abomokhtar
31-08-2012, 10:27 PM
http://www.egyig.com/Public/articles/scholars/14/images/463838900.JPGبقلم د/ ناجح إبراهيم
ظلت فكرة هذا المقال تراودني كثيرا ً منذ عامين وأنا أؤجل كتابتها وأماطل نفسي طويلا ً في الأمر .. حتى مات "أرمسترنج" أول رائد فضاء يطأ القمر بقدمه .. والذي كان يعد أشهر شخصية في زمانه والذي تواري عن الأنظار لينشغل فقط بعلمه وما يحسنه .. رافضا ً كل العروض السخية التي عرضت عليه وقتها للترشح لرئاسة الولايات المتحدة.. مفضلا ً عليها الانشغال بما يحسنه وما يتقنه من العلم .
لقد تفكرت في أمر العلامة القانوني الكبير د/ فتحي سرور وهو من جهابذة القانون الجنائي .. وكيف أضرت السياسة الحزبية به وبعلمه وبسمعته وأردته وراء القضبان.. ولو أنه تفرغ لعلمه الذي تفرد ونبغ فيه ما جعلته السياسة غرضا ً للسهام من كل حدب وصوب ولظل في محراب العلم كريما ً مهابا ً .
وهذا د/علي الدين هلال وهو الذي علم أجيالا ً من الساسة والدبلوماسيين المصريين علوم السياسة أوقعته السياسة الحزبية في حبالها حتى صار ما يقوله ويعلمه لطلابه مخالفا ً لسلوكه وحزبه العملي السياسي .. فهو يدعو في كتبه إلي الحرية والديمقراطية وحق الشعوب في اختيار حكامها في الوقت الذي يقود حزبا ً مشحونا ً بالفساد واستئثار السلطة وتزوير الانتخابات .
وقد لا يكون الرجل داخلا ً في هذه المنظومة بنفسه ولكنه بالضرورة ستحسب عليه.. ما لم يستقل من منصبه أو يعترض علي هذه الممارسات علنا ً .
وتخيل موقف هذا العلامة لو لم يكن قد صعد سلم المناصب الحزبية وبقي عاليا ً شامخا ً بعلمه الذي هو أعظم من كل مناصب الدنيا.
وهذا أستاذ الأجيال في القانون المدني د/ نعمان جمعة الذي درست على يديه في حقوق القاهرة وكان أكثر من طور الكلية وسن السنن العظيمة فيها لمساعدة الطلبة المعتقلين ماذا فعل به وصوله إلي رئاسة الوفد غير الإهانة والتجريح والتطاول و....و.... فما كان أغناه بعلمه عن هذا .
لقد أمسكت بقلبي حينما سمعت أن د/ زويل سيرشح نفسه للرئاسة فقلت ضاع زويل وعلمه .. وترك ما يعلم ويحسن إلي ما لا يعلم وما لا يحسن .. ولكن الله عصمه من ذلك .
وحزنت أيضا ً علي أساتذتنا الأطباء العظام د/ غنيم علامة المسالك وأول زارع للكلي في مصر ود/ أبو الغار أول من أدخل أطفال الأنابيب في مصر حينما دخلوا في السياسة الحزبية لينهش سمعتهم من لا يعرف قدرهم ويتطاول عليهم الصغير والكبير .. ثم بعد ذلك يكونوا ممن "لا أرضا قطع ولا ظهرا ًأبقي" .. فلا حافظوا علي ظهر العلم الموصل إلي أعلي الدرجات .. ولا حققوا أهدافهم السياسية .
وقد حزنت كثيرا ً حينما رغب الكثير من الدعاة عن دعوتهم التي يحسنونها ودخلوا إلي عالم السياسة التي لا يعرفونها ولا يجيدونها .
أيها العلماء والدعاة والمربيين خذوا درسا ً من "أرمسترنج" الذي نأي بنفسه أن يكون سببا ً في قتل الآلاف أو احتلال يحتل العراق أو أفغانستان و... و... .. وتعلموا من الأئمة العظام مالك وأبي حنيفة والشافعي وأحمد والذين رفضوا بإصرار أن يتولوا أي مناصب في الدولة الإسلامية حتى لو كانت القضاء .. وتحمل بعضهم الجلد حتى يبقي في مقام العلم الرفيع .. فذهب ذكر الخلفاء وبقي ذكر العلماء .
فالعالم في علمه وصدقه وخلقه وتجرده أفضل من السياسي الحزبي الذي يغلب عليه المكر والدهاء والكرب والخديعة .
وليعلم كل من ذكرت من العلماء أنني أحب خيرهم وصلاحهم ولست من النفوس المريضة التي تشمت في أفاضل العلماء .
لقد أحزنني أن د/ عمرو خالد يريد أن يكون حزبا ً سياسيا ً.. فقلت في نفسي سيترك ما يحسنه من الدعوة والهداية وسيذهب إلي ما لا يحسنه ليفقد الاثنين معا.
ولعل ارمسترونج لو أصبح رئيسا لأمريكا لكان قتل عشرات الآلاف من الفيتناميين أو تصور نفسه محتلا ً للعراق وقاتلا ً لقرابة 4/1 مليون عراقي ومشردا ً لملايين أخرى أو محتلا ً لأفغانستان وقاتلا ً ومعوقا ً لقرابة 4/1 مليون أفغاني.
