماسي بالسفارة التي سيعين فيها...فقبلت العرض إكراماً لزوجة أخي....
وقررتفجأة أن أقوم بإحدى رحلاتي المسلية حتى يحين موعد عملي بالسفارة ...وكنت قد قرأت فيالصحف أن "رودلف الخامس" سيتوج ملكاً على دولة "روريتانيا" التي تقع على الحدود بينالنمسا وألمانيا وأن حفل التتويج سيتم في "استرلسو" عاصمة تلك الدولة خلال الأسابيعالثلاثة القادمة ، وهكذا عزمت على زيارة "روريتانيا" ...ولكني لم أخبر أحداً منأسرتي بذلك ...أخبرتهم فقط بأني سأذهب في رحلة إلى جبال الألب ، وسوف أضع كتاباً عنالأوضاع والمشاكل السياسية والاجتماعية في المنطقة التي سأزورها....
وذهبت أولاًإلى باريس لأستقل منها القطار الذاهب إلى "روريتانيا" ....وفي المحطة قدمني أحدالأصدقاء إلى سيدة جميلة أنيقة ذات شعر أحمر اسمها "مدام أنطوانيت دي موبان" ...وقال لي أن هذه السيدة محل اهتمام "الدوق مايكل" شقيق الملك "رودلف" الذي سيتمتتويجه ملكاً على "روريتانيا" . وأنها ذاهبة إلى العاصمة "استرلسو" لحضور حفلالتتويج ....غير أني لم أهتم بتلك السيدة ولم تهتم هي الأخرى بي ، بالرغم من إنناركبنا نفس القطار الذاهب إلى "روريتانيا" .....
وعندما وصلنا إلى منطقة الحدود ،نظر إلي ضابط الجوازات بدهشة شديدة وهو يتفحص جواز سفري...وهناك علمت أنه من الصعبأن أجد الان مكاناً للإقامة في العاصمة "استرلسو" لشدة الزحام....لذلك قررت النزولفي بلدة "زندا"...وهي بلدة صغيرة تقع بالقرب من العاصمة لكي أقضي بها يوم الغد "الثلاثاء" لمشاهدة قلعتها القديمة الشهيرة ، ثم أذهب إلى العاصمة يوم الأربعاءلحضور حفل التتويج والعودة إلى زندا مساء نفس اليوم....
وفي الفندق الصغير ببلدةزندا استقبلتني صاحبة الفندق بدهشة....وأعجبت ابنتاها الشابتان بشعريالأحمر....وهناك علمت أن صاحبة الفندق تؤيد "الدوق مايكل" وتتمنى أن يصبح هو الملكعلى روريتانيا ، وأن يتم تتويجه هو بدلاً من أخيه "رودلف" ...وعلمت أيضاً أن "الدوقمايكل" هذا مشهور باسم "مايكل الأسود" ...وأنه ينافس أخاه في أمرين هما الجلوس علىعرش البلاد ، والزواج بابنة عمهما "الأميرة فلافيا".....
وفي اليوم التالي قمتبنزهة في الغابة ، وشاهدت القلعة ...وهناك تعرفت على "الكولونيل سابت" و "فريتزفونتارلنهايم" وهما من أعوان الملك رودلف الذي سيتم تتويجه في اليوم التالي ....وعلمتمنهما أنهما مندهشان لشدة الشبه بين ملامحي ولون شعري وملامح ولون شعر الملك ....كما أن طول قامتي مماثل تماماً لطول قامته...غير أن الاختلاف الوحيد بيننا هولحيتي الصغيرة....
وكان الملك رودلف يتريض في مكان قريب ...وعندما وصل إلينافوجئ بي وكاد يصاب بالذهول لتطابق الشبه بيني وبينه....ومع ذلك فقد دعاني الملكرودلف إلى العشاء قائلاً لي ولصديقيه أنه يعتبرني أخاً جديداً له.....
وذهبناجميعاً إلى كوخ صيد مصنوع من الخشب ومقام عند أطراف الغابة ...وهناك بدأنا في تناولالعشاء وشرب النبيذ.....
وقرب نهاية العشاء ، أحضر الخادم "جوزيف" زجاجة منالنبيذ المعتق وقدمها إلى الملك قائلاً إنها هدية من أخيه الدوق مايكل ، وتناولالملك الزجاجة وشربها عن آخرها ....ثم سرعان ما سقط مغشياً عليه....واتضح لنا أنزجاجة النبيذ كانت تحتوي على مخدر يجعل شاربها عاجزاً عن الحركة مدةطويلة....
