مـــــلك
26-08-2012, 04:31 PM
http://fc08.deviantart.net/fs24/f/2008/027/6/b/6b945335e2877162.jpg
بسم الله الرحمن الرحيم
أحبائي قارئي هذه القصة أرجو التمعن فيما أقوله جيداً
الفتاه التي روت القصة هي صديقة عمري رحمها الله وأدخلها فسيح جناته
رحلت تاركة خلفها من يقاسي فراقها
هذه القصة حقيقية لفتاه ناطح حبها السحاب وأنا مجرد ناقله لما روت تلك العاشقة المتيمة بحبيبها
أرجو التمهل والتروي في قراءة الأحداث جيداً ولا تدع عاطفة الشفقة تسيطر عليك وتجعلك تحكم على أحد الأطراف بالقسوة والظلم
فقد قالت أثناء حديثها معي
" لقد عشقته طوال حياتي ولم أظلمه بقلبي يوماً فلا تدعي أحداً ياصديقتي يظلمه أبداً
فلا تظلمون حبيبي فما زالت حقيقته لا يعلمها إلا الله "
تبدأ صديقتي تروي قصتها بدموعها التي لم أري مثلها من قبل كانت دموعها عبارة عن لؤلؤ يتساقط على خدودها الوردية لوحه جماليه تدعوك للصمت
ولؤلؤ يتساقط من عينيها يدعوك للفضول والشوق للاستماع لها
يالها من لحظه قاسيه مابين الرغبة في الهدوء والنظر لبراءة الفتاه
والرغبة والفضول لمعرفه الأحداث
ولكني ألتزمت الصمت واستمرت صديقتي في البكاء
الحقيقة إني لم أكن أريد الإثقال عليها
ولم أقاطعها ولكن كانت دموعها تدفعني للفضول أكثر وأكثر للاستماع لها
فذهبت وأحضرت لها كوباً من الماء لتروي ظمأها ولكنها
قالت : ارتويت منذ زمن
" غريبة هي صديقتي أشعر برغبة شديدة في الدخول إلى أعماقها فخروج الكلام منها أصبح انتظاره مؤلم "
يؤلمني جرحها فهي توأم روحي وأشعر باختناقها
أخذت أنتظر وأنتظر إلى أن رفعت رأسها وبدأت تتمتم ببعض الكلمات
قالت : حبيبي وعمري ولهفتي وأحلامي وزوجي هو بيتي وسكني
قلت : زوجك " بدت الدهشة على وجهي "
قالت : نعم زوجي
قلت : كيف ؟ وتبادر إلى ذهني الكثير من الظنون والشكوك
ولكنها تجاهلت سؤالي
واستمرت هي في حديثها قائله أحبه وأعشقه ولكن لا أدري ما سبب هذا الفراق لا أعلم وأخشى لو علمت أخشى لو علمت إن عمري ضاع وراح في قصه من نسج الوهم ثم بدأت تتساقط دموعها مرة آخري
فسألتها : هل هو زوجك أم حبيبكـ
قالت : وما هو الزواج ؟
هل هو بيت وفراش ؟
هل هو جسد ؟
الزواج هو امتزاج روحين تلاقي قلبين يصبح نبض الحب هو أكسجين حياتهما فهو روحي وقلبي وما يربطني بالحياة ولذلك هو زوجي
" حقاً أعجبني ما قالت فليس الزواج عقد وفراش وبيت ولكنه روح وهبناها لقلب عشقناه "
استمرت في حديثها الذي أنتظره لعل في حديثها معي تجد راحتها
تبدأ حكايتها من نهاية أخرى
ولكن الغريب وبالرغم إني رفيقه دربها إلا إنني أجد في حديثها شئ مختلف
فهي تروي مشاعر جرحها مشاعر لا أستطيع أنا التوصل إليها لا أستطيع أدراكها بالنظر إلى وجهها الذي أخفت وراءه الكثير من الألم
فمن منا يستطيع قراءة عمق القلب من الآخرين
فانا مهما حاولت معها كنت لا استطيع التعرف على أي شئ
إلا إذا أبدت لي هذا
فكم كانت كتومه
فكم كانت تبتسم لنا ويعتصر الحزن قلبها وكم وكم ...
