abomokhtar
23-08-2012, 06:16 PM
هناك من الناس من تكونت لديه فكرة أن الدين يحرم على الإنسان الضحك http://www.egyig.com/Public/articles/miscellaneous/8/images/827318980.jpgوالمزاح والتنكيت والمداعبة.. ويفرض عليه الجد والصرامة في كل أحواله.
ويؤيدون هذا الاعتقاد بموقف كثير من المتدينين.. أو المتحمسين للدين.. حيث لا يرى أحدهم إلا مقطب الجبين.. عبوس الوجه.. متجهمًا عند اللقاء.. خشنًا في الكلام.. فظًا في المعاملة مع الناس.. وخصوصًا غير المتدينين.
بجانب بعض النصوص التي قرأوها أو سمعوها من بعض الوعاظ والخطباء.. ففهموا منها أن الإسلام لا يرحب بالضحك والفرح والمزاح.. مثل حديث
"لا تكثر من الضحك.. فإن كثرة الضحك تميت القلب"
وحديث:
"ويل للذي يحدث الحديث ليضحك به القوم.. فيكذب.. ويل له، ويل له"
وحديث وصف النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأنه كان: "متواصل الأحزان"
وقوله تعالى على لسان قوم قارون :
"لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ" (القصص: من الآية76)
ويعد هذا ظلماً للإسلام الذي جاء بالاعتدال في كل شيء.
والإسلام ـ بوصفه دين الفطرة ـ لا يتصور منه أن يصادر نزوع الإنسان الفطري إلى الضحك والمرح والانبساط.. بل هو على العكس يرحب بكل ما يجعل الحياة باسمة طيبة.. ويحب للمسلم أن تكون شخصيته متفائلة باشّة.
ويكره الشخصية المكتئبة المتطيرة.. التي لا تنظر إلى الحياة والناس إلا من خلال منظار قاتم أسود.
وهناك من يزعم أن اللهو حرام أيا كان هو.
فنقول وأي لهو يزيد على لهو الحبشة والزنوج في لعبهم.. فقد ثبت بالنص إباحته.
فإن اللهو مروح للقلب.. ومخفف عنه أعباء الفكر.. والقلوب إذا أكرهت عميت، وترويحها إعانة لها على الجد.
فالمواظب على التفكر مثلاً ينبغي أن يتعطل يوم الجمعة.. لأن عطلة يوم تساعد على النشاط في سائر الأيام.
والمواظب على نوافل الصلوات في سائر الأوقات.. ينبغي أن يتعطل في بعض الأوقات.. ولأجله كرهت الصلاة في بعض الأوقات.
فالعطلة معونة على العمل.. اللهو معين على الجد.. ولا يصبر على الجد المحض.. والحق المر.. إلا نفوس الأنبياء عليهم السلام.. فاللهو دواء القلب من داء الإعياء.. فينبغي أن يكون مباحًا.
ولكن لا ينبغي أن يستكثر منه.. كما لا يستكثر من الدواء.
فإذًا اللهو على هذه النية يصير قربة.. هذا في حق من لا يحرك السماع من قلبه صفة محمودة يطلب تحريكها.. بل ليس له إلا اللذة والاستراحة المحضة.. فينبغي أن يستحب له ذلك، ليتوصل به إلى المقصود الذي ذكرناه.
نعم هذا يدل على نقصان عن ذروة الكمال.. فإن الكامل هو الذي لا يحتاج أن يروح نفسه بغير الحق.. ولكن حسنات الأبرار سيئات المقربين.. ومن أحاط بعلم علاج القلوب.. ووجوه التلطف بها.. وسياقتها إلى الحق.. علم قطعًا أن ترويحها بأمثال هذه الأمور دواء نافع لا غنى عنه
وأسوتنا في ذلك هو رسول الله (صلى الله عليه وسلم).. فقد كان برغم همومه الكثيرة والمتنوعة.. يمزح ولا يقول إلا حقًا.. ويحيا مع أصحابه حياة فطرية عادية.. يشاركهم في ضحكهم ولعبهم ومزاحهم، كما يشاركهم آلامهم وأحزانهم ومصائبهم.
يقول زيد بن ثابت.. وقد طلب إليه أن يحدثهم عن حال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال:
" كنت جاره، فكان إذا نزل عليه الوحي بعث إلي فكتبته له.. فكان إذا ذكرنا الدنيا ذكرها معنا، وإذا ذكرنا الآخرة ذكرها معنا، وإذا ذكرنا الطعام ذكره معنا، وقال: فكل هذا أحدثكم عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم).. وقد روي وصفه من بعض أصحابه بأنه كان (صلى الله عليه وسلم) من أفكه الناس
وقد رأيناه في بيته (صلى الله عليه وسلم) يمازح زوجاته ويداعبهن،.. ويستمع إلى أقاصيصهن، كما في حديث أم زرع الشهير في صحيح البخاري.