وعندئذ التفت إلي الكولونيل سابت وقال إن القدر أرسلني لأنقذ المملكة ...وأن علي أن أحلق لحيتي الصغيرة لكي أبدو مثل الملك رودلف تماماً ...وأن أذهبغداً إلى العاصمة ليتم تتويجي وكأنني الملك رودلف نفسه ...وذلك حتى يفيق الملك منغيبوبته....وإذا لم تفعل ذلك فسوف يعلن الدوق مايكل أن الملك رودلف لم يستطع إلىحفل تتويجه لأنه سكران ...وسوف يعلن نفسه ملكاً على البلاد ...ويتم تتويجه هو بدلاًمن أخيه صاحب الحق الشرعي....ومن المؤكد أنه سيأمر بسجن الملك طوال حياته ، بلوربما سيأمر بقتله...
وبالرغم من خطورة هذه العملية فقد وافقت على الذهاب إلىالعاصمة ليتم تتويجي نيابة عن الملك المغمى عليه ... وهكذا حملنا الملك وأخفيناه فيقبو النبيذ بأسفل الكوخ ، كما قمنا بتقييد الخادمة أم "جوهان" وحبسناها في غرفةمجاورة ، لأننا كنا نشك فيها....
حلقت لحيتي وارتديت ملابس الملك البيضاء ....وارتدى الكولونيل سابت وفريتز ملابسهما الرسمية وركبنا القطار الذاهب إلىالعاصمة ...وفي أثناء الطريق شرح لي الاثنان جميع المعلومات التي يجب أن أعرفهاباعتباري ملكاً على روريتانيا .....وعندما وصلنا إلى العاصمة استقبلونا استقبالاًصاخباً ...
كان من الواضح أن كلاً من شعب وجيش روريتانيا منقسم على نفسه ....قسميؤيد الملك ...وقسم آخر يؤيد أخاه الدوق مايكل الأسود ...ومع ذلك فقد سار الموكببسلام حتى وصلنا إلى الكاتدرائية ..حيث كان جميع رجال الدولة حاضرين وعلى رأسهم "أخي" الدوق مايكل .. ، ورئيس الوزراء والماريشال "استراكينز" قائد الجيش....وتمتإجراءات التتويج ، ووضعت التاج على رأسي دون أن يشك أحد في حقيقة أمري ....ولاحظتأن الدوق مايكل كان يقف مذهولاً ويرتجف كورقة شجرة تهزها الرياح....
وتقدمت إليفتاة رقيقة رائعة الجمال ، عرفت عنها أنها "ابنة عمي" الأميرة فلافيا ...وعندماانتهى الاحتفال بتتويجي ، ركبت الأميرة معي في العربة الملكية ...وهمست لي بأنهالاحظت أني أبدو متغيراً بعض الشيء وأصبحت أكثر جدية...
وعندما وصلنا إلى القصرالملكي أقيم احتفال صغير آخر...ثم انتحيت مع الكولونيل سابت وفريتز داخل إحدىالحجرات ....لكي نتفق على ما سوف نتخذه من خطوات تالية ، وقررنا أن يبقى فريتزبداخل هذه الحجرة ولا يفتح الباب لأحد مهما كان شأنه بدعوى أن الملك نائم ويريد أنيستريح ....كما قررنا أن نتخفى أنا والكولونيل سابت في ملابس الخدم لنتوجه مباشرةإلى كوخ الصيد الذي أخفينا فيه الملك الحقيقي لنحضره إلى القصر ليباشر سلطاتهالشرعية بعد أن يكون قد أفاق من حالة التخدير التي تعرض لها....
ولكن عندماوصلنا إلى الكوخ فوجئنا باختفاء الملك رودلف وبعدم وجود المرأة العجوز التي حبسناها، كما فوجئنا بمقتل الخادم المخلص جوزيف..
كانت هذه المفاجات مذهلة ...وأخذنانفكر في الأمر ...ورأينا ضرورة الرجوع إلى العاصمة واستمراري في تمثيل دور الملكإلى أن تتكشف حقائق الموقف فيما بعد ...وبطبيعة الحال فقد أصبح من اليقين أن الدوقمايكل الأسود ورجاله قد عرفوا سرنا....وأنهم لن يجسروا على قتل الملك ويتركوننيجالساً على العرش ...فإذا فعلوا ذلك فسوف يكون الأمر فضيحة لهم وسوف ينكشف للشعب سرتامرهم ضد الملك منذ البداية...
وما كدنا نهم بالخروج من الكوخ حتى فوجئنابمجموعة من الفرسان كان مايكل الأسود قد أرسلهم لإخفاء جريمة قتل الخادم جوزيف ....فاشتبكنا معهم في معركة انتصرنا فيها عليهم ولكني أصبت برصاصة جرحتيدي...
وبعد عدة أيام وصلني خطاب من مدام انطوانيت دي موبان تطلب فيه مقابلتيلأمر في غاية الأهمية ...وبالرغم من شكوكي في هذه السيدة باعتبارها صديقة الدوقمايكل إلا أنني قررت الذهاب إلى المكان الذي حددته وفي الموعد الذي حددته ....وصحبني في هذه الزيارة الكولونيل سابت الذي وقف ينتظر في الخارج...
