مشاهدة النسخة كاملة : الحاكم الظالم فتنة والضعيف أيضا ً


abomokhtar
20-08-2012, 02:18 AM
بقلم د/ ناجح إبراهيم
هناك قاعدة هامة يتبعها كل حكام مصر في القديم والحديث مفادها:
"لئن أكون حاكما ً قويا ً مرهوب الجانب يكرهني أو يحقد علي َّ البعض.. أفضل من أن أكون حاكما ً ضعيفا ً يتعاطف معي الكثيرون أو يبكون من أجلي .. فالسياسة لا تعرف الضعفاء" .. وقد طبق مرسي هذه القاعدة بقراراته الأخيرة التي أقال فيها مجموعة من أشهر القادة العسكريين المصريين .
كان الحكم في مصر قبل قرارات مرسي برأسين .. والآن أصبح برأس واحدة .. وقديما قال المصريون " المركب التي فيها ريسين تغرق" .. والمركب الآن فيها "ريس" واحدة .. والمهم أن يكون الريس الواحد ربان ماهر .. لأنه المسئول الأول والأخير من الآن فصاعدا ًعن كل تقصير أو خلل أو مشكلة تحدث في مصر.. وسينسب إليه أيضا ً كل نجاح سياسي أو اقتصادي أو تنموي يحدث في مصر.. فقد أصبحت مفاتيح حكم مصر الآن بيده دون منازع .. وبعد اليوم لن يستطيع أحد أن يتذرع في أي فشل أو تقصير سياسي بالفلول أو المجلس العسكري أو غيره .
إقالة المشير طنطاوي ورئيس الحرس الجمهوري والمخابرات العامة والشرطة العسكرية هو بداية النهاية لحكم العسكريين لمصر .. والبداية الحقيقية لحكم المدنيين والإخوان لمصر .. وسيطرة الإسلاميين علي مفاصل الدولة بعد خضوع الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية السيادية الكبرى لهم .
والمهم الآن أن يثبت الإسلاميون أنهم علي قدر المسؤولية وأنهم لن يظلموا من يخالفهم الرأي .. ولن يقصوا منافسيهم السياسيين .. وأن يذيقوا الشعب المصري تمرة العدل السياسي والتنمية والرخاء الاقتصادي والعدالة الاجتماعية.. ويرحمونه من جمرة الظلم والبغي والأنانية والفساد والاستبداد التي ذاقوها من قبل طويلا.. المهم أنهم الآن في اختبار قاس وشاق وصعب وليسوا في نزهة خلوية.. ومن ذاق طعم الظلم والإقصاء عليه أن يعرف قيمة العدل والإنصاف مع الآخر.
كان الحكم في بداية حكم الرئيس السادات برأسين.. السادات من جهة.. ووزراء ناصر السابقين الذين كانوا يكرهون السادات ويضادون سياسته من جهة أخري ..ورغم أن هذه المجموعة التي أسميت وقتها مراكز القوي كان منها وزراء الحربية والداخلية والإعلام ومدير المخابرات.. إلا أن السادات استطاع أن يقصيهم جميعا في ضربة استباقية مفاجئة وسريعة ..وذلك بعد أن ضمن ولاء رئيس الحرس الجمهوري وقتها الفريق / الليثي ناصف الذي استطاع أن يكون الذراع اليمنى القوية الضاربة ضد خصوم السادات والمعين الرئيسي في القضاء عليهم وإنهاء محاولتهم للانقلاب على السادات.. والغريب في الأمر أن الليثي ناصف مات في ظروف غامضة في لندن ولم يكشف عنها حتى اليوم.
والخلاصة أن رئيس الجمهورية في مصر يستطيع عادة هزيمة أي منافس له حتى لو كان من العسكريين.. فالجيش في مصر يختلف تماما ً عن الجيش في تركيا .. وهو ينحاز عادة إلي الشرعية والرئاسة مهما كانت الصعوبات التي تواجهها.
العلماء إذا دخلوا في السياسة أضرت بهم وبسمعتهم وأوقعتهم في الحرج وجعلت كل من هب ودب ينال منهم ومن سمعتهم وشرف عملهم.. وكذلك العسكريون إذا دخلوا في السياسة أضرت بنضالهم وتضحياتهم وشرفهم العسكري العظيم وبطولاتهم .. وجعلتهم غرضا لكل من هب ودب .. وقد يشتمهم من لم يناضل يوما ً بشيء من أجل وطنه .. والأمثلة علي ذلك أكثر من أن تحصى.
الحاكم الظالم فتنة كبيرة لشعبه ولا تزول إلا بالعدل .. والحاكم الضعيف فتنة كذلك لا تزول إلا بقوته .. أما الحاكم المطلوب فهو القوي العادل.. " إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ" .
إهانة رئيس الوزراء والتعدي عليه خطأ أخلاقي جسيم وخطر علي هيبة الدولة ورمزيتها وكرامتها .
أما تحطيم سيارات الإعلاميين والتعدي عليهم فهو خطأ أخلاقي وخطر علي الحريات العامة وحرية الصحافة والكلمة خاصة.

راغب السيد رويه
20-08-2012, 04:03 AM
المهم الآن أن يثبت الإسلاميون أنهم علي قدر المسؤولية وأنهم لن يظلموا من يخالفهم الرأي .. ولن يقصوا منافسيهم السياسيين .. وأن يذيقوا الشعب المصري تمرة العدل السياسي والتنمية والرخاء الاقتصادي والعدالة الاجتماعية.. ويرحمونه من جمرة الظلم والبغي والأنانية والفساد والاستبداد التي ذاقوها من قبل طويلا.. المهم أنهم الآن في اختبار قاس وشاق وصعب وليسوا في نزهة خلوية.. ومن ذاق طعم الظلم والإقصاء عليه أن يعرف قيمة العدل والإنصاف مع الآخر.

جزاك الله خيرا وبارك فيك