المهم لن أطيل عليكم لتستمعوا إلى أحداث حياتها
تقص لي قائله
كنت حزينة حزن شديد ليس للحباه إمامي أي لون غير لونها الأسود وكان عمري يسير على رقصات الأشباح لماضي أليم
أغلقت قلبي في تلك الفترة ووضعت عليه ألف حارس ولافته ممنوع الاقتراب
أشتهي وأتمنى لو أحيا بأمان وأنعم براحة البال
ولكن يأتي القدر دائماً عكس إرادتنا وضحكت ضحكه ساخرة من قدرها قائله " تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن "
ثم عادت للحديث من جديد تتذكر أوقات مرت عليها مليئة بالحزن والشجن لإنسانه فقدت القدرة على الكلام من صدمه قلبيه من أقرب الناس إليها رجل ترك محبوبته ليتزوج من أخرى
"يالهذا القدر يجعلنا نعشق من يعشقون جراحنا
أخذت أنا أتمتم بيني وبين نفسي قائله "
نعم ياحبيبة قلبي لقد عاصرت معكِ هذه الأيام وكم كنتِ ممزقه ولكنك كنتِ تشعري الآخرين أنك في قمة السعادة والراحة لقد رأيت منكِ في هذه الفترة حزن لن يطيب وجرح سيظل معكي إلى الأبد أدركت حينها إن حياتك توقفت عند هذا الحد ولم يعد لديكِ إلا ابتسامه مزيفه وقلب يغمره الجراح يأكله الوجع
صمتت بعض اللحظات ثم عاودت الحديث محاوله إن تجمع أنفاسها
قائله : عندما نتعود على جرح أحد الأشخاص ونتقبل الوضع الذي فرض علينا نأخذ لذلك وقت كبير لأدراك أشياء كثيرة الفراق الخيانة الألم والموت أيضاً
تستمر أختي وصديقتي ورفيقه دربي في حديثها
قائله : ليتني لم أبدأ من جديد ليتني ظللت كما أنا حزينة ولم اشتاق الابتسامة ليتني لم اشتاق للحنان
ليتني
ليتني لم أصدقه
فليس لي مكان للفرح
فلماذا سعيت وراء حبال الهوى
قلت : هوني عن نفسك ياصديقتي فليس هناك شئ يستحق كل هذا العناء
قالت : روحي ملاكي وملاذي وبيتي صديقي وحبيبي وزوجي كيف لا يستحق
لماذا هجرني ؟
مزقني بفراقه
حطمني ورحل
أين أنت الآن ؟
هل هناك من يهتم بك مثلي ؟
هل هناك حضن يشعرك بالدفء غيري ؟
أين أنت ياسارق روحي ؟
وتستمر .......
قال انه يحبني ويعشقني
ولكنه رحل
أين ذهب ؟ ومع من ؟ ولماذا ؟
عندما تعرفت إليه كنت أخشى الاقتراب منه رغم انه كان بحبه يغمرني ولكن كان لدي تجربه قاسيه لا أريد إن أكررها مره أخرى فأخذت في الاختفاء والهروب منه ولكن سرعان ما عاودت الاتصال والحديث معه
نعم صدقته كثيراً
فهو لا يبدو عليه الكذب
صادق في كلماته قوي في حديثه
أقنع قلبي بحبه
اردد داخلي " أقنعنا جميعاً "
وتستمر هي بحديثها
قائله : فضلت ان احكي له ما مر بي قال هذا لا يهمني في شئ أنا لكي مهما كان
ولكني صممت وحكيت له كل شئ وطلبت منه ألا يخدعني أو يتركني أو يجرحني فلا يستطيع قلبي تحمل مأساة آخري
ووعدني بذلك قائلا كيف لي أن أترك حب بحثت عنه كثيراً ولم أجده إلا بوجودك أنتي فهل يعقل أن أتركك ان أفارق روحي وقلبي
ثم بدأ بالحديث عن نفسه وماضيه ربما تسرب الخوف بداخلي ولكني بقيت معه فقد لمست فيه نقاء وصفاء الروح العاشقة
فعشقته حد الجنون
وبالرغم من ماضيه المرعب .. قولت ومن منا معصوم من الخطأ
ولكن كان همي الاكبر ان يتقبل الله توبته فبحثت كثيراً وسألت أهل الدين كثيراً
وسعدت جداً جداً
بردودهم وذهبت مسرعه إليه بالبشرى لأسعده
ربما تلك هي أسعد لحظات حياتي
فكيف لا أسعد وأنعم براحة البال
وانا اعلم أن حبيبي لن يلاقي العذاب الشديد
كم كنت سعيده
كم كنت أخشى عليه من عذاب الله
ولكن سبحانك ربي
نعصيك وتقبل توبتنا
الحمد لله
ورسمت ابتسامه هادئه على وجهها المغرق بالدموع
واستمرت بالحديث
قائله :
مرت الليالي ونحن لا نفارق بعض إلا للنوم
تجمعنا مشاعر الأحباء من حب وغيره ولهفه وشوق
أقلق كثيراً عليه وأعلم هفواته وأخطائه افهمه إلى درجه لا يستطيع فهم ذاته بها
يظهر لي خوفه وقلقه على يتمسك بي إلى حد خشيت من الفراق
إلى حد أني أخشى البعد عنه ولو للحظات
" تتحدث في رجفة "
وعدني ان يظل بجانبي لماذ رحل ؟ أفراقه بسبب حالتي ؟ لماذا لم يعطيني فرصه للعلاج ؟
ثم يشتد بكائها قائله
لقد حذرته من عواقب فراقه لي
لقد وعدته ان يكون رحيله بموتي
لقد أصبحت أترجاه ألا يمزق قلبي مره ثانيه
وعدني ألا يرحل لماذا رحل ؟ لماذا ؟
أي قدر هذا ؟
هل أراد قتلي ؟
هل أراد أن يمزقني ؟
يجرحني !