وفوجئتبأنها تعترف لي بأنها قد كتبت خطابها بأمر من الدوق ...وأخبرتني بأن ثلاثة منالرجال سيحضرون إلى هنا بعد حوالي عشرين دقيقة ...وأن هؤلاء الرجال سيقتلونني فوراً ...وبعد ذلك سيقوم الدوق مايكل باعلان الأحكام العرفية في البلاد ....وسيسيطر علىالجيش ويعلن نفسه ملكاً على البلاد وسيتزوج الأميرة فلافيا....
وفهمت طبعاً أنالغيرة والغيظ قد دفعا هذه السيدة لإخباري بهذا السر انتقاماً من الدوق الذي سينصرفعنها ويتزوج الأميرة...
وقبل انصرافي وصل هؤلاء الرجال الثلاثة وعرضوا علي فيالبداية رشوة قدرها خمسين ألف جنيه بالإضافة إلى ضمان خروجي من البلاد آمنا ....ولكني رفضت العرض ....فعزموا على قتلي بإطلاق النار تجاهي ، ولكني تمكنت منالإفلات منهم بعد أن قذفت في وجوههم مائدة حديدية ثقيلة ...ثم عدنا أنا والكولونيلإلى القصر الملكي سالمين...
وكان الكولونيل سابت قد طلب مني أن أبدو لطيفاً معالأميرة فلافيا ولو بصفة مؤقتة إلى أن نتمكن من إنقاذ المملكة بإبعاد الدوق مايكلالأسود عن العرش ، حتى ولو اقتضى الأمر أن أبقى – أنا – ملكاًللبلاد....
والحقيقة أنني أصبحت ضعيفاً جداً أمام جمال الأميرة ورقتها ، وأصبحتأشعر بحب حقيقي أخذ يتسلل إلى قلبي ....وعندما قابلتها في إحدى الحفلات الراقصةالتي كانت تقام في القصر الملكي ، وبدأنا نتبادل أحاديث الهوى ...اعترفت لي بأنهالم تكن تحبني من قبل يوم التتويج ، لأنها شعرت بأني تغيرت وتحسنت ...وكان معنى هذاالكلام أن الأميرة قد وقعت في حبي أنا "رودلف راسنديل" وليس في حب الملك الحقيقي "رودلف الخامس" ...إنها إذن تحبني لشخصي ...وكدت عندئذ أن أصرح لها بحقيقة كلشيء...
ولكني لم أحب استمراري في خداع الأميرة فلافيا إلى هذا الحد ...وطلبت منالكولونيل سابت ضرورة الإسراع إلى "زندا" لإنقاذ الملك ..ولابد من وضع خطة للهجومعلى القلعة التي سجن بها الملك وتحريره من الأسر وإعادته إلى عرش بلاده...
وهكذاأعلنا رسمياً إننا ذاهبون إلى رحلة صيد ...بينما توجهنا في حقيقة الأمر إلى قلعةتارلنهايم المملوكة لأحد أعمام "فريتز" ...وقررنا أن نتخذها قاعدة للهجوم على قلعةزندا التي تبعد عنها بنحو خمسة أميال...
وبطبيعة الحال فقد شاع خبر وجودنا ووصلإلى أسماع الدوق مايكل ورجاله الذين يحبسون الملك في قلعة زندا الحصينة ...وللغرابةالشديدة وبجرأة متناهية جاءني أحد رجال الدوق مايكل وهو المدعو "روبرت هنتزو" ليعرضعلي رشوة قدرها مائة ألف جنيه مع ضمان توصيلي آمنا إلى الحدود ...وكان يكلمنيبصراحة ويناديني باسمي الحقيقي "رودلف راسنديل"...بل وأطلق علي لقب "ممثل المسرحية" ...وعندما رفضت هذا العرض أخبرني بأنهم سوف يقتلون الملك فوراً إذا أقدمنا علىمهاجمة القلعة ...وبحركة مفاجئة غادرة طعنني بخنجر كان يخفيه ، طعنة جرحت كتفيالأيسر ...ولولا سرعة تصرفي لكانت هذه الطعنة الغادرة قد استقرت فيقلبي....
ومرت الأحداث سريعاً ....واستطعنا الحصول على كافة المعلومات المتعلقةبالمكان الذي سجن فيه الملك بداخل القلعة ...وكيفية الوصول إلى هذا المكان ....كماعلمنا بكل تفاصيل خطو الدوق مايكل ورجاله لمواجهة هجومنا على القلعة ...وأنهم سوفيقتلون الملك سواء عند نجاح هجومنا أو فشله...
