aymaan noor
18-08-2012, 05:42 AM
دلالات دعوة السعودية لانعقاد قمة مكة حول سوريا
إيمان رجب : باحثة متخصصة في شئون الخليج
http://www.rcssmideast.org/media/k2/items/cache/621af29360685f88fae4c26f96ed9d8c_L.jpg
تأتي دعوة الملك عبدالله بن عبد العزيز عاهل السعودية لانعقاد قمة مكة المكرمة، من أجل مناقشة الوضع في سوريا، في الوقت الذي يشتد فيه الصراع في سوريا، وبالتزامن مع بداية تبلور موقف دولي حول طبيعة التدخل في سوريا. وقد وجهت هذه الدعوة للدول الإسلامية، حيث ستعقد القمة في اطار منظمة المؤتمر الاسلامي.
دلالات القمة
وتحمل الدعوة لقمة مكة عدة دلالات ، من أبرزها:
- تشير الى وجود رغبة سعودية في ان تنأى بنفسها عن السياسات القطرية القائمة على فكرة تسليح المعارضة، حيث تشير عدة مصادر سعودية إلى ان ما سينتج عن هذه القمة هو "بلاغ مكة"، والذي سيدعم تحقيق الانتقال السلمي للسلطة في سوريا، من خلال تنحي بشار الأسد وخروجه من سوريا ، إلى جانب ضمان حقوق الأقليات في سوريا، وتنظيم انتخابات حرة، ودخول قوات دولية تشارك فيها قوات من دول إسلامية، تشرف على الأمن. وتعد هذه الصيغة هي الأقرب لتلك التي توصلت لها السعودية في اليمن، ولكن تظل فرص نجاح هذه الخطوة مرتبطة بمدى قبول إيران لها.
- يشير حرص السعودية على دعوة إيران للقمة، إلى إدراكها أهمية ادماج إيران في أي ترتيبات خاصة بسوريا، وانه بدون مشاركتها في تلك الترتيبات، لا يوجد ما يضمن سلمية انتقال السلطة، وذلك على خلاف الموقف الأمريكي الرافض لما تحدثت عنه موسكو من أهمية دعوة إيران لأي مؤتمر دولي يتم عقده حول سوريا.
- يشير قبول إيران دعوة الملك للمشاركة في القمة، وقبولها التفاوض حول الوضع في سوريا بعد الأسد، على نحو يضمن لها نفوذا ما في سوريا ومنطقة المشرق، في إشارة الى تخليها عن منطق المباراة الصفرية zero-sum game وبحثها عن صفقة ما يمكن أن يتم التوصل لها مع السعودية وباقي دول الخليج الأخرى.
هل ستنجح القمة؟
إن نجاح هذه القمة في تحقيق الهدف من انعقادها، قد يكون بداية انفراج العلاقات الايرانية- السعودية ثم الخليجية، بعد أن توترت بصورة واضحة خلال الفترة الماضية، سواء بسبب البحرين، أو الجزر الاماراتية الثلاث، أو سوريا، حيث يمكن أن تكون الفرصة بداية لطرح هذه الملفات الإقليمية ومعالجتها اقليميا، من خلال حوار مباشر بين إيران ودول الخليج، أيا كان إطار ذلك الحوار.
ويرتبط احتمال فشل هذه القمة بأن تتجه إيران لطرح ملفات أخرى أثناء القمة، من أجل التأكيد على امتلاكها لأوراق ضغط يمكن أن تستخدمها في مواجهة السعودية تحديدا، لتعظيم مجالات نفوذها في سوريا بعد الأسد، مثل طرحها قضية البحرين، وهي مسألة قد تؤدي إلى إفشال المؤتمر ذاته، خاصة، مع رفض الجامعة العربية طرح هذه القضية، وكذلك رفض دول الخليج ذلك، خاصة في ظل عقد هذه الدول اجتماعا استثنائيا لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الست، لتنسيق المواقف حول مبادرة السعودية، كما أن لديها قناعة ما كما تشير بعض المصادر "بأن البحرينيين ينبغي أن يعالجوا شؤونهم بأنفسهم، فكلما تدخل “طرف ثالث” فشلت المحاولة في تحقيق أهدافها وثمة تجارب عدة فشلت فيها “الأطراف الثالثة” في تحقيق أي شيء".
كما أن هناك توقع بأن تخرج القمة عن مسارها، خاصة في ظل وجود رغبة في طرح قضية الحرب الأهلية بين السنة والشيعة في العالم الإسلامي للنقاش، خاصة في ظل التسييس الشديد للدين الذي
تشهده عدة دول مشاركة في القمة.