وكما رأينا في تسابقه مع عائشة رضي الله عنها.. حيث سبقته مرة.. وبعد مدة تسابقا فسبقها.. فقال لها : "هذه بتلك".
ورأيناه يمزح مع تلك المرأة العجوز التي جاءت تقول له:
" ادع الله أن يدخلني الجنة
فقال لها: "يا أم فلان، إن الجنة لا يدخلها عجوز"!
فبكت المرأة حيث أخذت الكلام على ظاهره
فأفهمها: أنها حين تدخل الجنة لن تدخلها عجوزًا، بل شابة حسناء.
وتلا عليها قول الله تعالى في نساء الجنة:
(إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً * عُرُباً أَتْرَاباً) (الواقعة:من 35-37)
وجاء رجل يسأله أن يحمله على بعير.. فقال له عليه الصلاة والسلام:
" إنا حاملوك على ولد الناقة!"
فقال: يا رسول الله.. وماذا أصنع بولد الناقة؟!
انصرف ذهنه إلى الحوار الصغير-
فقال: " وهل تلد الإبل إلا النوق"؟
وقال زيد بن أسلم: إن امرأة يقال لها أم أيمن جاءت إلى النبي (صلى الله عليه وسلم)
فقالت : إن زوجي يدعوك
قال: ومن هو ؟.. أهو الذي بعينه بياض ؟
قالت: والله ما بعينه بياض
فقال: "بلى إن بعينه بياضا "
فقالت: لا والله
فقال (صلى الله عليه وسلم): "ما من أحد إلا بعينه بياض" وأراد به البياض المحيط بالحدقة.
منقول بتصرف عن كتاب فقه اللهو والترويح لفضيلة الدكتور يوسف القرضاوي.
وهذه مجموعة من المواقف الطريفة.. منها ما قد حدثت داخل سجننا ومحبسنا.. ومنها ما قد حدثت في الخارج وكنا نقصها ونحن في محنتنا.
اسأل الله تعالى أن يفرج بها كربات المكروبين.. ويزيل بها هموم المهمومين.. وأن يشرح بها صدور المؤمنين
ويؤيدون هذا الاعتقاد بموقف كثير من المتدينين.. أو المتحمسين للدين.. حيث لا يرى أحدهم إلا مقطب الجبين.. عبوس الوجه.. متجهمًا عند اللقاء.. خشنًا في الكلام.. فظًا في المعاملة مع الناس.. وخصوصًا غير المتدينين.
بجانب بعض النصوص التي قرأوها أو سمعوها من بعض الوعاظ والخطباء.. ففهموا منها أن الإسلام لا يرحب بالضحك والفرح والمزاح.. مثل حديث
"لا تكثر من الضحك.. فإن كثرة الضحك تميت القلب"
وحديث:
"ويل للذي يحدث الحديث ليضحك به القوم.. فيكذب.. ويل له، ويل له"
وحديث وصف النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأنه كان: "متواصل الأحزان"
وقوله تعالى على لسان قوم قارون :
"لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ" (القصص: من الآية76)
ويعد هذا ظلماً للإسلام الذي جاء بالاعتدال في كل شيء.
والإسلام ـ بوصفه دين الفطرة ـ لا يتصور منه أن يصادر نزوع الإنسان الفطري إلى الضحك والمرح والانبساط.. بل هو على العكس يرحب بكل ما يجعل الحياة باسمة طيبة.. ويحب للمسلم أن تكون شخصيته متفائلة باشّة.
ويكره الشخصية المكتئبة المتطيرة.. التي لا تنظر إلى الحياة والناس إلا من خلال منظار قاتم أسود.
وهناك من يزعم أن اللهو حرام أيا كان هو.
فنقول وأي لهو يزيد على لهو الحبشة والزنوج في لعبهم.. فقد ثبت بالنص إباحته.
فإن اللهو مروح للقلب.. ومخفف عنه أعباء الفكر.. والقلوب إذا أكرهت عميت، وترويحها إعانة لها على الجد.
فالمواظب على التفكر مثلاً ينبغي أن يتعطل يوم الجمعة.. لأن عطلة يوم تساعد على النشاط في سائر الأيام.