وتوالت الأحداث بعد ذلك ، فقدازداد حبي للأميرة وازداد تعلقها بي ....كما وقعت بعض المناوشات والمنازلات بينرجالي ورجال الدوق مايكل...بل وجاءني "روبرت هنتزو" مرة أخرى ليعرض علي عرضاً فيمنتهى النذالة والغدر ....قال لي أنه معجب بي لأني إنجليزي مغامر مثله ...وأنه يريدأن يعمل معي بعد أن نتخلص من بعض رجالي وجميع رجال الدوق مايكل الآخرين ومن الدوقنفسه ....وهكذا يخلو لنا الجو فأتمتع أنا بالجلوس على عرش روريتانيا وبالفوزبالأميرة فلافيا ...ويصبح هو مستشاري الأول ويفوز وحده بمدام انطوانيت دي موبانالتي ينافسه الدوق في حبها ...والحقيقة أني لم أقابل في حياتي كلها شخصاً أكثرنذالة وخسة من هذا المدعو "روبرت هنتزو"....
ووصلتني رسالة سرية موقعة منانطوانيت دي موبان تقول فيها أنها كما حذرتني مرة من المؤامرات التي تدبر ضدي فهيترجوني هذه المرة أن أعمل على تخليصها من قلعة زندا التي تعتبرها بيتاً للمتآمرينالسفاحين....
ومن أغرب الأحداث التي وقعت ، اشتداد الصراع بين الدوق مايكلوروبرت هنتزو الذي اقتحم غرفة انطوانيت دي موبان في إحدى الليالي ليعرض عليها حبه ،فإذا بها تستغيث لأنها كانت تحتقر روبرت هنتزو ولا تطيقه ، وعندما جاء الدوقلنجدتها وقع عراك بينه وبين روبرت هنتزو أدى إلى مقتل الدوق فيالنهاية....
وانتهت الأحداث الصعبة الدامية بنجاحنا في اقتحام القلعة وإنقاذالملك السجين فيها....
وكنت قبل ذلك قد أبلغت الأميرة فلافيا بأني لست ابن عمهاالملك رودلف الخامس ...وإنما أنا إنجليزي من أسرة عريقة وأسمي رودلفراسنديل...
وكان النذل روبرت هنتزو قد تمكن من الفرار قبل أن ألحق به لأعاقبهعلى خسته ونذالته...
وعندما قابلت الملك الحقيقي في الحجرة التي يرقد فيهامريضاً ...خلعت خاتم الملك من إصبعي ووضعته في إصبعه ....وأخبرته بأني حافظت علىشرف هذا الخاتم حتى ولو اقتضى الأمر التضحية بحياتي...
وشكرني الملك بصوت ضعيفواهن على كل ما صنعته من أجل المحافظة على العرش وإنقاذ حياته...واعترف لي بأننيعلمته كيف يصبح ملكاً جديراً بحكم شعبه ....وخرجت من الحجرة بعد أن ودعتهبحرارة...
وفي خارج الحجرة فوجئت بوجود الأميرة فلافيا التي اعترفت لي بأنهامازالت تحبني بالرغم من كل شيء ....وأنها تريد أن ترحل معي ...واعترفت لها بأنيأحببتها حباً صادقاً سيبقى ذكرى طيبة في قلبي حتى آخر نفس في حياتي ...ولكن الحبليس كل شيء في الحياة...
وقالت الأميرة والدموع تترقرق في عينيها إني على حقفيما قلت ....فلو كان الحب هو كل شيء لكان في إمكاني أن أترك الملك يموت في سجنهوأجلس أنا في مكانه وأتزوجها ....ولكن الشرف منعني من فعل ذلك لأنني شخص نبيل وأكنلها عواطف صادقة ...وهي أيضاً تحس بأن واجبها أن تظل مخلصة لبلادها وترضىبقدرها....
وتبادلنـــــــــــــا الوداع....
وفوجئت بأن زوجة أخي تخبرني بأن "السير جاكوب بوروديل" قد عين سفيراً لبريطانيا في دولة روريتانيا ...وأنه عند وعدهبأن يأخذني معه لتعييني ملحقاً دبلوماسياً بالسفارة.....
وطبعاً رفضت هذه الفكرةتماماً....
وهاهي السنوات أخذت تمر وتتوالى ، وفي كل عام يمر ، ترسل لي "الملكةفلافيا" وردة حمراء ندية ملفوفة بشريط من الورق كتبت عليه :" رودلف – فلافيا ...إلىالأبد " ....
وأقوم أنا أيضاً بإرسال وردة حمراء مماثلة في نفس الموعد ، وتحملنفس الكلمات ...وإذا كانت فلافيا قد أصبحت ملكة على روريتانيا ، فسوف تظل إلى الأبدملكة على قلبي....
ومازلت حتى الآن أتمرن على المبارزة بالسيف ....لعلي يوماًألتقي بذلك النذل الهارب المدعو روبرت هنتزو وعندئذ سألقنه درساً لن ينساه أبداً .....من يدري...