كيف له ان يفعل ذلك
وأنا من روت له قصة جراحي وطلبت كثيراً ألا يخدعني
لقد وعدني نعم وعدني ولكنه نقض وعده لي ورحل
سرق عمري ورحل
قتل آخر أمل لي بالحياة ورحل
ما عاد شئ بالدنيا يربطني
ما عاد شئ فالدنيا يسعدني
فانا عاجزة عن اختيار طريق يريحني ولو لمرة واحده
أين هو ؟ أين ذهب ؟
أهو مرضي ياحبيبي سبب فراقك لي ؟!
ولكنه ليس ذنبي وليس عيباً بل هو قدر
قدر أحسست للحظات انك تقبلته
أحسست انك وافقت به
أحسست انك قبلتني بالرغم منه
بل انت من دفعتني للتمسك بالحياه
دفعتني للبقاء بجانبك
فلما الفراق ؟؟!!
ولما كان الاقتراب إذاً
دخلت حياتي ياحبيبي وأنا لا اعلم لماذا اخترت تلك البائسة الحزينة
وخرجت منها وأنا لا اعلم لما الفراق
هيا ياروحي اصعدي إلى خالقك
فلم يعد هناك أي شئ يربطني بتلك الحياة القاسية
ولم يعد هناك أمل بأن يأتيني شئ يسعدني
اشعر بروحي ممزقه
فكيف له ان يبتعد دون حديث ويتركني لجرحي يسحقني كل يوم
إذا أخطأت بحقه كان يجب ان يقول شيئاً يجب أن أفهم خطأي إن فعلت ولكني لا أستطيع أن أخطأ بحقه
فأنا لا أقدر على مضايقته بأي تصرف وهو يعلم
فماذا فعلت إذاً
أفجأة شعر أنه لا يحبني ؟
لا أعلم أي شئ ولكني أشعر بالحيرة تمزقني
من هو ؟
أهو حبيبي ؟ أم قاتلي ؟
أهو ذلك الحبيب الذي عشقني ؟
أم هو شخص أراد تحطيمي وسرقه بقايا عمري الذائبة ؟
فما زلت لا أعلم حقيقتكـ ومازلت لا أحد يعلم من أنت إلا الله
فيارب أرحمني فقد أرهقني قلبي وعقلي في السؤال عليه
تعبت ولا أجد أي شئ يريح في هذه الدنيا
ثم وضعت يدها على كتفي وتسألني بعينها التي أغرقتها الدموع
هل يستطيع شخص الاستمرار مع إنسان عام لخداعه ؟
هل أراد الانتقام مني ؟ ولماذا ؟
هل أراد ان يسلبني ما تبقي لدي من أمل في الحياة ؟
ثم انفجرت بالبكاء بصوت عالي منتظره مني جواب قد يريحها
ولكني عجزت عن جوابها فأنا أيضا لا أعلم من هذا الشاب وماذا أراد من فتاه مريضه مثلها
أتمنعه بعض الظروف وسيعود إليها أم رحل ولن يعود أبدأ
أشعر بالمرارة التي تعاني منها صديقتي وأرى خلف كلماتها ونظراتها علامة استفهام تصاحبها الدهشة من تصرف الشاب الغريب
مازالت هناك حلقه مفقودة لا يعلمها إلا الله وهذا الشاب
أهي حقاً حبه الذي بحث عنه طويلاً ؟ أم مجرد نزوة عابره ؟
هل أراد السوء بها وبقلبها ؟
مائة سؤال يجول بخاطري إنا أيضا وليس لدي جواب
تساقطت الدموع من عيني رغم عني إمامها
فأخذت تمسح دموعي قائله لا تشفقي علي فأنا لست نادمه على حبي له لقد كان يستحق أكثر من ذلك فهو رجلي وطفلي المدلل
ولكن آلمي كله إني لا أستطيع استيعاب غيابه ورحيله
اشعر إني عاجزة أمام قدري الذي يعاندني في فرحي
