مشاهدة النسخة كاملة : كيف نصنع الديكتاتور؟!


Pro Saher Abdel-Aziz
11-09-2012, 02:53 PM
«منذ أدائه اليمين الدستورية في 30 يونيو الماضي، لم يقم الرئيس مرسي بأي أجازات خاصة يقضيها مع أسرته...حتى أيام العطلات الرسمية، كان الرئيس مرسي يقضيها داخل القصر الجمهوري من أجل إدارة شؤون البلاد وإجراء المقابلات الرسمية مع الضيوف والمسؤولين..أخيرا، استطاع الرئيس مرسي الحصول على أجازة 48 ساعة قضى خلالها أول وثاني أيام عيد الفطر مع أسرته بمدينة برج العرب، بعيدا عن مسؤوليات العمل الرسمية، ورغم ذلك لم يستطع الإفلات من 22 اتصالا هاتفيا مع زعماء دول عربية وغربية للتشاور حول الأوضاع الإقليمية والدولية».
كان هذا نص الخبر الذي تصدر الصفحة الأولى في جريدة «الأهرام»، والهدف واضح .. فكل من يقرأ الخبر لابد أن يقول لنفسه : «مسكين هذا الرئيس.. إن المهام الثقيلة التى يؤديها لاتترك له الفرصة لكي يستمتع بأجازة ولو يوما واحدا مع أسرته».
مع أن الحقيقة أن الرئيس مرسي لم يمض في منصبه سوى أسابيع قليلة وهي فترة لايحتاج المرء بعدها عادة إلى أية أجازة، كما أن الرئيس لا يمسك التليفون بيده ليجري اتصالاته الدولية وإنما لديه معاونون كثيرون سيطلبون له الأرقام وما عليه بعد ذلك إلا أن يتكلم قليلا وهو مستلق في فراشه أو جالس على مقعد مريح...
هذه الأخبار الكاذبة المليئة بالنفاق تتكرر الآن في إطار عملية تصنيع الديكتاتور التى تحدث للأسباب التالية:
أولا : ماكينة الاستبداد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ورث الرئيس مرسي نظام مبارك بالكامل: أجهزة قمع على استعداد للتعذيب والاعتقال والقتل وإعلام فاسد كاذب يعتمد على الولاء للنظام بغض النظر عن الكفاءة وأجهزة حكومية تعودت أن تنفذ تعليمات الرئيس مهما كانت وتتغنى بحكمته.
كان المتوقع من أول رئيس منتخب بعد الثورة أن يؤسس لديمقراطية حقيقية لكنه للأسف حافظ على ماكينة الاستبداد التي ورثها عن مبارك وبدأ يوجهها لمصلحته.
فبدلا من رؤساء تحرير الصحف القومية الذين طالما نافقوا مبارك، عين مجلس الشوري (عن طريق مسابقة غامضة ) رؤساء تحرير يدينون بمناصبهم إلى الإخوان المسلمين، وبدلا من وزير إعلام برتبة لواء يمنع نقد المجلس العسكري جاء وزير إعلام إخواني ليمنع المسلسلات التي تنتقد الإخوان..
وبدلا من تعيين محافظين موالين لمبارك تم تعيين محافظين موالين للإخوان المسلمين وبدلا من قانون الطوارئ الذي ارتكب مبارك في ظله جرائم بشعة ضد المصريين، يتم الإعداد الآن لقانون طوارئ جديد لخدمة الرئيس مرسي.
وقد عرفت من مصادر موثوقة أن كبار الضباط في جهاز أمن الدولة يتوددون الآن لقيادات الإخوان المسلمين، يعتذرون عن الجرائم التى ارتكبوها في حقهم أيام مبارك ويعرضون عليهم خدماتهم . إن أجهزة الأمن التى لم تتغير بعد الثورة قد تتحول في أية لحظة إلى أداة قمع في يد الرئيس والإخوان المسلمين.
ثانيا : الضعف الانساني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مهما كان الإنسان متواضعا فإنه إذا تولى السلطة غالبا ما يكون ضعيفا أمام النفاق وشيئا فشيئا سوف يصدق كلمات المديح ويعتبر أنه يستحقها عن جدارة.
في كتابه الرائع «ماذا حدث للثورة المصرية ؟» يحكى المفكر الكبير جلال أمين تجربته عندما كان أستاذا في الجامعة الأمريكية، ففي الأيام التى يلقى فيها محاضراته كان الطلاب يتوافدون على مكتبه ليسألوه أو ويطلبوا منه أشياء تتعلق بالدراسة وبعد أن يقضى لهم طلباتهم كان هؤلاء الطلاب كثيرا ما يشكرونه بطريقة زائدة أو يمدحونه بإفراط وهنا يقول الدكتور جلال أمين:«لاحظت أننى في مثل هذه المواقف تعتريني لبعض الوقت درجة لا يستهان بها من الإعجاب بالنفس والغرور إذ أصدق ما قيل عنى واعتبره صادقا لمجرد أننى أحب أن يكون كذلك».