تمت بحمد الله
وفي يوم ما أخبرتني زوجة أخي أن "السير جاكوب بوروديل" – وهو منأصدقاء الأسرة – سيعين سفيراً بعد ستة شهور ، وأنه يريد أن يأخذني معه لأعمل كملحقدبلوماسي بالسفارة التي سيعين فيها...فقبلت العرض إكراماً لزوجة أخي....
وقررتفجأة أن أقوم بإحدى رحلاتي المسلية حتى يحين موعد عملي بالسفارة ...وكنت قد قرأت فيالصحف أن "رودلف الخامس" سيتوج ملكاً على دولة "روريتانيا" التي تقع على الحدود بينالنمسا وألمانيا وأن حفل التتويج سيتم في "استرلسو" عاصمة تلك الدولة خلال الأسابيعالثلاثة القادمة ، وهكذا عزمت على زيارة "روريتانيا" ...ولكني لم أخبر أحداً منأسرتي بذلك ...أخبرتهم فقط بأني سأذهب في رحلة إلى جبال الألب ، وسوف أضع كتاباً عنالأوضاع والمشاكل السياسية والاجتماعية في المنطقة التي سأزورها....
وذهبت أولاًإلى باريس لأستقل منها القطار الذاهب إلى "روريتانيا" ....وفي المحطة قدمني أحدالأصدقاء إلى سيدة جميلة أنيقة ذات شعر أحمر اسمها "مدام أنطوانيت دي موبان" ...وقال لي أن هذه السيدة محل اهتمام "الدوق مايكل" شقيق الملك "رودلف" الذي سيتمتتويجه ملكاً على "روريتانيا" . وأنها ذاهبة إلى العاصمة "استرلسو" لحضور حفلالتتويج ....غير أني لم أهتم بتلك السيدة ولم تهتم هي الأخرى بي ، بالرغم من إنناركبنا نفس القطار الذاهب إلى "روريتانيا" .....
وعندما وصلنا إلى منطقة الحدود ،نظر إلي ضابط الجوازات بدهشة شديدة وهو يتفحص جواز سفري...وهناك علمت أنه من الصعبأن أجد الان مكاناً للإقامة في العاصمة "استرلسو" لشدة الزحام....لذلك قررت النزولفي بلدة "زندا"...وهي بلدة صغيرة تقع بالقرب من العاصمة لكي أقضي بها يوم الغد "الثلاثاء" لمشاهدة قلعتها القديمة الشهيرة ، ثم أذهب إلى العاصمة يوم الأربعاءلحضور حفل التتويج والعودة إلى زندا مساء نفس اليوم....
وفي الفندق الصغير ببلدةزندا استقبلتني صاحبة الفندق بدهشة....وأعجبت ابنتاها الشابتان بشعريالأحمر....وهناك علمت أن صاحبة الفندق تؤيد "الدوق مايكل" وتتمنى أن يصبح هو الملكعلى روريتانيا ، وأن يتم تتويجه هو بدلاً من أخيه "رودلف" ...وعلمت أيضاً أن "الدوقمايكل" هذا مشهور باسم "مايكل الأسود" ...وأنه ينافس أخاه في أمرين هما الجلوس علىعرش البلاد ، والزواج بابنة عمهما "الأميرة فلافيا".....
وفي اليوم التالي قمتبنزهة في الغابة ، وشاهدت القلعة ...وهناك تعرفت على "الكولونيل سابت" و "فريتزفونتارلنهايم" وهما من أعوان الملك رودلف الذي سيتم تتويجه في اليوم التالي ....وعلمتمنهما أنهما مندهشان لشدة الشبه بين ملامحي ولون شعري وملامح ولون شعر الملك ....كما أن طول قامتي مماثل تماماً لطول قامته...غير أن الاختلاف الوحيد بيننا هولحيتي الصغيرة....
وكان الملك رودلف يتريض في مكان قريب ...وعندما وصل إلينافوجئ بي وكاد يصاب بالذهول لتطابق الشبه بيني وبينه....ومع ذلك فقد دعاني الملكرودلف إلى العشاء قائلاً لي ولصديقيه أنه يعتبرني أخاً جديداً له.....
وذهبناجميعاً إلى كوخ صيد مصنوع من الخشب ومقام عند أطراف الغابة ...وهناك بدأنا في تناولالعشاء وشرب النبيذ.....
وقرب نهاية العشاء ، أحضر الخادم "جوزيف" زجاجة منالنبيذ المعتق وقدمها إلى الملك قائلاً إنها هدية من أخيه الدوق مايكل ، وتناولالملك الزجاجة وشربها عن آخرها ....ثم سرعان ما سقط مغشياً عليه....واتضح لنا أنزجاجة النبيذ كانت تحتوي على مخدر يجعل شاربها عاجزاً عن الحركة مدةطويلة....