ربما غيابه لأني إنسانه ضعيفة وهو يريد فتاه قويه
ربما لأني مريضه وهذا حقه فمن يستطيع ان يمنعه من الحياة مع إنسانه سليمة تسعده وترعاه
ولكن إذا كان سبب غيابه خطأ صدر مني فهو يعلم جيداً مدى عشقي له فليغفر لي هفواتي
وتبقى بداخلي احتمالات لغيابه
ولا استطيع ان أسيئ إليه أو أظلمه بأي كلمه
فقد كان أولاً وأخيراً قدري الذي لا أستطيع الهروب منه
وحبيبي الذي لم أعشق يوماً مثله ولن أعشق يوماً بعده
سيبقى بداخلي حبيبي سواء رحل أو ظل بجانبي سيظل حبيبي دائماً
سأظل أحبه رغماً عني فهذا هو قدري
سأظل أحبه حتى بعد موتي وهذه هي مآساتي
سأطلب من الله لقائه يوم العرض
ليجيبني عن جميع أسألتي
سأنتظره هناك لأجد ضالتي
سأنتظر هناك لحين اللقاء
و كتبت أخر كلماتها له
http://n4hr.org/up/uploads/n4hr_13442067091.jpg
سأرحل عنكـ
سأرحل عنكـ بعيداً بعيداً
وتجلس تنظر لا تجدني
فكم كنت أقرب منكـ إليك
ولم تحسني
سأرحل بعيداً
ولن تستطيع الاقتراب يوماً
ومهما بحثت هنا أو هناك
لن تجدني
تقبل غيابي وبعدي ولا تنتظر
فلست بشمس تشرق وتغرب
في كل يوم
ولكن شروقي في حياه الآخرين
مرة واحده
وحين غروبي
ينتهي كل شئ
لأني أغرب وأعلم جيداً
لم يعد لي مكاناً بينكم
فلا أعاود لشروق من جديد
في حياه من هجرني
سأرحل لأبدأ حياة جديدة
بعيداً عمن جرحني
سأرحل حيث لا بشر مخادع
والا جراح تنتظرني
فلا تفتعل حزنك على
فأنت سبب رحيلي عن عالمي
فيامن كان لي حبيباً
وداعاً وداعاً
سأرحل بعيداً
ولن أسألك لماذا هجرت ؟
لماذا أسأت ؟
لقلب بعشقكـ صار متيم
حد الخيال
سأرحل بعيداً
وأترك إليك الذكريات
لعلك تحيا ذات يوماً سعيداً
وتنظر إلى ماضيك تضحكـ
فكم ألمتني في سكات
وكم طعنت خنجرك بقلبي
ولم يهزك جرحي ووجعي
فلا يغرك صمتي كثيراً
ساترك لك جميع الذكريات
هنيئاً إليك
سأرحل بعيداً
وأذهب لحيث لا تستطيع
تراني بعيده أو من قريب
وداعاً لا لقاء
ثم
رحلت صديقتي تاركه خلفها من يمزقه فراقها وغيابها
الرجاء الدعاء لها
عذراً ان كنت أطلت عليكم ولكن
بداخلي أكثر من علامة استفهام
أرجو الأجابه عنها
هل تحجرت قلوب البشر ؟
أم تصلبت عقولهم ؟
هل من السهل على أي إنسان أن ينسى سنوات غالية في عمره هي حياته وهي عمره ؟
هل يحق لنا ان نسرق فرحة من وهبونا قلوبهم ؟
هل أصبحنا عاجزين عن احترام مشاعر الآخرين ؟
وإذا كنا بهذا الشكل
فهنيئاً للحيوانات فهم أكثر وفاءاً منا
f * m
بسم الله الرحمن الرحيم
أحبائي قارئي هذه القصة أرجو التمعن فيما أقوله جيداً
الفتاه التي روت القصة هي صديقة عمري رحمها الله وأدخلها فسيح جناته
رحلت تاركة خلفها من يقاسي فراقها