هذه الدرجة العالية من مراقبة النفس ومقاومة الغرور التى يتمتع بها الدكتور جلال أمين لا تتوفر عند معظم الناس.
لقد رأينا كيف ذهب الرئيس مرسي في زيارة عادية إلى الصين ليبحث وسائل التعاون معها، فإذا بوسائل الإعلام تصور زيارته على أنها فتح مبين ويتبارى أساتذة العلوم السياسية في شرح الفوائد الكبرى التى ستعم على البلاد والعباد من زيارة مرسي التاريخية للصين.
وقد ظهرت فجأة جمعية مجهولة تسمي نفسها منظمة السلام العالمي وأعلنت أنها قررت منح الرئيس محمد مرسي جائزة السلام العالمي لعام 2012 ونحن نتساءل: لماذا لا تنتظر هذه المنظمة حتى نهاية العام حتى تتأكد من جدارة الرئيس مرسي بالجائزة بل وماذا فعل الرئيس مرسي أصلا ليستحق أية جائزة وقد فشل حتى الآن في تقديم أى حل لمشكلات مصر المعقدة المزمنة ؟!.
إن تصنيع الديكتاتور يجري على قدم وساق وقد بدت على الرئيس مرسي للأسف علامات الاستجابة للنفاق فرأيناه يطلب قرضا كبيرا من صندوق النقد الدولي بدون أن يستشير المصريين الذين سيدفعون من أموالهم قيمة القرض وفوائده، وبينما تتقاعس الشرطة عن حماية المصريين وتضطر المستشفيات إلى إغلاق أبوابها خوفا من هجمات البلطجية لا يجد الرئيس حرجا في أن يتجول في حراسة ثلاثة آلاف جندي وعشرات الضباط والقناصة بل إنه لم يتحرج كرئيس إسلامي وهو يرى جنود الحراسة يمنعون المصلين من دخول الجامع الذى يصلى فيه.
المعنى هنا أن أمن الرئيس أهم بكثير من أمن المواطن . نفس المفهوم الذى كان سائدا أيام مبارك يعاد انتاجه من أجل الرئيس مرسي.
ثالثا :التنظيم السري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الرئيس مرسي منتخب من الشعب الا أنه ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين وهي حتى الآن تنظيم سري غامض . كم يبلغ عدد الإخوان المسلمين، وهل لديهم جناح عسكري، ومن أين يحصلون على الأموال الهائلة التى ينفقونها في الانتخابات، وهل يتلقون تمويلا خارجيا؟، كل هذه أسئلة بلا إجابة لأن الإخوان المسلمين يرفضون تقنين أوضاع جماعتهم وبالتالي فان المواطن المصري يتعامل مع رئيس منتخب لديه جزء غاطس مجهول.
نحن لا نعرف الحدود بين رئاسة الجمهورية ومكتب الإرشاد ولا العلاقة بين رئيس الدولة ومرشد الإخوان وبالتالي يظل تنظيم الإخوان بمثابة ذراع سرية للرئيس مستعصية على رقابة الشعب ومحاسبة الدولة.. وقد رأينا كيف هاجمت مجموعات منظمة مدينة الإنتاج واعتدت على الإعلاميين المناهضين للإخوان ثم سارعت قيادة الإخوان ورئاسة الجمهورية بإدانة الهجوم . مادامت جماعة الإخوان غير شرعية وترفض رقابة الدولة فان الرئيس مرسي يمتلك تحت امرته تنظيما سريا يستطيع في أية لحظة التدخل بشتى الطرق من أجل إبقاء الرئيس في السلطة.
رابعا : التراث الديني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الرئيس مرسي إسلامي ولذلك فهو يستعيد التراث الإسلامي في خطبه ومواقفه جميعا وهذا مفهوم، المشكلة أن علاقة الحاكم بالمواطنين في التراث الإسلامي لها مفهومان متناقضان. لقد قدم الإسلام مفهوما ديمقراطيا للسلطة تجلى في حكم أبي بكر وعمر رضى الله عنهما. ما أن تولى أبو بكر الحكم حتى ألقى خطبة عظيمة بدأها قائلا:
«أيها الناس قد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أسأت فقوموني».
هذه الجملة كانت بمثابة دستور ديمقراطي يعتبر الحاكم رجلا عاديا في خدمة المواطنين ومن حقهم نقده وتقويمه وخلعه من منصبه.. لكن هذا المفهوم العادل سرعان ما يختفى في التاريخ الإسلامي لينادي فقهاء كثيرون بوجوب طاعة الحاكم المسلم حتى ولو كان ظالما وفاسدا..
هذا المفهوم الاستبدادي البعيد عن صحيح الدين يمهد لصناعة الديكتاتور ويفسر لنا لماذا رفض كثيرون من مشايخ السلفية الثورة ضد مبارك، ولماذا تعاونوا مع أجهزة الأمن، ولماذا أجاز بعض الفقهاء قتل المتظاهرين الذين يطالبون بإقالة مرسي . إذا أراد الرئيس مرسي أن يبقى في السلطة بعد انتهاء ولايته فان هؤلاء المشايخ سيؤيدونه غالبا لأن قراءتهم الخاطئة للإسلام لا تعترف بمبدأ تداول السلطة .
خامسا : متلازمة ستوكهولم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اندلعت الثورة وخلعت مبارك وحاكمته وألقت به في السجن، لكن بعض المصريين لازالوا يتعاطفون مع مبارك، بعض هؤلاء المتعاطفين موقفهم مفهوم لأنهم استفادوا من نظام مبارك، لكن الغريب أن هناك مصريين عانوا بشدة من ظلم مبارك وفساده، لكنهم مع ذلك يدافعون عنه ويتعاطفون معه. هؤلاء في رأيي مصابون بمرض متلازمة استوكهلومStockholm syndrome..
ففي عام 1973 هاجم بعض اللصوص أحد البنوك في استوكهولم وأخذوا أربعة موظفين (ثلاث نساء، ورجل ) رهائن لمدة ستة أيام وكانت المفارقة فى أن المختطفين بعد إطلاق سراحهم تكونت بداخلهم مشاعر تعاطف وارتباط بالجناة، حتى صار رجال الشرطة بالنسبة لهم أعداء، والخاطفون هم الأصدقاء. إن متلازمة استوكهولم كما تصيب الأفراد تصيب الشعوب التى تتعرض للاستبداد لفترة طويلة، إذ يتعلق بعض الناس بالطاغية مع اعترافهم بظلمه وفساده، لكن وجوده في السلطة يمنحهم احساسا بالأمن، ويكون بالنسبة إليهم الأب الذي يحميهم من شرور العالم فهم يتعلقون به مهما ظلمهم وقمعهم .. هذا القطاع من المصريين الذى لا نعرف حجمه لايمكن أن يتعامل مع الرئيس باعتباره موظفا عاما فهم يشتاقون إلى طاغية يحميهم ويقمعهم ويحسون بضعفهم وضآلتهم أمامه.
هؤلاء المرضى بمتلازمة استوكهولم بعد أن تأكدوا من أن مبارك لن يعود بدءوا يتعلقون بالرئيس مرسي ويبررون كل أفعاله مهما كانت خاطئة و يصورونه باعتباره زعيما ملهما جاء لينقذ الأمة بحكمته وشجاعته.
في ظل هذه العوامل يتم الآن تصنيع ديكتاتور جديد لمصر. لقد أعلن الرئيس مرسي مرارا أنه يرفض الاستبداد لكن التجربة علمتنا أن كل من حكم مصر قد بدأ متواضعا طيبا مدافعا عن حقوق الناس ثم تحول شيئا فشيئا الى طاغية ليرتكب أبشع الجرائم من أجل الاحتفاظ بالسلطة. إن الرئيس مرسي يتحول أمام أعيننا من رجل عادي فاز بالانتخابات بفارق ضئيل للغاية إلى زعيم الأمة الملهم والحكيم العظيم ورجل الثورة وبطل السلام إلى آخر هذه الألقاب المزيفة التى أغدقها المنافقون على كل من حكم بلادنا.
إن الثورة المصرية قدمت آلاف الشهداء والمصابين من أجل الكرامة وحرية والعدالة الاجتماعية وهذه المبادئ لا يمكن أن تتحقق الا بعد أن نرسخ في الأذهان أن الرئيس مجرد موظف مهمته أن يخدم المواطنين ويجب أن يحاسب بشدة على أخطائه كما يجب أن يتحمل النقد مهما كان قاسيا أو متجاوزا لأن الغرض منه الصالح العام..
مهمة الثورة الآن في رأيي أن تمنع صناعة طاغية جديد.. عندئذ سنبني الدولة الديمقراطية التى مات من أجلها الشهداء.
الديمقراطية هي الحل.