وعندئذ التفت إلي الكولونيل سابت وقال إن القدر أرسلني لأنقذ المملكة ...وأن علي أن أحلق لحيتي الصغيرة لكي أبدو مثل الملك رودلف تماماً ...وأن أذهبغداً إلى العاصمة ليتم تتويجي وكأنني الملك رودلف نفسه ...وذلك حتى يفيق الملك منغيبوبته....وإذا لم تفعل ذلك فسوف يعلن الدوق مايكل أن الملك رودلف لم يستطع إلىحفل تتويجه لأنه سكران ...وسوف يعلن نفسه ملكاً على البلاد ...ويتم تتويجه هو بدلاًمن أخيه صاحب الحق الشرعي....ومن المؤكد أنه سيأمر بسجن الملك طوال حياته ، بلوربما سيأمر بقتله...
وبالرغم من خطورة هذه العملية فقد وافقت على الذهاب إلىالعاصمة ليتم تتويجي نيابة عن الملك المغمى عليه ... وهكذا حملنا الملك وأخفيناه فيقبو النبيذ بأسفل الكوخ ، كما قمنا بتقييد الخادمة أم "جوهان" وحبسناها في غرفةمجاورة ، لأننا كنا نشك فيها....
حلقت لحيتي وارتديت ملابس الملك البيضاء ....وارتدى الكولونيل سابت وفريتز ملابسهما الرسمية وركبنا القطار الذاهب إلىالعاصمة ...وفي أثناء الطريق شرح لي الاثنان جميع المعلومات التي يجب أن أعرفهاباعتباري ملكاً على روريتانيا .....وعندما وصلنا إلى العاصمة استقبلونا استقبالاًصاخباً ...
كان من الواضح أن كلاً من شعب وجيش روريتانيا منقسم على نفسه ....قسميؤيد الملك ...وقسم آخر يؤيد أخاه الدوق مايكل الأسود ...ومع ذلك فقد سار الموكببسلام حتى وصلنا إلى الكاتدرائية ..حيث كان جميع رجال الدولة حاضرين وعلى رأسهم "أخي" الدوق مايكل .. ، ورئيس الوزراء والماريشال "استراكينز" قائد الجيش....وتمتإجراءات التتويج ، ووضعت التاج على رأسي دون أن يشك أحد في حقيقة أمري ....ولاحظتأن الدوق مايكل كان يقف مذهولاً ويرتجف كورقة شجرة تهزها الرياح....
وتقدمت إليفتاة رقيقة رائعة الجمال ، عرفت عنها أنها "ابنة عمي" الأميرة فلافيا ...وعندماانتهى الاحتفال بتتويجي ، ركبت الأميرة معي في العربة الملكية ...وهمست لي بأنهالاحظت أني أبدو متغيراً بعض الشيء وأصبحت أكثر جدية...
وعندما وصلنا إلى القصرالملكي أقيم احتفال صغير آخر...ثم انتحيت مع الكولونيل سابت وفريتز داخل إحدىالحجرات ....لكي نتفق على ما سوف نتخذه من خطوات تالية ، وقررنا أن يبقى فريتزبداخل هذه الحجرة ولا يفتح الباب لأحد مهما كان شأنه بدعوى أن الملك نائم ويريد أنيستريح ....كما قررنا أن نتخفى أنا والكولونيل سابت في ملابس الخدم لنتوجه مباشرةإلى كوخ الصيد الذي أخفينا فيه الملك الحقيقي لنحضره إلى القصر ليباشر سلطاتهالشرعية بعد أن يكون قد أفاق من حالة التخدير التي تعرض لها....
ولكن عندماوصلنا إلى الكوخ فوجئنا باختفاء الملك رودلف وبعدم وجود المرأة العجوز التي حبسناها، كما فوجئنا بمقتل الخادم المخلص جوزيف..
كانت هذه المفاجات مذهلة ...وأخذنانفكر في الأمر ...ورأينا ضرورة الرجوع إلى العاصمة واستمراري في تمثيل دور الملكإلى أن تتكشف حقائق الموقف فيما بعد ...وبطبيعة الحال فقد أصبح من اليقين أن الدوقمايكل الأسود ورجاله قد عرفوا سرنا....وأنهم لن يجسروا على قتل الملك ويتركوننيجالساً على العرش ...فإذا فعلوا ذلك فسوف يكون الأمر فضيحة لهم وسوف ينكشف للشعب سرتامرهم ضد الملك منذ البداية...
وما كدنا نهم بالخروج من الكوخ حتى فوجئنابمجموعة من الفرسان كان مايكل الأسود قد أرسلهم لإخفاء جريمة قتل الخادم جوزيف ....فاشتبكنا معهم في معركة انتصرنا فيها عليهم ولكني أصبت برصاصة جرحتيدي...
وبعد عدة أيام وصلني خطاب من مدام انطوانيت دي موبان تطلب فيه مقابلتيلأمر في غاية الأهمية ...وبالرغم من شكوكي في هذه السيدة باعتبارها صديقة الدوقمايكل إلا أنني قررت الذهاب إلى المكان الذي حددته وفي الموعد الذي حددته ....وصحبني في هذه الزيارة الكولونيل سابت الذي وقف ينتظر في الخارج...