هذه القصة حقيقية لفتاه ناطح حبها السحاب وأنا مجرد ناقله لما روت تلك العاشقة المتيمة بحبيبها
أرجو التمهل والتروي في قراءة الأحداث جيداً ولا تدع عاطفة الشفقة تسيطر عليك وتجعلك تحكم على أحد الأطراف بالقسوة والظلم
فقد قالت أثناء حديثها معي
" لقد عشقته طوال حياتي ولم أظلمه بقلبي يوماً فلا تدعي أحداً ياصديقتي يظلمه أبداً
فلا تظلمون حبيبي فما زالت حقيقته لا يعلمها إلا الله "
تبدأ صديقتي تروي قصتها بدموعها التي لم أري مثلها من قبل كانت دموعها عبارة عن لؤلؤ يتساقط على خدودها الوردية لوحه جماليه تدعوك للصمت
ولؤلؤ يتساقط من عينيها يدعوك للفضول والشوق للاستماع لها
يالها من لحظه قاسيه مابين الرغبة في الهدوء والنظر لبراءة الفتاه
والرغبة والفضول لمعرفه الأحداث
ولكني ألتزمت الصمت واستمرت صديقتي في البكاء
الحقيقة إني لم أكن أريد الإثقال عليها
ولم أقاطعها ولكن كانت دموعها تدفعني للفضول أكثر وأكثر للاستماع لها
فذهبت وأحضرت لها كوباً من الماء لتروي ظمأها ولكنها
قالت : ارتويت منذ زمن
" غريبة هي صديقتي أشعر برغبة شديدة في الدخول إلى أعماقها فخروج الكلام منها أصبح انتظاره مؤلم "
يؤلمني جرحها فهي توأم روحي وأشعر باختناقها
أخذت أنتظر وأنتظر إلى أن رفعت رأسها وبدأت تتمتم ببعض الكلمات
قالت : حبيبي وعمري ولهفتي وأحلامي وزوجي هو بيتي وسكني
قلت : زوجك " بدت الدهشة على وجهي "
قالت : نعم زوجي
قلت : كيف ؟ وتبادر إلى ذهني الكثير من الظنون والشكوك
ولكنها تجاهلت سؤالي
واستمرت هي في حديثها قائله أحبه وأعشقه ولكن لا أدري ما سبب هذا الفراق لا أعلم وأخشى لو علمت أخشى لو علمت إن عمري ضاع وراح في قصه من نسج الوهم ثم بدأت تتساقط دموعها مرة آخري
فسألتها : هل هو زوجك أم حبيبكـ
قالت : وما هو الزواج ؟
هل هو بيت وفراش ؟
هل هو جسد ؟
الزواج هو امتزاج روحين تلاقي قلبين يصبح نبض الحب هو أكسجين حياتهما فهو روحي وقلبي وما يربطني بالحياة ولذلك هو زوجي
" حقاً أعجبني ما قالت فليس الزواج عقد وفراش وبيت ولكنه روح وهبناها لقلب عشقناه "
استمرت في حديثها الذي أنتظره لعل في حديثها معي تجد راحتها
تبدأ حكايتها من نهاية أخرى
ولكن الغريب وبالرغم إني رفيقه دربها إلا إنني أجد في حديثها شئ مختلف
فهي تروي مشاعر جرحها مشاعر لا أستطيع أنا التوصل إليها لا أستطيع أدراكها بالنظر إلى وجهها الذي أخفت وراءه الكثير من الألم
فمن منا يستطيع قراءة عمق القلب من الآخرين
فانا مهما حاولت معها كنت لا استطيع التعرف على أي شئ
إلا إذا أبدت لي هذا
فكم كانت كتومه
فكم كانت تبتسم لنا ويعتصر الحزن قلبها وكم وكم ...