والمواظب على نوافل الصلوات في سائر الأوقات.. ينبغي أن يتعطل في بعض الأوقات.. ولأجله كرهت الصلاة في بعض الأوقات.
فالعطلة معونة على العمل.. اللهو معين على الجد.. ولا يصبر على الجد المحض.. والحق المر.. إلا نفوس الأنبياء عليهم السلام.. فاللهو دواء القلب من داء الإعياء.. فينبغي أن يكون مباحًا.
ولكن لا ينبغي أن يستكثر منه.. كما لا يستكثر من الدواء.
فإذًا اللهو على هذه النية يصير قربة.. هذا في حق من لا يحرك السماع من قلبه صفة محمودة يطلب تحريكها.. بل ليس له إلا اللذة والاستراحة المحضة.. فينبغي أن يستحب له ذلك، ليتوصل به إلى المقصود الذي ذكرناه.
نعم هذا يدل على نقصان عن ذروة الكمال.. فإن الكامل هو الذي لا يحتاج أن يروح نفسه بغير الحق.. ولكن حسنات الأبرار سيئات المقربين.. ومن أحاط بعلم علاج القلوب.. ووجوه التلطف بها.. وسياقتها إلى الحق.. علم قطعًا أن ترويحها بأمثال هذه الأمور دواء نافع لا غنى عنه
وأسوتنا في ذلك هو رسول الله (صلى الله عليه وسلم).. فقد كان برغم همومه الكثيرة والمتنوعة.. يمزح ولا يقول إلا حقًا.. ويحيا مع أصحابه حياة فطرية عادية.. يشاركهم في ضحكهم ولعبهم ومزاحهم، كما يشاركهم آلامهم وأحزانهم ومصائبهم.
يقول زيد بن ثابت.. وقد طلب إليه أن يحدثهم عن حال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال:
" كنت جاره، فكان إذا نزل عليه الوحي بعث إلي فكتبته له.. فكان إذا ذكرنا الدنيا ذكرها معنا، وإذا ذكرنا الآخرة ذكرها معنا، وإذا ذكرنا الطعام ذكره معنا، وقال: فكل هذا أحدثكم عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم).. وقد روي وصفه من بعض أصحابه بأنه كان (صلى الله عليه وسلم) من أفكه الناس
وقد رأيناه في بيته (صلى الله عليه وسلم) يمازح زوجاته ويداعبهن،.. ويستمع إلى أقاصيصهن، كما في حديث أم زرع الشهير في صحيح البخاري.
وكما رأينا في تسابقه مع عائشة رضي الله عنها.. حيث سبقته مرة.. وبعد مدة تسابقا فسبقها.. فقال لها : "هذه بتلك".
ورأيناه يمزح مع تلك المرأة العجوز التي جاءت تقول له:
" ادع الله أن يدخلني الجنة
فقال لها: "يا أم فلان، إن الجنة لا يدخلها عجوز"!
فبكت المرأة حيث أخذت الكلام على ظاهره
فأفهمها: أنها حين تدخل الجنة لن تدخلها عجوزًا، بل شابة حسناء.
وتلا عليها قول الله تعالى في نساء الجنة:
(إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً * عُرُباً أَتْرَاباً) (الواقعة:من 35-37)
وجاء رجل يسأله أن يحمله على بعير.. فقال له عليه الصلاة والسلام:
" إنا حاملوك على ولد الناقة!"
فقال: يا رسول الله.. وماذا أصنع بولد الناقة؟!
انصرف ذهنه إلى الحوار الصغير-
فقال: " وهل تلد الإبل إلا النوق"؟
وقال زيد بن أسلم: إن امرأة يقال لها أم أيمن جاءت إلى النبي (صلى الله عليه وسلم)
فقالت : إن زوجي يدعوك
قال: ومن هو ؟.. أهو الذي بعينه بياض ؟
قالت: والله ما بعينه بياض
فقال: "بلى إن بعينه بياضا "
فقالت: لا والله
فقال (صلى الله عليه وسلم): "ما من أحد إلا بعينه بياض" وأراد به البياض المحيط بالحدقة.
منقول بتصرف عن كتاب فقه اللهو والترويح لفضيلة الدكتور يوسف القرضاوي.
وهذه مجموعة من المواقف الطريفة.. منها ما قد حدثت داخل سجننا ومحبسنا.. ومنها ما قد حدثت في الخارج وكنا نقصها ونحن في محنتنا.
اسأل الله تعالى أن يفرج بها كربات المكروبين.. ويزيل بها هموم المهمومين.. وأن يشرح بها صدور المؤمنين