وفوجئتبأنها تعترف لي بأنها قد كتبت خطابها بأمر من الدوق ...وأخبرتني بأن ثلاثة منالرجال سيحضرون إلى هنا بعد حوالي عشرين دقيقة ...وأن هؤلاء الرجال سيقتلونني فوراً ...وبعد ذلك سيقوم الدوق مايكل باعلان الأحكام العرفية في البلاد ....وسيسيطر علىالجيش ويعلن نفسه ملكاً على البلاد وسيتزوج الأميرة فلافيا....
وفهمت طبعاً أنالغيرة والغيظ قد دفعا هذه السيدة لإخباري بهذا السر انتقاماً من الدوق الذي سينصرفعنها ويتزوج الأميرة...
وقبل انصرافي وصل هؤلاء الرجال الثلاثة وعرضوا علي فيالبداية رشوة قدرها خمسين ألف جنيه بالإضافة إلى ضمان خروجي من البلاد آمنا ....ولكني رفضت العرض ....فعزموا على قتلي بإطلاق النار تجاهي ، ولكني تمكنت منالإفلات منهم بعد أن قذفت في وجوههم مائدة حديدية ثقيلة ...ثم عدنا أنا والكولونيلإلى القصر الملكي سالمين...
وكان الكولونيل سابت قد طلب مني أن أبدو لطيفاً معالأميرة فلافيا ولو بصفة مؤقتة إلى أن نتمكن من إنقاذ المملكة بإبعاد الدوق مايكلالأسود عن العرش ، حتى ولو اقتضى الأمر أن أبقى – أنا – ملكاًللبلاد....
والحقيقة أنني أصبحت ضعيفاً جداً أمام جمال الأميرة ورقتها ، وأصبحتأشعر بحب حقيقي أخذ يتسلل إلى قلبي ....وعندما قابلتها في إحدى الحفلات الراقصةالتي كانت تقام في القصر الملكي ، وبدأنا نتبادل أحاديث الهوى ...اعترفت لي بأنهالم تكن تحبني من قبل يوم التتويج ، لأنها شعرت بأني تغيرت وتحسنت ...وكان معنى هذاالكلام أن الأميرة قد وقعت في حبي أنا "رودلف راسنديل" وليس في حب الملك الحقيقي "رودلف الخامس" ...إنها إذن تحبني لشخصي ...وكدت عندئذ أن أصرح لها بحقيقة كلشيء...
ولكني لم أحب استمراري في خداع الأميرة فلافيا إلى هذا الحد ...وطلبت منالكولونيل سابت ضرورة الإسراع إلى "زندا" لإنقاذ الملك ..ولابد من وضع خطة للهجومعلى القلعة التي سجن بها الملك وتحريره من الأسر وإعادته إلى عرش بلاده...
وهكذاأعلنا رسمياً إننا ذاهبون إلى رحلة صيد ...بينما توجهنا في حقيقة الأمر إلى قلعةتارلنهايم المملوكة لأحد أعمام "فريتز" ...وقررنا أن نتخذها قاعدة للهجوم على قلعةزندا التي تبعد عنها بنحو خمسة أميال...
وبطبيعة الحال فقد شاع خبر وجودنا ووصلإلى أسماع الدوق مايكل ورجاله الذين يحبسون الملك في قلعة زندا الحصينة ...وللغرابةالشديدة وبجرأة متناهية جاءني أحد رجال الدوق مايكل وهو المدعو "روبرت هنتزو" ليعرضعلي رشوة قدرها مائة ألف جنيه مع ضمان توصيلي آمنا إلى الحدود ...وكان يكلمنيبصراحة ويناديني باسمي الحقيقي "رودلف راسنديل"...بل وأطلق علي لقب "ممثل المسرحية" ...وعندما رفضت هذا العرض أخبرني بأنهم سوف يقتلون الملك فوراً إذا أقدمنا علىمهاجمة القلعة ...وبحركة مفاجئة غادرة طعنني بخنجر كان يخفيه ، طعنة جرحت كتفيالأيسر ...ولولا سرعة تصرفي لكانت هذه الطعنة الغادرة قد استقرت فيقلبي....
ومرت الأحداث سريعاً ....واستطعنا الحصول على كافة المعلومات المتعلقةبالمكان الذي سجن فيه الملك بداخل القلعة ...وكيفية الوصول إلى هذا المكان ....كماعلمنا بكل تفاصيل خطو الدوق مايكل ورجاله لمواجهة هجومنا على القلعة ...وأنهم سوفيقتلون الملك سواء عند نجاح هجومنا أو فشله...