المهم لن أطيل عليكم لتستمعوا إلى أحداث حياتها
تقص لي قائله
كنت حزينة حزن شديد ليس للحباه إمامي أي لون غير لونها الأسود وكان عمري يسير على رقصات الأشباح لماضي أليم
أغلقت قلبي في تلك الفترة ووضعت عليه ألف حارس ولافته ممنوع الاقتراب
أشتهي وأتمنى لو أحيا بأمان وأنعم براحة البال
ولكن يأتي القدر دائماً عكس إرادتنا وضحكت ضحكه ساخرة من قدرها قائله " تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن "
ثم عادت للحديث من جديد تتذكر أوقات مرت عليها مليئة بالحزن والشجن لإنسانه فقدت القدرة على الكلام من صدمه قلبيه من أقرب الناس إليها رجل ترك محبوبته ليتزوج من أخرى
"يالهذا القدر يجعلنا نعشق من يعشقون جراحنا
أخذت أنا أتمتم بيني وبين نفسي قائله "
نعم ياحبيبة قلبي لقد عاصرت معكِ هذه الأيام وكم كنتِ ممزقه ولكنك كنتِ تشعري الآخرين أنك في قمة السعادة والراحة لقد رأيت منكِ في هذه الفترة حزن لن يطيب وجرح سيظل معكي إلى الأبد أدركت حينها إن حياتك توقفت عند هذا الحد ولم يعد لديكِ إلا ابتسامه مزيفه وقلب يغمره الجراح يأكله الوجع
صمتت بعض اللحظات ثم عاودت الحديث محاوله إن تجمع أنفاسها
قائله : عندما نتعود على جرح أحد الأشخاص ونتقبل الوضع الذي فرض علينا نأخذ لذلك وقت كبير لأدراك أشياء كثيرة الفراق الخيانة الألم والموت أيضاً
تستمر أختي وصديقتي ورفيقه دربي في حديثها
قائله : ليتني لم أبدأ من جديد ليتني ظللت كما أنا حزينة ولم اشتاق الابتسامة ليتني لم اشتاق للحنان
ليتني
ليتني لم أصدقه
فليس لي مكان للفرح
فلماذا سعيت وراء حبال الهوى
قلت : هوني عن نفسك ياصديقتي فليس هناك شئ يستحق كل هذا العناء
قالت : روحي ملاكي وملاذي وبيتي صديقي وحبيبي وزوجي كيف لا يستحق
لماذا هجرني ؟
مزقني بفراقه
حطمني ورحل
أين أنت الآن ؟
هل هناك من يهتم بك مثلي ؟
هل هناك حضن يشعرك بالدفء غيري ؟
أين أنت ياسارق روحي ؟
وتستمر .......
قال انه يحبني ويعشقني
ولكنه رحل
أين ذهب ؟ ومع من ؟ ولماذا ؟
عندما تعرفت إليه كنت أخشى الاقتراب منه رغم انه كان بحبه يغمرني ولكن كان لدي تجربه قاسيه لا أريد إن أكررها مره أخرى فأخذت في الاختفاء والهروب منه ولكن سرعان ما عاودت الاتصال والحديث معه
نعم صدقته كثيراً
فهو لا يبدو عليه الكذب
صادق في كلماته قوي في حديثه
أقنع قلبي بحبه
اردد داخلي " أقنعنا جميعاً "
وتستمر هي بحديثها
قائله : فضلت ان احكي له ما مر بي قال هذا لا يهمني في شئ أنا لكي مهما كان
ولكني صممت وحكيت له كل شئ وطلبت منه ألا يخدعني أو يتركني أو يجرحني فلا يستطيع قلبي تحمل مأساة آخري
ووعدني بذلك قائلا كيف لي أن أترك حب بحثت عنه كثيراً ولم أجده إلا بوجودك أنتي فهل يعقل أن أتركك ان أفارق روحي وقلبي
ثم بدأ بالحديث عن نفسه وماضيه ربما تسرب الخوف بداخلي ولكني بقيت معه فقد لمست فيه نقاء وصفاء الروح العاشقة
فعشقته حد الجنون
وبالرغم من ماضيه المرعب .. قولت ومن منا معصوم من الخطأ
ولكن كان همي الاكبر ان يتقبل الله توبته فبحثت كثيراً وسألت أهل الدين كثيراً
وسعدت جداً جداً
بردودهم وذهبت مسرعه إليه بالبشرى لأسعده
ربما تلك هي أسعد لحظات حياتي
فكيف لا أسعد وأنعم براحة البال
وانا اعلم أن حبيبي لن يلاقي العذاب الشديد
كم كنت سعيده
كم كنت أخشى عليه من عذاب الله
ولكن سبحانك ربي
نعصيك وتقبل توبتنا
الحمد لله
ورسمت ابتسامه هادئه على وجهها المغرق بالدموع
واستمرت بالحديث
قائله :
مرت الليالي ونحن لا نفارق بعض إلا للنوم
تجمعنا مشاعر الأحباء من حب وغيره ولهفه وشوق
أقلق كثيراً عليه وأعلم هفواته وأخطائه افهمه إلى درجه لا يستطيع فهم ذاته بها
يظهر لي خوفه وقلقه على يتمسك بي إلى حد خشيت من الفراق
إلى حد أني أخشى البعد عنه ولو للحظات
" تتحدث في رجفة "
وعدني ان يظل بجانبي لماذ رحل ؟ أفراقه بسبب حالتي ؟ لماذا لم يعطيني فرصه للعلاج ؟
ثم يشتد بكائها قائله
لقد حذرته من عواقب فراقه لي
لقد وعدته ان يكون رحيله بموتي
لقد أصبحت أترجاه ألا يمزق قلبي مره ثانيه
وعدني ألا يرحل لماذا رحل ؟ لماذا ؟
أي قدر هذا ؟
هل أراد قتلي ؟
هل أراد أن يمزقني ؟
يجرحني !