إيمان رجب : باحثة متخصصة في شئون الخليج
http://www.rcssmideast.org/media/k2/items/cache/621af29360685f88fae4c26f96ed9d8c_L.jpg
تأتي دعوة الملك عبدالله بن عبد العزيز عاهل السعودية لانعقاد قمة مكة المكرمة، من أجل مناقشة الوضع في سوريا، في الوقت الذي يشتد فيه الصراع في سوريا، وبالتزامن مع بداية تبلور موقف دولي حول طبيعة التدخل في سوريا. وقد وجهت هذه الدعوة للدول الإسلامية، حيث ستعقد القمة في اطار منظمة المؤتمر الاسلامي.
دلالات القمة
وتحمل الدعوة لقمة مكة عدة دلالات ، من أبرزها:
- تشير الى وجود رغبة سعودية في ان تنأى بنفسها عن السياسات القطرية القائمة على فكرة تسليح المعارضة، حيث تشير عدة مصادر سعودية إلى ان ما سينتج عن هذه القمة هو "بلاغ مكة"، والذي سيدعم تحقيق الانتقال السلمي للسلطة في سوريا، من خلال تنحي بشار الأسد وخروجه من سوريا ، إلى جانب ضمان حقوق الأقليات في سوريا، وتنظيم انتخابات حرة، ودخول قوات دولية تشارك فيها قوات من دول إسلامية، تشرف على الأمن. وتعد هذه الصيغة هي الأقرب لتلك التي توصلت لها السعودية في اليمن، ولكن تظل فرص نجاح هذه الخطوة مرتبطة بمدى قبول إيران لها.
- يشير حرص السعودية على دعوة إيران للقمة، إلى إدراكها أهمية ادماج إيران في أي ترتيبات خاصة بسوريا، وانه بدون مشاركتها في تلك الترتيبات، لا يوجد ما يضمن سلمية انتقال السلطة، وذلك على خلاف الموقف الأمريكي الرافض لما تحدثت عنه موسكو من أهمية دعوة إيران لأي مؤتمر دولي يتم عقده حول سوريا.
- يشير قبول إيران دعوة الملك للمشاركة في القمة، وقبولها التفاوض حول الوضع في سوريا بعد الأسد، على نحو يضمن لها نفوذا ما في سوريا ومنطقة المشرق، في إشارة الى تخليها عن منطق المباراة الصفرية zero-sum game وبحثها عن صفقة ما يمكن أن يتم التوصل لها مع السعودية وباقي دول الخليج الأخرى.
هل ستنجح القمة؟
إن نجاح هذه القمة في تحقيق الهدف من انعقادها، قد يكون بداية انفراج العلاقات الايرانية- السعودية ثم الخليجية، بعد أن توترت بصورة واضحة خلال الفترة الماضية، سواء بسبب البحرين، أو الجزر الاماراتية الثلاث، أو سوريا، حيث يمكن أن تكون الفرصة بداية لطرح هذه الملفات الإقليمية ومعالجتها اقليميا، من خلال حوار مباشر بين إيران ودول الخليج، أيا كان إطار ذلك الحوار.
ويرتبط احتمال فشل هذه القمة بأن تتجه إيران لطرح ملفات أخرى أثناء القمة، من أجل التأكيد على امتلاكها لأوراق ضغط يمكن أن تستخدمها في مواجهة السعودية تحديدا، لتعظيم مجالات نفوذها في سوريا بعد الأسد، مثل طرحها قضية البحرين، وهي مسألة قد تؤدي إلى إفشال المؤتمر ذاته، خاصة، مع رفض الجامعة العربية طرح هذه القضية، وكذلك رفض دول الخليج ذلك، خاصة في ظل عقد هذه الدول اجتماعا استثنائيا لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الست، لتنسيق المواقف حول مبادرة السعودية، كما أن لديها قناعة ما كما تشير بعض المصادر "بأن البحرينيين ينبغي أن يعالجوا شؤونهم بأنفسهم، فكلما تدخل “طرف ثالث” فشلت المحاولة في تحقيق أهدافها وثمة تجارب عدة فشلت فيها “الأطراف الثالثة” في تحقيق أي شيء".
كما أن هناك توقع بأن تخرج القمة عن مسارها، خاصة في ظل وجود رغبة في طرح قضية الحرب الأهلية بين السنة والشيعة في العالم الإسلامي للنقاش، خاصة في ظل التسييس الشديد للدين الذي
تشهده عدة دول مشاركة في القمة.