مشاهدة النسخة كاملة : واجب الوقت على الإسلاميين


abomokhtar
23-08-2012, 06:12 PM
بقلم د/ ناجح إبراهيم

"لكل وقت عمل .. ولكل زمن فرض" .. هذه حكمة عظيمة من حكم الإسلام .. والسؤال الآن الذي يحتاج إلي إجابة ملحة :
ما هو واجب الوقت على الإسلاميين؟
والإجابة هي كالآتي:
1- علي الإسلاميين أن ينزلوا من عالم النظرية إلي عالم التطبيق .. وأن ينزلوا من عالم الشعار إلي عالم الواقع .
2- وكما اهتم الإسلاميون من قبل بفقه الدعوة .. عليهم اليوم وعاجلا ً أن يهتموا بفقه الدولة .. وكما اهتموا بفقه العبادات والمعاملات عليهم أن يهتموا اليوم بالفقه السياسي .
3- علينا اليوم أن نبحث عن المشتركات بين كل الأطياف الإسلامية والوطنية بدلا ً من أن نبحث عن الخلافات أو نوسعها .
4- وينبغي علي الإسلاميين اليوم أن يقدموا نموذجا ً لحسن إدارة الحوار مع الفرقاء في الوطن .. دون تعصب أو استعلاء أو شعور كاذب بالنشوة.. فهذا وقت التواضع للناس والانكسار لله .. وإشاعة العفو والتسامح .. فكلما زادت قدرتك كلما أديت زكاتها وهي العفو .. أما الانتقام فيزيل السلطة والقدرة ويعيدنا إلي المربع صفر
5- وعلى الحركة الإسلامية بكل أطيافها أن تدرك أن التوافق المجتمعي علي الحد الأدنى من الثوابت الدينية والوطنية هو فرض الوقت الآن ليس في مصر وحدها ولكن في كل الدول العربية .. وهذا ما يمكن أن نطلق عليه السلم الأهلي المضاد للعنف الطائفي أو السياسي أو الاجتماعي .
6- على الحركة الإسلامية أن تربي أبناءها على تقديم مصالح الإسلام والأوطان على مصالح الجماعات والأحزاب.. وأن الوطن قبل الفصيل.. والمجتمع قبل الجماعة .. وأن الإسلام والأوطان أبقى من الجماعات والأفراد.
7- الحركة الإسلامية انتقلت من مرحلة الاستضعاف والقهر إلي مرحلة الوصول إلي سدة الحكم .. وقد صبرت وصدقت مع الله وتحملت المحنة في المرحلة الأولى .. وأرجو أن تصبر علي مغانم الحكم وتتعفف عنها في هذه المرحلة الأصعب والأدق في تاريخها.
8- يتساءل البعض: لماذا نحتاج لدستور مادام القرآن هو دستورنا؟
وأقول لهم: هذا قول يحتاج إلي تفصيل وتدقيق.. فالقرآن أعظم دستور علي وجه الأرض وهو أشمل وأكرم وأفضل من أي دستور يلحقه التبديل والتغيير .. أما القرآن فقد حفظه الله من التغيير والتبديل والتلون.. ولكن القرآن هو دستور للمسلمين فقط الذين يؤمنون به .. وهو دستور شامل للعبادات والمعاملات والعقائد التي تخص المؤمنين به وحدهم .. إذ أنهم ألزموا أنفسهم به .. ولكن المجتمعات المختلطة تحتاج إلي ما يشبه وثيقة المدينة التي كتبها الرسول (عليه الصلاة والسلام) ليوثق العلاقات داخل دولة المدينة.. وكان فيها المسلمون والأعراب واليهود .. فضلا ً عن المنافقين .
والدستور في الدول الحديثة ينظم العلاقة بين الحاكم والمحكوم والسلطات المختلفة ونظم الحكم.. وعلاقة المحكومين بعضهم ببعض .. كما أن المجتمعات الحديثة فيها أطياف مختلفة وتعددية كثيرة فكرية ودينية وأيدلوجية.. وهذه كلها تحتاج إلي دساتير لا تتحدث عن العقائد ولا العبادات ولكن تتحدث عن المعاملات والعلاقات بين القوى الحاكمة في المجتمع.. ولابد أن تحظى برضا الأغلبية على الأقل
والأصل في الدساتير في الدول الإسلامية ألا تتصادم مع ثوابت الإسلام ولا مع أصول القرآن .. وعادة ما تستخدم الجزء المرن من الشريعة لإقرار هذه العلاقات التي ذكرناها آنفا ً .