علاء الاسوانى

أ/رضا عطيه
12-09-2012, 05:38 AM
تطبيقا عمليا فى مصر

أظن تم حصد من صناعة الدكتاتور لدينا مراحل عديدة

الأهم الأن

هل سيرضى بها ويستخدمها ؟

أنا متفائل وأعلم أن تطبيق كل هذه الطرق جاءت من المناصرين

والموقف حتى الأن مبشر

فلم يستخدم الرئيس أى منها إلى الأن بطريقة غير صحيحة

ربنا ينعم عليه حب الحق الذى عهدناه عليها

ويهدى مؤيديه و معارضيه

ويتذكر دائما أنه وعد الخالق سبحانه وتعالى

أنه لن يخون الله فينا

بارك الله فيكم

راغب السيد رويه
12-09-2012, 10:22 AM
إن الثورة المصرية قدمت آلاف الشهداء والمصابين من أجل الكرامة وحرية والعدالة الاجتماعية وهذه المبادئ لا يمكن أن تتحقق الا بعد أن نرسخ في الأذهان أن الرئيس مجرد موظف مهمته أن يخدم المواطنين ويجب أن يحاسب بشدة على أخطائه كما يجب أن يتحمل النقد مهما كان قاسيا أو متجاوزا لأن الغرض منه الصالح العام..
مهمة الثورة الآن في رأيي أن تمنع صناعة طاغية جديد.. عندئذ سنبني الدولة الديمقراطية التى مات من أجلها الشهداء.
الديمقراطية هي الحل.

