المدرسة الرومانسية ( المدرسة الإبتداعية)
2- خارج الوطن العربي
مدرسة المهجر
( المهاجر / المهجرية )

* المقصود بالمهجر
هم الأدباء الذين هاجروا من الشرق وبخاصة الشام وبصفة أخص لبنان تطلعا للحرية و تخلصا من فساد الاستعمار التركي وأنتجوا أدبا يجمع بين ملامح الشرق العربي (الرومانسي) وملامح الغرب (مظهر تجديد) وذلك في منتصف القرن التاسع عشر .

* الأسباب و العوامل و الدوافع التي أدت إلى تلكم الهجرة
1-الاضطهاد السياسي و الصراع الديني .
2- سوء الحياة الاجتماعية و انتشار الفقر والجهل .
3-السعي إلى الحرية و التطلع إلى عالم أفضل من كل النواحي.

* ملحوظة
أ-كونت الرابطة القلمية في (أمريكا الشمالية)
ب- العصبة الأندلسية في (أمريكا الجنوبية)
* هؤلاء المهاجرون من البيئة العربية لم يذوبوا في البيئة الجديدة لأنها لم تحقق لهم الأمل الكبير في الحياة الكريمة والثروة العظيمة - ولكنهم كسبوا الحرية التي عانوا من فقدانها في وطنهم الأم .

* العوامل والأسباب التي أثرت في أدب المهجر
1- الشعور بالحرية في الوطن الجديد ...
(أمين الريحاني) يقف أمام تمثال الحرية في أمريكا الشمالية و يقول
" متي تحولين وجهك نحو الشرق أيتها الحرية ؟!! "
2- أثرت البيئة الجديدة في شعرهم وأذهلهم التقدم الحضاري، وأتعبهم التعصب اللوني و الطبقي بين البشر
و يقول إيليا أبو ماضي في قصيدة "الطين" :-
يا أخي لا تمل بوجهك عـني ما أنا فحـمـة ولا أنت فرق
أنت في البردة الموشاة مثلي في كسائي الرديم تشقي و تسعد
3- امتزاج ثقافاتهم العربية بالثقافة الأجنبية التي حصل عليها في الوطن الجديد فكان الاختلاف الثقافي الذي اثر في الشخصية كما سبق و عرضناه .
4-الشعور بالغربة و الحنين إلى الوطن الأم جعلهم يشعرون بالقلق و الحيرة فظهرت النزعة الإنسانية و التطلع إلى عالم أفضل و اتجهوا إلى الطبيعة .
كقول إيليا أبو ماضي في قصيدة الآمال الضائعة
وطن النجوم أنا هنا حدق أتـــدري من أنا؟
أنا من طيورك بلـبل غـني بمجـدك فاغتــنى

خصائص "سمات" "ملامح" أدب المهجر

أولا : التجديد في الموضوع ... من حيث المضمون
تناول موضوعات جديدة فرضتها ظروف الحياة الجديدة :-
1-الميل إلى النزعة الإنسانية
فهم يعبرون عن موقف إنساني ويحملون رسالة سامية تدعو إلى الخير و الحق والجمال و يهاجمون النزعة المادية يقول إيليا أبو ماضي :-
عندما أبدع هذا الكون رب العالمين ورأي كل الذي فيه جميلا وثميــنــا
خلق الشاعر كي يخلق للناس عيونا نبصر الحسن ، وتهواه حراكا وسكونـا

2- المشاركة الوجدانية:-
مشاركة الناس في وجدانهم وعواطفهم و الانفعال بين الشاعر والناس

3- النزعة الروحية:-
ونراها واضحة في الكون وكشف أسراره و التوجه إلى الله والتماس النجاة من الحياة المادية.
أنا لا اذكر شيئا في حياتي الماضية
أنا لا أعرف شيئا عن حياتي الآتية

4-الحيرة والقلق و التطلع إلى حياة أفضل :-
يقول "ندرة حداد":-
رويدك يا نفـس لا تجزعـــي مفدى بك الحرة الباسلة
فان الحياة لـدي العاقليـن لحلم وأفراحها باطــلـة

5-الاتجاه إلى الطبيعة و الاندماج فيها :
وذلك شائع في شعرهم
يقول "شكر الله الجِرّ" :-
رتلي يا طـير ألحانك في هذى الســفوح
هو ذا الليل و قد أهرم يمشي كالكسيح

6- شدة حبهم للوطن الأم والارتباط به:-
فكان حديثهم يتجه إلى الدين و التسامح فيه والبعد عن التعصب و ذلك من أثر النزعة الروحية التي سيطرت عليهم فكان الحب و التضامن.
أصلي لموسى وأعبد عيسي وأتلو السلام علي أحمد

ثانيا: التجديد في الفن الشعري ... من حيث الشكل
1- المغالاة في التجديد ذلك :-
أ-لبعدهم عن الوطن الأم
ب-الاندفاع نحو التجديد.
فظهرت العثرات اللغوية لدي الشعراء.

2-الاهتمام بالنثر :-
وكان خط الشمال أكثر من الجنوب الذين اهتموا بالشعر أكثر.

3- ميلهم إلى الرمز
وذلك بالتعبير عن الأمور المعنوية بأمور حية من غير تصريح.

4-التمسك بالوحدة العضوية والاهتمام بالصورة الشعرية والتجديد في الوزن والقافية والقالب الشعري.
5-الميل إلى التحليل النفسي للعواطف (التينة الحمقاء لإيليا)

ملحوظة هامة
* مقارنة بين مدرسة المهاجر والديوان
نري أن هناك اتفاقاً مع شعراء الرومانسية و بخاصة مدرسة الديوان حيث الاتفاق في العودة إلى التجديد و محاربة التقليد
الاختلاف الواضح
1- شعرهم غارق في الذهنية و العاطفة الزائدة .
2- التجديد والانطلاق في المعني والخيال دون ضابط .
3- الإكثار من الشكل القصصي و بخاصة المطولات و الميل إلى التحليل النفسي.
4- تنوع شعرهم بين النثر الشعري ،كما فعل أمين الريحاني في مدينة حناء والشعر الموزون و الاعتماد علي السطر الشعري الواحد في البيت الواحد.