كيف له ان يفعل ذلك
وأنا من روت له قصة جراحي وطلبت كثيراً ألا يخدعني
لقد وعدني نعم وعدني ولكنه نقض وعده لي ورحل
سرق عمري ورحل
قتل آخر أمل لي بالحياة ورحل
ما عاد شئ بالدنيا يربطني
ما عاد شئ فالدنيا يسعدني
فانا عاجزة عن اختيار طريق يريحني ولو لمرة واحده
أين هو ؟ أين ذهب ؟
أهو مرضي ياحبيبي سبب فراقك لي ؟!
ولكنه ليس ذنبي وليس عيباً بل هو قدر
قدر أحسست للحظات انك تقبلته
أحسست انك وافقت به
أحسست انك قبلتني بالرغم منه
بل انت من دفعتني للتمسك بالحياه
دفعتني للبقاء بجانبك
فلما الفراق ؟؟!!
ولما كان الاقتراب إذاً
دخلت حياتي ياحبيبي وأنا لا اعلم لماذا اخترت تلك البائسة الحزينة
وخرجت منها وأنا لا اعلم لما الفراق
هيا ياروحي اصعدي إلى خالقك
فلم يعد هناك أي شئ يربطني بتلك الحياة القاسية
ولم يعد هناك أمل بأن يأتيني شئ يسعدني
اشعر بروحي ممزقه
فكيف له ان يبتعد دون حديث ويتركني لجرحي يسحقني كل يوم
إذا أخطأت بحقه كان يجب ان يقول شيئاً يجب أن أفهم خطأي إن فعلت ولكني لا أستطيع أن أخطأ بحقه
فأنا لا أقدر على مضايقته بأي تصرف وهو يعلم
فماذا فعلت إذاً
أفجأة شعر أنه لا يحبني ؟
لا أعلم أي شئ ولكني أشعر بالحيرة تمزقني
من هو ؟
أهو حبيبي ؟ أم قاتلي ؟
أهو ذلك الحبيب الذي عشقني ؟
أم هو شخص أراد تحطيمي وسرقه بقايا عمري الذائبة ؟
فما زلت لا أعلم حقيقتكـ ومازلت لا أحد يعلم من أنت إلا الله
فيارب أرحمني فقد أرهقني قلبي وعقلي في السؤال عليه
تعبت ولا أجد أي شئ يريح في هذه الدنيا
ثم وضعت يدها على كتفي وتسألني بعينها التي أغرقتها الدموع
هل يستطيع شخص الاستمرار مع إنسان عام لخداعه ؟
هل أراد الانتقام مني ؟ ولماذا ؟
هل أراد ان يسلبني ما تبقي لدي من أمل في الحياة ؟
ثم انفجرت بالبكاء بصوت عالي منتظره مني جواب قد يريحها
ولكني عجزت عن جوابها فأنا أيضا لا أعلم من هذا الشاب وماذا أراد من فتاه مريضه مثلها
أتمنعه بعض الظروف وسيعود إليها أم رحل ولن يعود أبدأ
أشعر بالمرارة التي تعاني منها صديقتي وأرى خلف كلماتها ونظراتها علامة استفهام تصاحبها الدهشة من تصرف الشاب الغريب
مازالت هناك حلقه مفقودة لا يعلمها إلا الله وهذا الشاب
أهي حقاً حبه الذي بحث عنه طويلاً ؟ أم مجرد نزوة عابره ؟
هل أراد السوء بها وبقلبها ؟
مائة سؤال يجول بخاطري إنا أيضا وليس لدي جواب
تساقطت الدموع من عيني رغم عني إمامها
فأخذت تمسح دموعي قائله لا تشفقي علي فأنا لست نادمه على حبي له لقد كان يستحق أكثر من ذلك فهو رجلي وطفلي المدلل