aymaan noor
13-09-2012, 07:36 AM
مقال أكثر من رائع
جزاك الله خيرا و بارك الله فيك

simsim elmasry
14-09-2012, 10:01 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
المقال في مجمله رائع
ولكن لى ملاحظة عليه
وهي انه يأتى في اطار
الخوف من الهيمنة والسيطرة
من قبل الاسلام السياسي
ولاسيما الاخوان
المسلمين
وهذا التخوف ورغم تأييدى
للاسلام السياسي
الا انه مشروع
ومتفهم من الذين لاينتمون اليه
ولكن كيف نواجه هذا التخوف
وكيف نوقف امكانيه الهيمنة
والاخونة او الاسلمة
ان جازت التعبيرات
للاسف نحن نعمد الى التشكيك
فمثلا لا افهم كيف يرد الرئيس على تليفونات من مسئولين دوليين
ويناقش قضايا دولية وعربية واقليمية وهو في فراشة قرير العين
هل هذا كلام معقول اليس عدد المكالمات الكثير مرهقا لاي شخص
اليس الحوار والنقاش عن امور سياسية ومشاكل محلية ودولية لفترات طويلة مع التنوع الكمى والكيفي والتعقيد والتداخل بل والتذبذب من وقت لوقت بل حتى يمكن من ساعة لاخري حسب متجدات الاحداث شيئا مرهقا؟؟؟
أعتقد أن هذا الموضوع بخصوص الريس يحتاج الى مراجعة بعض الشئ
الذى يريد ان يمنع سيطرة الحزب الحاكم فعليه ان يكون معارضا فعالا بحجم الحزب الحاكم حتى تكون السلطة متداولة فعلا ولا يكتفى بكونه معارضا ضعيفا هشا لا يملك الا النقد والبتشكيك
------------------
مسالة أوضاع جماعة الاخوان وتقنين أوضاعها لا افهم ماهو الاوضاع المخالفة في القانون في جماعة الاخوان
____________
مسألة أن اجهزة أمن الدولة تقوم بعمل صفقة مع الاخوان يعنى ننسى اللي فات ونقسم التركة
أعتقد إننا لايجوز إننا لو الناس اخدوا اجراء ضد حد نقول تصفية حسابات قديمةولو لم ياخذو اجراء نقول دى صفقة الوضع دا بيفكرنى بواحد صديق أخبرنى أنه كان يعرف شخص غير مستقر عقليا قال لزوجته مرة وكانت واقفة على سلم المنزل"لو طلعتى سلمة تبقى طالق,ولو نزلتى سلمة تبقى طالق"
بيتهيألى يجب تجاوز هذه المرحلة
___________________________
مسالة كون جماعة الاخوان تنظيم غامض
لا افهم مامعنى تنظيم غامض
أعتقد دا امر محتاج توضيح
______________________________
مسالة تمويل الاخوان هى مسألة جديرة بالاهتمام
ولكن أيضا المجلس العسكري المحسوب على مبارك
كان يدير شئون البلاد لمدة تقارب السنتين وتحت يده كل مفاصل الدولة والتى كان يسيطر عليها رجال الوطني ولو استطاعوا ان يمسكوا شى عن الاخوان في مسالة التمويل لما توانوا في اعلانه فاذا كان هناك مخالفات ولم يتم رصدها فلماذا لم ترصد وتقدم للاجهزة المعنية ليأخذ القانون مجراه اعتقد ان هذا امر لايأخذ على الاخوان بأي حال
___________________________________
مسألة المليشيات
إن كثرة الحديث عن هو أمر غريب
بكل المقاييس
لان اي جهة في العالم
لديها مليشيات لاتخفى ذلك
ولكن تعلنه لانه ببساطة
يكسبها وضع استراتيجى على الارض
فلماذا تخفيه ان كان موجود
ثم ان السؤال في حد ذاته غريب
كيف نقول ان جماعة الاخوان
هل عندها مليشيات ام لا
ولكن عندما نري هذه المليشيات أو نرصدها
أو تعترض طريقنا فإننا هنا وهنا فقط
نقول أن هناك مليشيات وهنا يجب على