وتوالت الأحداث بعد ذلك ، فقدازداد حبي للأميرة وازداد تعلقها بي ....كما وقعت بعض المناوشات والمنازلات بينرجالي ورجال الدوق مايكل...بل وجاءني "روبرت هنتزو" مرة أخرى ليعرض علي عرضاً فيمنتهى النذالة والغدر ....قال لي أنه معجب بي لأني إنجليزي مغامر مثله ...وأنه يريدأن يعمل معي بعد أن نتخلص من بعض رجالي وجميع رجال الدوق مايكل الآخرين ومن الدوقنفسه ....وهكذا يخلو لنا الجو فأتمتع أنا بالجلوس على عرش روريتانيا وبالفوزبالأميرة فلافيا ...ويصبح هو مستشاري الأول ويفوز وحده بمدام انطوانيت دي موبانالتي ينافسه الدوق في حبها ...والحقيقة أني لم أقابل في حياتي كلها شخصاً أكثرنذالة وخسة من هذا المدعو "روبرت هنتزو"....
ووصلتني رسالة سرية موقعة منانطوانيت دي موبان تقول فيها أنها كما حذرتني مرة من المؤامرات التي تدبر ضدي فهيترجوني هذه المرة أن أعمل على تخليصها من قلعة زندا التي تعتبرها بيتاً للمتآمرينالسفاحين....
ومن أغرب الأحداث التي وقعت ، اشتداد الصراع بين الدوق مايكلوروبرت هنتزو الذي اقتحم غرفة انطوانيت دي موبان في إحدى الليالي ليعرض عليها حبه ،فإذا بها تستغيث لأنها كانت تحتقر روبرت هنتزو ولا تطيقه ، وعندما جاء الدوقلنجدتها وقع عراك بينه وبين روبرت هنتزو أدى إلى مقتل الدوق فيالنهاية....
وانتهت الأحداث الصعبة الدامية بنجاحنا في اقتحام القلعة وإنقاذالملك السجين فيها....
وكنت قبل ذلك قد أبلغت الأميرة فلافيا بأني لست ابن عمهاالملك رودلف الخامس ...وإنما أنا إنجليزي من أسرة عريقة وأسمي رودلفراسنديل...
وكان النذل روبرت هنتزو قد تمكن من الفرار قبل أن ألحق به لأعاقبهعلى خسته ونذالته...
وعندما قابلت الملك الحقيقي في الحجرة التي يرقد فيهامريضاً ...خلعت خاتم الملك من إصبعي ووضعته في إصبعه ....وأخبرته بأني حافظت علىشرف هذا الخاتم حتى ولو اقتضى الأمر التضحية بحياتي...
وشكرني الملك بصوت ضعيفواهن على كل ما صنعته من أجل المحافظة على العرش وإنقاذ حياته...واعترف لي بأننيعلمته كيف يصبح ملكاً جديراً بحكم شعبه ....وخرجت من الحجرة بعد أن ودعتهبحرارة...
وفي خارج الحجرة فوجئت بوجود الأميرة فلافيا التي اعترفت لي بأنهامازالت تحبني بالرغم من كل شيء ....وأنها تريد أن ترحل معي ...واعترفت لها بأنيأحببتها حباً صادقاً سيبقى ذكرى طيبة في قلبي حتى آخر نفس في حياتي ...ولكن الحبليس كل شيء في الحياة...
وقالت الأميرة والدموع تترقرق في عينيها إني على حقفيما قلت ....فلو كان الحب هو كل شيء لكان في إمكاني أن أترك الملك يموت في سجنهوأجلس أنا في مكانه وأتزوجها ....ولكن الشرف منعني من فعل ذلك لأنني شخص نبيل وأكنلها عواطف صادقة ...وهي أيضاً تحس بأن واجبها أن تظل مخلصة لبلادها وترضىبقدرها....
وتبادلنـــــــــــــا الوداع....
وفوجئت بأن زوجة أخي تخبرني بأن "السير جاكوب بوروديل" قد عين سفيراً لبريطانيا في دولة روريتانيا ...وأنه عند وعدهبأن يأخذني معه لتعييني ملحقاً دبلوماسياً بالسفارة.....
وطبعاً رفضت هذه الفكرةتماماً....
وهاهي السنوات أخذت تمر وتتوالى ، وفي كل عام يمر ، ترسل لي "الملكةفلافيا" وردة حمراء ندية ملفوفة بشريط من الورق كتبت عليه :" رودلف – فلافيا ...إلىالأبد " ....
وأقوم أنا أيضاً بإرسال وردة حمراء مماثلة في نفس الموعد ، وتحملنفس الكلمات ...وإذا كانت فلافيا قد أصبحت ملكة على روريتانيا ، فسوف تظل إلى الأبدملكة على قلبي....
ومازلت حتى الآن أتمرن على المبارزة بالسيف ....لعلي يوماًألتقي بذلك النذل الهارب المدعو روبرت هنتزو وعندئذ سألقنه درساً لن ينساه أبداً .....من يدري...
تمت بحمد الله