ظلت فكرة هذا المقال تراودني كثيرا ً منذ عامين وأنا أؤجل كتابتها وأماطل نفسي طويلا ً في الأمر .. حتى مات "أرمسترنج" أول رائد فضاء يطأ القمر بقدمه .. والذي كان يعد أشهر شخصية في زمانه والذي تواري عن الأنظار لينشغل فقط بعلمه وما يحسنه .. رافضا ً كل العروض السخية التي عرضت عليه وقتها للترشح لرئاسة الولايات المتحدة.. مفضلا ً عليها الانشغال بما يحسنه وما يتقنه من العلم .
لقد تفكرت في أمر العلامة القانوني الكبير د/ فتحي سرور وهو من جهابذة القانون الجنائي .. وكيف أضرت السياسة الحزبية به وبعلمه وبسمعته وأردته وراء القضبان.. ولو أنه تفرغ لعلمه الذي تفرد ونبغ فيه ما جعلته السياسة غرضا ً للسهام من كل حدب وصوب ولظل في محراب العلم كريما ً مهابا ً .
وهذا د/علي الدين هلال وهو الذي علم أجيالا ً من الساسة والدبلوماسيين المصريين علوم السياسة أوقعته السياسة الحزبية في حبالها حتى صار ما يقوله ويعلمه لطلابه مخالفا ً لسلوكه وحزبه العملي السياسي .. فهو يدعو في كتبه إلي الحرية والديمقراطية وحق الشعوب في اختيار حكامها في الوقت الذي يقود حزبا ً مشحونا ً بالفساد واستئثار السلطة وتزوير الانتخابات .
وقد لا يكون الرجل داخلا ً في هذه المنظومة بنفسه ولكنه بالضرورة ستحسب عليه.. ما لم يستقل من منصبه أو يعترض علي هذه الممارسات علنا ً .
وتخيل موقف هذا العلامة لو لم يكن قد صعد سلم المناصب الحزبية وبقي عاليا ً شامخا ً بعلمه الذي هو أعظم من كل مناصب الدنيا.
وهذا أستاذ الأجيال في القانون المدني د/ نعمان جمعة الذي درست على يديه في حقوق القاهرة وكان أكثر من طور الكلية وسن السنن العظيمة فيها لمساعدة الطلبة المعتقلين ماذا فعل به وصوله إلي رئاسة الوفد غير الإهانة والتجريح والتطاول و....و.... فما كان أغناه بعلمه عن هذا .
لقد أمسكت بقلبي حينما سمعت أن د/ زويل سيرشح نفسه للرئاسة فقلت ضاع زويل وعلمه .. وترك ما يعلم ويحسن إلي ما لا يعلم وما لا يحسن .. ولكن الله عصمه من ذلك .
وحزنت أيضا ً علي أساتذتنا الأطباء العظام د/ غنيم علامة المسالك وأول زارع للكلي في مصر ود/ أبو الغار أول من أدخل أطفال الأنابيب في مصر حينما دخلوا في السياسة الحزبية لينهش سمعتهم من لا يعرف قدرهم ويتطاول عليهم الصغير والكبير .. ثم بعد ذلك يكونوا ممن "لا أرضا قطع ولا ظهرا ًأبقي" .. فلا حافظوا علي ظهر العلم الموصل إلي أعلي الدرجات .. ولا حققوا أهدافهم السياسية .
وقد حزنت كثيرا ً حينما رغب الكثير من الدعاة عن دعوتهم التي يحسنونها ودخلوا إلي عالم السياسة التي لا يعرفونها ولا يجيدونها .
أيها العلماء والدعاة والمربيين خذوا درسا ً من "أرمسترنج" الذي نأي بنفسه أن يكون سببا ً في قتل الآلاف أو احتلال يحتل العراق أو أفغانستان و... و... .. وتعلموا من الأئمة العظام مالك وأبي حنيفة والشافعي وأحمد والذين رفضوا بإصرار أن يتولوا أي مناصب في الدولة الإسلامية حتى لو كانت القضاء .. وتحمل بعضهم الجلد حتى يبقي في مقام العلم الرفيع .. فذهب ذكر الخلفاء وبقي ذكر العلماء .
فالعالم في علمه وصدقه وخلقه وتجرده أفضل من السياسي الحزبي الذي يغلب عليه المكر والدهاء والكرب والخديعة .
وليعلم كل من ذكرت من العلماء أنني أحب خيرهم وصلاحهم ولست من النفوس المريضة التي تشمت في أفاضل العلماء .
لقد أحزنني أن د/ عمرو خالد يريد أن يكون حزبا ً سياسيا ً.. فقلت في نفسي سيترك ما يحسنه من الدعوة والهداية وسيذهب إلي ما لا يحسنه ليفقد الاثنين معا.
ولعل ارمسترونج لو أصبح رئيسا لأمريكا لكان قتل عشرات الآلاف من الفيتناميين أو تصور نفسه محتلا ً للعراق وقاتلا ً لقرابة 4/1 مليون عراقي ومشردا ً لملايين أخرى أو محتلا ً لأفغانستان وقاتلا ً ومعوقا ً لقرابة 4/1 مليون أفغاني.