ولكن آلمي كله إني لا أستطيع استيعاب غيابه ورحيله
اشعر إني عاجزة أمام قدري الذي يعاندني في فرحي
ربما غيابه لأني إنسانه ضعيفة وهو يريد فتاه قويه
ربما لأني مريضه وهذا حقه فمن يستطيع ان يمنعه من الحياة مع إنسانه سليمة تسعده وترعاه
ولكن إذا كان سبب غيابه خطأ صدر مني فهو يعلم جيداً مدى عشقي له فليغفر لي هفواتي
وتبقى بداخلي احتمالات لغيابه
ولا استطيع ان أسيئ إليه أو أظلمه بأي كلمه
فقد كان أولاً وأخيراً قدري الذي لا أستطيع الهروب منه
وحبيبي الذي لم أعشق يوماً مثله ولن أعشق يوماً بعده
سيبقى بداخلي حبيبي سواء رحل أو ظل بجانبي سيظل حبيبي دائماً
سأظل أحبه رغماً عني فهذا هو قدري
سأظل أحبه حتى بعد موتي وهذه هي مآساتي
سأطلب من الله لقائه يوم العرض
ليجيبني عن جميع أسألتي
سأنتظره هناك لأجد ضالتي
سأنتظر هناك لحين اللقاء
و كتبت أخر كلماتها له
http://n4hr.org/up/uploads/n4hr_13442067091.jpg
سأرحل عنكـ
سأرحل عنكـ بعيداً بعيداً
وتجلس تنظر لا تجدني
فكم كنت أقرب منكـ إليك
ولم تحسني
سأرحل بعيداً
ولن تستطيع الاقتراب يوماً
ومهما بحثت هنا أو هناك
لن تجدني
تقبل غيابي وبعدي ولا تنتظر
فلست بشمس تشرق وتغرب
في كل يوم
ولكن شروقي في حياه الآخرين
مرة واحده
وحين غروبي
ينتهي كل شئ
لأني أغرب وأعلم جيداً
لم يعد لي مكاناً بينكم
فلا أعاود لشروق من جديد
في حياه من هجرني
سأرحل لأبدأ حياة جديدة
بعيداً عمن جرحني
سأرحل حيث لا بشر مخادع
والا جراح تنتظرني
فلا تفتعل حزنك على
فأنت سبب رحيلي عن عالمي
فيامن كان لي حبيباً
وداعاً وداعاً
سأرحل بعيداً
ولن أسألك لماذا هجرت ؟
لماذا أسأت ؟
لقلب بعشقكـ صار متيم
حد الخيال
سأرحل بعيداً
وأترك إليك الذكريات
لعلك تحيا ذات يوماً سعيداً
وتنظر إلى ماضيك تضحكـ
فكم ألمتني في سكات
وكم طعنت خنجرك بقلبي
ولم يهزك جرحي ووجعي
فلا يغرك صمتي كثيراً
ساترك لك جميع الذكريات
هنيئاً إليك
سأرحل بعيداً
وأذهب لحيث لا تستطيع
تراني بعيده أو من قريب
وداعاً لا لقاء
ثم
رحلت صديقتي تاركه خلفها من يمزقه فراقها وغيابها
الرجاء الدعاء لها
عذراً ان كنت أطلت عليكم ولكن
بداخلي أكثر من علامة استفهام
أرجو الأجابه عنها
هل تحجرت قلوب البشر ؟
أم تصلبت عقولهم ؟
هل من السهل على أي إنسان أن ينسى سنوات غالية في عمره هي حياته وهي عمره ؟
هل يحق لنا ان نسرق فرحة من وهبونا قلوبهم ؟
هل أصبحنا عاجزين عن احترام مشاعر الآخرين ؟
وإذا كنا بهذا الشكل
فهنيئاً للحيوانات فهم أكثر وفاءاً منا
f * m