جيش الدولة ان يتعامل مع هذا الامر
بالطريقة التى يراها سواء كانت هذه المليشيلت للاخوان
او حتى للكنيسة
ثم إن الذى يريد ان يعلم هل جماعة الاخوان أو غيرها لديها مليشيات
يستطيع أن يعلم ذلك من القوات المسلحة
من جهاز المخابرات الحربية
ولا اعتقد انهم يسمحون بذلك
______________________________
بصراحة هذا الجزء من المقال يعجبنى جدا وهو اكثر من رائع
خامسا : متلازمة ستوكهولم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اندلعت الثورة وخلعت مبارك وحاكمته وألقت به في السجن، لكن بعض المصريين لازالوا يتعاطفون مع مبارك، بعض هؤلاء المتعاطفين موقفهم مفهوم لأنهم استفادوا من نظام مبارك، لكن الغريب أن هناك مصريين عانوا بشدة من ظلم مبارك وفساده، لكنهم مع ذلك يدافعون عنه ويتعاطفون معه. هؤلاء في رأيي مصابون بمرض متلازمة استوكهلومStockholm syndrome..
ففي عام 1973 هاجم بعض اللصوص أحد البنوك في استوكهولم وأخذوا أربعة موظفين (ثلاث نساء، ورجل ) رهائن لمدة ستة أيام وكانت المفارقة فى أن المختطفين بعد إطلاق سراحهم تكونت بداخلهم مشاعر تعاطف وارتباط بالجناة، حتى صار رجال الشرطة بالنسبة لهم أعداء، والخاطفون هم الأصدقاء. إن متلازمة استوكهولم كما تصيب الأفراد تصيب الشعوب التى تتعرض للاستبداد لفترة طويلة، إذ يتعلق بعض الناس بالطاغية مع اعترافهم بظلمه وفساده، لكن وجوده في السلطة يمنحهم احساسا بالأمن، ويكون بالنسبة إليهم الأب الذي يحميهم من شرور العالم فهم يتعلقون به مهما ظلمهم وقمعهم .. هذا القطاع من المصريين الذى لا نعرف حجمه لايمكن أن يتعامل مع الرئيس باعتباره موظفا عاما فهم يشتاقون إلى طاغية يحميهم ويقمعهم ويحسون بضعفهم وضآلتهم أمامه.
هؤلاء المرضى بمتلازمة استوكهولم بعد أن تأكدوا من أن مبارك لن يعود بدءوا يتعلقون بالرئيس مرسي ويبررون كل أفعاله مهما كانت خاطئة و يصورونه باعتباره زعيما ملهما جاء لينقذ الأمة بحكمته وشجاعته.
في ظل هذه العوامل يتم الآن تصنيع ديكتاتور جديد لمصر. لقد أعلن الرئيس مرسي مرارا أنه يرفض الاستبداد لكن التجربة علمتنا أن كل من حكم مصر قد بدأ متواضعا طيبا مدافعا عن حقوق الناس ثم تحول شيئا فشيئا الى طاغية ليرتكب أبشع الجرائم من أجل الاحتفاظ بالسلطة. إن الرئيس مرسي يتحول أمام أعيننا من رجل عادي فاز بالانتخابات بفارق ضئيل للغاية إلى زعيم الأمة الملهم والحكيم العظيم ورجل الثورة وبطل السلام إلى آخر هذه الألقاب المزيفة التى أغدقها المنافقون على كل من حكم بلادنا.
إن الثورة المصرية قدمت آلاف الشهداء والمصابين من أجل الكرامة وحرية والعدالة الاجتماعية وهذه المبادئ لا يمكن أن تتحقق الا بعد أن نرسخ في الأذهان أن الرئيس مجرد موظف مهمته أن يخدم المواطنين ويجب أن يحاسب بشدة على أخطائه كما يجب أن يتحمل النقد مهما كان قاسيا أو متجاوزا لأن الغرض منه الصالح العام..
مهمة الثورة الآن في رأيي أن تمنع صناعة طاغية جديد.. عندئذ سنبني الدولة الديمقراطية التى مات من أجلها الشهداء.
الديمقراطية هي الحل.
_____________________________
شكرا على الموضوع القيم