مشاهدة النسخة كاملة : رؤساء وأصنام !!


abomokhtar
21-08-2012, 01:45 PM
الرئيس- أى رئيس - ليس إلهًا يعبد من دون خالق الأرض والسماوات العلا، وفى الوقت نفسه ليس صنمًا تقدسه الشعوب الوثنية..
والرئيس بشر يسرى عليه ما يسرى على البشر يصيب ويخطئ ويرى أشياء صوابًا فتكون صوابًا أو تكون خطأ ويرى أشياء خطأ فتكون خطأ أو تكون صوابًا.. ومعيار تفكير الرئيس فى الصواب والخطأ يرجع إلى مرجعية العقل الذى يعرف الصواب والخطأ حتى فى الحقائق الكلية التى تتمثل فى الاعتراف بالله تعالى خالقًا لهذا الكون، و فى الإقرار بإخلاص العبادة له سبحانه وتعالى.
لكن يجب أن يوضع فى الحسبان أن مقولة: "الرئيس ليس إلهًا " ليس معناها أن يطيح العاطل والباطل فى الرئيس ويشن عليه حربًا كلامية بذيئة غير أخلاقية ترميه ببذىء القول وينشره الإعلام البذىء أيضًا لا لشىء سوى أن من يلقى بالكلام على عواهنه لا يحب الرئيس أو يكره الرئيس أو غير مقتنع برئاسة الرئيس..
عمر بن الخطاب وهو خليفة الدنيا وزعيم العالم كله وقد انتصر على إمبراطورية الفرس والروم، وأصبح فى نظرهما هو الإمبراطور العربى والعالمى الكبير، دخل عليه قاتل أبيه، فقال له عمر: إنى لا أحبك لأنك قاتل أبي.. فسأله الرجل: هل يمنعنى هذا حقا لى يا أمير المؤمنين؟ قال: لا. قال: إذن إنما يبكى على الحب النساء"!
وهكذا تتضح معالم القائد الحكيم أنه لايمنع حقًا لمواطن ما لو كان هذا المواطن هو قاتل والد الحاكم نفسه، وفى الوقت نفسه تعطيك دلالة القصة حقيقة مواطنيه جميلة تتمثل فى أن المواطن مستمسك بحقه فى المواطنة ومستمسك بحقه فى الدفاع عن هذا الحق وبحقه فى النقاش والحوار مع القيادة العليا بأدب لا بسوء أدب وبذاءة لسان.
لقد وصف الكاتب الصحفى الدكتور عبد الحليم قنديل، مبارك بأنه كان صنما استطاع الشعب المصرى أن يحطمه، وهو يجعل من الرئيس الجديد محمد مرسى فى الكفة الموازية للكفة التى وضع فيها مبارك، وساوى قنديل- وهو الذى ذاق الويل فى عهد مبارك - ساوى بين العهدين وجعل كل قضية مصر أنها تغيرت من محمد مبارك إلى محمد مرسى فقط..
وفى ذلك ظلم بين إذ كيف توازى بين حكم ثلاثين سنة بثلاثين يومًا؟ وكيف تساوى بين ظروف مصر فى العقود الثلاثة الماضية لمبارك وظروف مصر التى استلمها مرسى منذ أيام، " قاعًا صفصًفا" شبه مشلولة التنمية، خاوية الاقتصاد، معدومة البنية التحتية، منهارة أمنيًا، وتريد من الرجل فى أيام أن يصعد بها إلى مصاف الدول العظمى، وقد تخطى بها مشاكلها الكلية والفرعية ورد لها عافيتها وأمنها وأمانها، وأنت وأنا وهو وهى، نحاربه فى كل موقع وكل موطن، و على الملأ دون حياء أو حتى احترام لرئيس مصر الذى تحترمه الدنيا كلها، لا لشىء، إلا لأنه رجل يخاف الله ويتقيه فى شعبه؟ أو لأنه "مش مبلوع لدينا" أو غير" مهضموم" - بلغة الشوام -أو أو أو..
ياعزيزى.. إن كان قصدك صنم مبارك قد حطمه الشعب - كما قلت- فقد تحطم لأن الشعب كله - كبيره وصغيره باختلاف أطيافه وتياراته وفصائله وتوجهاته - أراد ذلك واعتبرها إرادة شعبية واحدة فكان للشعب ما أراد واستجابت أقدار الله له، وانجلى الليل وانكسر القيد واستجاب القدر.. كما أخبرنا الشاعر التونسى أبو القاسم الشابى فى شعاره الذى كنا نردده كثيرًا دون أن يخطر فى بالنا أنه سيتحقق يوما على أرض الواقع:
(إذا الشعب أراد الحياة // فلابد أن يستجيب القدر
ولابد لليل أن ينجلى // ولابد للقيد أن ينكسر)
وبعدها طهر الشعب أيضا مصر من الأصنام الصغيرة التى كانت تتبع "هبل"، بعد أن أطاح بالصنم الأكبر.. واسأل طره يجيبك عن أخبارهم وأنبائهم ..
وإن كان قصدك صنم مرسى، ولا أظنه إلا قصدك من وحى كلامك فقد افتريت فيه على الرجل كثيرًا، واعتبرت أن تحت لحيته محمد حسنى مبارك، وشتان شتان بين الرجلين وقد رأيت وعايشت غطرسة الأول، وسوء سياسته وفساد أهله وأبنائه، ورأيت وشاهدت تواضع الثانى وتلاحمه مع الشعب وحكمته فى تطهير بلده من الأصنام التى كانت تتبع "هبل الأكبر"، وبدأ يضع قواعد الحكم العادل شيئًا فشيئًا وهو مسكون بحل مشكلات الشعب الكبرى بدءًا من لقمة العيش حتى وقود السيارات، حتى فى فرحة العيد لم ينس أبناء شعبه مسلمين ومسيحيين عندما دعاهم أن يلتحموا ويكونوا يدًا واحدة لإدخال بهجة العيد على أبناء الوطن جميعًا، غير أن المناوئين له والهوائيين من عباد الأصنام السابقة لا يريدون مد يد العون له من أجل مصر لا من أجله وحبًا فى مصر ليس حبًا فى شخصه.. والرجل لم يمكث فى المعبد سوى أيام معدودة، فاصبر فإن "تفرعن" كسابقه، فالشعب كله سيحطم المعبد على رأسه، ولن يعتبره إلهًا يخشاه، وإن استقام لربه ولشعبه وأن صلح حال البلد على يده بحسن سياسته وتدبيره، فالشعب سيحمله على الأعناق ويهتف له بطول البقاء هتافًا تردده أجواء السماء.
محمد خضر الشريف (http://www.almesryoon.com/search.php?q=%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF%20%D8%AE%D8% B6%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%8A%D9%81)

darch_99
21-08-2012, 01:53 PM
جزاك الله خيرا واحييك علي ردك علي عبد الحليم قنديل رد ائع ومتفق تماما مع كل كلمة وردت في هذا المقال شكرا لك